المفاوضات متعثرة بسبب مطالبة حماس بالتزام إسرائيلي مسبق بهدنة دائمة
بحسب تقرير فإن الحركة طالبت بتسريع موعد انسحاب القوات الإسرائيلية من غزة، وتصر على انسحاب في الأسبوع الأول من الاتفاق، وأن تعمل روسيا والصين وتركيا كأطراف ضامنة للصفقة
تسعى حماس إلى تغيير شروط صفقة إطلاق سراح الرهائن ووقف إطلاق النار المقترحة مع إسرائيل من خلال تسريع وعد الانسحاب العسكري الإسرائيلي الكامل من قطاع غزة إلى المراحل الأولية من التنفيذ التدريجي للاتفاق، فضلا عن الإصرار على أن يكون ذلك نهاية واضحة للحرب، وفقا لتقارير مختلفة حول التعديلات التي تريد الحركة إدراجها في الخطة.
بالإضافة إلى ذلك، تطالب حماس بأن تعمل روسيا والصين وتركيا كأطراف ضامنة لوقف إسرائيل للقتال، وفقا لتقارير الأربعاء والخميس.
في الشهر الماضي، دفعت إدارة بايدن بقوة بما قالت إنه اقتراح إسرائيلي لوقف إطلاق النار وحثت الحركة على قبول الصفقة. وبحسب ما ورد، تصورت الخطة المكونة من ثلاث مراحل انسحابا إسرائيليا كاملا فقط بعد هدنة أولية لمدة ستة أسابيع يتم خلالها التفاوض على الانسحاب.
وبعد 12 يوما، ردت حماس أخيرا، وأعلنت يوم الثلاثاء أنها تريد إدخال “تعديلات” على الاقتراحات. وقالت واشنطن إن بعض التغييرات “غير قابلة للتنفيذ” وشككت علنا فيما إذا كانت الحركة تسعى حقا إلى إنهاء الحرب التي بدأت في السابع من أكتوبر عندما قادت هجوما ضخما على جنوب إسرائيل.
وقال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن يوم الأربعاء: “اقترحت حماس العديد من التغييرات على الاقتراح الذي كان على الطاولة… بعض التغييرات قابلة للتنفيذ، وبعضها غير قابل للتنفيذ”، مضيفا: “نحن عازمون على سد الفجوات، وأعتقد أن هذه الفجوات قابلة للسد. هذا لا يعني أنه سيتم سدها”.
وقال مسؤولان مطلعان على الأمر لـ”تايمز أوف إسرائيل” إن القضية الأساسية التي تعقد المفاوضات هي أن حماس تطالب بضمانات إسرائيلية مسبقة بأنها ستوافق على وقف إطلاق نار دائم.
لكن الاقتراح الإسرائيلي الذي قُدم في 27 مايو لم يصل إلى هذا الحد، بل نص على موافقة الجانبين أولا على هدنة لمدة ستة أسابيع، يتم خلالها إطلاق سراح بعض الرهائن ويعقد الجانبان محادثات بشأن وقف إطلاق نار دائم يبدأ في المرحلة الثانية من الاتفاق. وبحسب تقارير، ستشهد هذه المرحلة إطلاق سراح المزيد من الرهائن، وإقرار وقف إطلاق نار دائم، وانسحاب إسرائيلي كامل. وتشمل المرحلة الثالثة إطلاق سراح جثث الرهائن والاتفاقات بشأن إعادة إعمار غزة. ومن المتوقع أيضا أن تطلق إسرائيل، كجزء من الاتفاق، سراح عدد كبير من الأسرى الأمنيين الفلسطينيين، بما في ذلك العديد من الذين يقضون أحكاما بالسجن المؤبد.
وقال دبلوماسي عربي ومصدر ثان مطلع على الأمر إن المرحلة الأولى من المفاوضات بشأن شروط وقف إطلاق النار الدائم قد تمتد إلى ما بعد الإطار الزمني المحدد في البداية البالغ ستة أسابيع إذا استمرت المحادثات، لكن حماس اعترضت على الاقتراح الذي يمنح إسرائيل الحق في استئناف القتال إذا تبين أن الحركة لا تفي بالتزاماتها.
وقد أقر المسؤولان بوجود تعديلات أخرى سعت حماس إلى إدخالها على العرض الإسرائيلي، لكنهما أصرا على أن هذه التعديلات هامشية ويمكن حلها إذا وافقت إسرائيل على وقف إطلاق نار دائم في البداية.
وقد أكد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو مرارا أن إسرائيل لن توافق على صفقة تنهي الحرب قبل أن تحقق إسرائيل هدفها المتمثل في تفكيك قدرات حماس الحاكمة والعسكرية في قطاع غزة.
وقد زعم أن الاقتراح الإسرائيلي الذي لم يتم الإعلان عنه بالكامل من شأنه أن يسمح لإسرائيل بالقيام بذلك، ولكن أجزاء من الاقتراح تسربت إلى الصحافة في وقت سابق من هذا الأسبوع تناقض هذه المزاعم.
وتطالب حماس بالالتزام بوقف إطلاق نار دائم منذ البداية لأنها تخشى أن ينفذ نتنياهو المرحلة الأولى من الاتفاق فقط – والتي ستشهد إطلاق سراح الرهائن المتبقين من النساء وكبار السن والمرضى – قبل إيجاد ذريعة لاستئناف القتال، بحسب المسؤوليّن.
بالإضافة إلى ذلك، ذكرت صحيفة “الأخبار” اللبنانية أن حماس تطالب بأن يبدأ الجيش الإسرائيلي انسحابه من قطاع غزة في اليوم الأول من المرحلة الأولى، مع إخلاء طريقي صلاح الدين والرشيد الرئيسيين، والمرافق العسكرية في نتساريم، ومحور فيلادلفيا على طول الحدود بين مصر وغزة ومعبر رفح الحدودي بحلول اليوم السابع.
إذا لم تلتزم إسرائيل بالانسحاب الكامل من غزة بحلول اليوم السابع، فإن إطلاق سراح الرهائن سيتوقف، وفقا لرد حماس المزعوم.
وقال مصدر في حماس لصحيفة “هآرتس” إن “التعديلات التي تم تقديمها تهدف إلى ضمان تثبيت الانسحاب ووقف إطلاق النار في المرحلة الأولى، وألا تتمكن إسرائيل من التهرب من تنفيذ جميع مراحل الصفقة والعودة إلى القتال بمجرد إطلاق سراح جميع الرهائن”.
وقال قيادي كبير في حماس لوكالة “رويترز” يوم الخميس إن التغييرات المطلوبة “ليست كبيرة”.
وأضاف أن حماس تطالب أيضا بأن يُسمح لها باختيار قائمة تضم 100 فلسطيني يقضون أحكاما طويلة للإفراج عنهم من السجون الإسرائيلية كجزء من الصفقة.
وقال المسؤول في حماس إن حماس اعترضت على استبعاد الوثيقة الإسرائيلية لهذا المطلب، وكذلك على شرط عدم الإفراج عن أي أسير تبقى له أكثر من 15 عاما من مدة محكوميته.
مضيفا: “لا توجد تعديلات كبيرة تستحق، وفقا لقيادة حماس، اعتراضا [إسرائيليا]”.
وأفادت هيئة البث الإسرائيلية “كان” بأن الطلب الإضافي بأن تكون الصين وروسيا وتركيا بمثابة أطراف ضامنة لأي اتفاق تم رفضه من قبل كل من الولايات المتحدة وإسرائيل.
وفي بيان لها الأربعاء، زعمت حماس أنها أظهرت “إيجابية كاملة” في الجهود الرامية إلى التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار مع إسرائيل، وحثت الولايات المتحدة على توجيه ضغوطها على إسرائيل لقبول صفقة تؤدي إلى وقف إطلاق نار دائم في القطاع.
وقالت حماس أنه في حين قال مسؤولون أمريكيون إن إسرائيل قبلت اقتراح وقف إطلاق النار الذي حدده بايدن في 31 مايو، “لم نسمع أي مسؤول إسرائيلي يؤكد هذا القبول”.
ولم يصدر مكتب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ردا رسميا، لكن بيانا صدر عن مسؤول إسرائيلي لم يكشف عن هويته قال إن رد حماس “غير كل المعايير الرئيسية والأكثر أهمية”، وهو ما يرقى إلى رفض الاقتراح المطروح على الطاولة.
أفادت صحيفة “هآرتس” نقلا عن مسؤول إسرائيلي ومسؤول أجنبي، وكلاهما مطلع على المحادثات، أن المفاوضات بشأن صفقة محتملة للرهائن ووقف إطلاق النار ستستمر، على الرغم من أن إسرائيل تعتبر رد حماس على الاقتراح الأخير رفضا كاملا.
ونقلت الصحيفة عن أحد المسؤولين الذين لم تكشف عن هويتهم قوله: “ستستمر المحادثات الآن من خلال المبعوثين القطريين والمصريين بالتنسيق مع الولايات المتحدة، لمعرفة ما إذا كان من الممكن التوصل إلى اتفاق”.
قُتل نحو 1200 شخص في جنوب إسرائيل في الهجوم الذي قادته حماس في السابع من أكتوبر. كما اختطف المسلحون الذين اقتحموا البلاد من قطاع غزة 251 شخصا آخرا.
وشهدت الأشهر التي تلت ذلك سيلا من التقارير عن مقتل رهائن في الأسر، حيث أكدت إسرائيل أن ما يقارب من ثلث المختطفين المتبقين (120 مختطفا) قد لقوا حتفهم.
يوم الاثنين، نشرت القناة 12 ما قالت إنه الاقتراح الإسرائيلي، والذي يتضمن على ما يبدو التزاما إسرائيليا بإنهاء الحرب حتى قبل إطلاق سراح جميع الرهائن مع السماح لحماس بالبقاء كقوة حاكمة في غزة. ووصف مكتب نتنياهو التقرير بأنه “كذبة كاملة”.
أصرت الولايات المتحدة على أن اقتراح صفقة الرهائن سيساعد في ضمان إبعاد حماس عن السلطة لكنها قدمت تفاصيل محدودة حول كيفية حدوث ذلك.
ساهم في هذا التقرير طاقم تايمز أوف إسرائيل ووكالات