الولايات المتحدة تبدأ إسقاط مساعدات غذائية على قطاع غزة تشمل 38 ألف وجبة
أعلن الرئيس الأمريكي بايدن عن إرسال إمدادات الإغاثة جواً بعد حادثة فوضوية شهدت مقتل عشرات الفلسطينيين أثناء محاولتهم الوصول إلى شاحنات المساعدات

قال ثلاثة مسؤولين أمريكيين إن طائرات شحن عسكرية أمريكية من طراز C-130 أسقطت يوم السبت مواد غذائية على غزة، بعد يومين من مقتل عشرات الفلسطينيين بعد اندفاعهم لسحب البضائع من قافلة مساعدات خلال مواجهة فوضوية مع القوات الإسرائيلية.
وأسقطت ثلاث طائرات من القوات الجوية المركزية 66 حزمة تحتوي على حوالي 38,000 وجبة على غزة في الساعة 3:30 مساء بالتوقيت المحلي. وشاركت قوات أردنية في العملية.
ومن المتوقع أن تكون عملية الإسقاط الجوي هي الأولى من بين العديد من العمليات التي أعلن عنها الرئيس الأمريكي جو بايدن يوم الجمعة. وقالت القيادة المركزية الأمريكية (سنتكوم) إنها تخطط لعمليات إضافية “ضمن الجهود المتواصلة لإدخال المزيد من المساعدات إلى غزة، بما في ذلك من خلال توسيع تدفق المساعدات عبر الممرات والطرق البرية”.
وتقول حماس إن 115 فلسطينيا على الأقل قتلوا وأصيب مئات آخرين يوم الخميس محاولتهم الوصول إلى شاحنات المساعدات التي دخلت المدينة. واتهمت حماس إسرائيل بإطلاق النار على الحشود. وقالت إسرائيل إن العديد من القتلى تعرضوا للدوس خلال التدافع الفوضوي للوصول إلى المساعدات الغذائية، وأن قواتها أطلقت النار فقط على عدد قليل من الأفراد الذين اندفعوا نحوهم بطريقة مهددة. وتتعرض اسرائيل لضغوط دولية متزايدة لبدء تحقيق متعمق في الحادث.
وقال المتحدث باسم الأمن القومي بالبيت الأبيض جون كيربي يوم الجمعة، إن عمليات الإسقاط الجوي تهدف إلى توصيل المساعدات الإنسانية الطارئة بطريقة آمنة للأشخاص في الميدان.
وتستخدم طائرة الشحن العسكرية C-130 على نطاق واسع لتوصيل المساعدات إلى الأماكن النائية بسبب قدرتها على الهبوط في بيئة قاسية وقدرة الشحن.
????That was quick: Today for the first time, three US Army Hercules (C-130) jets dropped humanitarian aid on the Gaza Strip. pic.twitter.com/ldLdSVkibc pic.twitter.com/97Hco6oJEh
— Noga Tarnopolsky נגה טרנופולסקי نوغا ترنوبولسكي???? (@NTarnopolsky) March 2, 2024
ويمكن لطائرة C-130 أن تنقل ما يصل إلى 19 ألف كيلوغرام، ويعرف طاقمها كيفية تجهيز الحمولة، والتي يمكن أن تشمل في بعض الأحيان حتى المركبات، على منصات ضخمة يمكن إسقاطها بأمان من الجزء الخلفي من الطائرة.
وتم استخدام طائرة C-130 التابعة للقوات الجوية الأمريكية في السنوات الماضية لإسقاط المساعدات الإنسانية جواً في أفغانستان والعراق وهايتي ومواقع أخرى، ويتم استخدام هيكل الطائرة في “عملية إسقاط عيد الميلاد” السنوية متعددة الجنسيات التي تقوم بإسقاط ألعاب وإمدادات، ومعلبات غذاء ومعات صيد الأسماك على مواقع نائية في ولايات ميكرونيزيا الموحدة وجمهورية بالاو.
أصبح تسليم المساعدات إلى غزة نقطة خلاف في الحرب المدمرة المستمرة منذ خمسة أشهر، والتي أشعل فتيلها الهجوم الصادم وغير المسبوق الذي شنته حماس في السابع من أكتوبر، عندما اجتاح آلاف المسلحين بلدات إسرائيلية في جنوب البلاد، مما أسفر عن مقتل نحو 1200 شخص واحتجاز 253 آخرين كرهائن.

وألقت إسرائيل، التي تقوم بتفتيش جميع الشاحنات التي تدخل غزة من كلا المعبرين، باللوم على الأمم المتحدة لعدم تسليم المساعدات بالسرعة الكافية بعد السماح لها بالدخول، ولأنها تسببت بانخفاض عام في عمليات التسليم خلال الشهر الماضي.
وقالت الأمم المتحدة إن توزيع المساعدات داخل غزة أصبح أكثر صعوبة. وقد توقف تدفق المساعدات من مصر تقريبا خلال الأسبوعين الماضيين، كما أدى انهيار الأمن إلى زيادة صعوبة توزيع المواد الغذائية التي تصل، وفقا لبيانات الأمم المتحدة ومسؤولين.
وفي حين وصلت المزيد من الشاحنات عبر معبر كيرم شالوم (كرم أبو سالم) الإسرائيلي، فقد تم تعطيلها في الآونة الأخيرة من قبل أقارب الرهائن الإسرائيليين ومتظاهرين الذين يسعون إلى منع دخولها. وقالت إسرائيل مرارا إنها مستعدة لتسريع عملية منح الأذونات للمساعدات.

وتقول الأمم المتحدة إن ربع سكان غزة البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة يواجهون المجاعة. وقال مسؤولو الإغاثة إن عمليات الإسقاط الجوي ليست وسيلة فعالة لتوزيع المساعدات، بل هي الخيار الأخير.
قبل الحرب مع حماس، كانت غزة تعتمد على 500 شاحنة محملة بالإمدادات التي تدخل يوميا.
وقد مارست الولايات المتحدة ضغوطا مستمرة على إسرائيل لحملها على زيادة توزيع المساعدات منذ بدء الحرب، في أعقاب هجوم السابع من أكتوبر.
وقال الرئيس الأمريكي جو بايدن، عند إعلانه عن عمليات الإسقاط الجوي يوم الجمعة: “علينا القيام بالمزيد، والولايات المتحدة ستفعل المزيد”.
وقال بايدن إن “المساعدات المتدفقة إلى غزة ليست كافية على الإطلاق”، وأضاف أن الولايات المتحدة “ستصّر” على ضرورة سماح الدولة العبرية بدخول المزيد من الشاحنات. “لا توجد أعذار، لأن الحقيقة هي أن المساعدات المتدفقة إلى غزة ليست كافية على الإطلاق. حياة الأبرياء على المحك وحياة الأطفال على المحك”.
“لن نقف مكتوفي الأيدي حتى نقوم بإدخال مساعدات إلى هناك. يجب أن ندخل مئات الشاحنات، وليس بضعة [شاحنات] فقط”.