الناطق بلسان الجيش الإسرائيلي: حماس وافقت على إطلاق سراح عائلة بيباس في اتفاق الهدنة الذي انتهكته
دانيئل هغاري يقول إن الأم شيري (32 عاما)، وطفليها أريئل (4 سنوات) وكفير (10 أشهر)، كانوا من المفترض أن يعودوا في إطار الاتفاق المؤقت لكن "حماس قررت عدم القيام بذلك"
كان من المفترض أن تطلق حركة حماس الفلسطينية سراح شيري بيباس (32 عاما)، وطفليها أريئل بيباس (4 أعوام) وكفير بيباس (10 أشهر)، الذين تم اختطافهم واحتجازهم كرهائن في 7 أكتوبر في قطاع غزة، لكنها انتهكت اتفاق التهدئة مع إسرائيل هذا الأسبوع عندما فشلت في القيام بذلك، بحسب الجيش الإسرائيلي.
تم اختطاف الأم والطفلين من كيبوتس نير عوز في 7 أكتوبر، مع زوج شيري ووالد الصبيين، يردن بيباس (34 عاما)، عندما اجتاح مسلحون بقيادة حماس جنوب إسرائيل، مما أسفر عن مقتل أكثر من 1200 شخص، معظمهم من المدنيين،الذين قُتلوا في منازلهم وفي مهرجان طبيعة راقص. واختطف المسلحون أيضا نحو 240 رهينة، تم إطلاق سراح حوالي 100 منهم منذ يوم الجمعة الماضي وسط اتفاق هدنة شهد قبل أن ينهار توقفا في الحرب وإطلاق سراح سبع مجموعات من الرهائن الإسرائيليين والأجانب – معظمهم من النساء والأطفال – على مدار سبعة أيام، بحسب ما أعلنه الجيش الإسرائيلي، وإطلاق سراح أكثر من 200 أسير فلسطيني خلال الفترة نفسها، وتسهيل وصول المزيد من المساعدات الإنسانية.
وانتهت الهدنة، التي توسطت فيها قطر ومصر، في وقت مبكر من صباح الجمعة مع استئناف الأعمال العدائية، حيث فشلت حماس في تقديم قائمة الرهائن التي كانت تنوي إطلاق سراحهم بحلول الساعة السابعة صباحا كما هو منصوص عليه في الاتفاق الذي كان ساريا منذ الأسبوع الماضي، وأطلقت أيضا صواريخ باتجاه الأراضي الإسرائيلية في وقت مبكر من الصباح. كما أعلنت الحركة مسؤوليتها عن هجوم دام وقع في القدس يوم الخميس.
في مؤتمر صحفي يوم الجمعة، قال الناطق بلسان الجيش الإسرائيلي دانيئل هغاري، إنه كان من المفترض أن تقوم حماس بإطلاق سراح أفراد عائلة بيباس من غزة كجزء من اتفاق وقف إطلاق النار المؤقت وأن حماس قررت خرق الاتفاق.
وقال هغاري ردا على سؤال: “عائلة بيباس – إنها حادثة نتابعها استخباراتيا وعملياتيا منذ بداية القتال”.
وأصدرت حماس ادعاء لم يتم التحقق منه هذا الأسبوع بأن الأم وطفليها قُتلوا في قصف إسرائيلي وعرضت إعادة ثلاث جثث إلى إسرائيل هذا الأسبوع في الجولة السادسة من إطلاق سراح الرهائن، لكن لم يكن من الواضح إلى رفات من كانت تشير.
وكانت الفصائل الفلسطينية في غزة قد أطلقت مثل هذه المزاعم بشأن الرهائن في الماضي، التي يُنظر إليها على أنها جزء من حملة حرب نفسية.
يوم الأربعاء، قال الجيش الإسرائيلي إنه أبلغ العائلة بأنه يحقق في الإدعاء “القاسي وغير الإنساني” بأن الثلاثة قُتلوا، وانتقد “الإرهاب النفسي” الذي تمارسه حماس.
في اليوم التالي، نشرت حماس مقطع فيديو دعائي يظهر فيه يردن بيباس، على قيد الحياة، يقول فيه إن الجثث التي عرضتها حماس على إسرائيل هي لعائلته ويطالب بإعادتها لدفنها.
في المؤتمر الصحفي يوم الجمعة، قال هغاري: “في الأمس تم نشر مقطع فيديو صعب يظهر فيه يردن بيباس. من ناحية، هذا علامة على الحياة، ومن ناحية أخرى، هذا إرهاب قاس ومتلاعب تقوم به حماس”.
وأضاف هغاري “طالبنا اليوم، مثل كل يوم خلال الإطار، بإعادة النساء والأطفال كما تم الاتفاق عليه في الصفقة، التي يوجد فيها التزام لمصر وقطر. قررت حماس خرق الاطار”.
وتابع قائلا: “في الإطار، كان من المفترض أن تعود عائلة بيباس، الأم وطفلاها، إلى إسرائيل. قررت حماس عدم القيام بذلك”.
ولقد أصبحت العائلة واحدة من أكثر مجموعات الرهائن شهرة، ويعتبرها الكثيرون دليلا على مدى قسوة حماس. سرعان ما جذب مقطع الفيديو الذي ظهر لشيري وهي تحمل طفليها أثناء اختطافهم من قبل المسلحين الانتباه بسبب الذعر الواضح على وجهها، وشعر الطفلين الأحمر الفاتح (وهو ما دفع الكثيرين إلى إطلاق لقب “ذوا الشعر الأحمر” على الطفلين توددا) وصغر سن كفير – كونه أصغر إسرائيلي اختطفته حماس.
وبينما تم إطلاق سراح حوالي 80 امرأة وطفلا خلال الأيام السبعة الماضية كجزء من اتفاق وقف إطلاق النار المؤقت، إلا أن الآمال في أن تكون عائلة بيباس من بينهم تبددت يوما بعد يوم.
يوم الثلاثاء، أكد المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي باللغة العربية أفيخاي أدرعي عبر منصة “اكس” (توتير سابقا)، أن حماس قامت بنقل الطفلين ووالدتهما إلى فصيل مسلح آخر في قطاع غزة وأنه يُعتقد أنهم محتجزون في مدينة خان يونس بجنوب القطاع.
وورد أن هذه الجماعة هي “الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين” والتي تُعتبر فصيلا صغيرا.
طفلا عائلة بيباس هما الطفلين الوحيدين اللذين ما زالا محتجزين في غزة، من بين حوالي 40 طفلا اختطفهم المسلحون في 7 أكتوبر.
وتعتقد إسرائيل أن ما يقرب من 17 امرأة وطفلا إسرائيليا لا يزالون في غزة الآن وأن الهدنة مع حماس تنص على أن الحركة ستطلق سراحهم جميعا قبل إطلاق سراح فئات أخرى من الرهائن.
يوم الجمعة أيضا، ألقت إدارة بايدن باللوم في إنهيار وقف إطلاق النار المؤقت في غزة على حماس، وبدا أنها تدعم ادعاءات إسرائيل بأنه لا يزال لدى حماس المزيد من الرهائن من النساء والأطفال الذين يمكنها إطلاق سراحهم.
وقال جون كيربي، المتحدث باسم مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض، خلال مؤتمر صحفي: “نعتقد أنه من المعقول أن يكون لديهم عدد أكبر من النساء والأطفال الذين ينبغي أن يكونوا مؤهلين للتبادل”.
وأضاف كيربي “بسبب حماس انتهت هذه الهدنة… المسؤولية تقع على حماس في أن تكون قادرة على تقديم قائمة الرهائن”.
وأكد وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن في وقت لاحق الجمعة أن الهدنة “انتهت بسبب حماس”، التي “بدأت بإطلاق الصواريخ قبل انتهاء الهدنة، و… تراجعت عن الالتزامات التي تعهدت بها فيما يتعلق بإطلاق سراح بعض الرهائن”.
ووسعت حماس نطاق النيران على مدار اليوم، وأطلقت رشقات صاروخية على البلدات القريبة من الحدود قبل استهداف مدينة أشدود الساحلية الجنوبية. وقال الجيش إن تم إطلاق نحو 50 صاروخا على بلدات بجنوب إسرائيل من غزة.