إسرائيل في حالة حرب - اليوم 433

بحث

الولايات المتحدة تحذر إيران من أنها لن تتمكن من كبح إسرائيل إذا هاجمتها طهران مرة أخرى

قاذفات أميركية من طراز بي-52 تصل إلى المنطقة بينما تشير تقارير إلى أن إسرائيل حددت علامات أولية على الاستعدادات لهجوم إيراني، وتتوعد برد قوي حتى لو تم تنفيذ الضربة عبر وكلاء

لوحة إعلانية تحمل عبارة معادية لإسرائيل تغطي واجهة مبنى في طهران، إيران، 26 أكتوبر، 2024. (Atta Kenare/AFP)
لوحة إعلانية تحمل عبارة معادية لإسرائيل تغطي واجهة مبنى في طهران، إيران، 26 أكتوبر، 2024. (Atta Kenare/AFP)

أفادت تقارير أن الولايات المتحدة حذرت إيران في الأيام الأخيرة من شن هجوم آخر على إسرائيل، مضيفة أن واشنطن لن تكون قادرة على كبح إسرائيل إذا هوجمت مرة أخرى، حسبما ذكر موقع “أكسيوس” الإخباري يوم السبت، نقلا عن مسؤول أمريكي ومسؤول إسرائيلي سابق لم يذكر اسميهما.

ونُقل عن المسؤول الأمريكي قوله: “أخبرنا الإيرانيين: لن نكون قادرين على كبح إسرائيل، ولن نكون قادرين على التأكد من أن الهجوم التالي سيكون محسوبا ومستهدفا مثل الهجوم السابق”.

ونقل التقرير عن المسؤول أن الرسالة نُقلت مباشرة إلى الإيرانيين، على الرغم من أن المصدر الإسرائيلي قال إن الرسالة نُقلت إلى طهران عبر وسطاء سويسريين.

ولم يرد أي رد من واشنطن أو طهران على التقرير، الذي جاء بعد ساعات من تهديد المرشد الأعلى الإيراني لإسرائيل والولايات المتحدة بـ”رد قاس” على الهجمات على إيران وحلفائها.

ويهدد المسؤولون الإيرانيون بشكل متزايد بشن ضربة أخرى ضد إسرائيل ردا على هجوم اسرائيل في 26 أكتوبر على الجمهورية الإسلامية والذي استهدف قواعد ومنشآت عسكرية والذي قالت إيران إنه أسفر عن مقتل خمسة أشخاص على الأقل.

جاءت الضربات الانتقامية الإسرائيلية على المنشآت العسكرية الإيرانية بعد أسابيع من هجوم الجمهورية الإسلامية في الأول من أكتوبر، والذي أطلقت فيه إيران نحو 200 صاروخ بالستي على إسرائيل، مما دفع معظم السكان إلى الاندفاع إلى الملاجئ والغرف الآمنة، وتسبب في أضرار طفيفة نسبيا لقواعد عسكرية وبعض المناطق السكنية، ومقتل رجل فلسطيني في الضفة الغربية.

إن أي هجمات أخرى من الجانبين قد تجر الشرق الأوسط الأوسع، المتوتر بالفعل بسبب الحرب بين إسرائيل وحماس في قطاع غزة والعملية الإسرائيلية في لبنان، إلى صراع إقليمي أوسع عشية الانتخابات الرئاسية الأمريكية يوم الثلاثاء المقبل.

طائرات مقاتلة تابعة لسلاح الجو الإسرائيلي تستعد للانطلاق لتوجيه ضربات إلى إيران، أوائل 26 أكتوبر، 2024. (Israel Defense Forces)

وذكرت هيئة البث الإسرائيلية “كان” يوم السبت أنه في حين أن السلطات الأمريكية حددت “حركات أولية” تشير إلى أن إيران تدرس كيفية الرد، إلا أنه لا توجد حتى الآن مؤشرات واضحة بشأن متى أو كيف سيحدث ذلك.

في غضون ذلك، ذكرت أخبار القناة 12 أن المؤسسة الأمنية الإسرائيلية تقدّر أن إيران قد تختار العمل من خلال ميليشياتها الشيعية في العراق واليمن، بدلا من الرد بشكل مباشر، في محاولة لخفض خطر وقوع هجوم إسرائيلي آخر على الأراضي الإيرانية. وقالت القناة إن كبار المسؤولين الأمنيين هددوا بالرد بقوة على أي هجوم بغض النظر عن مصدره.

في الوقت نفسه، نشرت وسائل إعلام عربية لقطات تشير إلى أن زورق صواريخ تابعا لسلاح البحرية الإسرائيلية عبر قناة السويس وهو الآن في البحر الأحمر يحمل قاذفة متقدمة قادرة على إطلاق صاروخ LORA المتقدم، الذي طورته شركة الصناعات الجوية الإسرائيلية ويبلغ مداه 400 كيلومتر.

هذا بالإضافة إلى الانتشار الأمريكي في المنطقة.

يعمل الجيش الأمريكي في جميع أنحاء الشرق الأوسط، حيث أن بعض القوات الآن مكلفة بتشغيل منظومة الدفاع الجوي الصاروخي THAAD في إسرائيل. ومن المرجح أن حاملة الطائرات “يو إس إس أبراهام لينكولن” متواجدة في بحر العرب، بينما قال المتحدث باسم البنتاغون اللواء بات رايدر يوم الجمعة إن المزيد من المدمرات وأسراب المقاتلات وناقلات النفط والقاذفات بعيدة المدى من طراز “بي-52” ستصل إلى المنطقة لردع إيران وحلفائها من الجماعات المتطرفة.

وقالت القيادة المركزية الأمريكية في ساعة مبكرة الأحد إن قاذفة من طراز “بي-52” وصلت إلى المنطقة.

في وقت سابق السبت، هدد المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي إسرائيل والولايات المتحدة “برد قاس” على الهجمات على إيران وحلفائها.

وقال خامنئي خلال كلمة ألقاها أمام طلاب في طهران “على العدوين، الولايات المتحدة والكيان الصهيوني، أن يعلما أنهما سيتلقيان بالتأكيد ردا قاسيا على ما يفعلانه ضد إيران ومحور المقاومة”.

وكان خامنئي البالغ من العمر 85 عاما قد اتبع نهجا أكثر حذرا في تصريحات سابقة، حيث قال إن المسؤولين سيدرسون رد إيران وإن الهجوم الإسرائيلي “لا ينبغي المبالغة فيه أو التقليل من شأنه”.

لكن الجهود التي بذلتها إيران للتقليل من أهمية الهجوم تعثرت حيث أظهرت صور الأقمار الاصطناعية وتقارير متعددة في وسائل الإعلام العالمية أن الضربات الإسرائيلية شلت إنتاج الصواريخ البالستية الإيرانية من خلال تدمير ما لا يقل عن اثني عشر خلاطا للوقود الصلب، وتعطيل الدفاعات الجوية المهمة التي تحمي منشآت الطاقة الرئيسية.

تُظهر صورة القمر الاصطناعي هذه من Planet Labs PBC المباني المتضررة في قاعدة بارشين العسكرية الإيرانية خارج طهران، إيران، 27 أكتوبر 2024. (Planet Labs PBC via AP)

كما تعرض وكلاء إيران، الذي تطلق عليهم طهران اسم “محور المقاومة”، هم أيضا لأضرار بالغة جراء الهجمات الإسرائيلية المستمرة، لا سيما حزب الله اللبناني وحركة حماس في قطاع غزة. ولطالما استخدمت إيران تلك الجماعات كوسيلة غير متكافئة لمهاجمة إسرائيل وكدرع ضد أي هجوم مباشر. ويعتقد بعض المحللين أن تلك الجماعات تريد من إيران أن تفعل المزيد لدعمها عسكريا.

شنت إسرائيل حربا على حماس في غزة بعد هجمات 7 أكتوبر 2023 التي أسفرت عن مقتل نحو 1200 شخص واختطاف 251 آخرين، ومؤخرا كثفت ضرباتها على حزب الله، الذي بدأ في إطلاق الصواريخ على إسرائيل بعد يوم من الهجوم الذي شنته حماس. ولقد تعهدت إسرائيل بإبعاد حزب الله عن الحدود والسماح لعشرات الآلاف من الأشخاص الذين تم إجلاؤهم بالعودة إلى منازلهم في شمال إسرائيل.

وتتعامل إيران، التي هاجمت إسرائيل بشكل مباشر بالصواريخ والطائرات المسيرة لأول مرة في أبريل، مع مشاكلها الخاصة بها في الداخل، حيث يعاني اقتصادها تحت وطأة العقوبات الدولية وواجهت سنوات من الاحتجاجات المتعددة وواسعة النطاق.

ولطالما هددت إيران إسرائيل بالتدمير ودعت إلى محو الدولة اليهودية.

تحيي إيران، الأحد، الذكرى الخامسة والأربعين لأزمة رهائن السفارة الأمريكية، حسب التقويم الفارسي. أدى اقتحام الطلاب الإسلاميين للسفارة في 4 نوفمبر 1979 إلى أزمة استمرت 444 يوما، مما عزز العداء المستمر منذ عقود بين طهران وواشنطن.

ساهمت في هذا التقرير وكالة فرانس برس

اقرأ المزيد عن