الملك البحريني يستضيف هرتسوغ لأول مرة ويؤكد على دعم “الحقوق الشرعية” للشعب الفلسطيني
في اجتماع مع الرئيس الإسرائيلي، الملك حمد لا يأت على ذكر الدولة الفلسطينية؛ الجانبان تجنبا أيضا مناقشة الشأن الإيراني؛ زيارة هرتسوغ هي الأولى التي يقوم بها رئيس إسرائيلي إلى المملكة الخليجية
المنامة، البحرين – التقى رئيس الدولة يتسحاق هرتسوغ، الأحد، بملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة، حيث أكد العاهل البحريني دعمه “للحقوق الشرعية للشعب الفلسطيني” في كلمة ألقاها وهو يقف إلى جانب الرئيس الإسرائيلي الزائر.
متحدثا باللغة العربية، أكد الملك حمد على موقف البحرين “الثابت في دعم تحقيق سلام عادل وشامل ودائم يضمن الحقوق الشرعية للشعب الفلسطيني ويفضي إلى الاستقرار والتنمية والازدهار للشعبين الفلسطيني والإسرائيلي، ولجميع شعوب المنطقة”.
كما أشار حمد إلى “التنوع الديني والثقافي في بلادنا، وروح الود والتسامح والتعايش السلمي بين أفراد مجتمعنا الكريم من جميع الأديان والأعراق”.
وصل هرتسوغ إلى المنامة يوم الأحد في أول زيارة رسمية يقوم بها رئيس إسرائيلي إلى المملكة الخليجية الصغيرة.
وافتتح الرئيس الإسرائيلي كلمته باللغة العربية، حيث شكر الملك حمد على حسن ضيافته.
وأشار هرتسوغ أيضا إلى قادة الأعمال الإسرائيليين في وفده، الذين يمثلون منظمات تشمل سلطة الابتكار الإسرائيلية ، ومنظمة “ستارت أب نيشن سنترال”، ومعهد التصدير الإسرائيلي.
Hatikvah, Israel’s national anthem, is played by Bahrain’s military band in front of @Isaac_Herzog and King Hamad bin Isa Al Khalifa at the Al Qudaibiya palace in Manama. pic.twitter.com/wetagoe9uT
— Lazar Berman (@Lazar_Berman) December 4, 2022
وقال هرتسوغ: “أنتم في طليعة صنع التاريخ في المنطقة، حيث يمكن لليهود والمسلمين، أبناء إبراهيم، أن يسكنوا معا، ويمضوا قدما بسلام”.
والتقى الملك حمد بهرتسوغ في قصر القضيبية، حيث عزفت فرقة عسكرية النشيدين الوطنيين للبلدين.
في مستهل اللقاء، قدم الرئيس للملك “مزوزاة” فضية.
وبحسب مكتب هرتسوغ، ناقش الزعيمان سبل توسيع العلاقات الثنائية.
ومن المقرر أن يزور هرتسوغ خلال رحلته التي تستمر ليومين دولة الإمارات العربية المتحدة يوم الاثنين.
قبل مغادرته إسرائيل، قال هرتسوغ إن الرحلة هي “في الأساس رسالة سلام في المنطقة”.
وقال باللغة الانجليزية: “خطوة تاريخية أخرى في العلاقة بين إسرائيل والدول العربية التي وقعت على اتفاقيات إبراهيم، على أمل أن تتمكن المزيد من الدول من الانضمام إلى دائرة السلام مع دولة إسرائيل”.
في مقال كتبه لـ”تايمز أوف إسرائيل” يوم الأحد، قال هرتسوغ أنه سيركز على ترجمة “اتفاقيات إبراهيم” إلى فوائد ملموسة للمواطنين العاديين، بما في ذلك من خلال اتفاق التجارة الحرة مع البحرين.
وكتب “إني أؤمن بأن الفرصة الوحيدة والكبرى التي تواجه الشرق الأوسط هي إنشاء علاقات مع إسرائيل – تحرير الطاقة الكامنة في الشراكات مع اقتصادنا المفهم بالحيوية والنشاط، علما بأننا نعتز بمملكة البحرين باعتبارها رائدة تقف في الطليعه من هذه الناحية وتمثل قدوة لشعوب منطقتنا”.
كما نشر هرتسوغ مقالا مشابها باللغة العربية في صحيفة “الأيام”، التي تعد أكبر الصحف البحرينية.
لدى وصولهما إلى المنامة، كان في استقبال هرتسوغ وعقيلته ميخال وزير الخارجية البحريني عبد اللطيف بن راشد الزياني وسفير البحرين لدى إسرائيل خالد يوسف الجلاهمة.
بعد ذلك جلس هرتسوغ في اجتماع مع الزياني.
وفي فترة ما بعد الظهر، من المقرر أن يلتقي هرتسوغ بأعضاء الجالية اليهودية المحلية، قبل أن يتوجه إلى اجتماع مع مجلس التنمية الاقتصادية في البحرين.
يوم الاثنين، ينطلق الرئيس متوجها إلى أبوظبي للقاء نظيره الإماراتي محمد بن زايد آل نهيان، حاكم أبوظبي. كما سيحضر هرتسوغ أيضا “حوار أبو ظبي للفضاء”، وهو منتدى حول سياسة استكشاف الفضاء والذي سيشارك فيه أيضا رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي.
وتأتي الزيارة في الوقت الذي شهدت فيه منطقة الخليج احتجاجات مناهضة لإسرائيل في الآونة الأخيرة وتصدع مظاهر الدعم الواسع للتطبيع في كل من البحرين والإمارات. معارضة السياسة الحكومية الرسمية نادرة في كلا البلدين اللذين تديرهما أنظمة استبدادية، لكن التأييد لاتفاقيات إبراهيم آخذ في التراجع في كلا المكانين.
قبل زيارة هرتسوغ يوم الجمعة، ردد متظاهرون في البحرين هتافات تنادي بـ”الموت لإسرائيل” في احتجاجات ضد الرحلة المرتقبة. وذكر موقع “واينت” الإخباري أن المتظاهرين ينتمون إلى جماعات معارضة داعمة لإيران.
وحمل البعض لافتات حملت صورة هرتسوغ وكُتب عليها “مجرم” و “شعب البحرين لا يرحب بالمجرم”.
ذكر التقرير إن السلطات المحلية سمحت بالاحتجاجات المناهضة لإسرائيل، لكنها لن تسمح بأحداث مماثلة خلال زيارة هرتسوغ.
وقالت وسيلة إعلام معارضة بحرينية إن المتظاهرين أحرقوا العلم الإسرائيلي ودخلوا في مواجهات مع شرطة مكافحة الشغب.
قامت إسرائيل بتطبيع العلاقات مع الإمارات والبحرين في عام 2020 كجزء من اتفاقيات أبراهيم التي توسطت فيها الولايات المتحدة. مهد الاتفاق الطريق للتطبيع مع المغرب بعد أشهر.
في يناير، زار هرتسوغ أبو ظبي ودبي في الإمارات في رحلة استمرت ليومين.
في الشهر الماضي، أجرى رئيس الوزراء المقبل المفترض بنيامين نتنياهو مكالمة هاتفية مع ولي العهد ورئيس الوزراء البحريني سلمان بن حمد آل خليفة.
وأعرب الرجلان عن رغبتهما في استمرار تعميق العلاقات بين البلدين، ووجه نتنياهو دعوة لآل خليفة لزيارة إسرائيل.
في أكتوبر، قام وفد من المظليين الإسرائيليين بقفزة مشتركة فوق البحرين، إلى جانب جنود من الدولة الخليجية والإمارات العربية المتحدة والولايات المتحدة للاحتفال بمرور عامين على توقيع اتفاقيات إبراهيم.