النزاع في غزة يهمش عباس، ولكن الولايات المتحدة لا تزال تراهن على زعيم السلطة الفلسطينية
بعد فشل محادثات السلام، حرب حماس مع إسرائيل، زعيم حركة فتح ربما تلقى ضربة سياسية قاتلة

واشنطن (جي تي ايه) – محمود عباس كان على هامش الصراع الحالي بين إسرائيل وحماس، مع تأثير ضئيل على نتائجه.
لكن ذلك لم يوقف وزير الخارجية الامريكي جون كيري من التشاور بشكل وثيق مع رئيس السلطة الفلسطينية طوال فترة الأزمة.
قال مسؤول امريكي الذي يقدم المشورة لكيري حول عملية السلام بين الاسرائيليين والفلسطينيين ان الاندلاع الحالي يسلط الضوء على أهمية الحفاظ وتعزيز عباس كشريك لصنع السلام.
‘نود أن نرى عودة الطرفين إلى المحادثات في أقرب وقت ممكن’، قال المسؤول الامريكي الذي تحدث مع جي تي ايه بشرط عدم الكشف عن هويته. ‘لقد رأينا ما يحدث في غياب عملية سلام نشطة.’
ولكن بعض المراقبين أشاروا إلى أن عباس، ضعف بانهيار عملية السلام، وقد تعرض لضربة قاسية مع الصراع الحالي الذي يحد من نفوذه في المستقبل.
واضاف ‘انه واحد من أكبر الخسائر السياسية لهذه العملية برمتها والسؤال هو، عندما يستقر الوضع، اسنرى ان عباس اصيب بجروح قاتلة؟’ سأل غيث العمري، المدير التنفيذي لفريق العمل الأمريكي من أجل فلسطين، مجموعة مناصرة مقرها واشنطن على علاقات قوية مع السلطة الفلسطينية.
المسؤول الامريكي، مع ذلك، تركز على الدور الإيجابي الذي لعبه عباس، مشيدا رده على حملة حماس باطلاق الصواريخ على اسرائيل.
واضاف ‘اذا بحثتم في تصريحاته، اقد دعا إلى وضع حد لإطلاق الصواريخ، وقال انه حث حماس على قبول اقتراح وقف إطلاق النار المتواجد على الطاولة’، قال المسؤول. ‘يمكن للرئيس عباس لعب دور إيجابي لكونه واضح في التصريحات العلنية أن السلطة الفلسطينية لا تدعم ما تقوم به حماس وبالمثل تدين استمرار الهجمات الصاروخية ‘.
لقد اقترح عباس أن إطلاق الصواريخ يأتي بنتائج عكسية، قائلاً للتلفزيون الفلسطيني يوم 10 يوليو، وقال ‘ما اللذي تحاول تحقيقه بإطلاث الصواريخ؟ اننا نفضل المحاربة بالحكمة والسياسة ‘.
لكن عباس قد أدان أيضا بشدة سلوك إسرائيل للعملية في غزة. واتهم اسرائيل بارتكاب ‘ابادة جماعية’، ودعا الأمم المتحدة بالتدخل وحماية الفلسطينيين من القصف الإسرائيلي، وأشار إلى أن الفلسطينيين قد يتقدمون بطلب العضوية الى وكالات دولية إضافية.
وقال ديفيد شينكر, خبير في السياسة العربية في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى, ان السبب الذي قررت اسرائيل بموجبه انهاء محادثات السلام الاسرائيلية الفلسطينية في نيسان لا يزال قائما: قرار عباس للمصالحة مع حماس واستعداده لقبول درجة من سيطرة حماس في قطاع كجزء من الصفقة.
‘لنتنياهو، مشجب أنك تملك شريك سلام عاقداً شراكة مع منظمة إرهابية الذي يدرك الوضع الراهن في غزة’، قال شينكر، في اشارة الى رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو.
وقال المسؤول الامريكي ان ادارة أوباما أوضحت لعباس أن المصالحة مع حماس لم تعد خيارا – تحول من موقف الانتظار والترقب الأولي للولايات المتحدة بشأن الجهود الرامية إلى إنشاء وحدة فلسطينية.
‘لقد كنا واضحين أننا لا نرى كيف يمكن المضي قدما بالمصالحة في ظل الوضع الحالي’ قال المسؤول.
بالفعل هناك جهودا في الكونغرس لتقليل ما يقارب 500 مليون دولار سنويا للسلطة الفلسطينية والتي تتلقاها من الولايات المتحدة.
النائب إد رويس (كاليفورنيا)، رئيس لجنة مجلس النواب الأمريكي للشؤون الخارجية, قال للجي تي ايه, أنه على عباس إنهاء محادثات المصالحة مع حماس اذا اراد ابقاء التمويل الأميركي.
‘استئناف للتمويل المباشر للسلطة الفلسطينية, وما اذا كان عباس هو ممثل موثوق، يعتمد كليا على الإجراءات التي يقوم بها’، قال في رسالة بالبريد الالكتروني. ‘لا بد له انهاء العلاقة نهائيا مع حماس وتخلي السلطة الفلسطينية عن حكومة الوحدة. على المفاوضات العودة إلى المسار الصحيح وعلى السلطة الفلسطينية التوافق مع كل من نص وروح قانون الولايات المتحدة. قريب من اتخاذ تلك الخطوات، اني لا ارى الكونغرس يدعم استئناف المساعدات المباشرة للسلطة الفلسطينية ‘.
وقال العمري لقوة العمل الأمريكية من أجل فلسطين أن انتقادات عباس لحماس تضر به في المجال السياسي الفلسطيني.
‘لقد لاقى الكثير من الانتقادات، بما في ذلك من داخل حزبه’ قال العمري. ‘وتوليه هذه الواقف دفعه ثمنا سياسيا.’
في نفس الوقت، قال العمري، واصل نتنياهو بالعدائية تجاه عباس والسلطة الفلسطينية.
“في إسرائيل، شهدنا نتنياهو يتجاهل السلطة الفلسطينية والبيانات الصادرة عن نتنياهو التي تقوض موقف السلطة الفلسطينية،” وقال في اشارة الى قول نتنياهو الاسبوع الماضي ان الصراع الحالي يثبت أن إسرائيل لا يمكنها التخلى عن السيطرة الأمنية على الضفة الغربية.
كلما طالت فترة الصراع الحالي سيكون من الصعب على عباس مقاومة الدعوات لمبادرة جديدة للحصول على اعتراف دولي لقيام دولة فلسطينية – قال العمري في خطوة من شأنها أن تنفرها اسرائيل والولايات المتحدة.
“كلما كانت الضحايا أكثر, كلما تواجد تحت ضغط اكبر للالتجاء إلى الأمم المتحدة” قال العمري. واضاف “انه ليست حرص؛ انه يفهم الضرر الذي سيفعله ذلك’.
وقال شينكر ان نتنياهو كان أقل احتمالا في أعقاب النزاع في غزة إلى التفكير في نوع من الانسحاب العسكري ألذي يتوقعه عباس في اتفاق السلام.
‘إن التطورات في غزة تقوض أهمية الأراضي وأهمية السيطرة الإسرائيلية على الحدود مع الأردن’، قال شينكر. ‘ما يحدث في غزة الآن يعزز المزاعم الإسرائيلية لتواجد القوات الإسرائيلية في غور الأردن.’