المفاوضون يعتقدون أن فرص التوصل إلى صفقة رهائن “قريبة من الصفر”؛ الولايات المتحدة متشائمة أيضا
بحسب تقرير فإن العائلات أُبلغت بأن الاتفاق غير مرجح لأن نتنياهو والسنوار شددا من مواقفهما؛ الولايات المتحدة تؤجل تقديم الاقتراح الجديد، ولا تريد مكافأة حماس بعد عمليات إعدام الرهائن
ذكرت القناة 12 يوم الأحد نقلا عن مصادر لم تسمها في المؤسسة الأمنية الإسرائيلية أن فرص التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار على مراحل على أساس الاقتراح الإسرائيلي المقدم في مايو “قريبة من الصفر” وأن هناك “تشاؤم واسع للغاية” بين المفاوضين الإسرائيليين.
وأضافت القناة أن الولايات المتحدة، التي كانت أشارت إلى أنها تعتزم عرض مقترح تجسير جديد في اليومين أو الأيام الثلاثة المقبلة، من غير المرجح أن تفعل ذلك الآن كما يُعتقد.
وأشار التقرير إلى إحباط كبير بين المفاوضين الإسرائيليين الذين قالوا إنهم كانوا يعتقدون حتى وقت قريب أنه من الممكن على الأقل التوصل إلى اتفاق بين إسرائيل والوسطاء يتم نقله بعد ذلك إلى حماس.
ولكن المؤتمر الصحفي الذي عقده رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يوم الاثنين الماضي، والذي أصر فيه مرارا وتكرارا على الحفاظ على سيطرة الجيش الإسرائيلي على محور فيلادلفيا على طول الحدود بين غزة ومصر – وهو الموقف الذي لم يتم تحديده في الاقتراح الذي وافق عليه نتنياهو في مايو – “دفن” فرص التوصل إلى مثل هذا الاتفاق. وقال التقرير إن زعيم حماس يحيى السنوار شدد مواقفه بعد ذلك.
وكانت احتمالات التقدم قد تضررت بشكل أكبر عندما قال وزير المالية بتسلئيل سموتريتش في مقابلة أجريت معه مساء السبت إن فيلادلفيا ليست “خطه الأحمر” الوحيد، وأنه يعارض أيضا انسحاب الجيش الإسرائيلي من محور نتساريم وإطلاق سراح أسرى أمنيين فلسطينيين الذين يقضون فترات عقوبة بتهم قتل. وقال التقرير إن الموقف الذي حدده سموتريتش، رئيس حزب “الصهيونية المتدينة” اليميني المتطرف الذي يشكل عنصرا حاسما في ائتلاف نتنياهو، “قضى” على الاقتراح الذي قدمته إسرائيل في مايو.
ونقلت القناة 12 عن مصدر مطلع على المفاوضات قوله “يبدو أن الاقتراح الحالي لن يؤتي ثماره في هذا الوقت. لا يوجد احتمال لاتفاق على مراحل”.
وقالت الشبكة التلفزيونية إن مفاوضا إسرائيليا كبيرا أبلغ عائلات الرهائن أنه “حتى المرحلة الأولى” من الصفقة – وقف إطلاق النار لمدة ستة أسابيع والذي سيتم فيه إطلاق سراح حوالي 30 رهينة من النساء والأطفال وكبار السن والمرضى – من غير المرجح أن تحدث في الوقت الحالي.
وقال المفاوض “الطريقة الوحيدة للمضي قدما هي إنهاء الحرب”، مضيفا “استمروا في العمل لحشد الجمهور لدعم إنهاء الحرب”.
ونقل التقرير التلفزيوني عن مصادر في المؤسسة الدفاعية وصفها للوضع الحالي بأنه “مصيري” أيضا فيما يتعلق بشمال البلاد، حيث أن غياب الاتفاق قد يعني أيضا تصعيدا في الأعمال العدائية مع حزب الله، الذي قدر البعض أنه قد يوافق على وقف هجماته إذا تم التوصل إلى اتفاق بين إسرائيل وحماس.
وأضافت القناة 12 أن عائلات الرهائن الذين يحملون الجنسية الإسرائيلية الأمريكية المزدوجة سمعت أيضا أن إدارة بايدن أقل تفاؤلا مما كانت عليه قبل أسبوع، عندما قيل للعائلات آنذاك إن الإدارة الأمريكية تعمل بجد وبسرعة على اقتراح جديد.
ولا يزال هذا الجهد مستمرا، لكن الوسطاء الأمريكيين لا يريدون تقديم اقتراح جديد ما لم يروا علامات على تقدم محتمل، وفي الوقت الحالي، يحثون الوسيطين الآخرين، قطر ومصر، على معرفة “ما هي حدود حماس”، حسبما ذكر التقرير.
في غضون ذلك، أفاد موقع “أكسيوس“، نقلا عن مسؤولين في البيت الأبيض، أن الرئيس الأمريكي جو بايدن يريد تقديم اقتراح جديد، لكن كبار مساعديه يعتقدون أن الاقتراح لن يؤدي إلى أي شيء، بسبب إصرار نتنياهو على سيطرة إسرائيل على محور فيلادلفيا، وزيادة عدد الأسرى الفلسطينيين الذين يطالب بهم السنوار مقابل الرهائن.
وقال المسؤولون إن بايدن لا يريد أيضا تقديم أي تنازلات قد تبدو وكأنها مكافأة لحماس بعد إعدامها لست رهائن مؤخرا.
ونقل أكسيوس عن مسؤولين أمريكيين قولهم إن هناك “تشاؤما كبيرا” في البيت الأبيض بعد أن طالبت حماس بأن تقوم إسرائيل بإطلاق سراح 100 من المدانين بالقتل الذين يقضون عقوبات بالسجن مدى الحياة.
وقال أحد المسؤولين لأكسيوس إن “الأشخاص في البيت الأبيض يشعرون بالحزن والانزعاج والإحباط” إزاء وضع المحادثات.
وأضاف المسؤول “ما زلنا نعمل، لكننا لن نقدم أي شيء في وقت قريب. نحن في موقف صعب”.
الرهائن القتلى صارعوا خاطفيهم
وجاءت التقارير المتشائمة في الوقت الذي تحدثت فيه وسائل إعلام عبرية عن الظروف القاسية التي احتُجز فيها الرهائن الست القتلى، والقتال الذي خاضوه بينما كان خاطفوهم يستعدون لإعدامهم.
وبحسب القناة 12، أطلع المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي الأميرال دانيئل هغاري بعض عائلات الرهائن على الأيام واللحظات الأخيرة لأحبائهم.
وأضاف التقرير أن الستة كانوا محتجزين في نفق صغير وضيق للغاية، بالكاد يتسع لشخصين، ومنخفض للغاية بحيث لم يكن بإمكانهم الوقوف بشكل مستقيم، مضيفا أن نقص فتحات التهوية جعل من الصعب على الرهائن التنفس.
ولم تكن هناك مراحيض أو حمامات استحمام في النفق، وكان الرهائن يستحمون بالماء من العبوات التي شربوا منها. وعُثر على ألواح بروتين في النفق، لكن الرهائن لم يتناولوا سوى القليل من الطعام – وفقدوا الوزن إلى الحد الذي بلغ فيه وزن إحداهم، عيدن يروشالمي (24 عاما)، 36 كيلوغراما فقط.
وورد أن النفق احتوى على مولد كهرباء، ومصباح صغير ومعطل، وطاولة شطرنج، وأدوات كتابة ودفاتر ملاحظات. وذكر التقرير أن الجيش الإسرائيلي أعطى دفاتر ملاحظات للعائلات المعنية.
وذكر التقرير أن الجيش يعتقد أنهم قُتلوا قبل حوالي 10 أيام – قبل نحو يوم من وصول الجيش الإسرائيلي إلى النفق. وأضاف التقرير “يُقدَر أن العديد من الرهائن الست دافعوا عن أنفسهم وقاتلوا أولئك الذين أطلقوا النار عليهم”. (استشهد تقرير للقناة 13 بنتائج “الطب الشرعي” التي تُظهر أن “هيرش وأوري وأليكس وألموغ دافعوا عن عيدن وكرمل”).
وقال أفراد من إحدى العائلات التي لم يتم الكشف عن هويتها لقناة 12 إن الرهائن “فعلوا كل شيء للبقاء على قيد الحياة في ظروف مستحيلة، وفي النهاية قتلتهم حماس”.
وقالوا “كان مطلبهم الوحيد هو أن تنقذهم الحكومة، وقد فشلت الحكومة في مهمتها”.
استمرار الاحتجاجات اليومية
وفي مساء الأحد أيضا، بدأ أهالي الرهائن وأنصارهم أسبوعهم الثاني على التوالي من المظاهرات اليومية في شارع “بيغن” في تل أبيب، خارج مقر وزارة الدفاع، حيث كان من المقرر أن يعقد المجلس الوزاري الأمني المصغر اجتماعا هناك.
وفي مكان قريب، في ساحة المختطفين في تل أبيب، أحيى ناشطون وعائلات الرهائن ذكرى مرور 10 سنوات على احتجاز المواطن الإسرائيلي أفيرا منغيستو في الأسر.
دخل منغيستو (37 عاما)، وهو مدني إسرائيلي من أصول إثيوبية، القطاع بمحض إرادته في عام 2014، حيث كان يعاني من مشكلات خطيرة متعلقة بالصحة النفسية، وتم القبض عليه من قبل حماس.
وقد ألقى كل من والد منغيستو، أغرنش منغيستو، وشقيقه إيلان، وشيرلي نيشر، جندية المراقبة التي رصدت أفيرا وهو يعبر الحدود إلى غزة في السابع من سبتمبر 2014، وياعيل أدار، والدة تمير أدار الذي قُتل في السابع من أكتوبر وتم اختطاف جثته إلى غزة، كلمات في التجمع.
وقال إيلان منغيستو “من الصعب بالنسبة لي أن أتخيل كيف تقضي عشر سنوات في هذا الوضع. تجلس والدتي كل مساء أثناء مشاهدة الأخبار وتقلب بين نشرات الأخبار لتجد صورتك، وتقول ’لا أفهم اللغة، ولكن إذا رأيت صورته فسوف أعرف أنهم يتحدثون عنه، وأنهم لم ينسوه’”.
أثار إعلان الجيش الإسرائيلي يوم الأحد الماضي عن استعادة رفات الرهائن الست من غزة مظاهرات حاشدة في وقت لاحق من ذلك اليوم وفي يوم السبت خارج مقر وزارة الدفاع في شارع بيغن في تل أبيب. وقد اجتذبت كل من المظاهرات مئات الآلاف من الأشخاص، وفقا للمنظمين.
كما بدأت عائلات الرهائن وأنصارهم في تنظيم احتجاجات أصغر حجما يوميا في نفس المكان، والتي يجتذب كل منها حوالي 2000 شخص، واستمرت هذه الاحتجاجات يوم الأحد.
في غضون ذلك، احتج العديد من الإسرائيليين في واشنطن العاصمة أمام منزل مايك هرتسوغ، سفير إسرائيل لدى الولايات المتحدة، مطالبين إياه بالمطالبة علنا بصفقة رهائن.
وقد شارك في الاحتجاج بوعز أتسيلي، ابن عم أفيف أتسيلي، الذي تحتجز حماس جثته في غزة بعد قتله في كيبوتس نير عوز في السابع من أكتوبر.
وقد أظهرت لقطات على وسائل التواصل الاجتماعي أتسيلي وهو يروي لعشرات المحتجين عن حادثة وقعت يوم الثلاثاء، حيث ورد أن هرتسوغ رفض الظهور في وقفة لتأبين أرواح الرهائن الست القتلى في كنيس “أداس إسرائيل” في واشنطن لأنه لم يكن من المتوقع أن يُسمح له بالتحدث.
At a protest outside the residence of Israel’s ambassador to the US Mike Herzog, a revealing story by Boaz Atzili, whose cousin was murdered and is being held in Gaza. pic.twitter.com/TqQBERwUpj
— Nathan Guttman (@nathanguttman) September 8, 2024
ورد المتظاهرون على ذلك بهتافات “عار” باللغة العبرية ـ وهي هتافات شائعة في المظاهرات المناهضة للحكومة في إسرائيل.
ويُعتقد أن 97 رهينة اختُطفوا خلال هجوم حماس في السابع من أكتوبر لا يزالون في غزة، بما في ذلك جثث 33 شخصا على الأقل أكد الجيش الإسرائيلي مقتلهم.
وشهد الهجوم الصادم اقتحام آلاف المسلحين بقيادة حماس لجنوب إسرائيل وقيامهم بقتل نحو 1200 شخص واحتجاز 251 آخرين كرهائن.
أطلقت حماس سراح 105 مدنيين خلال هدنة استمرت أسبوعا في أواخر نوفمبر، كما تم إطلاق سراح أربع رهائن قبل ذلك.
وأعادت القوات ثماني رهائن أحياء، كما تم العثور على جثث 37 رهينة، بما في ذلك ثلاثة رهائن قُتلوا بالخطأ بنيران الجيش أثناء محاولتهم الفرار من خاطفيهم.