المملكة المتحدة تفرض عقوبات على مستوطنين في الضفة الغربية بسبب أعمال عنف “فظيعة” في أعقاب خطوة أمريكية مماثلة
وزير الخارجية البريطاني ديفيد كاميرون يحث الحكومة الإسرائيلية على بذل المزيد من الجهود لمكافحة موجة الهجمات ضد الفلسطينيين، ويقول إنها قدمت تعهدات لكنها لا تفي بها
فرضت المملكة المتحدة عقوبات على أربعة مواطنين إسرائيليين يوم الاثنين قالت إنهم نفذوا هجمات عنيفة على فلسطينيين في الضفة الغربية، في أعقاب خطوة أمريكية مماثلة فرضت فيها واشنطن قيودا مالية وقيود سفر غير مسبوقة على إسرائيليين ناشطين في المستوطنات في وقت سابق من هذا الشهر.
وقال وزير الخارجية البريطاني ديفيد كاميرون إن المستوطنين الإسرائيليين الأربعة المستهدفين، وأحدهم مشمول أيضا بالعقوبات الأمريكية، متورطون في “انتهاكات فظيعة لحقوق الإنسان”.
وأضاف: “المستوطنون الإسرائيليون المتطرفون يهددون الفلسطينيين، غالبا تحت تهديد السلاح، ويجبرونهم على ترك الأراضي التي هي ملكهم الشرعي. هذا السلوك غير قانوني وغير مقبول”.
وقد حددت الحكومة البريطانية ينون ليفي وموشيه شرفيط وتسفي بار وإيلي فيدرمان على أنهم “مستوطنون إسرائيليون هاجموا الفلسطينيين بعنف في الضفة الغربية المحتلة”.
ومن بين الأربعة، فقط ليفي مشمول في العقوبات التي أعلنت عنها الولايات المتحدة.
وقالت المملكة المتحدة في بيان لها إن ليفي وشرفيط “استخدما في الأشهر الأخيرة الاعتداء الجسدي، وهددا عائلات تحت تهديد السلاح، ودمرا الممتلكات كجزء من جهد مستهدف ومدروس لتهجير التجمعات الفلسطينية”.
في 17 أكتوبر، أوردت صحيفة “هآرتس” العبرية حادثة فر فيها عشرات الفلسطينيين من قريتهم عين شبلي في غور الأردن بعد أن هاجم المستوطنون الإسرائيليون أفرادا من مجتمعهم وخربوا منازلهم. ووصف تقرير صحيفة هآرتس شرفيط بأنه أحد المحرضين الرئيسيين على الهجوم.
وكان ليفي أيضا متورطا في حوادث مماثلة وفقا لبيان صادر عن وزارة الخارجية الأمريكية في وقت سابق من هذا الشهر. مؤسس بؤرة مزرعة ميتريم في جنوب الضفة الغربية، اتُهم بالاعتداء على مدنيين فلسطينيين وبدو، وتهديدهم بمزيد من العنف إذا لم يغادروا منازلهم، وحرق حقولهم، وتدمير ممتلكاتهم، مما دفع السكان البالغ عددهم حوالي 250 نسمة إلى مهاجرة القرية.
واتُهم فيدرمان، المقيم هو أيضا في بؤرة مزرعة ميتريم الاستيطانية، بالتورط “في حوادث متعددة ضد رعاة فلسطينيين” جنوب الخليل.
وهو نجل نوعام فيدرمان، الناشط اليميني المتطرف البارز من الخليل، الذي قال لـ”تايمز أوف إسرائيل” إن ابنه يشارك حاليا في عمليات قتالية في خان يونس، وبالتالي فهو لا يعلم أنه قد تم فرض عقوبات عليه من قبل المملكة المتحدة. أصيب إيلي قبل عدة أسابيع عندما أصابت قذيفة آر بي جي الجرافة D9 التي كان يقوم بتشغيلها، لكنه عاد إلى الخدمة القتالية بعد عشرة أيام من النقاهة في مستشفى شيبا.
ونفى فيدرمان تورط ابنه في هجمات ضد الفلسطينيين، مشيرا إلى أنه كان يؤدي خدمته العسكرية الإلزامية على مدى السنوات الثلاث الماضية.
وقال فيدرمان “هذا المزاعم مليئة بالهراء. أخبرني متى سيكون لديه الوقت للقيام بمثل هذه الأمور. إن هذا نتيجة حملة اليسار المتطرف والفوضويين، الذين يضايقون جيش الدفاع في غور الأردن وفي السامرة وفي تلال جنوب الخليل، وتوجهوا إلى الولايات المتحدة وبريطانيا في إطار هذه الحملة”.
واتهمت المملكة المتحدة بار يوسف بالتعرض لعائلات في نزهة تحت تهديد السلاح في مناسبتين، إحداهما وثقتها منظمة “كيرم نافوت” في الضفة الغربية في عام 2021.
وبحسب موقع “هكول هايهودي”، أصيب فيدرمان أثناء القتال في غزة، وعاد منذ ذلك الحين للقتال في خان يونس.
وفي ترديد لما تقوله الولايات المتحدة، دعا كاميرون إسرائيل إلى “اتخاذ إجراءات أقوى ووضع حد لعنف المستوطنين”.
وقال عن تعهدات إسرائيل بوقف عنف المستوطنين في جميع أنحاء الضفة الغربية: “في كثير من الأحيان، نرى التزامات وتعهدات تم تقديمها، ولكن لا يتم تنفيذها”.
وأضاف كاميرون، الذي زار إسرائيل في وقت سابق من هذا الشهر: “يجب أن نكون واضحين بشأن ما يحدث هنا. إن المستوطنين الإسرائيليين المتطرفين يهددون الفلسطينيين، وغالبا تحت تهديد السلاح، ويجبرونهم على ترك الأراضي التي هي ملكهم الشرعي”.
وقالت وزارة الخارجية البريطانية إن هناك مستويات غير مسبوقة من العنف من جانب المستوطنين في الضفة الغربية خلال العام الماضي.
وقُتل 10 فلسطينيين على الأقل وتم إضرام النيران في عشرات المنازل في الضفة الغربية في هجمات للمستوطنين في عام 2023، حسبما قالت منظمة “يش دين” الحقوقية في شهر يناير.
وتصاعدت أعمال العنف بعد هجمات 7 أكتوبر التي نفذتها حماس في جنوب إسرائيل، والتي قُتل فيها حوالي 1200 شخص وتم احتجاز 253 آخرين كرهائن، لكن العنف كان في ارتفاع قبل ذلك أيضا، وفقا لهيئات مراقبة.
قال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في الأول من يناير إن هناك متوسط يومي لثلاث حوادث متعلقة بالمستوطنين في الأشهر الثمانية الأولى من عام 2023 مقارنة بمتوسط حادثتين يوميا في عام 2022 – وهو أعلى معدل منذ بداية حفظ السجلات في عام 2006.
من غير المعروف ما إذا كان أي من المتطرفين الأربعة المستهدفين لديهم أصول في المملكة المتحدة، ولكن مع ذلك يمكن أن يكون للعقوبات تأثيرات واسعة النطاق.
في أعقاب العقوبات التي فرضتها الولايات المتحدة، تم تجميد حسابات ليفي المصرفية الإسرائيلية، وكذلك حسابات المستوطن الخاضع للعقوبات دافيد حاي حصادي، بسبب متطلبات الامتثال المالي التي تلتزم بها البنوك الإسرائيلية قانونا.
وشكرت حركة السلام الإسرائيلية “مقاتلون من أجل السلام” الحكومة البريطانية لدعمها “موقفا لا لبس فيه ضد عنف المستوطنين”.
وقالت المنظمة في بيان “بينما يجلس ممثلوهم في الحكومة، تخلى شبان التلال [وهو مصطلح شائع لوصف الناشطين الاستيطانيين المتطرفين] عن كل صور ضبط النفس. إن التدخل هو واجب أخلاقي، ومن الجيد أن يتم التوصل إلى مثل هذا القرار الضروري بشأن هذه القضية”.