إسرائيل في حالة حرب - اليوم 344

بحث

الوحدة بين عائلات الرهائن تتصدع مع معارضة البعض الانضمام إلى الاحتجاجات المناهضة للحكومة

يقول بعض ذوي الرهائن إنهم لا يوافقون على الارتباط مع النشطاء الذين يغلقون الطرق ويطالبون بالإطاحة بنتنياهو، ويفضلون إبقاء الحركة غير حزبية

متظاهرون يحتجون للمطالبة بالإفراج عن الرهائن الإسرائيليين المحتجزين في قطاع غزة خارج قاعدة "كيريا" العسكرية في تل أبيب، 31 مارس، 2024. (Avshalom Sassoni/Flash90)
متظاهرون يحتجون للمطالبة بالإفراج عن الرهائن الإسرائيليين المحتجزين في قطاع غزة خارج قاعدة "كيريا" العسكرية في تل أبيب، 31 مارس، 2024. (Avshalom Sassoni/Flash90)

أدى سعي بعض أفراد عائلات الرهائن المحتجزين في قطاع غزة للارتباط بالاحتجاجات المتفاقمة المناهضة للحكومة إلى تسليط الضوء على الانقسامات بين أقارب الرهائن، وإبراز الخلافات في الآراء حول أفضل السبل لإطلاق سراح أحبائهم.

وفي خطوة دراماتيكية ليلة السبت، انتقد أقارب أكثر من عشرة رهائن محتجزين في القطاع بشدة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، معتبرين أنه عقبة أمام التوصل إلى اتفاق لإطلاق سراحهم. وأعلنوا أنهم سينضمون إلى المتظاهرين المناهضين للحكومة الذين نظموا مظاهرات أسبوعية في تل أبيب، بدلا من المسيرات الأسبوعية – التي تعقد في نفس الوقت وفي تل أبيب أيضًا – التي ينظمها منتدى عائلات الرهائن والمفقودين، والذي كان حتى الآن المجموعة الرئيسية التي تمثل أهالي المختطفين في 7 أكتوبر.

لكن “ليس الجميع” أرادوا الانضمام إلى المتظاهرين المناهضين للحكومة، حسبما قالت أفيفيت يابلونكا، شقيقة الرهينة المفترضة حنان يابلونكا، التي كانت من بين ذوي الرهائن الذين نظموا مسيرة نحو شارع ديزنغوف ليلة السبت بدلا من السير مع العائلات الأخرى التي انضمت إلى احتجاجات مناهضة للحكومة بعد أن دعا المتحدثون في المسيرة الأسبوعية للرهائن الحاضرين إلى “النزول إلى الشوارع”.

وفي حين ادعى إيلي ألباج، والد ليري ألباج، والمتحدث الرسمي السابق باسم منتدى أسر الرهائن والمفقودين، أن القضيتين سوف ترتبطان رسميا الآن بدلا من الاستمرار في عقد مسيرات متنافسة، لكن من غير الواضح ما إذا كان هذا هو الحال بالفعل.

وقالت يابلونكا للقناة 12 يوم الأحد: “في الحقيقة، لدينا مشكلة لأننا بعد يوم أمس لا نعرف كيف سيبدو الاحتجاج [من أجل الرهائن] وما هو الشيء الصحيح الذي يجب فعله – الجميع يختار المكان المناسب له”.

وأوضحت أن المشاركين في مسيرة ديزنغوف “شعروا أنه من المناسب الانقسام إلى احتجاجين”.

أفيفيت يابلونكا (Youtube screenshot; used in accordance with clause 27a of the copyright law)

وحتى يوم السبت، سعى منتدى عائلات الرهائن والمفقودين لتجنب إعطاء انباع الانتباء الحزبي، متجنبا التصريحات السياسية. وقالت يابلونكا إن بعض العائلات ترغب في الحفاظ على هذا الموقف.

وقالت إن احتجاج ديزنغوف كان يهدف إلى “إطلاق صرخة الرهائن دون أي طابع سياسي. أعتقد أن هناك أشخاصا يشعرون براحة أكبر في التعاطف مع هذه الصرخة”.

إيلي ألباج يحمل صورة ابنته ليري، التي تحتجزها حماس، في اجتماع لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، 11 مارس، 2024، في مقر الأمم المتحدة. (AP Photo/Bebeto Matthews)

وفي حين شهدت مظاهرات الخيام من أجل الرهائن قيام النشطاء بإغلاق الطرق، إلا أنها ظلت بشكل عام أكثر سلمية من الاحتجاجات المناهضة للحكومة التي دعت إلى إجراء انتخابات جديدة، والتي شهدت مواجهات مع الشرطة، مثل الاشتباكات العنيفة التي وقعت يوم السبت، حث استخدمت الشرطة خراطيم المياه واعتقلت أكثر من عشرة أشخاص.

ولم يصدر المنتدى بيانا رسميا بشأن دعوات بعض العائلات لنتنياهو للاستقالة، أو لانضمام احتجاجات الرهائن إلى الحركة المناهضة للحكومة في ظل الإحباط من عدم إحراز تقدم نحو التوصل إلى اتفاق لإطلاق سراح الرهائن.

وعلق تال جلبوع، مستشار رئيس الوزراء لشؤون الرفق بالحيوان والذي ابن أخيه غاي جلبوع-دلال محتجز في غزة، على التصريحات المناهضة للحكومة الصادرة عن بعض العائلات على منصة إكس، قائلا أن “هذا ليس إعلانا صادرا عنمنتدى العائلات. إنها هندسة للوعي. ونحن، مثل العائلات الأخرى، لا نتعاطف مع أي كلمة. الأمر لا يقتصر على عدم تعاطف، بل نعتقد أن هذا الإعلان ضار”.

وقالت مصادر لم تذكر اسمها في منتدى العائلات لصحيفة “هآرتس” إن تصريحات يوم السبت هي تصريحات فردية ولا تعكس قرارا مشتركا لجميع العائلات وأن العائلات ستجري نقاشا حول خطواتها التالية.

وقال ألباج للقناة 12 يوم الأحد: “جميع العائلات لديها هدف واحد: إطلاق سراح الرهائن”. وأن الفرق هو أن بعض العائلات انتقلت الآن من الدعوة إلى التحرك إلى التحرك بأنفسها.

ورغم الإشارة إلى أنه “لا يؤيد الإطاحة بالحكومة، وبالتأكيد ليس الآن”، قال ألباج إنه يدعم أشكال العصيان المدني التي يطبقها المتظاهرون المناهضون للحكومة.

وقال: “أعتقد أننا بحاجة إلى العمل بشكل مختلف الآن، والتحدث في الشارع، مع المظاهرات، والمسيرات وإغلاق الطرق. لم نجد أي شيء آخر يعمل”.

متظاهرون يسدون طريقا خلال مظاهرة لأقارب الرهائن الإسرائيليين المحتجزين في غزة منذ هجمات 7 أكتوبر التي نفذتها حركة حماس، في تل أبيب، في 30 مارس، 2024. (JACK GUEZ / AFP)

وكتب حاييم روبنشتاين، المتحدث السابق باسم منتدى عائلات الرهائن والذي يعمل الآن مستشارًا للمجموعة، على إكس يوم السبت أن الرأي العام مع العائلات وضد نتنياهو، وأعلن أن “المسيرات انتهت، بدأت الاحتجاجات. فقط بهذه الطريقة سيعودون”.

ولكن بعض العائلات الأخرى لا توافق. وتؤكد “تيكفا”، وهي مجموعة من عائلات الأسرى تشكلت في نوفمبر 2023، أن الضغط العسكري على حماس هو أفضل وسيلة لتأمين حرية الرهائن، وهي وجهة نظر الحكومة.

وقالت الجماعة في بيان يوم السبت “أسر الرهائن مندهشة من الأنشطة السياسية التي اختارتها أسر الرهائن ابتداء من هذا المساء”.

وقال إلياهو ليبمان، والد الرهينة إلياكيم ليبمان، إن أعضاء “تيكفا” يعارضون الدعوة إلى صفقة رهائن جديدة بأي ثمن، كما تطالب بعض العائلات، لأن ذلك “يضعف قدرة إسرائيل على الصمود ويجعل من الصعب إعادتهم جميعًا إلى ديارهم”.

ورغم أن ليبمان قال إنه “من الواضح أن على القادة الأمنيين والقادة السياسيين تحمل المسؤولية وترك مناصبهم – السؤال هو هل سيضر ذلك بفرص إعادة الرهائن؟”

وقال: “الانتخابات الآن ستؤخر اتخاذ القرار في إدارة الأزمة. سوف تستغرق الكثير من الوقت وستفاقم الانقسام بين الناس”.

وبينما انتقد فشل القادة في تأمين إطلاق سراح الرهائن بعد ما يقرب من ستة أشهر، فأكد أن المتظاهرين المناهضين للحكومة “يستغلون أزمة الرهائن لدفع أجندتهم السياسية”.

وتفاقمت الاحتجاجات ضد الحكومة في أوائل عام 2023 احتجاجًا على الإصلاح الشامل المخطط له للنظام القضائي والذي تم تعليقه منذ ذلك الحين. وتصدرت المظاهرات في تل أبيب الاحتجاجات، التي جرت في جميع أنحاء البلاد، وقد عادت في الأشهر الأخيرة لتكون حدثًا ثابتًا في المدينة في عطلة نهاية الأسبوع.

واندلعت الحرب في غزة في 7 أكتوبر بعد أن شنت حماس هجوما غير مسبوق على إسرائيل أسفر عن مقتل نحو 1200 شخص، واختطاف 253.

وردت إسرائيل بحملة عسكرية للإطاحة بنظام حماس، وتدمير الحركة، وتحرير الرهائن، الذين لا يزال 130 منهم في الأسر.

وفشلت المفاوضات عبر وسطاء دوليين حول وقف مؤقت لإطلاق النار يتضمن إطلاق سراح الرهائن في التوصل إلى اتفاق حتى الآن.

اقرأ المزيد عن