الوزير ديرمر “انفجر غضبا” في مكالمة مع المبعوث الأمريكي بسبب المحادثات المباشرة مع حماس – مسؤول
ديرمر يعبّر عن غضبه لبوهلر لمناقشة الأخير عدد السجناء الذين ستفرج عنهم إسرائيل مقابل الرهائن الأمريكيين دون موافقة نتنياهو؛ إسرائيل كانت قد حذرت من مثل هذا الاجتماع في فبراير

وزير الشؤون الاستراتيجية رون ديرمر “انفجر غضبا” خلال مكالمة مع المبعوث الأمريكي للرهائن آدم بوهلر يوم الثلاثاء بعد أن علمت إسرائيل بالاجتماع غير المسبوق الذي عقده مساعد ترامب مع وفد رفيع المستوى من حماس بقيادة خليل الحية في وقت سابق من ذلك اليوم في الدوحة لمناقشة إمكانية الإفراج عن الرهائن الأمريكيين في غزة، وفقا لما قاله مسؤول غربي لـ”تايمز أوف إسرائيل” يوم الجمعة.
وقال المسؤول إن ديرمر غضب من مناقشة بوهلر لعدد السجناء الفلسطينيين الذين ستفرج عنهم إسرائيل مقابل الرهائن الإسرائيليين الأمريكيين الخمسة الذين ما زالوا في غزة، أحدهم على قيد الحياة ويُعتقد أن أربعة آخرين قُتلوا، دون موافقة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، مؤكدا تقريرا نشره موقع “أكسيوس” الإخباري.
وحاول بوهلر أن يوضح أن هذه كانت مجرد مناقشات أولية مع حماس وأنه لن يتم الانتهاء من أي شيء دون موافقة إسرائيل، حسبما قال المسؤول الغربي.
وأضاف المسؤول الغربي أنه بعد ساعات من المكالمة المتوترة، تم تسريب اجتماع بوهلر مع الحية إلى وسائل الإعلام، في خطوة تعتقد الولايات المتحدة أن إسرائيل كانت وراءها، مما أدى إلى مزيد من الانخفاض في الثقة بين الجانبين.
وقال المسؤول إن قرار الولايات المتحدة بعدم إشراك إسرائيل قبل اجتماع الثلاثاء جاء بعد أن أعرب نتنياهو عن معارضته للفكرة عندما تم اقتراحها عليه لأول مرة من قبل إدارة ترامب الشهر الماضي. وأشار أكسيوس إلى أن إسرائيل كانت تعارض بشدة عقد مثل هذا الاجتماع دون وضع أي شروط مسبقة تمتثل لها حماس.
لم يكن اجتماع الثلاثاء هو الأول الذي يعقده بوهلر مع مسؤولي حماس، كما كشف أكسيوس، الذي أضاف أن مبعوث ترامب التقى بوفد من المسؤولين من الحركة الفلسطينية في مستوى أدنى قبل أسبوع في الدوحة، لكن يبدو أن إسرائيل لم تكن على علم بذلك الاجتماع.

تركزت الاجتماعات بشكل كبير على تأمين إطلاق سراح الرهينة الأمريكي-الإسرائيلي عيدان ألكسندر، بالإضافة إلى جثث الرهائن الأمريكيين-الإسرائيليين عومر نوترا، وإيتاي حين، وغادي حاغاي، وجوديث فاينشتاين. وقال المسؤول الغربي إن الاجتماعات تضمنت أيضا مناقشات حول صفقة أوسع بين إسرائيل وحماس للإفراج عن جميع الرهائن المتبقين وإنهاء الحرب التي أشعلتها المذبحة التي ارتكبتها الحركة في جنوب إسرائيل في أكتوبر 2023.
تجنبت إسرائيل انتقاد الولايات المتحدة علنا بسبب محادثاتها المباشرة غير المسبوقة مع حماس، لكن مكتب نتنياهو أصدر بيانا مقتضبا يوم الأربعاء تضمن أكثر من مجرد تلميح إلى معارضته، حيث جاء في البيان أن “إسرائيل أعربت للولايات المتحدة عن موقفها بشأن المحادثات المباشرة مع حماس”.
وقال المسؤول إن معارضة إسرائيل للمحادثات المباشرة بين الولايات المتحدة وحماس تنبع بشكل كبير من خشيتها من أن الولايات المتحدة قد تفقد اهتمامها بتأمين صفقة شاملة لوقف إطلاق النار بمجرد إطلاق سراح جميع الرهائن الأمريكيين.
وسعى المبعوث الأمريكي الخاص إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف إلى تهدئة تلك المخاوف، حيث أكد يوم الخميس على أن واشنطن مصممة على إطلاق سراح جميع الرهائن.
ومع ذلك، أقر بأن ألكسندر هو أولوية للإدارة، وأشار إلى أنها تريد من حماس الإفراج عن الجندي الإسرائيلي البالغ من العمر 20 عاما كبادرة حسن نية.
وقال ويتكوف للصحفيين خلال تجمع خارج البيت الأبيض: “عيدان ألكسندر مهم جدا بالنسبة لنا – كما هو الحال مع جميع الرهائن – لكن عيدان ألكسندر أمريكي وهو مصاب، لذا فهو أولوية قصوى بالنسبة لنا”.

وبدا أنه أكد أن إطلاق سراح ألكسندر كان موضوع حديث في المحادثات المباشرة التي أجراها بوهلر مع حماس، معربا عن أسفه لأن تلك المناقشات لم تؤت ثمارها بعد.
وقال “للأسف، ما تعلمناه هو أن حماس أخبرتنا أنهم سيفكرون في الأمر بطريقة معينة… هذه معلومات مهمة بالنسبة لنا أن نمتلكها. وهكذا جاءت تغريدة الرئيس”، في إشارة إلى التهديد الذي أطلقه ترامب ليلة الأربعاء والذي حذر فيه حماس من مواجهة الدمار إذا لم تطلق سراح الرهائن على الفور.
ولقد أطلق ترامب مثل هذه التهديدات في السابق، حيث فعل ذلك قبل تنصيبه في 20 يناير عندما كان اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس لا يزال قيد الإنهاء. بينما كان التهديد حينها موجها إلى حماس، يُنسب إلى ويتكوف الفضل على نطاق واسع في الضغط على رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو للموافقة على الإطار بعد أن امتنع عن القيام بذلك لعدة أشهر تحت إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن.
وبينما أشار تهديد ترامب إلى جميع الرهائن، والاتفاق الذي تم التوصل إليه لاحقا لم يسفر إلا عن إطلاق سراح 33 رهينة في المرحلة الأولى، فقد أشار حلفاء الرئيس إلى أن رسالته العامة كانت حاسمة في تحرير الرهائن.
ووجه ترامب تهديدا آخر في الشهر الماضي بأن يكون هناك “جحيم سيُدفع ثمنه” بعد أن هددت حماس بعدم الإفراج عن أي رهائن في نهاية الأسبوع التالية كما تم الاتفاق عليه في الصفقة. وافقت حماس لاحقا على الإفراج عن الرهائن الثلاثة بعد تلقيها ضمانات من الوسطاء بأنهم سيتعاملون مع الانتهاكات الإسرائيلية للاتفاق بشأن دخول معدات إعادة إعمار.
عندها أيضا تحدث ترامب عن إطلاق سراح جميع الرهائن واستجابت حماس بشيء أقل من ذلك — الثلاثة الذين كانت قد وافقت على إطلاق سراحهم في البداية. ومع ذلك، نسب الرئيس الأمريكية الفضل في استجابة الحركة الفلسطينية إلى التهديد الذي وجهه لها.

قال المسؤول الغربي إنه مع إنذاره الأخير يوم الأربعاء، الذي صدر بعد اجتماع الرئيس مع مجموعة من الرهائن المفرج عنهم في المكتب البيضاوي، يتبنى ترامب موقفا متطرفا، بينما يكون منفتحا على تلقي شيء أقل من حماس — سواء كان ذلك الرهائن الأمريكيين المتبقيين أو مجموعة أكبر يتصور ما يسمى بـ “اقتراح ويتكوف” أن يتم الإفراج عنها مقابل تمديد وقف إطلاق النار خلال شهر رمضان وعيد الفصح اليهودي، الذي ينتهي في 19 أبريل.
خلال تلك الفترة، ستجري الأطراف مفاوضات بشأن شروط وقف إطلاق النار الدائم، مع قيام حماس بإطلاق سراح الرهائن المتبقين في نهاية تلك الفترة، إذا تم التوصل إلى اتفاق. كانت هذه على الأقل شروط الاقتراح كما وصفها مكتب نتنياهو ليلة السبت.
وقد عارضت حماس الاقتراح حتى الآن، مصممة على أن تلتزم إسرائيل بالإطار المرحلي الذي تم التوقيع عليه في يناير، والذي يتطلب من الجيش الإسرائيلي الانسحاب الكامل من غزة والموافقة على إنهاء الحرب بشكل دائم خلال المرحلة الثانية.
كان من المفترض أن تبدأ المرحلة الثانية يوم الأحد، لكن بدءها كان معلقا على التفاوض بشأن الشروط، التي رفضت إسرائيل إلى حد كبير إجرائها لأكثر من شهر.

وزعم وزير الخارجية غدعون ساعر في وقت سابق من هذا الشهر أن إسرائيل تلقت رسالة جانبية من إدارة بايدن مفادها أنه لا يوجد انتقال تلقائي بين مراحل الهدنة. ومع ذلك، فإن بموجب هذا الالتزام كان يُتوقع من إسرائيل أن تشارك في محادثات بحسن نية مع حماس بشأن المرحلة الثانية، وهو ما لم يحدث.
ودافع ترامب يوم الخميس عن المفاوضات المباشرة غير المسبوقة لإدارته مع حماس، قائلا إنها تُجرى لصالح إسرائيل ولتأمين الإفراج عن الرهائن الإسرائيليين.
وقال ترامب للصحفيين أثناء توقيعه على أوامر تنفيذية في المكتب البيضاوي: “نحن نساعد إسرائيل في تلك المناقشات لأننا نتحدث عن رهائن إسرائيليين”.
وأضاف “نحن لا نفعل شيئا فيما يتعلق بحماس. نحن لا نقدم المال. عليك أن تتفاوض. هناك فرق بين التفاوض والدفع. نريد إخراج هؤلاء الأشخاص”.