الوزراء يوافقون على خطوات لتخفيف الأزمة الإنسانية في غزة قبل الموعد النهائي الأميركي
تشمل التدابير تعزيز وصول شاحنات المساعدات إلى القطاع الفلسطيني الذي دمرته الحرب، رغم أن عددها قد يظل أدنى من توقعات واشنطن؛ مسؤول إسرائيلي يقول إنه تم تلبية معظم المطالب
وافق مجلس الأمن الإسرائيلي على سلسلة من الخطوات التي تهدف إلى تعزيز الوضع الإنساني في غزة، قبل الموعد النهائي الذي حددته الولايات المتحدة لإسرائيل لمعالجة الأزمة أو المخاطرة بفرض حظر جزئي على تسليم الأسلحة من واشنطن، بحسب ما قاله مسؤول إسرائيلي لصحيفة تايمز أوف إسرائيل يوم الاثنين.
في 13 أكتوبرالأول، أرسلت الولايات المتحدة رسالة إلى إسرائيل تحذر فيها من أنها لديها 30 يوما لاتخاذ سلسلة من الخطوات أو المخاطرة بعدم الامتثال للقانون الأميركي، الذي يحظر تسليم الأسلحة الهجومية إلى الدول التي تمنع وصول المساعدات الإنسانية.
وتشمل الخطوات التي طالبت بها الولايات المتحدة قيام إسرائيل بزيادة كمية المساعدات التي تصل إلى غزة إلى 350 شاحنة يوميا. وعدد الشاحنات التي دخلت القطاع كان أقل 100 شاحنة في المتوسط خلال الأشهر الماضية.
وقالت هيئة تنسيق أعمال الحكومة في المناطق (كوغات)، وهي الهيئة العسكرية الإسرائيلية المسؤولة عن المساعدات الإنسانية إلى غزة، إن الانخفاض في عدد شاحنات المساعدات في أكتوبر كان بسبب إغلاق المعابر خلال الأعياد اليهودية واحياء الذكرى السنوية للهجوم الذي شنته حماس في 7 أكتوبر 2023 والذي أشعل فتيل الحرب.
وتضمنت الإجراءات التي وافق عليها مجلس الوزراء الأمني خلال اجتماع يوم الأحد زيادة غير محددة في كمية المساعدات التي تدخل القطاع، رغم أن مسؤولا إسرائيليا قال لموقع أكسيوس إن إسرائيل لن تكون قادرة على تلبية طلب الولايات المتحدة بدخول 350 شاحنة.
وقال مسؤول إسرائيلي تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته “كان شهر أكتوبر شهرا ضعيفا للغاية. ولكن إذا نظرت إلى أرقام نوفمبر، فإننا نحافظ على حوالي 50 شاحنة يوميا إلى شمال غزة و150 شاحنة يوميا إلى بقية غزة”.
وتشمل التدابير الأخرى التي أقرها مجلس الوزراء توسيع المنطقة الإنسانية في المواصي، والتي بدأ الجيش الإسرائيلي بالفعل في توسيعها في الأسابيع الأخيرة. قال الجيش الإسرائيلي يوم اثنين إنه وسع “المنطقة الإنسانية” في جنوب قطاع غزة، حيث تعيش الغالبية العظمى من السكان الفلسطينيين في القطاع حاليا.
وقال مسؤول إسرائيلي للصحافيين يوم الاثنين إن إسرائيل استجابت لمعظم مطالب الولايات المتحدة لتحسين الظروف الإنسانية في غزة لكنها ما زالت تناقش بعض البنود التي تمس قضايا أمنية.
وقال المسؤول إن إسرائيل أضافت مداخل إلى غزة، ووسعت المنطقة الإنسانية، وعززت الأمن لمركبات المساعدات، وأدارت فرق عمل مشتركة مع المجتمع الدولي والعديد من الأطراف الأخرى كجزء من العملية الرامية إلى تحسين الوضع الإنساني.
ومن بين المطالب الأميركية التي يبدو أن إسرائيل رفضتها هو السماح بدخول 50 إلى 100 شاحنة تجارية يومياً.
وقال المسؤول إن النشاط التجاري توقف لأن حماس تسيطر على التجار. وأضاف المسؤول أن القيود المفروضة على دخول الحاويات المغلقة لن ترفع أيضا بسبب المخاطر الأمنية.
وتم تنفيذ خطوات أخرى، بما في ذلك فتح معبر خامس إلى غزة.
وفي اجتماع مجلس الوزراء، اتفق الوزراء أيضًا على أن ترسل إسرائيل تعهدًا مكتوبًا بأنها لا تسعى إلى ترحيل سكان غزة قسرًا من مناطق القتال، حسبما ذكرت القناة 13. ويبدو أن هذا جاء ردًا على طلب الولايات المتحدة في رسالتها بأن توضح إسرائيل أنها لا تسعى إلى “عزل شمال غزة” من خلال تنفيذ ما يسمى بـ”خطة الجنرالات”.
وتنص الخطة، التي أصر الجيش الإسرائيلي أنه لا يقوم تنفيذها، على فرض حصار عسكري على شمال غزة لمنع عودة حماس. وطلب وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن من رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أن يرفض الخطة علناً، لكن نتنياهو رفض ذلك في ظل الضغوط من شركائه في الائتلاف اليميني المتطرف، بحسب ما قال مسؤول أميركي لصحيفة تايمز أوف إسرائيل الشهر الماضي.
ومن غير الواضح ما إذا كان الالتزام المكتوب الذي وصفته القناة 13 سيكون كافيا لتهدئة مخاوف الإدارة.
وتضمنت الرسالة الأميركية طلبا منفصلا لإسرائيل للسماح للصليب الأحمر بزيارة الأسرى الأمنيين الفلسطينيين في ظل تقارير متزايدة عن الانتهاكات في السجون الإسرائيلية.
وذكرت القناة 13 أن مجلس الوزراء الأمني رفض هذا الطلب. وقد رفضت حماس السماح للصليب الأحمر بزيارة الرهائن الـ97 المتبقين في غزة، والذين كانوا من بين 251 اختطفوا من إسرائيل في 7 أكتوبر 2023، عندما قادت الحركة الفلسطينية هجومًا ضخمًا على جنوب إسرائيل أسفر عن مقتل 1200 شخص، معظمهم من المدنيين، وأشعل فتيل الحرب المستمرة.
وسأل الوزراء خلال الاجتماع نتنياهو عن ضرورة تنفيذ هذه الإجراءات، بالنظر إلى انتهاء ولاية الرئيس الأمريكي جو بايدن وعدم ترجيح فرض ترامب أي نوع من حظر الأسلحة ضد إسرائيل، خاصة في أيامه الأولى في منصبه.
ورد نتنياهو بأن بايدن لا يزال بإمكانه اتخاذ خطوات ضد إسرائيل في آخر شهرين له في منصبه وأن تحسين الوضع الإنساني في غزة سيساعد في التخفيف من مثل هذه الإجراءات، حسبما ذكرت القناة 13.
وقال مسؤول أميركي لصحيفة تايمز أوف إسرائيل إن إسرائيل استجابت لبعض المطالب التي قدمتها الإدارة في رسالتها لكنها فشلت في تلبية بعض المطالب الأخرى حتى الآن.
وذكرت القناة 12 يوم السبت أن وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن نقل رسالة “حادة” إلى نظيره الإسرائيلي الجديد يسرائيل كاتس خلال أول محادثة هاتفية بينهما يوم الجمعة بشأن مطالب واشنطن بشأن المساعدات الإنسانية. وأضاف التقرير التلفزيوني أن أوستن حث كاتس على إثارة القضية في اجتماع مجلس الوزراء يوم الأحد.
وذكر التقرير أن إسرائيل تعتقد أن الولايات المتحدة تنوي الضغط “حتى النهاية” على إسرائيل بشأن هذه القضية، لأن إدارة بايدن تنهي ولايتها في غضون شهرين.
وأفاد التقرير أن ذلك يعني أنه إذا لم تقتنع واشنطن بأن هناك تحسينًا جذرياً في وصول المساعدات وتوزيعها، فقد يكون هناك “تصادم مباشر” بشأن قضية إمدادات الأسلحة.
وقال وزير الخارجية جدعون ساعر الاثنين إنه التقى السفير الأميركي وهو واثق من “أننا نستطيع التوصل إلى تفاهم مع أصدقائنا الأميركيين وأن القضية سوف تحل”.
وفي يوم الثلاثاء، قالت ثماني منظمات إغاثة دولية في تقرير لها إن إسرائيل فشلت في تلبية المطالب الأميركية بالسماح بوصول المساعدات الإنسانية إلى غزة. وذكر التقرير 19 إجراء ضروريا للامتثال للمطالب الأميركية. وقال إن إسرائيل فشلت في الامتثال لـ 15 إجراء ولم تمتثل إلا جزئيا لأربعة إجراءات.
“لم تفشل إسرائيل في تلبية المعايير الأميركية التي تدل على دعم الاستجابة الإنسانية فحسب، بل اتخذت في الوقت نفسه إجراءات أدت إلى تفاقم الوضع بشكل كبير، وخاصة في شمال غزة”، جاء في التقرير. “الوضع اليوم في حالة أكثر سوءًا مما كان عليه قبل شهر”.
ووقعت كل من “أنيرا”، و”كير”، و”ميد غلوبال”، و”ميرسي كور”، والمجلس النرويجي للاجئين، و”أوكسفام”، ومنظمة اللاجئين الدولية، و”سيف ذا تشلدرن”.
وفي الأسبوع الماضي، أصدرت لجنة أممية مستقلة لمراجعة المجاعة تحذيرا نادرا من وجود “احتمال قوي” لحدوث مجاعة وشيكة في أجزاء من شمال غزة، وهو ما رفضته إسرائيل بشكل قاطع.
ساهمت وكالات في إعداد هذا التقرير.