الموساد: اعتقال إيراني متورط في مؤامرة ارهابية في قبرص داخل إيران، وبث مقطع اعترافه
قالت وكالة التجسس إنها اعتقلت يوسف شهبازي عباس ليلو أثناء عملية في الأراضي الإيرانية؛ يروي في شريط فيديو كيف تتبع هدفه الإسرائيلي وخطط لقتله
أعلنت وكالة المخابرات الإسرائيلية (الموساد) يوم الخميس أنه في عملية خاصة في الأراضي الإيرانية، ألقت القبض على إيراني تم إرساله لقيادة هجوم مخطط له ضد أهداف إسرائيلية في قبرص.
وذكر الموساد أن الرجل يدعى يوسف شهبازي عباس ليلو، ونشر مقطع فيديو لاستجوابه، اعترف فيه بالمؤامرة وقدم تفاصيل عنها. وأضاف أن عباس ليلو تسلم أسلحة للهجوم من مسؤولين كبار في الحرس الثوري وتعليمات بشأن تنفيذه. وأن الخطة كانت تستهدف رجال أعمال إسرائيليين في الجزيرة الصغيرة.
وروى عباس ليلو في استجوابه كيف تتبع هدف اغتياله وانتظر فرصة لقتله، لكنه قال إن الشرطة اكتشفت المؤامرة في النهاية، وأجبر على الفرار إلى إيران بينما كانت تبحث عنه.
وقال الموساد إن المعلومات التي تم الحصول عليها من عباس ليلو أدت إلى تفكيك بقية الخلية من قبل قوات الأمن القبرصية. وكان من بين المتآمرين إيرانيون وباكستانيون ومحليون.
وقال عباس ليلو أن مسؤوله يدعى حسن شوشتاري زاده، وهو شخصية بارزة ومعروفة في فرع المخابرات الخارجية بالحرس.
وأضاف في الفيديو أن شوشتاري زاده “ناقش معي ما كان يخطط لفعله في قبرص. قال لي، عليك أن تدخل شمال قبرص، حيث لدينا بعض الأشخاص الذين يمكنهم إرسالك من هناك إلى جنوب قبرص”.
“قال لي بنفسه: أنا أثق في [الباكستانيين] ومجموعتهم، لقد قاموا بنشاط مهم جدًا بالنسبة لي”.
“أجبته: إذا كان ذلك ممكناً، فسأقوم بهذه المهمة على الفور، فقال: انتظر، هذا ليس ممكناً بعد، فهناك رجال شرطة يبحثون عنك”.
وقال عباس ليلو أنه دفن السلاح الذي حصل عليه تحت شجرة، وفي النهاية “تلقيت هدفي عبر واجهة واتساب تلقيتها من جهاز استخبارات الحرس الثوري الإيراني”.
“تلقيت صورة من السيد شوشتاري ومسار توجيهي إلى المنزل الذي يعيش فيه”.
ثم بدأ عباس ليلو في تتبع هدفه من بعيد، والتقاط الصور والاستعداد لاغتياله.
“خطتي كانت أنه إذا كان الرجل هناك – أعني بعد أن علمت أنه كان هناك وإلى أين يتجه – إذا كان الطريق هادئًا وخاليًا، فسوف أقتله بالسلاح”.
لكن مديره “اكتشف أن الشرطة تلاحقني وأمرني بإخفاء السلاح والتخلص من جميع المعدات والعودة [إلى إيران]”.
ولم يتضح على الفور ما حل بعباس ليلو بعد استجوابه.
وشهدت السنوات الأخيرة عدة محاولات إيرانية فاشلة لقتل إسرائيليين في قبرص وتركيا وجورجيا واليونان. وتم القول لتايمز أوف إسرائيل أنه تم إحباط هجمات أخرى دون أن يصل الأمر إلى وسائل الإعلام.
وقال الموساد في بيانه إنه “سيواصل العمل بشكل حاسم لمنع إيذاء اليهود والإسرائيليين في جميع أنحاء العالم”.
يوم الإثنين، أفادت القناة 12 أن أهداف المؤامرة القبرصية شملت رجل أعمال عقاري إسرائيلي وبيت حاباد، بالإضافة إلى فنادق وأماكن ترفيهية يرتادها السياح الإسرائيليون. ولم يتم تأكيد هذه المعلومات من قبل الموساد.
وقالت القناة أيضا أنه في الأيام الأخيرة، اعتقلت أجهزة المخابرات اليونانية سبعة مواطنين باكستانيين جندتهم إيران لتنفيذ هجمات في البلاد. ولم يتضح ما إذا كانوا مرتبطين أيضا بمؤامرة قبرص.
وأشار التقرير إلى التعاون الوثيق بين الموساد وأجهزة المخابرات في اليونان وقبرص والولايات المتحدة.
الحرس الثوري الإيراني هو فرع من فروع الجيش الإيراني الذي تعتبره عدة دول منظمة إرهابية، بما في ذلك الولايات المتحدة.
وقالت وسائل إعلام قبرصية إن المهاجمين المشتبه بهم في المؤامرة التي تم إحباطها كانوا يستخدمون الجزء الشمالي من الجزيرة المقسمة، التي تعترف تركيا فقط بزعيمها، كنقطة انطلاق للهجوم المحتمل، وأن أجهزة المخابرات القبرصية تابعت الخلية عن كثب لعدد من الشهور.
وأصدر مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بيانا صحفيا يوم الأحد جاء فيه أن “دولة إسرائيل تعمل بأساليب متنوعة في كل مكان لحماية اليهود والإسرائيليين، وستواصل العمل لتدمير الإرهاب الإيراني أينما يرفع رأسه، بما في ذلك على الأراضي الإيرانية”.
وحذر مجلس الأمن القومي الإسرائيلي في وقت سابق من هذا العام من أنه من المحتمل أن تستهدف إيران اليهود والإسرائيليين في دولتي قبرص واليونان. هذه الدول هي وجهات سفر شعبية لدى السياح الإسرائيليين، بالإضافة إلى وجود جاليات مغتربة كبيرة نسبيا.
في شهر مارس، ألقت الشرطة اليونانية القبض على مواطنين باكستانيين زُعم أنهما كانا يخططان لهجمات إرهابية كبيرة نيابة عن إيران ضد أهداف إسرائيلية ويهودية في البلاد. وقال الموساد، الذي ساعد في التحقيق اليوناني، في بيان إن الاثنين كانا جزءا من شبكة إيرانية.
وقال مسؤول حكومي يوناني لوكالة أسوشيتيد برس في ذلك الوقت أن أحد الأهداف كان مطعم كوشير في وسط أثينا، وهو جزء من “بيت حاباد” في العاصمة. وأشارت تقارير أخرى إلى أن الهدف كان “بيت حاباد” نفسه.
في أكتوبر 2021، قالت إسرائيل ل إنه تم إحباط مخطط إيراني ضد رجال أعمال إسرائيليين في قبرص. وبحسب التقارير، فإن القاتل المأجور من أصل أذربيجاني وصل إلى قبرص على متن رحلة جوية من روسيا بجواز سفر روسي. واتهمت قبرص ستة أشخاص في المؤامرة، من بينهم المشتبه به الرئيسي وثلاثة باكستانيين.
في نوفمبر، أحبط مسؤولو الأمن الجورجيون محاولة مواطن باكستاني لقتل إسرائيلي في جورجيا بأوامر من عميل إيراني.
وفي الصيف الماضي، أحبطت القوات التركية محاولات عملاء إيرانيين لقتل إسرائيليين في إسطنبول، واعتقلت ثلاثة رجال. جاءت الأنباء بعد شهر من نجاح جهاز الموساد ونظرائه المحليين بإحباط ثلاث هجمات إيرانية استهدفت مواطنين إسرائيليين في إسطنبول. ولقد نفت إيران هذه المزاعم.
تخوض إيران وإسرائيل منذ عقود حرب ظلال في أنحاء الشرق الأوسط وخارجه.
ساهمت وكالات في إعداد هذا التقرير