إسرائيل في حالة حرب - اليوم 431

بحث

الوفد الإسرائيلي يعود من القاهرة، دون تحقيق تقدم في محادثات الرهائن

قال مسؤول إن الممثلين حضروا المفاوضات "للاستماع" فقط، ولم يقدموا عرضا جديدا؛ تقرير يفيد إن عدد الأسرى الفلسطينيين الذين سيتم إطلاق سراحهم مقابل كل رهينة هو نقطة الخلاف الرئيسية

صورة قدمها مكتب الرئاسة المصرية تظهر الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي (يمين) يجتمع مع مدير وكالة المخابرات المركزية الأمريكية وليام بيرنز (وسط اليسار) في قصر الاتحادية في القاهرة، في 13 فبراير، 2024. (AFP)
صورة قدمها مكتب الرئاسة المصرية تظهر الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي (يمين) يجتمع مع مدير وكالة المخابرات المركزية الأمريكية وليام بيرنز (وسط اليسار) في قصر الاتحادية في القاهرة، في 13 فبراير، 2024. (AFP)

انتهت المحادثات التي ضمت الولايات المتحدة ومصر وإسرائيل وقطر بشأن صفقة إطلاق سراح الرهائن دون تحقيق انفراجة يوم الثلاثاء، بينما تواجه إسرائيل ضغوطا متزايدة للتوصل إلى اتفاق لوقف الحرب في غزة ضد حماس.

وقال مسؤول في مكتب رئيس الوزراء لتايمز أوف إسرائيل إن الوفد الإسرائيلي كان في طريق عودته من القاهرة. واجتمع الوفد مع مدير وكالة المخابرات المركزية الأمريكية ويليام بيرنز ورئيس الوزراء القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني ومسؤولين مصريين لإجراء محادثات حول إطار للهدنة.

وقال مسؤول آخر إن الوفد الإسرائيلي، الذي ترأسه رئيس الموساد دافيد بارنياع ومدير الشاباك رونين بار، كان “هناك للاستماع”، وأنهم لم يطرحوا عرضا جديدا على الطاولة.

ورغم مغادرة الوفد الإسرائيلي، نقلت قناة القاهرة الإخبارية المصرية نقلاً عن مسؤول مصري كبير قوله إن المفاوضات كانت “إيجابية” وستستمر لمدة ثلاثة أيام أخرى.

كما قالت الهيئة العامة للاستعلامات المصرية إنه تم “تأكيد استمرار التشاور والتنسيق” بشأن القضايا الرئيسية في الاجتماع. ولم يذكر البيان المصري إسرائيل رغم حضور بارنياع ومدير الشاباك رونين بار اللقاء.

وجاء في البيان “قد شهد اللقاء استعراض تطورات الموقف الراهن حيث تم تأكيد استمرار التشاور والتنسيق المكثف لتحقيق أهداف وقف إطلاق النار وحماية المدنيين وتفعيل حل الدولتين، بما يعزز جهود إرساء الأمن والاستقرار في المنطقة”.

مجموعة من الصور تم تركيبها في 13 فبراير 2024 (من اليسار إلى اليمين) مدير وكالة المخابرات المركزية الأمريكية ويليام بيرنز، ومدير الموساد دافيد بارنياع، ورئيس الوزراء ووزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني. (AFP)

وقالت الوكالة الإعلامية إن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي التقى بيرنز وآل ثاني لتباحث الهدنة المحتملة والإفراج عن الرهائن وتوصيل المزيد من المساعدات إلى القطاع، وأضافت أنه لم يتم تحقيق أي تقدم.

من جهته قال مسؤول في حماس لوكالة فرانس برس طالباً عدم نشر اسمه إنّ الحركة “منفتحة على فكرة مناقشة أيّ مبادرة لوقف العدوان والحرب”.

وذكرت هيئة البث العامة “كان” أن الموساد والشاباك والجيش الإسرائيلي طرحوا إطارًا جديدًا لاتفاق هدنة يؤدي إلى إطلاق سراح الرهائن رفضه رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.

ولم يتم نشر تفاصيل الإطار، لكن أفادت “كان” إن بارنياع وبار واللواء نيتسان ألون، الذي يقود الجهود الاستخباراتية للعثور على المختطفين، صاغوا الاقتراح.

وقد تمت مناقشة الاقتراح مع نتنياهو عدة مرات، وفقا للتقرير، وتم طرحه مؤخرا خلال اجتماع تحضيري يوم الاثنين لمحادثات القاهرة.

ورفض نتنياهو الإطار الجديد ووجه الثلاثة بالذهاب إلى القاهرة “للاستماع فقط” إلى المحادثات، دون تقديم أفكار جديدة أو تقديم إجابة رسمية لمطالب حماس، التي وصفها نتنياهو بـ”المتوهمة”.

وبعد المحادثة مع نتنياهو، قرر ألون عدم حضور اللقاء في العاصمة المصرية وأرسل نائبه بدلا منه.

كما أرسل نتنياهو أحد مساعديه السياسيين، أوفير فولك، لحضور الاجتماع.

أشخاص يسيرون أمام صور المدنيين المحتجزين من قبل مسلحي حماس في غزة، في القدس، 12 فبراير، 2024. (Chaim Goldberg/Flash90)

وترددت إسرائيل في إرسال ممثلين إلى محادثات القاهرة هذا الأسبوع، لكنها تعرضت لضغوط أمريكية للقيام بذلك. وقال كبار المسؤولين الأمريكيين أنه بغض النظر عن بعض “النقاط المرفوضة”، هناك مساحة للضغط من أجل التوصل إلى اتفاق وأن واشنطن تنوي القيام بذلك.

وفي مكالمة يوم الأحد بين الرئيس الأمريكي جو بايدن ونتنياهو، ورد أن بايدن حث رئيس الوزراء الإسرائيلي على إرسال وفد إلى القاهرة للانضمام إلى المحادثات.

وقال بايدن يوم الاثنين إن الولايات المتحدة تضغط من أجل وقف القتال بين إسرائيل وحماس لمدة ستة أسابيع كنقطة انطلاق نحو وقف أطول لإطلاق النار.

وقال مصدر سياسي لقناة “كان” إن المشكلة كانت ولا تزال “مطالب حماس غير المعقولة بوقف الحرب”.

وتشمل مطالب الحركة الفلسطينية وقف دائم لإطلاق النار، وانسحاب القوات من غزة، وإعادة إعمار القطاع، واطلاق سراح حوالي 1500 أسير فلسطيني، من بينهم العقول المدبرة لهجمات، مقابل الرهائن المتبقين الذين تم احتجازهم في 7 أكتوبر.

وكانت إسرائيل على استعداد لقبول محادثات تستند على إطار باريس الأصلي الذي تم التوصل إليه قبل أسبوعين، والذي ورد أنه يتصور هدنة انسانية على ثلاث مراحل، مع إطلاق سراح 35 إلى 40 رهينة إسرائيلية – النساء والرجال الأكبر من 60 عاما وأولئك الذين يعانون من مشاكل صحية خطيرة – خلال المرحلة الأولى التي تستمر ستة أسابيع. وسيتم إطلاق سراح الجنود الإسرائيليين وجثث الرهائن القتلى في المرحلتين الثانية والثالثة.

وكان من المقرر مناقشة التفاصيل المتعلقة بالمراحل الأخيرة، فضلا عن عدد وهويات الأسرى الأمنيين الفلسطينيين الذين ستطلق إسرائيل سراحهم، في مفاوضات لاحقة إذا وافق الجانبان على اقتراح باريس. وعرضت تقارير أخرى نسخ مختلفة من الإطار، الذي لم يتم نشره رسميا.

توضيحية: مسلحو حماس والجهاد الإسلامي يحرسون بينما تنقل مركبة تابعة للصليب الأحمر رهائن تم إطلاق سراحهم إلى رفح، في جنوب قطاع غزة، 28 نوفمبر، 2023. (Flash90)

ونقل موقع أكسيوس الإخباري في وقت متأخر من يوم الثلاثاء عن مسؤولين أمريكيين وإسرائيليين قولهم أن النقطة الشائكة الرئيسية في المفاوضات هي إطلاق سراح الأسرى الأمنيين، وأن بايدن أخبر نتنياهو يوم الأحد أنه على الرغم من أن مطالب حماس كانت مبالغ بها، إلا أن على إسرائيل أن تظهر المزيد من المرونة، ومن المرجح أن يتعين عليها إطلاق سراح عدد أكبر من الفلسطينيين مقابل كل رهينة مقارنة بالاتفاق السابق الذي تم التوصل إليه في شهر نوفمبر، والذي شهد إطلاق سراح 105 مدنيين من قبل الحركة.

وقال مسؤول أمريكي “لا تزال النسبة [بين الأسرى الفلسطينيين والرهائن الإسرائيليين] قضية معلقة”.

وذكر التقرير أيضا أن نتنياهو أبلغ بايدن أنه يرغب بالتوصل إلى صفقة رهائن، لكنها يجب أن تحظى بدعم مجلس الوزراء، في إشارة على ما يبدو إلى مجلس الوزراء الأمني الذي يضم حلفاء رئيس الوزراء من اليمين المتطرف الذين دعوا إلى رفض ما يعتبرونه أي “صفقة غير مسؤولة” لوقف هجوم الجيش الإسرائيلي المستمر.

وعقدت محادثات الثلاثاء في القاهرة في الوقت الذي كثفت فيه إسرائيل هجومها على مدينة رفح جنوب قطاع غزة، حيث نزح 1.4 مليون فلسطيني هربا من القتال في أماكن أخرى. ونجحت مهمة إنقاذ رهائن إسرائيلية يوم الاثنين في تحرير اثنين من الأسرى المحتجزين في المدينة الواقعة على طول الحدود المصرية، في غارة أسفرت عن مقتل 74 فلسطينيا على الأقل وفقا للسلطات الصحية التي تدريها حماس، والتي لا تميز بين المدنيين والمقاتلين.

وقد وضعت إسرائيل تدمير قدرات حماس الإدارية والعسكرية وتحرير الرهائن كأهداف رئيسية للحرب، التي بدأت عندما اجتاح الآلاف من مسلحي حماس جنوب إسرائيل، في هجوم أسفر عن مقتل 1200 شخص، معظمهم من المدنيين، وأسر 253 آخرين، بما في ذلك النساء والأطفال. وتم تهجير عشرات الآلاف من الإسرائيليين من البلدات الجنوبية.

وأحدثت الحرب دمارا هائلا في قطاع غزة، حيث قتل أكثر من 28 ألف شخص، وفقا للسلطات الصحية في حماس في غزة. ولا يمكن التحقق من هذا الرقم بشكل مستقل، وهو يشمل حوالي 10 آلاف من مسلحي حماس الذين تقول إسرائيل إنها قتلتهم في المعارك. وتقول إسرائيل أيضًا إنها قتلت حوالي ألف مسلح داخل إسرائيل في 7 أكتوبر.

ساهمت وكالات في إعداد هذا التقرير.

اقرأ المزيد عن