إسرائيل في حالة حرب - اليوم 350

بحث

الموظفون والطلاب في صدمة بعد الكشف أن السائق في حادثة الدهس بتل أبيب هو عامل سابق في المدرسة

يذكر الموظفون أن يوسف أبو جابر (45 عاما) دعاهم لوجبة طعام، ويقول شقيقه أن الحادث المميت كان حادث سير وليس هجوما

يوسف أبو جابر (45 عاما)، السائق في هجوم الدهس المزعوم في تل أبيب، 7 أبريل، 2023. (Courtesy)
يوسف أبو جابر (45 عاما)، السائق في هجوم الدهس المزعوم في تل أبيب، 7 أبريل، 2023. (Courtesy)

أصيب الطلاب والموظفون بالصدمة عندما تم الكشف أن رجل عمل في مدرستهم الإعدادية حتى العام الماضي هو الرجل العربي الذي قُتل بالرصاص بعد أن نفذ عملية دهس في تل أبيب، حسبما صرحوا لوسائل الإعلام العبرية يوم السبت.

السائق في الهجوم في تل أبيب يدعى يوسف أبو جابر (45 عاما)، وهو أب لستة أطفال من سكان كفر قاسم شرقي تل أبيب. ولم تكن لديه مخالفات أمنية سابقة.

وعند الكشف عن هويته، أبلغ الطلاب والمعلمون في مدرسة “شازار” الإعدادية في كريات أونو الشرطة أنهم تعرفوا على أبو جابر من صوره، وتذكرو الضحك والرقص معه أثناء وجوده في المدرسة، حسبما ذكر موقع “واينت” الإخباري يوم السبت.

ووفقا لمسؤولي إنفاذ القانون، نفذ أبو جابر هجوم الدهس المشتبه به مساء الجمعة في شارع كوفمان، مما خلف سلسلة من الإصابات على طول عدة مئات من الأمتار وفي متنزه “تشارلز كلور” المجاور، وهو منتزه شعبي على شاطئ البحر.

وقالت الشرطة إن ضابطا في محطة وقود قريبة سمع السيارة وهي تنقلب وهرع إلى مكان الحادث برفقة مفتشي البلدية، حيث رأوا السائق يحاول “الوصول إلى شيء يشبه البندقية كان معه” وأطلقوا النار عليه. واعتقدت الشرطة في البداية أن أبو جابر كان بحوزته سلاح ناري، وكان يحاول الوصول إليه لإطلاق النار. وفي وقت لاحق، قالت مصادر إنفاذ القانون لوسائل إعلام عبرية إن الشيء كان عبارة عن مسدس لعبة.

وقال متحدث بإسم جهاز الأمن العام (الشاباك) لتايمز أوف إسرائيل بعد ظهر يوم السبت أنه يتم التحقيق في حادث الدهس على أنه هجوم إرهابي.

السائح الإيطالي أليساندرو باريني (35 عاما) من روما، قُتل في هجوم دهس مزعوم في تل أبيب في 7 أبريل، 2023. (Photo via Italian media)

وتم الكشف أن القتيل كان المواطن الإيطالي أليساندرو باريني، وهو محام يبلغ من العمر 35 عاما من روما.

وقال مسؤولون في المستشفى إن الجرحى كانوا أيضا سياحا من إيطاليا والمملكة المتحدة. ولم يتم ذكر أسمائهم.

صباح السبت، أعلن مستشفى إيخيلوف في تل أبيب إن ثلاثة منهم لا يزالون في المستشفى، وجميعهم في حالة جيدة.

ووفقا لموقع “واينت”، دعا أبو جابر قبل عامين المعلمين في المدرسة إلى وجبة الإفطار خلال شهر رمضان المبارك.

الشرطة الإسرائيلية وخدمات الطوارئ تعمل حول السيارة التي قادها مهاجم عربي إسرائيلي قتل سائحًا إيطاليًا وجرح سبعة آخرين في هجوم دهس في تل أبيب، 7 أبريل 2023 (AP/Ariel Schalit)

وقالت عاملة في المدرسة لموقع “واينت” إنها صُدمت عندما علمت بتورط أبو جابر في هجوم مشتبه به.

“كنت أعرف يوسف أبو جابر، وكان لطيفا جدا مع جميع موظفي المدرسة. هناك أشياء كثيرة لا تزال غير واضحة. لم أكن أتخيل أبداً أنه كان إرهابيا محتملا. لقد دعا جزءا من الفريق لتناول وجبة طعام وذهب البعض، لكنني شخصيا لم أحضر”.

وقال موظف آخر: “الكل يعرفه. ما زلنا نحاول فهم كيف عمل إرهابي حول طلابنا”.

وقالت والدة طالب في المدرسة إن ابنها “أصيب بصدمة” من الأخبار.

“أخبرني أنه يعرف يوسف، وأن هذا كان أسعد شخص يعرفه، وأنه كان يمزح ويضحك. ما زلت في حالة صدمة، لم نستوعب الأمر”.

وذهب عناصر الشاباك وضباط الشرطة إلى منزل أبو جابر في وسط المدينة العربية ليلة الجمعة لاستجواب أفراد عائلته.

يوم السبت، قال شقيقه عمر أبو جابر لموقع “واينت” الإخباري إنه يعتقد أن عملية الدهس كانت حادثا بعد مشاهدة مقاطع الفيديو.

“يمكن أن ترى أنه حادث سيارة. لقد حاول تقليل الأضرار بل وعرّض نفسه للخطر”، مضيفا أنه يعتقد أن شقيقه فقد السيطرة على السيارة لأنه لم ينام بشكل كاف خلال الليالي الماضية حيث كانت الأسرة في حداد على وفاة ابن عمه.

وقال: “لو كان ينوي القتل، لكان قد حاول إحداث أكبر قدر ممكن من الضرر”.

وأظهرت لقطات لكاميرات مراقبة السيارة وهي تدخل مسار دراجات وتسير فيه لعدة ثوان قبل أن تنحرف على العشب وتنقلب.

وقال رئيس شرطة تل أبيب عميحاي إشيد إن السائق قاد سيارته في ممر للدراجات بطريقة “واضحة” وأصاب عددا من الأشخاص في منطقة المشاة.

وطالب شقيق أبو جابر الشرطة بإصدار فيديو كاميرات الجسم من الضابط.

وقال شقيقه: “يوسف أنجب ست بنات، وله أحفاد، وكان يحب الجميع وكان يبتسم دائما. لقد كان ضد الهجمات بشكل لا لبس فيه”.

كما أكد ما نقلته وسائل إعلام عبرية عن أن أبو جابر عمل على مدى السنوات العديدة الماضية في المدرسة الإعدادية.

جاءت الحادثة وسط سلسلة من الهجمات وتصاعد في العنف، وكانت ثاني حادثة مميتة خلال اليوم، بعد هجوم إطلاق نار وقع صباح الجمعة في الضفة الغربية، والذي أسفر عن مقتل شقيقتين وإصابة والدتيهما إصابة حرجة. التصعيد في العنف جاء مع زيادة التوترات في الأيام الأخيرة في أعقاب اقتحام الشرطة الإسرائيلية للمسجد الأقصى؛ ويوم الخميس، أطلق ناشطون تابعون لحركة “حماس” رشقات صاروخية تجاه إسرائيل من غزة ولبنان، حسبما أفادت السلطات.

وظلت التوترات عالية يوم السبت، حيث أفادت عدة منظمات ووسائل إعلام أن حادثة وقعت في القدس كانت محاولة دهس أخرى.

لكن أصدرت الشرطة بيانا جاء فيه أنه “لم يكن هناك حادث غير عادي في شارع يافا في القدس. خلص تحقيق الشرطة إلى أن هذا سائق من سكان هرتسليا ارتكب خطأ ولم يؤذي أو ينوي إيذاء أي شخص”.

كما زار السفير الأمريكي توم نيديس مسرح هجوم تل أبيب السبت لتقديم التعازي.

وأدان أفراد المجتمع العربي الهجوم المزعوم في أعقاب حادث الدهس في تل أبيب.

وقالت اللجنة الشعبية بكفر قاسم، وهي جماعة قيادية محلية، في بيان لها، إن أعضاءها “يدينون بشدة الهجوم الخطير الذي وقع الليلة، ويقدمون تعازينا لأسرة القتيل، ونتمنى الشفاء العاجل للمصابين”.

“نحن ندين أي ضرر يلحق بأرواح الأبرياء وندعو إلى التسامح من جميع الأطراف. هذه ليست طريقة أهالي كفر قاسم. كانت المدينة ولا تزال مكانًا للعيش معا والسعي من أجل السلام”.

وقال النائب العربي منصور عباس، رئيس القائمة العربية الموحدة، في تغريدة أنه في هذه “اللحظات الصعبة، من المهم بالنسبة لي أن أؤكد أن هذا ليس طريق المجتمع العربي والمواطنين العرب في إسرائيل”.

“القيادة العربية بقيادة القائمة العربية الموحدة والحركة الإسلامية لن تقبل بأي شكل من الأشكال استخدام العنف ضد أي مواطن بغض النظر عن الدين أو العرق أو الجنسية”، قال عباس، الذي جعل القائمة العربية الموحدة أول حزب عربي مستقل ينضم إلى ائتلاف إسرائيلي في عام 2021.

اقرأ المزيد عن