المملكة المتحدة تفرض عقوبات على “مستوطنين متطرفين” وبؤر استيطانية غير قانونية، مشيرة إلى “فشل إسرائيل في اتخاذ إجراءات”
زعيمة المستوطنين المخضرمة دانييلا فايس من بين المعاقَبين؛ وزير الخارجية البريطاني يقول إن الخطوة تُظهر "عزم بريطانيا على محاسبة المستوطنين المتطرفين"

فرضت المملكة المتحدة يوم الثلاثاء عقوبات على بؤرتين استيطانيتين غير قانونيتين وثلاثة مستوطنين إسرائيليين، من بينهم القيادية الاستيطانية المخضرمة دانييلا فايس ومنظمتها “نحالا”، وشركة متورطة في بناء بؤر استيطانية غير قانونية.
وتشمل الإجراءات تجميد أصول وقيوداً مالية وحظر سفر، وقد أُعلن عنها في اليوم ذاته الذي علّقت فيه بريطانيا محادثات التجارة مع إسرائيل، مشيرة إلى استئناف الحملة العسكرية في غزة وسياسة إسرائيل المتعلقة بتقييد دخول المساعدات إلى القطاع.
وقال وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي إن العقوبات فُرضت من أجل “محاسبة المستوطنين المتطرفين”، مضيفاً أن “فشل الحكومة الإسرائيلية المستمر” في اتخاذ إجراءات ضد هؤلاء الأشخاص يُعرّض فرص حل الدولتين للخطر.
وأضاف لامي خلال الإعلان عن العقوبات: “لقد رأيت بنفسي عواقب عنف المستوطنين. الخوف لدى ضحاياه. الإفلات من العقاب الذي يتمتع به مرتكبوه”.
وتابع: “فرض العقوبات اليوم على دانييلا فايس وآخرين يُظهر عزمنا على محاسبة المستوطنين المتطرفين، في وقت تعاني فيه المجتمعات الفلسطينية من العنف والترهيب على أيدي هؤلاء المتطرفين”.
كما تم فرض عقوبات على هارئيل ليبي، أحد سكان البؤرة الاستيطانية غير القانونية “عدي عاد”، وكذلك على زوهار صباح، مؤسس بؤرة زراعية غير قانونية.

واتهمت وزارة الخارجية البريطانية الثلاثة بالمشاركة في “التهديد والمساهمة في استمرار أعمال عدائية وعنيفة ضد الفلسطينيين”.
وكان قد وُجهت لصباح لائحة اتهام في سبتمبر الماضي لدوره في الاعتداء على فلسطينيين في قرية المعرجات الواقعة جنوب غور الأردن، قرب بؤرة زراعية غير قانونية أنشأها شرقي مستوطنة “مفؤوت يريحو”.
كما فُرضت عقوبات على شركة “ليبي للبناء والبنية التحتية”، المملوكة لهارئيل ليبي، حيث قالت الخارجية البريطانية إنها قدمت “دعماً لوجستياً ومالياً لإنشاء بؤر استيطانية غير قانونية أدت إلى تهجير قسري للفلسطينيين في إسرائيل والأراضي الفلسطينية المحتلة”.
وبحسب منظمة “كيرم نفوت”، التي ترصد النشاط الاستيطاني، فقد شاركت شركة ليبي للبناء في أعمال بناء غير قانونية واسعة النطاق في مناطق مختلفة من الضفة الغربية، بما في ذلك إقامة بؤر استيطانية وتشييد البنية التحتية لها.
كما طالت العقوبات بؤرة زراعية غير قانونية تُعرف باسم “مزرعة كوكو”، بسبب ما قالت الخارجية البريطانية إنه دعمها لنشاطات “ترقى إلى انتهاكات خطيرة للحق في عدم التعرض للمعاملة القاسية أو اللاإنسانية أو المهينة”.
وقد أُنشئت “مزرعة كوكو” في منطقة غور الأردن من قبل ليبي، الذي يلقب باسم “كوكو”.
واتهمت منظمة “نشطاء غور الأردن” ليبي وموظفيه بمضايقة رعاة فلسطينيين ومواشيهم، وقالت إن البؤرة الاستيطانية غير القانونية منعتهم من رعي أغنامهم في المنطقة.
كما شملت العقوبات “مزرعة نيريا”، وهي بؤرة زراعية غير قانونية أخرى أُنشئت في المنطقة شرقي رام الله على يد نيريا بن بازي.

وقد أنشأ بن بازي عدة بؤر استيطانية زراعية غير قانونية، وتلقى تمويلاً حكومياً من وزارة الزراعة لتربية الأغنام فيها.
وفي يناير من العام الماضي، أصدر الجيش الإسرائيلي أمراً تقييدياً يمنعه من دخول الضفة الغربية لمدة ثلاثة أشهر، باستثناء مدينة أرئيل، بسبب أفعاله العدائية ضد الفلسطينيين المحليين.
وكان بن بازي قد خضع لعقوبات أمريكية في عهد إدارة بايدن، إلا أن إدارة ترامب رفعت تلك العقوبات لاحقاً.
وقالت وزارة الخارجية البريطانية إنها استهدفت منظمة “نحالا”، التي ترأسها فايس، لدورها في “التسهيل، والتحريض، والترويج، وتقديم الدعم اللوجستي والمالي لإنشاء بؤر استيطانية غير قانونية وتهجير الفلسطينيين قسريا في إسرائيل والأراضي الفلسطينية المحتلة”.
وتعمل “نحالا” بنشاط في إنشاء بؤر استيطانية غير قانونية، أبرزها بؤرة “إفياتار”، التي تم إضفاء الشرعية عليها من قبل الحكومة الحالية في يونيو الماضي.
كما دعت المنظمة، إلى جانب فايس نفسها، إلى تهجير الفلسطينيين من غزة وإنشاء مستوطنات يهودية في القطاع.
وفي فبراير 2024، اخترق ناشطون مرتبطون بـ”نحالا” حاجزا عسكريا إسرائيليا ودخلوا قطاع غزة في محاولة لإقامة مثل تلك المستوطنات، قبل أن يوقفهم الجيش الإسرائيلي ويخرجهم.
وردت “نحالا” على العقوبات بالقول إن “الهجوم المعادي للسامية من قبل بريطانيا يعيد إلى الأذهان الصور الصعبة التي نجمت عن قرارات الورقة البيضاء ضد الاستيطان وضد الهجرة [اليهودية] إلى أرض إسرائيل”، في إشارة إلى الوثيقة التي أصدرتها الحكومة البريطانية عام 1939 والتي فرضت قيوداً مشددة على الهجرة اليهودية إلى فلسطين الانتدابية.
وأضافت المنظمة “نحن ندعو اليوم إلى الاحتلال، والهجرة، والاستيطان في غزة”.