الهستدروت تعلن الإضراب على مستوى البلاد احتجاجا على الفشل في إطلاق سراح الرهائن
"الاتفاق أهم من أي شيء آخر"، يقول رئيس النقابة بار دافيد وسط الغضب الذي أثاره مقتل 6 من الرهائن؛ سموتريتش يقول إن الإضراب غير قانوني ويتهم رئيس الهستدروت بتمثيل مصالح حماس
أعلن رئيس اتحاد نقابات العمال في إسرائيل (الهستدروت)، أرنون بار دافيد، إضرابا عاما مساء السبت بسبب فشل الحكومة في تأمين إطلاق سراح الرهائن المحتجزين في غزة. وصرح بأن “التوصل إلى اتفاق أكثر أهمية من أي شيء آخر”، في ضوء الغضب المتزايد إزاء مقتل ست رهائن على يد حماس.
خلال مؤتمر صحفي في تل أبيب، قال بار دافيد إن الإضراب – وهو أول تدخل للهستدوت في غمار السياسة منذ 7 أكتوبر – سيبدأ في الساعة السادسة صباحا ومن المقرر حاليا أن يستمر ليوم واحد، حيث سيتم اتخاذ القرارات بعد يوم الاثنين في وقت لاحق.
وصرح بار دافيد بعد اجتماعه مع ممثلين عن منتدى عائلات الرهائن – الذي دعا في وقت سابق من يوم الأحد الجمهور “للانضمام إلى مظاهرة حاشدة، للمطالبة بشل البلاد بالكامل” وناشد الهستدروت الإعلان عن إضراب عام – “من المستحيل الوقوف مكتوفي الأيدي في مواجهة صرخات أولادنا الذين يُقتلون في الأنفاق في غزة. هذا غير مقبول”.
وقد أثارت الدعوة غضب الحكومة، حيث وصف وزير المالية اليميني المتطرف بتسلئيل سموتريتش الإضراب بأنه غير قانوني، وقال إن النقابة تلعب في مصلحة حماس. وأعلنت عدة مدن وسلطات محلية أنها لن تشارك في الإضراب.
وقد تبنى منتدى الأعمال الإسرائيلي، الذي يمثل معظم العاملين في القطاع الخاص من 200 من أكبر شركات البلاد، وكذلك زعيم المعارضة يائير لابيد، دعوة الهستدروت.
وجاءت مطالبتهم بالإضراب وسط غضب واسع النطاق إزاء مقتل ست رهائن إسرائيليين في الأسر تم انتشال جثثهم خلال نهاية الأسبوع، حيث ألقى الكثيرون باللوم على رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لفشله في الموافقة على صفقة مع حماس لتأمين إطلاق سراحهم.
فجر الأحد، أعلن الجيش الإسرائيلي مقتل هيرش غولدبيرغ بولين (23 عاما)، عيدن يروشالمي (24 عاما)، أوري دانينو (25 عاما)، أليكس لوبانوف (32 عاما)، كرمل غات (40 عاما)، وألموغ ساروسي (27 عاما)، بعد ساعات من إعلانه العثور على ست جثث في نفق تحت الأرض في جنوب غزة.
وأظهرت نتائج التشريح الأولي أن جثث الرهائن الستة كانت تحمل علامات إصابات بطلقات نارية.
وقال بار دافيد إنه يعتقد، بعد التحدث مع العديد من المسؤولين الأمنيين، أن الاتفاق عالق “بسبب اعتبارات سياسية” وجادل بأنه بسبب الاستقطاب السياسي، “لم نعد شعبا واحدا؛ نحن معسكر ضد معسكر” و”نحن بحاجة إلى إعادة دولة إسرائيل”.
وصرح قائلا: “نحن نحصل على أكياس جثث بدلا من صفقة. لقد توصلت إلى استنتاج مفاده أن تدخلنا فقط قد يحرك أولئك الذين يحتاجون إلى التحرك”.
“أدعو مواطني إسرائيل إلى الخروج إلى الشوارع الليلة وغدا وأن يشارك الجميع في الإضراب”، مشيرا إلى أنه سيشارك في مظاهرة مساء الأحد في ساحة الرهائن في تل أبيب.
وقد رحب ممثلو منتدى عائلات الرهائن، الذي يخطط لسلسلة من المظاهرات للمطالبة بالتوصل إلى اتفاق، بدعوة بار دافيد للإضراب على مستوى البلاد، وكتبوا في تغريدة على منصة “اكس” أن “القيادة الاجتماعية والمالية والبلدية في إسرائيل تعبر عن مطلب الشعب: إبرام الاتفاق الآن!”
كما رحب زعيم المعارضة يائير لابيد بالدعوة، وصرح بأن “أي إسرائيلي لا يستطيع أن يقف مكتوف الأيدي بينما تنهار البلاد”، ورئيس نقابة المحامين في إسرائيل عميت بيشر، الذي دعا “جميع المحامين إلى الإضراب غدا”.
The Hostages Families Forum commends the Histadrut (National labor union) for the announcement of a one-day strike tomorrow.
Israel’s social, financial, and municipality leadership voices the people’s demand: Seal the deal now!
The Hostages Families Forum applauds the Histadrut… pic.twitter.com/BJYDyQIj60
— Bring Them Home Now (@bringhomenow) September 1, 2024
في إطار الإضراب العام الذي دعت إليه الهستدروت، أعلنت نقابة المعلمين، وهي فرع من الهستدروت، يوم الأحد أن جميع المدارس الابتدائية والإعدادية والثانوية في إسرائيل ستظل مفتوحة حتى الساعة 11:45 صباحًا فقط يوم الاثنين، باستثناء المدارس المخصصة للطلاب ذوي الاحتياجات الخاصة. وذكر إشعار مماثل، أرسلته مديرة الطفولة المبكرة في النقابة، أن جميع رياض الأطفال ستغلق تماما يوم الاثنين، باستثناء مراكز الاحتياجات الخاصة.
وقالت منظمة المعلمين فوق الابتدائيين في بيان صدر في وقت سابق إن إضراب المعلمين فوق الإبتدائيين، الذي بدأ يوم الأحد، لا علاقة له بالإضراب العام، وسيستمر يوم الإثنين.
وقالت رابطة رؤساء الجامعات في بيان لها إنه في الوقت الذي تظل فيه المدارس مغلقة، ستنضم جامعات الأبحاث في إسرائيل أيضا إلى “وقف النشاط الاقتصادي”، على الرغم من أن بعض الامتحانات المقررة ستظل قائمة، اعتمادا على الجامعة.
وقالت الرابطة إن “رؤساء الجامعات يكررون دعوتهم للحكومة الإسرائيلية إلى جعل تحرير الرهائن أسمى مهمة وطنية”.
وأعلنت عدة بلديات ومجالس محلية عن توقف العمل غدا، بما في ذلك رعنانا وكفار سابا وتل أبيب-يافا وهود هشارون وهرتسليا.
وقال رئيس بلدية غفعتاييم ران كونيك في بيان أعلن فيه أن موظفي البلدية في المدينة سيتظاهرون مع عائلات الرهائن لحث الحكومة على التوصل إلى اتفاق لإطلاق سراح الأسرى المحتجزين في غزة “غدا، بدءا من الصباح وحتى منتصف النهار، لن يكون هناك استقبال للجمهور [في مكاتبنا] وسنسمح لجميع الموظفين بالخروج ودعم نضال العائلات”.
وغرد رئيس بلدية تل أبيب رون حولدئي يوم الأحد، حتى قبل إعلان بار دافيد، قائلا: “غدا، بدءا من الصباح وحتى منتصف النهار، لن يكون هناك استقبال للجمهور [في مكاتبنا] وسنسمح لجميع الموظفين بالخروج ودعم نضال العائلات”.
ورغم ذلك، أعلنت العديد من البلديات أنها لن تشارك في الإضراب العام.
وقال يسرائيل غانتس، رئيس المجلس الإقليمي ماطيه بنيامين في الضفة الغربية، إن موظفيه “لن يشاركوا في إضراب غير قانوني يضعف الدولة”، في حين زعمت بلدية صفد أنه من غير المسؤول إيقاف الخدمات البلدية أثناء الحرب.
وصرح رئيس المجلس الإقليمي السامرة، يوسي دغان، أنه في أحكام المحكمة “تم التحديد على وجه الخصوص أنه لا يحق للجنة عمالية وقف النشاط الاقتصادي بسبب نقاش سياسي احتجاجا على قضايا سياسية أو أمنية. مع كل الاحترام، لا أحد فوق القانون”.
وأضاف “لن نشارك في إضراب الهستدروت السياسي”.
وبحسب وسائل إعلام عبرية، فإن المدن الأخرى التي لن تشارك في الإضراب هي القدس، وأشدود، وبني براك، ونتانيا، والرملة، وديمونا، وحولون، وبيتاح تكفا، وكريات غات، وعراد، وبيت شيمش، وبلدة كتسرين في شمال البلاد، والمجلس الإقليمي مروم هجليل، ومستوطنتي إفرات ومعاليه أدوميم.
بالإضافة إلى ذلك، قالت لجنة المتابعة لرؤساء السلطات المحلية العربية في إسرائيل إنها لن تدعم الإضراب.
ودعت منظمة “السترات البيضاء – متخصصون في الرعاية الصحية من أجل الديمقراطية” الأطباء والممرضات والعاملين في مجال الرعاية الصحية من جميع المجالات للانضمام إلى الإضرابات المخطط لها يوم الإثنين للمطالبة بعودة الرهائن ودعم عائلاتهم.
وقالت المنظمة “لم يعد بوسعنا أن نواصل العمل كالمعتاد وأن نقف مكتوفي الأيدي بينما تُداس قيم قدسية الحياة والمسؤولية المتبادلة أمام أعيننا، ويدفع الرهائن الثمن بحياتهم” – وأشارت إلى زميلتهم، كرمل غات (40 عاما)، وهي معالجة مهنية من تل أبيب، والتي كانت تزور والديها في كيبوتس بئيري في 7 أكتوبر، عندما وقع هجوم حماس، مما أسفر عن مقتل والدتها، كنيريت.
قُتلت غات إلى جانب خمسة رهائن آخرين على يد خاطفيهم قبل وقت قصير من العثور على جثثهم ليلة السبت.
تحقيق حلم السنوار
في حديثه للصحفيين خلال مؤتمر صحفي في القدس، انتقد سموتريتش دعوة بار دافيد للإضراب الاثنين، بدعوى أنه بدلا من تقديم يد المساعدة للاقتصاد الإسرائيلي أثناء الحرب، فإن رئيس الهستدروت “يحقق في الواقع حلم [زعيم حماس يحيى] السنوار، وبدلا من تمثيل العمال الإسرائيليين، اختار تمثيل مصالح حماس”.
وقال سموتريتش أنه أصدر تعليماته لمسؤولي وزارة المالية بعدم دفع الرواتب لأي شخص يضرب يوم الاثنين، وقال إنه “سعيد برؤية أن هناك سلطات محلية لا تتماشى مع قرار رئيس الهستدروت”.
وتابع سموتريتش قائلا: “أدعو العمال إلى القدوم إلى العمل غدا وعدم تقديم يد المساعدة في الإغلاق الذي يضر بدولة إسرائيل أثناء الحرب”، مشيرا إلى أن أولئك الذين يؤيدون الإضراب يريدون أن يروا إسرائيل “تستسلم … [و] تغرق نفسها في أوهام حول ترتيبات لا تستحق الورق المكتوب عليها”.
وقال: “إذا استمعنا، لا قدر الله، إلى هذه الأصوات وتوقفنا في المنتصف، فستكون كارثة”، مدعيا أنه على مدى السنوات الثلاثين الماضية، منذ اتفاقية أوسلو، “استسلمنا وهربنا، وتجمعنا خلف الجدران والأسوار. لقد طلبنا السلام والهدوء الاصطناعي في الحاضر ورهنا المستقبل من أجله”.
“لقد أحضرنا الإرهابيين إلى هنا وسلحناهم، وأطلقنا سراح الإرهابيين وأعطيناهم فرصة ثانية لمهاجمتنا. لقد دمرنا المستوطنات، وسلمنا الأراضي، وقيدنا القوات البرية وسمحنا للوحوش الإرهابية بالتطور تحت أنوفنا وبجوار أسوارنا ومستوطناتنا. الآن هو وقت التصحيح”.
وأضاف: “هذه المرة، يمكننا ويجب علينا القضاء على الإرهاب، لنثبت لأنفسنا وللعالم أن هناك حلا عسكريا للإرهاب، وأنه يمكن تدميره بالعزيمة والمثابرة”.
وتحدث عضو الكنيست عن حزب “الليكود” أريئل كالنر بنبرة مماثلة، حيث غرد قائلا: “لقد اختطف بار دافيد العمال ويعرض المختطفين للخطر” وإن “إضرابه الإجرامي … هو هدية للسنوار وخطر على دولة إسرائيل”.
ساهم في هذا التقرير ديانا بليتر وغافرييل فيسك