المظاهرات ضد الحكومة تجتاح البلاد والشرطة تستخدم وسائل عنيفة لتفريق الاحتجاجات في تل أبيب
اشتباكات تضمنت لأول مرة استخدام قنابل صوتية وخراطيم مياه في المظاهرات؛ إصابة 11 شخصا على الأقل، واعتقال 39؛ نتنياهو ولبيد يتهمان أحدهما الآخر بإثارة الفوضى
بينما واصل المتظاهرون في جميع أنحاء البلاد مسيراتهم في “يوم التشويش” ضد جهود الإصلاح القضائي للحكومة، اندلعت اشتباكات عنيفة في تل أبيب حيث استخدمت الشرطة القوة لمنع محاولة المتظاهرين إغلاق طريق أيالون السريع.
ولأول مرة منذ بدء الاحتجاجات قبل نحو شهرين، استخدمت الشرطة الغاز المسيل للدموع والقنابل الصوتية وخراطيم المياه لتفريق المتظاهرين بالقرب من أبراج عزريئلي.
ووصل 11 مصابا على الأقل في مواجهات مع الشرطة إلى المستشفيات لتلقي العلاج من كدمات وجروح وحروق مختلفة. وورد أن رجلا فقد أذنه، بعد أن أصيب كما يبدو بقنبلة صوتية.
وتم اعتقال 39 شخصا على الأقل في المظاهرات التي عمت جميع أنحاء البلاد والتي شملت إغلاق طرق، وتعطيل حركة القطارات، وشارك فيها الآلاف، في أحد مقاطع الفيديو الذي تم تداوله بشكل واسع على الإنترنت شوهد شرطي حرس حدود وهو يقوم بالسيطرة على رجل من خلال الجثو بركبته على رقبة المتظاهر.
وأظهرت لقطات من تقاطع هشالوم في تل أبيب الشرطة وهي تقوم باستخدام الغاز المسيل للدموع والقنابل الصوتية والخيول، في حين ردد المتظاهرون هتافات “عار”.
بعد وقت قصير، بدأت الشرطة باستخدام خراطيم المياه في محاولة لتفريق الحشود. وقال عدد من المتظاهرين لوسائل إعلام إنهم أصيبوا في اشتباكات مع الشرطة في المظاهرة الحاشدة.
وأظهر مقطع فيديو قوات من الشرطة وهم يتصارعون مع أحد المتظاهرين قبل طرحه أرضا، وشرطيا يجثو بركبته على رقبته بينما يحاول آخرون السيطرة عليه.
תיעוד: המשטרה השליכה רימוני הלם לעבר מפגינים, אחד המוחים נפצע ושוכב על הרצפה מדמם
צילום: מחאת הסטודנטים pic.twitter.com/kjKeR0b1Bt
— כאן חדשות (@kann_news) March 1, 2023
واتهم رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو زعيم المعارضة وعضو الكنيست يائير لبيد ببث الفوضى، قائلا إن دعوات لبيد للاحتجاج على الخطة القضائية دون الموافقة على إجراء محادثات تسوية مع الحكومة هي حيلة لفرض انتخابات جديدة.
תיעוד: המשטרה השליכה רימוני הלם לעבר מפגינים, אחד המוחים נפצע ושוכב על הרצפה מדמם
צילום: מחאת הסטודנטים pic.twitter.com/kjKeR0b1Bt
— כאן חדשות (@kann_news) March 1, 2023
وقال نتنياهو للصحفيين في الكنيست: “ممنوع ضرب أفراد الشرطة، ويُمنع تعطيل الحياة الروتينية للبلاد، وقطع الطرق”.
وقال نتنياهو إن لبيد “لا يريد التوصل إلى اتفاق، لم يستجب لدعواتنا للحوار، التي نواصل تقديمها وبحسن نية. إنه يريد منع ذلك، وإحداث أزمة دستورية وبهذه الطريقة يأمل في إجراء انتخابات جديدة”.
ورد لبيد في تغريدة “يا نتنياهو، الفوضى الوحيدة هنا هي من صنع الحكومة التي فقدت القدرة على الحكم”.
وقال في إشارة إلى وزير الأمن القومي اليميني المتطرف إيتمار بن غفير، الذي يشرف على الشرطة: “كل من يترك بن غفير يلعب بالمتفجرات يعلم أن الأمر سينتهي بانفجار”.
وقالت المعارضة إنها لن تتفاوض بينما تواصل الحكومة هجومها التشريعي في البرلمان. ويرفض الإئتلاف وقف العملية التشريعية رغم طلب رئيس الدولة القيام بذلك للسماح بإجراء محادثات.
جاءت الاحتجاجات في الوقت الذي صادقت فيه لجنة الدستور والقانون والقضاء في الكنيست طرح مشروع قانون مدعوم من الحكومة يقيد بشكل جذري قدرة محكمة العدل العليا على إلغاء التشريعات على الكنيست في قراءة أولى، وسط غضب المعارضة الموجه إلى رئيس اللجنة عضو الكنيست سيمحا روتمان لإدارته للعملية.
המשטרה החלה לעשות שימוש במכת"זיות בתל אביב | משדר מיוחד >>> https://t.co/SWV0k9FNUl@OferHalfonKan pic.twitter.com/KIB94L0ffm
— כאן חדשות (@kann_news) March 1, 2023
في الوقت الذي واجهت فيه الشرطة المتظاهرين بقوة، كان بن غفير حاضرا في مركز القيادة المتقدمة للشرطة، وأجرى تقييما للوضع مع المفوض العام للشرطة كوبي شبتاي وقائد شرطة تل أبيب عامي إشيد.
دعم بن غفير جهود الشرطة ، قائلا لمسؤولي إنفاذ القانون إنه ينبغي “عدم التسامح مطلقا مع الأناركيين”.
ووجه الوزير تصريحاته إلى المتظاهرين “الذين يهاجمون أفراد الشرطة ويخترقون حواجز الشرطة ويتسببون بحالة من الفوضى”.
وكان لبيد قد دعا الشرطة إلى السماح للمتظاهرين بالتجمع السلمي، وحث قائد الشرطة على “تجاهل المحاولات السياسية الخطيرة وغير المسؤولة للوزير بن غفير لتسخين الأمور أكثر”.
وقال: “المتظاهرون هم وطنيون إسرائيليون ومقاتلون سابقون في جيش الدفاع – إنهم يقاتلون من أجل قيم الحرية والعدالة والديمقراطية”.
وأضاف أن مهمة الشرطة “هي السماح لهم بالتعبير عن آرائهم والقتال من أجل البلد الذي يحبونه كثيرا”.
תיעוד: המשטרה השליכה רימוני הלם לעבר מפגינים, אחד המוחים נפצע ושוכב על הרצפה מדמם
צילום: מחאת הסטודנטים pic.twitter.com/kjKeR0b1Bt
— כאן חדשות (@kann_news) March 1, 2023
وأصدر نتنياهو في وقت سابق اليوم بيانا يدين “فوضى” المتظاهرين ويؤيد دعوة بن غفير لعدم التسامح مطلقا مع المتظاهرين الذين يغلقون الطرق.
وقال: “لن نقبل العنف ضد أفراد الشرطة، وقطع الطرق، والانتهاك الصارخ للقوانين. إن الحق في الاحتجاج ليس حقا لإحداث فوضى”.
وقدم نتنياهو “الدعم الكامل لوزير الأمن القومي بن غفير ولقائد شرطة إسرائيل وعناصر الشرطة الذين يعملون ضد من يخالف القانون ويعطلون حياة المواطنين الإسرائيليين”.
في غضون ذلك، ألغى نتنياهو مشاركته المقررة في دورة تخريج ضباط البحرية المقرر إجراؤها في وقت لاحق من مساء الأربعاء.
وجاء في جدول صدر عن مكتب رئيس الوزراء إنه كان من المقرر أن يلقي نتنياهو كلمة في مراسم التخرج في حيفا الساعة الخامسة مساء، ولكن بحلول فترة ما بعد الظهر لم يعد اسمه مدرجا في قائمة المتحدثين. ويُعتقد أن الإلغاء مرتبط بالاحتجاجات المستمرة.
كما أغلق المتظاهرون الطريق رقم 1، ووضعوا أسلاكا شائكة وسلاسل عبر الطريق السريع الرئيسي الذي يربط القدس بالمنطقة الساحلية. آخرون عطلوا حركة القطارات من خلال منع اغلاق أبواب عربات القطارات.
כביש 1, הכביש המרכזי במדינה – נחסם בגדרות תיל על ידי חבורת פריבילגים, באירוע שהיה ידוע מראש. רוצים לנחש איפה המשטרה?
רמז: יצהר, תפוח, אביתר. pic.twitter.com/L5tKIMZ22n
— מאיר ליוש Meir Layosh (@MeirLayosh) March 1, 2023
פעילי המחאה מונעים יציאת רכבות באזור תל אביב | כל העדכונים >>> https://t.co/Z9v6K0WWzI pic.twitter.com/uv0AVa0gVe
— כאן חדשות (@kann_news) March 1, 2023
وكتبت وزيرة المواصلات ميري ريغيف في تغريدة “المواطنين الإسرائيليين ليسوا رهائن لكم”.
وأضافت “سياج من الأسلاك الشائكة، حواجز طرق، عبث بالأبواب ووقف القطارات، الإضرار بالاقتصاد، وخطر على حياة البشر. هذه ليست مظاهرات، إنها محاولة انقلاب من قبل أناركيين خارجين على القانون!”
“الإصلاح مجرد ذريعة واهية لعجز الإعلام واليسار عن قبول قانون الناخبين. الشعب هو صاحب السيادة، وليس بيروقراطيين أو مجموعة من السياسيين الفاشلين والساخطين. نحن هنا لنبقى. اعتادوا على ذلك”.
“الشرطة قررت رفع الأمور إلى مستوى آخر”
أفاد العديد من المتظاهرين أن الشرطة تصرفت بعدوانية تجاه المتظاهرين.
وقال عومري لافي لأخبار القناة 13 إن قنبلة صوتية انفجرت بالقرب منه خلال المظاهرة وأصابت ساقية. “أعاني من جروح في ساقي وأنا بحاجة إلى تلقي علاج طبي”.
وأضاف أن سيدة كانت تقف إلى جانبه “كانت تنزف من أذنها” بعد انفجار القنبلة الصوتية. “ليس هناك شك في أن الشرطة قررت رفع الأمور إلى مستوى آخر اليوم. إنهم يرون بنا أعداء للأمة”.
وقال آيف آيلين (42 عاما)، الذي وصل إلى المظاهرة في الصباح، لـ”تايمز أوف إسرائيل” أنه على الرغم من اعتقال 24 شخصا ومزاعم الشرطة بوجود “فوضى”، كانت المظاهرات “سلمية”.
وأضاف: “لا أحد ينقض على أفراد الشرطة، هم من ينقضون علينا. أصبت بخدش من شرطية”، مشيرا إلى جرح صغير على يده.
وقالت شيرا آرونوف (32 عاما)، وهي في الأصل من ألمانيا وتقيم في إسرائيل منذ 19 عاما، إنها كانت شاهدة على العنف ضد المتظاهرين.
وأضافت: “رأيت الكثير من الدفع، والكثير من القنابل الصوتية التي لم يكن هناك داعي لها. هؤلاء متظاهرون سلميون بمعظمهم”.
وقالت المتظاهرة نافا روزوليو إن عائلتها المؤيدة لحزب الليكود “صُدمت” من برنامج الحكومة للإصلاح القضائي، وأن هذا ليس ما توقعوه بناء على البرنامج الانتخابي للحزب.
تقيم المحامية البالغة من العمر 36 عاما في تل أبيب، لكنها تأتي من عائلة متدينة من القدس.
وقالت: “صوتت عائلتي لليكود، البعض منهم صوت لبن غفير لأنهم اعتقدوا أنهم بحاجة لبن غفير لتعزيز الأمن”، مشيرة إلى أن خطة الإصلاح القضائي جعلتهم يندمون على الدعم الذي قدموه.
وأضافت: “فقط الآن بعد الانتخابات، هم يدركون ما يحدث وهم في حالة صدمة. والدتي تقول إنها غير قادرة على متابعة الأخبار. إنها خائفة مما سيحدث”.
عندما سُئلت عن سبب عدم مشاركة المزيد في الاحتجاجات المنتشرة في جميع أنحاء البلاد، قالت روزوليو: “إنهم يخشون الخروج من الخزانة”، بناء على ما قالت إنها محادثات خاصة مع العديد من أنصار الليكود الساخطين.
وقال زوجان في منتصف العمر، اللذان مرا من أمام المظاهرة، أنهما أرادا الانضمام إلى المظاهرة، لكنهما تراجعا عن ذلك بسبب استغلالها لأغراض أخرى.
وقال الرجل الخمسيني، الذي رفض الكشف عن اسمه: “كان ينبغي أن يتعلق الامر بالإصلاح القضائي، فقط، ولكن بدلا من ذلك جعلوه يتعلق بحوارة أيضا. المشكلة ليست في حوارة”.
الرجل كان يشير إلى هجوم حشد من المستوطنين على البلدة الواقعة بالضفة الغربية ليل الأحد حيث أضرموا النار في مركبات ومبان انتقاما على مقتل إسرائيلييْن في هجوم نفذه مسلح فلسطيني ووقع في وقت سابق من اليوم.
ويشمل “يوم التشويش” يوم الأربعاء سلسلة من المظاهرات المخطط لها ومسيرات الاحتجاجية في جميع أنحاء البلاد، بالإضافة إلى الإضرابات المؤقتة في أماكن العمل والمدارس المختلفة، وإغلاق الطرق، و “زيارات منزلية” في أو بالقرب من منازل نواب الإئتلاف والوزراء.
وقال المنظمون في بيان “إسرائيل لن تصبح ديكتاتورية – إن الملايين الذين خرجوا إلى الشوارع خلال الأسابيع الثمانية الماضية أوضحوا ذلك – ونحن ننتقل الآن إلى العمل المباشر”، ودعوا الشرطة إلى “تجاهل المتنمر في فناء المدرسة بن غفير” والسماح للمتظاهرين بالتظاهر سلميا.