إسرائيل في حالة حرب - اليوم 533

بحث

المفاوضون سيتوجهون إلى قطر بعد أن نفت إسرائيل مزاعم حماس بشأن التقدم في المرحلة الثانية من الهدنة

الفريق سيغادر يوم الاثنين؛ نتنياهو يجري مشاورات أمنية بينما لا يزال الخلاف بين الطرفين حول كيفية المضي قدما قائما؛ إسرائيل تخطط بحسب تقرير لحملة تصعيدية إذا فشلت المحادثات

متظاهرون يطالبون بإعادة الرهائن المحتجزين لدى حماس في غزة يتظاهرون في ساحة الرهائن في تل أبيب، 8 مارس، 2025. (Paulina Patimer/Pro-Democracy Protest Movement)
متظاهرون يطالبون بإعادة الرهائن المحتجزين لدى حماس في غزة يتظاهرون في ساحة الرهائن في تل أبيب، 8 مارس، 2025. (Paulina Patimer/Pro-Democracy Protest Movement)

سترسل إسرائيل فريقا للتفاوض إلى قطر يوم الاثنين لمواصلة الجهود لتمديد اتفاق وقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن في غزة، كما أعلن مكتب رئيس الوزراء ليلة السبت.

وقال مكتب رئيس الوزراء “وافقت إسرائيل على دعوة الوسطاء المدعومين من الولايات المتحدة، وسترسل وفدا إلى الدوحة يوم الاثنين في محاولة لتحقيق تقدم في المفاوضات”.

سيترأس الوفد منسق شؤون الرهائن غال هيرش، والموظف الكبير في جهاز الأمن الداخلي (الشاباك) “م”، كما قال مسؤول إسرائيلي لـ”تايمز أوف إسرائيل”. وسوف ينضم أيضا إلى الوفد المستشار السياسي لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، أوفير فالك. الوفد الذي سافر إلى قطر في فبراير كان مكونا من نفس المسؤولين.

يسافر “م” بدلا من رئيس الشاباك، رونين بار، الذي استبعده نتنياهو من دوره التفاوضي ويسعى بحسب تقارير لإقالته.

يأتي هذا التطور بعد تقارير إعلامية عربية غير مؤكدة تفيد بأن حماس أبدت استعدادها للموافقة على تمديد مؤقت للمرحلة الأولى من وقف إطلاق النار خلال رمضان، بما في ذلك الإفراج عن المزيد من الرهائن.

وقالت حماس يوم السبت إن هناك “مؤشرات إيجابية” على أن المناقشات يمكن أن تبدأ بشأن المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن في غزة، حيث كان مسؤولون من الحركة في القاهرة لإجراء محادثات مع الوسطاء.

وقال متحدث باسم حماس: “نؤكد استعدادنا للدخول في مفاوضات المرحلة الثانية بطريقة تلبي مطالب شعبنا”، مضيفا “وندعو إلى تكثيف الجهود لمساعدة قطاع غزة ورفع الحصار عن شعبنا المعذب”.

وقال مسؤول إسرائيلي لـ”تايمز أوف إسرائيل” إنه لا علم له بأي تقدم في المحادثات نحو المرحلة الثانية.

وذكرت قناة “العربية” السعودية يوم السبت أنه تم التوصل إلى اتفاق لتمديد وقف إطلاق النار خلال شهر رمضان، الذي ينتهي في 29 مارس.

ولم تخض القناة في التفاصيل واقتصر تقريرها على الاستشهاد بـ “مصادر”. ولم يذكر التقرير عدد الرهائن الذين ستفرج عنهم حماس على ما يبدو كجزء من هذا التمديد. ولم يكن هناك تأكيد خارجي للتقرير.

وقال تقرير مشابه غير مؤكد في قناة “الحدث” السعودية أيضا أن حماس وافقت على إطلاق سراح بعض الرهائن الأحياء مقابل تمديد لمدة شهرين للمرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار.

يوم السبت الماضي، انتهت رسميا المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن بين إسرائيل وحماس. وكان من المفترض أن تبدأ المحادثات بشأن شروط المرحلة الثانية المحتملة في 3 فبراير، لكن إسرائيل رفضت فعليا الانخراط فيها، حيث تتطلب المرحلة الثانية انسحاب إسرائيل الكامل من غزة والموافقة على إنهاء دائم للحرب مقابل الإفراج عن الرهائن الأحياء المتبقين.

سعت إسرائيل إلى تمديد المرحلة الأولى لتمكين الإفراج عن المزيد من الرهائن دون الالتزام بإنهاء الحرب، لكن حماس رفضت ذلك حتى الآن.

ولم يتضح بعد إلى أين تتجه المواجهة المتوترة بين حماس وإسرائيل من هنا، حيث لا يزال هناك 59 رهينة في غزة، من بينهم ما يصل إلى 24 لا يزالون على قيد الحياة، وفقا لإسرائيل.

وكان من المقرر أن يجري نتنياهو تقييما للوضع عبر الهاتف مساء السبت بشأن الجهود المبذولة لتحرير الرهائن، وفقا لما قاله مسؤول إسرائيلي لتايمز أوف إسرائيل. وفقا للقناة 12، تمت دعوة مجموعة صغيرة من الوزراء للمشاركة، وكذلك رئيس حزب “شاس” أرييه درعي.

رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يتحدث في بداية اجتماع الحكومة الأسبوعي، 2 مارس، 2025. (screenshot/GPO)

يوم الأحد، سيعقد نتنياهو مجلس وزرائه، ولاحقا مجلس الأمن القومي، لمناقشة الطريق قدما.

تأتي الاجتماعات في ظل علامات أولى على توتر كبير بين القدس وإدارة ترامب، بعد أن تبين أن واشنطن أجرت محادثات مباشرة مع حماس بشأن إطلاق سراح المواطنين الأمريكيين المحتجزين لدى الحركة الفلسطينية.

وقال مسؤول غربي لتايمز أوف إسرائيل يوم الجمعة أن وزير الشؤون الاستراتيجية رون ديرمر “انفجر غضبا” خلال مكالمة مع المبعوث الأمريكي لشؤون الرهائن آدم بوهلر يوم الثلاثاء بعد أن علمت إسرائيل بالاجتماع غير المسبوق الذي عقده مساعد ترامب مع وفد رفيع المستوى من حماس بقيادة خليل الحية في وقت سابق من ذلك اليوم في الدوحة لمناقشة إمكانية الإفراج عن الرهائن الأمريكيين في غزة.

وحاول بوهلر أن يوضح أن هذه كانت مجرد مناقشات أولية مع حماس وأنه لن يتم الانتهاء من أي شيء دون موافقة إسرائيل، حسبما قال المسؤول الغربي.

في غضون ذلك، نقلت هيئة البث الإسرائيلية “كان” عن مصدر إسرائيلي تأكيده تقريرا في قناة “سكاي نيوز عربية “من الأسبوع الماضي أفاد بأن الولايات المتحدة تعرض على حماس صفقة يتم بموجبها الإفراج عن 10 رهائن إسرائيليين أحياء مقابل وقف إطلاق نار لمدة 60 يوما.

وذكر التقرير أن إسرائيل “بالكاد منخرطة” وأن المحادثات مع حماس تحدث “فوق رأس إسرائيل”.

فلسطينيون يتجمعون بجوار أنقاض المباني المدمرة للمشاركة في وجبة إفطار جماعي في اليوم الثاني من شهر رمضان المبارك في منطقة الدحدوح بحي تل الهوى في مدينة غزة يوم 2 مارس، 2025، وسط الهدنة المستمرة في الحرب بين إسرائيل وحماس. (Omar AL-QATTAA / AFP)

تجنبت إسرائيل انتقاد الولايات المتحدة علنا بسبب محادثاتها المباشرة غير المسبوقة مع حماس، لكن مكتب نتنياهو أصدر بيانا مقتضبا يوم الأربعاء تضمن أكثر من مجرد تلميح إلى معارضته، حيث جاء في البيان أن “إسرائيل أعربت للولايات المتحدة عن موقفها بشأن المحادثات المباشرة مع حماس”.

وفقا لموقع “أكسيوس”، أجرت إدارة بايدن في مرحلة ما من الحرب محادثات شبه رسمية مع حماس. لكن ” هذه المحادثات لم تسفر عن أي شيء لأن ما أرادته حماس هو وقف إطلاق النار والسجناء، وكان الأمر بيد إسرائيل وليس بيدنا“، كما قال مستشار سابق لبايدن، الذي أضاف أن المحادثات المباشرة كانت ستعقّد المفاوضات الرسمية.

أرشيف: آدم بوهلر يتحدث في حديقة الورود بالبيت الأبيض، 14 أبريل، 2020، في واشنطن. (AP Photo/Alex Brandon, File)

في ما يمكن أن يكون محاولة لتجاوز التوترات التي حدثت الأسبوع الماضي، قدم نتنياهو يوم السبت الشكر العلني للرئيس الأمريكي على دعمه لإسرائيل ضد حماس.

وكتب نتنياهو على منصة X: ”شكرا لك أيها الرئيس ترامب على دعمك الجريء مرة أخرى لإسرائيل في حربنا العادلة ضد إرهابيي حماس المتوحشين“، وشارك على نحو متأخر منشورا لترامب يوم الخميس حذر فيه حماس مرة أخرى من أنها إذا لم تطلق سراح الرهائن الذين تحتجزهم في غزة ”سيكون هناك جحيم سيُدفع ثمنه“.

ونشر ترامب أيضا صورا من اجتماعه في البيت الأبيض مع ثمانية رهائن إسرائيليين محررين.

وذكرت صحيفة ”وول ستريت جورنال“ في نهاية الأسبوع أن إسرائيل لديها خطط لحملة تصعيدية ضد حماس إذا قرر نتنياهو في نهاية المطاف أن محادثات الرهائن مع حماس غير مثمرة أو أن مطالب الفصائل المسلحة مرتفعة للغاية.

وأشار التقرير إلى احتمال قطع إسرائيل للكهرباء والمياه كمرحلة تالية بعد أن أوقفت شحنات المساعدات إلى القطاع.

ونقلا عن ”محلل أمني إسرائيلي مطلع على الخطة“، قالت وول ستريت جورنال إن إسرائيل قد تستخدم بعد ذلك الضربات الجوية وعمليات عسكرية. وأضاف المحلل أن المرحلة التالية قد تتمثل بقيام الجيش بإبعاد الفلسطينيين مرة أخرى إلى خارج شمال غزة.

دعم أوروبي للخطة العربية

يوم السبت، قال وزراء خارجية فرنسا وألمانيا وإيطاليا وبريطانيا إنهم يدعمون خطة مدعومة عربيا لإعادة إعمار غزة بتكلفة 53 مليار دولار وتجنب تهجير الفلسطينيين من القطاع.

صورة ذكاء اصطناعي لقطاع غزة المعاد بناؤه من برنامج “التعافي المبكر وإعادة الإعمار وتنمية غزة” المصري، 4 مارس، 2025. (Egyptian Presidency)

وقال الوزراء في بيان مشترك ”إن الخطة تعرض مسارا واقعيا لإعادة إعمار غزة وتعد – في حال تنفيذها – بتحسين سريع ومستدام للظروف المعيشية الكارثية للفلسطينيين الذين يعيشون في غزة“.

وكانت الخطة التي وضعتها مصر وتبناها القادة العرب في وقت سابق من هذا الشهر قد قوبلت بالرفض من قبل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وإسرائيل، على الرغم من وجود إشارات متضاربة من واشنطن.

فقد وصف المبعوث الأمريكي الخاص إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف الاقتراح بأنه ”خطوة أولى تظهر حسن نية“ مع ”الكثير من الميزات المقنعة فيها“. ولكن بعد ساعات، وصفت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية تامي بروس الاقتراح بأنه ”غير كاف“.

المبعوث الأمريكي الخاص إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف يتحدث خلال قمة أولويات مبادرة مستقبل الاستثمار في ميامي بيتش بولاية فلوريدا في 20 فبراير، 2025. (Chandan Khanna / AFP)

وقد حظي المقترح المصري – الذي لا يأتي على ذكر حماس – بتأييد القمة العربية في القاهرة يوم الثلاثاء. وقد تم وضع الخطة على عجل بعد أن فزعت الدول العربية من اقتراح ترامب في أوائل فبراير الماضي بالسيطرة على غزة وطرد سكانها وإعادة بناء القطاع كـ”ريفييرا الشرق الأوسط“.

وتنص الخطة العربية على أن تتولى لجنة مستقلة من التكنوقراط إدارة غزة لمدة ستة أشهر قبل تسليم السيطرة على القطاع إلى السلطة الفلسطينية. كما تنص على بقاء الفلسطينيين في القطاع أثناء إعادة إعماره، على عكس اقتراح ترامب الذي ينص على نقل جميع السكان.

وقد تبنى نتنياهو خطة ترامب التي أوضح الرئيس الأمريكي أنها تستند إلى الاعتقاد بأن غزة أصبحت غير صالحة للسكن.

ووفقا لتحليل أجرته الأمم المتحدة في أيلول، فإن أكثر من ثلثي مباني غزة قد تضررت أو دُمرت في خضم الحرب التي اندلعت في غزة في 7 أكتوبر 2023، عندما اقتحم آلاف المسلحين بقيادة حماس جنوب إسرائيل وقتلوا نحو 1200 شخص واحتجزوا 251 آخرين كرهائن.

ساهم جيكوب ماغيد ووكالة أسوشييتد برس في هذا التقرير

اقرأ المزيد عن