إسرائيل في حالة حرب - اليوم 428

بحث

النقابات المضربة تنضم إلى الاحتجاج مع خروج الآلاف إلى الشوارع للمطالبة بصفقة رهائن

إغلاق تقاطعات طرق رئيسية قبل الاحتجاجات الرئيسية المقررة في وقت لاحق من يوم الاثنين؛ محامي الهستدروت يقول إن الإضراب سينتهي بحلول المساء بينما تلجأ الحكومة إلى المحكمة لوقف الإضراب العمالي

متظاهرون يطالبون باتفاق لإطلاق سراح الرهائن يقطعون حركة المرور عند تقاطع بجوار مدينة رمات هشارون، 2 سبتمبر، 2024. (Hillel Maeir/Flash90)
متظاهرون يطالبون باتفاق لإطلاق سراح الرهائن يقطعون حركة المرور عند تقاطع بجوار مدينة رمات هشارون، 2 سبتمبر، 2024. (Hillel Maeir/Flash90)

أوقف العاملون نشاط الخدمات العامة وشركات التكنولوجيا وغيرها من الشركات، وتسبب النشطاء في عرقلة حركة المرور عند تقاطعات الطريق في أرجاء البلاد يوم الاثنين حيث انضم مئات الآلاف إلى إضراب عام لمدة يوم واحد بهدف الضغط على الحكومة لإبرام اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة بعد أن استعاد الجيش جثث ست رهائن تم إعدامهم قبل أيام قليلة فقط.

تم الدعوة إلى الإضراب يوم الأحد من قبل اتحاد نقابات العمال في إسرائيل (الهستدروت)، وهو اتحاد نقابي يمثل معظم العاملين في القطاع العام، كجزء من يوم من الاضطرابات على مستوى البلاد التي يخطط له النشطاء وسط غضب متزايد من رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وحكومته بسبب الإصرار على المطالب الإسرائيلية في المحادثات مع حركة حماس.

كما قال منتدى الأعمال الإسرائيلي، الذي يمثل حوالي 200 من أكبر شركات البلاد، في وقت متأخر من يوم الأحد أنه سيتم السماح للعاملين بالانضمام إلى الإضراب، وإغلاق البنوك وغيرها من الشركات. ومع ذلك، عملت بورصة تل أبيب كالمعتاد يوم الاثنين.

وبينما أجبرت خدمات الحافلات المحدودة المسافرين على ايجاد وسائل سفر بديلة ورفض الكثير من العاملين الحضور إلى العمل، بدأ النشطاء في التجمع صباح الإثنين عند تقاطعات الطرق الرئيسية وعلى طرق أخرى في أرجاء البلاد.

وأغلق المتظاهرون شوارع رئيسية في تل أبيب وطرق سريعة مؤدية إلى المدينة من الشمال والشرق، مما أدى إلى توقف حركة المرور على الطريقين السريعين 1 و4.

في شمال تل أبيب، أغلق مئات المتظاهرين تقاطع شارعي “نمير” و”روكاخ”، مما أدى إلى إغلاق الطرق الرئيسية المؤدية إلى القلب الاقتصادي للبلاد. كما أوقف المتظاهرون حركة المرور عند تقاطع “بيل”، وهو طريق رئيسي آخر يؤدي إلى المدينة.

إسرائيليون يحتجون للمطالبة بالإفراج عن الإسرائيليين المحتجزين كرهائن لدى حماس في قطاع غزة، عند تقاطع هكفار هياروك بالقرب من مدينة رمات هشارون بوسط إسرائيل، 2 سبتمبر، 2024. (Hillel Maeir/Flash90)

وهتف المتظاهرون “لماذا ما زالوا في غزة؟”.

في كركور وبئر السبع وموديعين ومدن أخرى، تجمعت حشود تضم عشرات أو مئات الأشخاص على الأرصفة أو سدوا تقاطعات الطرق لفترة وجيزة.

وكان هذا التحرك المنسق من بين أكبر التحركات منذ بدء أزمة الرهائن قبل نحو 11 شهراً، وهو ما يذكر بالاحتجاجات الضخمة المناهضة للحكومة والتي كانت تهدف إلى إحباط إصلاح النظام القضائي الذي اجتاح البلاد في الأشهر التي سبقت هجوم حماس في السابع من أكتوبر.

ومن المتوقع أن تستمر الاحتجاجات طوال اليوم، مع التخطيط لمظاهرات ضخمة بعد ظهر يوم الاثنين في القدس وتل أبيب.

متظاهرون يغلقون تقاطعًا بالقرب من رعنانا في 2 سبتمبر، 2024. (Hostage and Missing Families Forum)

في إعلانه عن الإضراب يوم الأحد، قال رئيس الهستدرت، أرنون بار دافيد، إن وقف النشاط الاقتصادي للبلاد قد يمتد إلى أكثر من يوم واحد، ونقلت وسائل إعلام عبرية عن مصادر قولها أن المزيد من النقابات قد تنضم إلى الإضراب في المستقبل.

لكن الهستدروت أبلغت محكمة العمل المحلية لاحقا أنها ستنهي الإضراب بحلول مساء يوم الاثنين، مجيبة على واحد من التحديين القانونين اللذين يسعيان إلى وقف الإضراب.

أغلقت حوالي 10 بلديات خدماتها كجزء من الإضراب يوم الاثنين، بما في ذلك رعنانا، وكفار سابا، وتل أبيب -يافا، وهود هشارون، وهرتسليا، بينما أعلنت عدة بلديات أخرى إضرابات تضامنية استمرت لجزء من اليوم.

بلدات أخرى لم تشارك في الإضراب – من ضمنها القدس، وأشدود، وبني براك، ونتانيا، والرملة، وديمونا، وحولون، وبيتح تيكفا، وكريات غات، وعراد، وبيت شيمش، وبلدة كتسرين في شمال البلاد، والمجلس الإقليمي ميروم هغليل، ومستوطنتي إفرات ومعالية أدوميم.

وندد وزراء الحكومة بالإضراب باعتباره غير قانوني.

في مطار بن غوريون، بدأ إغلاق جزئي لمدة ساعتين في الساعة 8 صباحا، على الرغم من الضغوط الشديدة التي مارستها وزارة المواصلات. وقبل الإضراب، أعادت شركات الطيران الإسرائيلية جدولة رحلاتها للإقلاع قبل أو بعد فترة الإضراب.

ظل المطار مفتوحا للرحلات القادمة، لكن العمال لم يقوموا بتفريغ الأمتعة، حسبما ذكرت القناة 12 صباح الاثنين. أظهرت الصور المتداولة على وسائل التواصل الاجتماعي خلال فترة الإضراب حقائب يُفترض أن تكون للوافدين تُركت جالسة على المدرج، بالإضافة إلى حقائب مكدسة داخل المطار بجوار مكاتب تسجيل الوصول المغلقة.

وعملت الحافلات المحلية بشكل جزئي صباح الإثنين، وكان من المقرر أن يبدأ القطار الخفيف، الذي يعمل عادة من الصباح الباكر، في العمل حتى الظهر، أما قطار تل أبيب الخفيف فعمل بشكل محدود.

وأعلن اتحاد المعلمين أن رياض الأطفال في جميع أنحاء البلاد ستكون مغلقة يوم الاثنين، وأن المدارس ستعمل جزئيا حتى الساعة 11:45 صباحا. وكان بعض معلمي المدارس الثانوية قد أضربوا بالفعل مع بدء العام الدراسي يوم الأحد، وسط صراع مستمر منذ فترة طويلة بشأن الرواتب والاستحقاقات مع وزارة التربية والتعليم.

رئيس اتحاد نقابا العمال في إسرائيل (الهستدروت) أرنون بار ديفيد يحضر مظاهرة تطالب بالإفراج عن الإسرائيليين المحتجزين لدى حماس في غزة خارج مقر وزارة الدفاع في تل أبيب، 1 سبتمبر، 2024. (Tomer Neuberg/Flash90)

ورفضت الوزارة الإضراب بشكل كامل، وأصدرت بيانا قالت فيه إن المعلمين والموظفين “مطالبون بالحضور إلى المدارس ورياض الأطفال”.

وأعلنت جمعية رؤساء الجامعات أن الجامعات البحثية في جميع أنحاء إسرائيل ستنضم إلى الإضراب، لكنها أشارت إلى أن الامتحانات المقررة مسبقا ستتم كما هو مخطط لها، حتى لا تؤثر سلبا على الطلاب الذين يخدمون في قوات الاحتياط.

وأعلنت المستشفيات والعديد من المرافق  أنها ستعمل في إطار ورديات نهاية الأسبوع، وكانت العيادات الصحية تعمل في إطار الطوارئ. وأعلن اثنان من صناديق المرضى في البلاد انضمامهما إلى الإضراب – “كلاليت” و”مؤوحيدت”.

بدأ الإضراب على الرغم من المعارضة الصريحة من الوزراء في الحكومة، بما في ذلك وزير المالية بتسلئيل سموتريتش، الذي وصف الإضراب بأنه غير قانوني واتهم الهستدروت بتمثيل مصالح حماس.

متظاهرون يطالبون بصفقة تبادل الرهائن يغلقون مفترق كركور في شمال إسرائيل، 2 سبتمبر، 2024. (Gavriel Fiske/The Times of Israel)

وبناء على طلب سموتريتش، طلب مكتب المدعي العام من محكمة العمل يوم الاثنين إصدار أمر قضائي ضد الإضراب، بحجة أن الإضراب السياسي محظور بموجب القانون.

وقال محامي الهستدروت للمحكمة إن الإضراب سينتهي بحلول الساعة 6 مساء.

وقد تم تقديم التماس منفصل إلى محكمة العدل العليا من قبل منتدى “تيكفا”، وهي مجموعة من عائلات الرهائن التي تدعو إلى زيادة الضغط العسكري على حماس وتعارض الإطار الحالي لاتفاق وقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن، وتسعى أيضا إلى الحصول على أمر قضائي لوقف الإضراب.

وقد تم تحديد جلسة استماع في الظهيرة.

وأعرب زعيم المعارضة يائير لابيد عن دعمه للإضراب، قائلا يوم الأحد: “لا يمكن لأي إسرائيلي أن يقف مكتوف الأيدي بينما تنهار البلاد”.

ساهم في هذا التقرير سام سوكول ونعومي لانزكرون.

اقرأ المزيد عن