المظاهرة في تل أبيب تحض على دعم دولي للرهائن؛ اشتباكات في احتجاج قريب مناهض للحكومة
رجل فقد ستة من أفراد عائلته في 7 أكتوبر يُنقل إلى المستشفى بعد أن تعرض للضرب كما يُزعم على يد ناشط يميني؛ المتظاهرون يغلقون طريقا سريعا ويشعلون النار فيه
تجمع آلاف المتظاهرين في ساحة المختطفين في تل أبيب للمشاركة في مسيرة مؤثرة ليلة السبت شارك فيها دبلوماسيون أمريكيون وأوروبيون ونجوم موسيقى بوب إسرائيليون ذوو شهرة عالمية. وعلى بعد بضعة شوارع فقط، اشتبك متظاهرون مناهضون للحكومة، من بينهم عائلات ثكلى وعائلات رهائن، مع الشرطة التي كانت مجهزة بالخيول وخراطيم المياه.
في إحدى الحوادث خلال الاحتجاج الأسبوعي المناهض للحكومة، ادعى غادي كيدم، الذي فقد ستة من أفراد عائلته في 7 أكتوبر، أنه تعرض للضرب على يد ناشط يميني حمل لافتة كُتب عليها “خونة يساريون”.
واعتقلت الشرطة مشتبها به في الاعتداء، ونقل المسعفون كيدم إلى مستشفى محلي.
وندد زعيم المعارضة يائير لبيد بالهجوم على كيدم وقال “من المستحيل قبول” العنف ضد أفراد العائلات الثكلى وذوي الرهائن.
وكتب لبيد على منصة “اكس”: “لا ينبغي أن نتوقع شيئا من وزير الشرطة [إيتمار بن غفير]، لكن على المفوض العام للشرطة [كوبي شبتاي] وقف ذلك حالا – أين هو؟”
وقالت الشرطة إنها اعتقلت أحد المحتجين لتظاهره بشكل غير قانوني بعد انتهاء المظاهرة القانونية، وحررت غرامات مالية بقيمة 1000 شيكل (271 دولار). ونجح المتظاهرون في إغلاق شارع أيالون السريع، وأشعلوا النيران فيه حتى تفرقوا.
גדי קדם בעלה של ראומה ש-6 מקרובי משפחתם נרצחו הוכה לפי עדויות על ידי אדם עם שלט שמאלנים בוגדים ונפצע בראשו. הוא פונה לבית חולים. ״ביביסט קילל אותנו אמר לנו טוב שהילדים מתו…יא מנוולת יא שמאלנית מסריחה והשוטרים עומדים…. והביביסט ברח. הוא עמד איתם… היה לו שלט שמאלנים בוגדים"… pic.twitter.com/3KjdXvmrkQ
— Bar Peleg (@bar_peleg) May 18, 2024
في ساحة المختطفين، كانت “المظاهرة الدولية” التي نظمها منتدى عائلات المختطفين والمفقودين هي الاولى من نوعها، وهدفت إلى لفت انتباه المجتمع الدولي وحشد الدول الأخرى للضغط على حماس لإطلاق سراح 128 رهينة ما زالوا محتجزين في قطاع غزة.
وقال المتحدث السابق باسم الحكومة إيلون ليفي، الذي ألقى الكلمة الافتتاحية للمظاهرة واختتم الحدث: “أعيدوهم إلى الوطن هو المطلب الذي ينبغي علينا نحن، مواطني إسرائيل، إن نطلبه من حكومتنا. ولكن منكم، يا مواطني العالم، نحتاج إلى سماع مطلب مختلف، مطلب لنظام حماس الإرهابي – أطلقوا سراحهم الآن”.
لكن يبدو أن المظاهرة كانت موجهة بالقدر نفسه نحو الإسرائيليين في ساحة المختطفين، الذين بلغ عددهم أكثر من 100 ألف بحسب المنظمين، والذين ردوا بحماسة بالغة على تأكيدات الدعم من أمثال هيلاري كلينتون ودكتور فيل ودبلوماسيين كبار آخرين.
وللتأكيد على أن أزمة الرهائن المستمرة هي أزمة عالمية، تم تسليط الضوء على أفراد العائلات الذين يحمل أحبائهم الرهائن جنسيات أجنبية. وعلى خلفية المسرح أمام الحشد، وقفت مجموعة من الأعلام التي مثلت الدول التي يحمل الرهائن الـ 128 جنسيتها.
“مطر أكتوبر”
تخللت خطابات عائلات الرهائن والدبلوماسيين الأجانب عروض موسيقية لموسيقيين إسرائيليين مشهورين من بينهم نوغا إيرز ولولا مارش واثنتين من نجوم “يوروفيجن” – نيطع برزيلاي وممثلة إسرائيل لعام 2024 عيدن غولان.
وفي وقت لاحق من المساء، قامت غولان بأداء أغنيتها التي تم استبعادها من مسابقة يوروفيجن “October Rain” (مطر أكتوبر) لأول مرة أمام الجمهور. ورفع عدد لا يحصى من الناس هواتفهم لتسجيل أدائها الذي ترك الكثير من الحضور مع عيون دامعة.
كان من المفترض في الأصل أن يتم أداء الأغنية في مسابقة الأغنية الأوروبية، لكن اتحاد البث الأوروبي (EBU) رفضها بحجة احتوائها على رسائل سياسية. وأعادت غولان صياغة الكلمات والعنوان وتمت الموافقة على مشاركتها في المسابقة، حيث حلت خامسة بالنسخة التي أعيدت صياغتها “Hurricane” (إعصار).
تتضمن الأغنية الأصلية كلمات مثل “كتاب التاريخ / قف معي”؛ “ما زلت مبللة من مطر أكتوبر/مطر أكتوبر”؛ وقسم أخير باللغة العبرية يُترجم إلى: “لم يعد هناك هواء للتنفس/لا مكان، لا وجود لي من يوم لآخر/كانوا جميعا أولادا طيبين، كل واحد منهم” – في إشارة كما يُعتقد إلى أولئك الذين قتلتهم حماس في 7 أكتوبر.
حشد الدعم العالمي
خاطب العديد من المتحدثين البارزين الجمهور في مقاطع فيديو مسجلة مسبقا، والتي تم عرضها بعد ذلك على الشاشات الموزعة في جميع أنحاء ساحة المختطفين.
وأعربت وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة هيلاري كلينتون عن تعاطفها مع أسر الرهائن في رسالة مسجلة، مشيرة إلى أنها التقت بأقارب رهائن حماس في الماضي.
وقالت كبيرة الدبلوماسيين السابقة: “إنهم رفاقنا من الرجال والنساء ونعم، الأطفال. ينبغي إطلاق سراحهم على الفور”، مضيفة “يجب اتخاذ خطوات فورية لإعادتهم إلى الوطن”.
وبالإضافة إلى كلينتون، ألقى سفراء النمسا وألمانيا والولايات المتحدة والمملكة المتحدة لدى إسرائيل كلمات أكدوا فيها دعم بلدانهم لإسرائيل والتزامهم تجاه الرهائن.
وقال السفير الأمريكي لدى إسرائيل جاك لو: “يصادف اليوم مرور 225 يوما على انتزاع الأبرياء من أحبائهم – الأطفال من آبائهم، والآباء من أطفالهم”.
وأضاف: “إلى أفراد عائلات الرهائن المحتجزين، نحن نسمعكم ونقف إلى جانبكم، ولن نتوقف عن العمل حتى يتم لم شملكم مع أحبائكم… تواصل الولايات المتحدة الضغط للمضي قدما في المفاوضات لإعادة الرهائن إلى وطنهم”.
وكان السفير الألماني لدى إسرائيل شتيفن زايبرت هو السفير الوحيد الذي خاطب الحشد باللغة العبرية فقط، وقال بفخر إن برلين لديها الآن ساحة مختطفين خاصة بها، تم افتتاحها في وقت سابق من هذا الأسبوع كمكان للأعمال الفنية لرفع الوعي الألماني بقضية الرهائن.
وقال: “يجب أن نقول للجميع أنه لا يوجد شيء أكثر أهمية من إعادة المختطفين إلى الوطن يجب أن يكون هذا هو الهدف النهائي”.
“حتى دموعي معطوبة”
قالت ياعيل ألكسندر، والدة عيدان ألكسندر، وهو جندي وحيد من نيوجرسي يحمل الجنسيتين الأمريكية والإسرائيلية، للجمهور إنها تشعر أنها “فشلت في دورها كأم”.
وقالت: “لو كان بإمكاني أن أعيد بطريقة سحرية الساعة الكبيرة إلى الوراء – التي تحسب أيامهم في غزة – إلى ما قبل تجنيدك، كنت سأقول: ’عيدان، اذهب إلى الجامعة، ولا تلتحق بالخدمة العسكرية لأن كل ما قلناه لك عن هذه الدولة ينتمي إلى الماضي للأسف’”.
“اكتشفت بعد 7 أكتوبر أن البلاد غيرت وجهها”، مقتبسة من أغنية احتجاجية إسرائيلية شهيرة. “اكتشفت للأسف أنه لا توجد حاليا قيادة تمثيلية شجاعة وقوية تعرف كيف تقرر وكيفية اتخاذ قرارات صعبة”.
وتحدثت ريتشل غولدبرغ بولين، والدة الأمريكي-الإسرائيلي هيرش غولدبرغ بولين الذي اختٌُطف من مهرجان “نوفا” الموسيقي، باللغة الانجليزية في المظاهرة، وشكرت السفراء الأجانب الذين تحدثوا “ليس فقط للدفاع عن مواطنيهم، ولكن أيضا للدفاع عن مواطني العالم الآخرين الذين ما زالوا محتجزين كرهائن في غزة بعد 225 يوما”.
وروت غولدبرغ بولين ما حدث لها في وقت سابق من الأسبوع حول زيارة لطبيب العيون، حيث اكتشفت أن “نوعية دموعها سيئة للغاية”.
وقالت: “لقد وجدت هذا الأمر مثيرا للاهتمام للغاية، حيث اعتقدت أن كل ما فعلته خلال الأشهر السبعة الماضية هو إتقان فن البكاء، والآن اكتشفت أنه حتى دموعي معطوبة”.
في الشهر الماضي، نشرت حماس مقطعا مصورا يظهر فيه هيرش غولدبرغ بولين على قيد الحياة مع يد مبتورة وهو يقرأ رسالة مكتوبة بالعبرية.
في هذه الأثناء، في القدس، كان المتحدثون في مظاهرة الرهائن هذا الأسبوع في ساحة باريس أكثر قسوة في انتقاداتهم للحكومة، حيث أدانت إحدى المتحدثات، وهي أورلي إيرز لوهوفسكي من “المركز الإصلاحي للدين والدولة”، الوزيرين اليمينيين المتطرفين إيتمار بن غفير وبتسلئيل سموتريش.
وتحدثت أيضا أيالا ميتسغر، التي يتم احتجاز والد زوجها يورام ميتسغر لدى حماس في غزة، إلى المتظاهرين.
وقالت: “أنتم صوتهم وهم بحاجة لنا. الوقت هو عدونا وعدوهم، وكل من يضيع الوقت هو أيضا عدونا”.
في وقت لاحق من الليل، احتشد حوالي 200 متظاهر في مجموعة أصغر من تلك التي تجمعت في ساحة باريس، للتظاهر خارج مكتب رئيس الوزراء، حيث كان يُعتقد أن كابينت الحرب مجتمع في الداخل.
وجاءت الاحتجاجات بعد يوم من استعادة القوات الإسرائيلية جثث ثلاث من الرهائن – شاني لوك وعميت بوسكيلا ويتسحاق غلرنتر – في قطاع غزة وسط قتال عنيف في الجيب الفلسطيني.
كما عثر الجيش على جثة رهينة آخر، هو رون بنيامين (53 عاما)، قبل ساعة واحدة فقط من انطلاق المظاهرة.
يوم الجمعة، نقلت القناة 12 عن عضو كبير في فريق التفاوض الإسرائيلي بشأن الرهائن قوله إن قرار حكومة نتنياهو بتوسيع عمليات الجيش الإسرائيلي في مدينة رفح جنوب قطاع غزة من شأنه أن يعرّض حياة الرهائن للخطر.
سبق وأن أدلى مسؤلون أجانب بمثل هذه التحذيرات، ولكن هذه هي المرة الأولى التي يتردد فيها صدى هذه التحذيرات – ولو بشكل مجهول – من قبل عضو كبير في فريق التفاوض الإسرائيلي، الذي يقوده رئيس الموساد دافيد برنياع، ورئيس جهاز الأمن العام (الشاباك) رونين بار، والجنرال في الجيش الإسرائيلي نيتسان ألون.
وقد أصر نتنياهو وأعضاء آخرون في حكومته على أن الضغط العسكري، مثل العملية في رفح، هو الذي سيقنع حماس بالموافقة على صفقة رهائن.
ساهم في هذا التقرير إيمانويل فابيان وطاقم تايمز أوف إسرائيل