إسرائيل في حالة حرب - اليوم 426

بحث

الحرب بين إسرائيل وحماس تطغى على الملف النووي الإيراني في الوكالة الدولية للطاقة الذرية

دبلوماسيون يقولون إن المخاوف من احتمال اندلاع حرب إقليمية أوسع تمنع مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية من إصدار قرار ملزم بشأن عدم التعاون من قبل طهران

ملف: رافائيل غروسي (وسط)، المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، يفتتح اجتماع مجلس محافظي الوكالة في مقر الوكالة في فيينا، النمسا، في 22 نوفمبر 2023. (Joe Klamar / AFP)
ملف: رافائيل غروسي (وسط)، المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، يفتتح اجتماع مجلس محافظي الوكالة في مقر الوكالة في فيينا، النمسا، في 22 نوفمبر 2023. (Joe Klamar / AFP)

أ ف ب – يثير التصعيد النووي الإيراني مخاوف جدية، في ظلّ استبعاد مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية ووقف كاميرات المراقبة… غير أن الدول الغربية متردّدة في التحرك خوفا من أن يؤدي ذلك إلى تأجيج التوترات في الشرق الأوسط.

ويقول دبلوماسي كبير إن “الصورة قاتمة، لكنّ الحقيقة هي أنه في الوقت الحالي، لا أحد يريد إثارة رد فعل من قبل إيران في سياق الحرب بين إسرائيل وحركة حماس الفلسطينية”.

ودانت الولايات المتحدة والدول الأوروبية الثلاث (ألمانيا وفرنسا والمملكة المتحدة)، خلال اجتماع مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية هذا الأسبوع في مقرّ الوكالة في فيينا، عدم التعاون من قبل طهران. غير أنّها امتنعت عن تقديم قرار ملزم بهذا الشأن.

مع ذلك، تقول السفيرة الأميركية لورا هولغايت إن “حدودا غير مسبوقة تم تخطيها”.

كذلك، تعرب باريس على لسان المتحدثة باسم وزارة الخارجية آن كلير لوجندر، عن “قلق خاص إزاء التصعيد النووي غير المبرر على الإطلاق”.

“ضربة قوية”

في العام 2018، انهار الاتفاق الدولي الذي تمّ التوصل إليه في العام 2015 والذي يقيّد أنشطة طهران النووية مقابل رفع العقوبات الدولية عنها، وذلك بعد انسحاب واشنطن منه بقرار من الرئيس السابق دونالد ترامب.

وسعى خلفه جو بايدن إلى إعادة إحياء هذا الاتفاق من خلال مفاوضات أُجريت في فيينا، لكنها توقفت منذ صيف 2022.

على أرض الواقع، تبقى النتائج التي توصلت إليها الهيئة الأممية واضحة. وتفيد بأن إيران تملك حاليا 128,3 كيلوغرامات من اليورانيوم المخصّب بنسبة 60%، وفقا لآخر تقرير. ويعني ذلك نظريا أكثر بثلاث مرات من المادة الضرورية نظريا لصنع قنبلة ذرية عند مستوى 90%.

ويقول مصدر دبلوماسي إن “هذا حجم كبير، خصوصا إذا لم تكن هناك أي فائدة منه”، في الوقت الذي تنفي فيه إيران رغبتها في امتلاك أسلحة نووية.

من جهة أخرى، تتباطأ الجمهورية الإسلامية في إعادة تركيب كاميرات المراقبة التي كانت قد أوقفت عملها العام الماضي. والأهم من ذلك، أنها سحبت مؤخرا تصاريح عمل مجموعة من المفتشين.

صورة توضيحية: مفتشو الوكالة الدولية للطاقة الذرية في محطة الطاقة النووية الايرانية في نطنز، 20 يناير 2014 (IRNA / AFP Kazem Ghane / File)

وطال هذا القرار ثمانية فرنسيين وألمان، حسبما أوضح الدبلوماسي الكبير. وكان قد تم وقف عمل مفتش تاسع روسي الجنسية في وقت سابق من العام، لكشفه عن تعديل فني في سلسلة أجهزة الطرد المركزي، أدى إلى ذروة التخصيب بنسبة 84% وهو رقم قياسي.

وقال المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافايل غروسي الذي يضاعف منذ أشهر جهوده غير المثمرة، الأربعاء، إن هذه الإجراءات شكلت “ضربة قوية” لعملنا.

“تفادي حريق إقليمي”

يقول أحد الدبلوماسيين “يتطلب الأمر شخصين لرقصة تانغو”. ويضيف أن إيران “تشعر بجرأة” أكبر في مواجهة “لامبالاة” الدول الغربية. كما أنها تستفيد من “حماية” موسكو على خلفية تعزيز العلاقات العسكرين بين البلدين منذ الغزو الروسي لأوكرانيا.

ومن جهتها، ترى كيلسي دافنبور الخبيرة في جمعية الحد من الأسلحة، أن “إحجام مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية أمر مفهوم”، موضحة أن “هذه حالة تتفوّق فيها القضايا الجيوسياسية على المسائل المرتبطة بعدم الانتشار”.

ويخشى المجتمع الدولي من امتداد الصراع إلى الحدود بين لبنان وإسرائيل التي تشهد تبادلا لإطلاق النار بشكل يومي، وحتى إلى أبعد من ذلك في المنطقة، في ظل وجود مجموعات موالية لإيران الداعم الرئيسي لحركة حماس الفلسطينية.

وتؤكد هيلواز فاييه الباحثة في مركز الدراسات الأمنية التابع للمعهد الفرنسي للعلاقات الدولية، أنه “بالنظر إلى أننا لا نعرف درجة الترابط التي تحافظ عليها طهران مع هذه الجماعات”، فإن القادة الغربيين حريصون على “اتخاذ أكبر قدر ممكن من الاحتياطات”.

من جهتها، تشدد لوجندر على أنّه رغم أنّ الدبلوماسية الفرنسية تضمن إدارة “الأزمات بشكل منفصل”، إلا أنها تؤكد أيضا الحاجة لـ”التعامل مع أنشطة إيران المزعزعة للاستقرار في المنطقة”. وتضيف: “إننا نعمل في هذا الاتجاه لتفادي اندلاع حريق إقليمي”.

مع ذلك، تشير دافنبور إلى أن التقاعس الذي لوحظ في فيينا حتى قبل الصراع الحالي، “يرسل رسالة خاطئة إلى طهران وإلى جميع أولئك الذين يطمحون إلى امتلاك أسلحة نووية”. ويأتي ذلك فيما يعود القرار الأخير الصادر ضد طهران إلى نوفمبر 2022.

وتقول دافنبور: “في مواجهة التوترات الإقليمية المتصاعدة وإيران التي باتت على وشك الحصول على قنبلة نووية… تخاطر الولايات المتحدة وإسرائيل بإساءة الحكم على نوايا طهران النووية”، داعية إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن إلى بذل كلّ ما في وسعها للخروج من المأزق.

اقرأ المزيد عن