الولايات المتحدة تؤيد المطلب الإسرائيلي بإطار عمل جديد في غزة؛ عائلات الرهائن تطالب بالانتقال إلى المرحلة الثانية
البيت الأبيض لا يؤكد أن ويتكوف يقف وراء اقتراح تمديد المرحلة الأولى من الصفقة، كما تزعم القدس؛ أقارب الرهائن يحثون على إعادة الجميع قبل أي تجدد للقتال

أعربت الولايات المتحدة الأحد عن دعمها لقرار إسرائيل ربط استمرار وقف إطلاق النار في غزة بإطار جديد يمدد مرحلته الأولى بدلا من الانتقال إلى المرحلة الثانية، في حين حثت عائلات الرهائن والناشطين في تل أبيب والقدس الحكومة على اختيار الخيار الأخير لإعادة الرهائن المتبقين إلى الديار وإنهاء الحرب.
وقال البيت الأبيض إنه يؤيد نهج إسرائيل في مفاوضات الرهائن، لكنه لم يؤكد على وجه التحديد وصف رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو للاقتراح الخاص بإطار جديد لإطلاق سراح الرهائن والذي قررت اسرائيل دعمه في وقت مبكر من صباح الأحد باعتباره اقتراحا صاغه مبعوث الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف.
في وقت سابق الأحد، نفى مسؤول عربي لـ”تايمز أوف إسرائيل” أن يكون ويتكوف وراء الاقتراح الذي أعلنه مكتب نتنياهو.
ومن شأن هذا الاقتراح التخلي عن إطار المرحلة الثانية الذي وافقت عليه إسرائيل وحماس لوضع مخطط جديد لإطلاق سراح الرهائن الـ 59 المتبقين في دفعتين نحو بداية ونهاية شهر رمضان وعيد الفصح اليهودي في شهر مارس وحتى 19 أبريل.
وقال المسؤول العربي إن الخطة التي وصفها نتنياهو بأنها لويتكوف كانت “خطة إسرائيلية إلى حد كبير”.
وعندما طُلب منه التعليق على هذا الادعاء، تجنب المتحدث باسم مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض براين هيوز الرد بشكل مباشر، وبدلا من ذلك أرسل بيانا أعرب فيه عن دعمه لموقف إسرائيل التي قررت وقف تدفق المساعدات الإنسانية إلى غزة بعد انتهاء المرحلة الأولى من الاتفاق مساء السبت.
وقال هيوز: “لقد تفاوضت إسرائيل بحسن نية منذ بداية هذه الإدارة لضمان إطلاق سراح الرهائن المحتجزين لدى إرهابيي حماس. سندعم قرارهم بشأن الخطوات التالية، نظرا لأن حماس أشارت إلى أنها لم تعد معنية بوقف إطلاق النار عن طريق التفاوض”.

وكان من المفترض أن تبدأ إسرائيل وحماس المفاوضات بشأن شروط المرحلة الثانية قبل شهر، لكن إسرائيل امتنعت عن القيام بذلك لأن هذه المرحلة تتطلب – في مقابل إطلاق سراح الرهائن الأحياء المتبقين – انسحابا إسرائيليا كاملا من غزة ووقف إطلاق نار دائم، وهو ما استبعده نتنياهو.
كما كان من المفترض أن يبدأ يوم السبت أيضا انسحاب إسرائيل من محور فيلادلفيا بين مصر وغزة، لكن مكتب نتنياهو قال بالفعل الشهر الماضي إنه لن يمتثل لهذا الشرط.
وقال المسؤول العربي إن حماس أوضحت قبل وبعد إعلان نتنياهو أنها مستعدة لإطلاق سراح المزيد من الرهائن فقط كجزء من الإطار الذي اتفق عليه الجانبان في يناير.
“المختطفون على الفور، وحماس بعد ذلك”
في بيان صحفي أدلوا به في تل أبيب يوم الأحد قال أفراد عائلات الرهائن الذين ما زالوا محتجزين في غزة إن المرحلة الثانية من اتفاق الرهائن يجب أن تبدأ على الفور، قبل أي عودة إلى القتال في غزة.
وقالت ليشاي ميران لافي، التي لا يزال زوجها عومري ميران، والد ابنتيهما الصغيرتين، محتجزا في غزة: “المختطفون على الفور، وحماس بعد ذلك”.
“ما الذي ننتظره”، قالت ميران ليفي، مضيفة “متى أستطيع الاستيقاظ في الصباح والإجابة على أسئلة ابنتاي حول موعد عودة والدهما عومري إلى المنزل؟”

وقال إيلاي دافيد، شقيق الرهينة إيفياتار دافيد الذي ظهر في مقطع فيديو دعائي لحماس الأسبوع الماضي مع أفضل صديق له الرهينة غاي غلبواع دلال، إن هذه كانت المرة الأولى التي ترى فيها العائلة إيفياتار منذ اختطافه من قبل مسلحي حماس في 7 أكتوبر 2023.
وقال دافيد: “لم يعد لدى إيفياتار والآخرين وقت متبقي. نحن ممتنون لترامب. اجلبوا لنا صفقة أقوى وأكثر أمانا. لا مراحل، اجلبوا لنا صفقة ترامب”.
وقال أودي غورين، الذي قُتل قريبه طال حايمي في السابع من أكتوبر وتم اختطاف جثته إلى غزة، إن الوقت هو جوهر المسألة.
وقال إن قريبه والرهائن الآخرين هم الأوراق التي في يد حماس، لكن الرهائن لن يتمكنوا من البقاء على قيد الحياة إذا استأنفت إسرائيل القتال في غزة قبل إعادتهم.
وأضاف غورين: “سوف يصبح الأحياء أمواتا”.
وقالت إيلا بن عامي، التي عاد والدها أوهاد بن عامي نحيفا وضعيفا خلال المرحلة الأولى من الاتفاق، إن والدها كان دليلا على ضرورة إعادة الرهائن إلى الديار على الفور.
الآن في المنزل، يتناول بن عامي نصف رغيف خبز بعد كل وجبة كطريقة للتفكير في “الإخوة الخمسة” الذين تركهم وراءه، كما قالت إيلا، التي وصفت الجوع الذي عانى منه والدها ويعاني منه زملاؤه الرهائن الذين تُركوا في غزة.

في غضون ذلك، تظاهر آلاف الأشخاص أمام مقر إقامة رئيس الوزراء في القدس للمطالبة بأن تستمر إسرائيل في اتفاق وقف إطلاق النار في غزة من أجل ضمان إطلاق سراح المزيد من الرهائن.
تحتجز الفصائل المسلحة في قطاع غزة 59 رهينة، من بينها جثث 35 شخصا أكد الجيش الإسرائيلي مقتلهم.
في بيانه في ساعة مبكرة من صباح الأحد، قال مكتب نتنياهو إن ويتكوف اقترح المخطط بسبب انطباعه بأنه “في هذه المرحلة، لا يوجد خيار لسد الفجوات بين الجانبين بشأن إنهاء الحرب، وأن هناك حاجة إلى وقت إضافي لإجراء محادثات حول وقف إطلاق نار دائم”.
وزعم البيان أن حماس رفضت حتى الآن الخطة الأمريكية، وألمح إلى أنه إذا لم يتغير هذا الموقف فإن إسرائيل قد تستأنف الحرب ضد الجماعة الفلسطينية التي اندلعت في السابع من أكتوبر 2023، ومتوقفة منذ 19 يناير.

خلال المرحلة الأولى، تم إطلاق سراح 33 رهينة إسرائيلية، ثمانية منهم قتلى، في مقابل إطلاق سراح ما يقارب من 2000 اسير فلسطيني، بما في ذلك العديد من المدانين بالإرهاب الذين كانوا يقضون أحكاما بالسجن لفترات طويلة. كما تم إطلاق سراح خمسة مواطنين تايلانديين محتجزين كرهائن في قطاع غزة خلال نفس الفترة بموجب اتفاق منفصل.
ولم تهدد إسرائيل بشكل مباشر بالعودة إلى الحرب، بل ذكّرت الجمهور – وحماس – بأن الاتفاق الأولي يسمح لها بالعودة إلى القتال بعد الأول من مارس إذا اعتبرت المفاوضات غير فعالة. وذكرت هيئة البث الإسرائيلية “كان” مساء الأحد أن استئناف القتال هو أحد الخيارات للضغط على حماس للموافقة على الاقتراح الجديد، بعد وقف المساعدات إلى غزة.
وبموجب مخطط وقف إطلاق النار الذي اتفقت عليه إسرائيل وحماس في 19 يناير، كان من المقرر إطلاق سراح الرهائن الأحياء المتبقين خلال المرحلة الثانية من الاتفاق، والتي من المقرر خلالها أن يستكمل الجيش الإسرائيلي الانسحاب الكامل من غزة. ومن المقرر أيضا إطلاق مرحلة ثالثة، حيث من المفترض أن يتم خلالها إطلاق سراح رفات الرهائن المحتجزين لدى الفصائل المسلحة في غزة، وانتهاء الحرب، والبدء في إعادة إعمار غزة.
ومن المتوقع أن يقوم ويتكوف بزيارة إسرائيل قريبا، على الأرجح هذا الأسبوع. وذكرت عدة وسائل إعلام عبرية أن القدس ستمتنع على الأرجح عن تجديد القتال حتى موعد الزيارة.
ساهم لازار بيرمان في هذا التقرير