المظاهرات الأسبوعية تشهد عنف الشرطة؛ وشرطي يشتم متظاهر بألفاظ نابية
تنظيم تظاهرات جماهيرية في القدس وتل أبيب وأماكن أخرى للمطالبة بصفقة رهائن وضد الحكومة؛ عضو كنيست من حزب العمل تقول إنها تعرضت للاعتداء من قبل ضباط على الرغم من تمتعها بالحصانة البرلمانية
نظمت مظاهرات أسبوعية تدعو إلى صفقة رهائن وإجراء انتخابات مبكرة ليلة السبت في تل أبيب والقدس ومدن أخرى في جميع أنحاء إسرائيل، ولكن شابتها اشتباكات مع الشرطة والعديد من الاعتقالات العنيفة.
وقال منظمو المظاهرة في القدس لتايمز أوف إسرائيل إنهم شاهدوا الشرطة تعتقل أربعة متظاهرين ليلة السبت، مع استخدام القوة المفرطة في العديد من الأحيان.
وجرت الاحتجاجات، التي كانت أكبر وأكثر حماسة من المعتاد، على خلفية الجهود المتجددة التي تبذلها الولايات المتحدة لاستئناف مفاوضات الرهائن وتصاعد الغضب تجاه رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بعد أن صرح لأخبار القناة 14 اليمينية الأسبوع الماضي بأنه مستعد للتوقيع فقط على “صفقة جزئية” تسمح للقوات الإسرائيلية بمواصلة القتال في غزة.
وفي القدس، خلال الاحتجاج الأسبوعي في ساحة باريس أمام المقر الرسمي لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، شتم ضابط شرطة وهدد متظاهرا احتجزه، وقال له “سأغتصب أمك” ووصفه بأنه “ابن عاهرة”.
وعلقت شرطة إسرائيل على الحادثة، ووصفت المتظاهر بـ”المستفز”، لكنها ذكرت أيضا أن سلوك الضابط “لا يتماشى مع الخطاب والسلوك المتوقع من كل ضابط، حتى في المواقف المضطربة مثل هذه”.
وأضاف بيان الشرطة “لذلك سيتم فحص [الحادث] والتعامل معه وفقًا لذلك”.
שוטר ניגש למפגין שעוכב בירושלים ומאיים עליו: ״אני אאנוס את אמא שלך. אני לא מזדהה בפניך יבן שרמוטה״ pic.twitter.com/lfA5Mblya4
— רוני גרין שאולוב – Roni Green Shaulov (@Ronigreensha) June 29, 2024
وتم تصوير مجموعة عناصر شرطة يعتقلون متظاهرا آخرا في القدس بعنف، حيث قام أحدهم بتثبيته على غطاء سيارة وأمسك برقبته للحظات، بينما كان المتظاهرون المحيطون يصرخون بعدم خنقه.
תיעוד: עימותים פרצו בין מפגינים לשוטרים בכיכר פריז בירושלים@VeredPelman pic.twitter.com/WMueckV9Uz
— כאן חדשות (@kann_news) June 29, 2024
وبينما اعتاد المتظاهرون في القدس على محاولة إغلاق الطرق بعد انتهاء الخطب، إلا أن ليلة السبت شهدت محاولات للعصيان المدني منذ البداية، حيث هتف المتظاهرون “أوقفوا الحرب” على إيقاع الطبول أثناء سد تقاطع ساحة باريس.
وسرعان ما قامت الشرطة بإبعاد المتظاهرين عن الطريق، وأقامت حواجز لمنعهم من العودة إلى تقاطع الطرق.
Police break up an anti-war protest outside Bibi's official residence in Jerusalem pic.twitter.com/75kdd88ovl
— Charlie (@cbsu03) June 29, 2024
واندلعت اشتباكات أيضا في تل أبيب حيث ركزت المظاهرة على محنة الرهائن وأعقبها احتجاج ناري قادته عائلات الرهائن خارج مقر اتحاد عمال الهستدروت القوي.
وتم تصوير عضو الكنيست من حزب العمل نعماه لازيمي وهي تتعرض للدفع من قبل ضباط الشرطة، على الرغم من الحصانة البرلمانية التي تتمتع بها كعضو في الكنيست.
وقالت لوسائل الإعلام إن “عناصر الشرطة اعتدوا” عليها وسحبوا شعرها بينما كانت “تحاول مساعدة متظاهر آخر”.
وأشعل المتظاهرون النار خارج مكاتب النقابة ودعوا رئيس الهستدروت أرنون بار ديفيد إلى الدعوة إلى إضراب عام وإغلاق الاقتصاد الإسرائيلي من أجل الضغط على الحكومة للتوصل إلى اتفاق مع حركة حماس الفلسطينية لإطلاق سراح 120 الرهائن المحتجزين في غزة.
שוטרים התנפלו על ח״כ נעמה לזימי, תפסו ודחפו אותה ונתנו לה מכה בפנים לאחר שניסתה לסייע לעצורה. פשוט בושה וחרפה. זו פעם נוספת שבה שוטרי משטרת ישראל משתמשים באלימות נגד חברת הכנסת שמסייעת למוחים נגד האלימות המשטרתית pic.twitter.com/LVn7ecliTg
— בר שם-אור Bar Shem-Ur (@Bar_ShemUr) June 29, 2024
وعندما وقفت لازيمي بين مجموعة من عائلات الرهائن المحتجين والشرطة، قام الضباط بجرها بعيدا. وغردت السياسية لاحقا بأن العنف ضد أفراد عائلات الرهائن والناشطين من أجل عودة الرهائن أصبح “روتينيًا”.
“هذه شرطة الحكومة وليست شرطة الشعب، لكنها لن تخيفني أو تخيفنا. سيتم إصلاح الشرطة وإعادة بنائها”.
وزعمت الشرطة أن لازيمي كانت تحاول منع الشرطة من مصادرة هاتف أحد المتظاهرين الذي تم القبض عليه لإشعاله حريق على الطريق.
“خلافا لادعاءاتها عن تعرضها للأذى على يد ضباط الشرطة، ومن أجل منع تضليل الجمهور وتشويه سمعة الشرطة، فإننا نوضح أن عضو الكنيست تستخدم عمليا حصانتها لإزعاج الضباط الذين يحاولون القيام بعملهم. يؤسفنا تصرف موظفة عامة بشكل استفزازي”، قالت الشرطة.
وفي وقت سابق، خلال المظاهرة الأسبوعية لمنتدى عائلات المخطوفين والمفقودين في ساحة الرهائن في تل أبيب ــ والتي كانت أكثر هدوءا من المظاهرات المناهضة للحكومة الممجاورة بالمدينة ــ صعد العديد من أشقاء الرهائن إلى المنصة.
وكان من بينهم داني إلغارات، شقيق الرهينة إيتسيك إلغارات، الذي تم اختطافه من كيبوتس نير عوز في 7 أكتوبر. وشكك إلغارات في فعالية العمليات العسكرية – مثل تلك التي تم فيها إطلاق سراح أربعة رهائن في 8 يونيو – في إعادة بقية المختطفين.
وقال إن “عمليات الإنقاذ هذه هنا وهناك لن تعالج الوضع”، داعيا بدلا من ذلك إلى اتفاق لوقف إطلاق النار مع حماس يشمل تبادل الرهائن بالأسرى الأمنيين الفلسطينيين.
وناشدت والدة تمير أدار، الذي تم نقل جثته إلى غزة بعد مقتله أثناء المعارك مع المسلحين في نير عوز، صناع القرار بعدم تجاهل عودة رفات الرهائن.
وبدأت ياعيل أدار خطابها بالإشارة إلى عيد ميلاد ابنها الراحل التاسع والثلاثين.
وقالت: “لقد أصبحت أماً منذ 39 عاما”، وأضافت أنها شعرت بالخجل عندما قال مؤخرا يعكوف أميدرور، الرئيس السابق لمجلس الأمن القومي، إن من بين الرهائن المتبقين في غزة، “30-40 لم يعودوا على قيد الحياة”.
وقالت إن تصريحاته قللت من أهمية استعادة جثثهم – “لكن الدفن حق أساسي”.
وسبق حديثها كلمة ابنتها روني التي تحدثت عن الألم الناتج عن رؤية أطفال شقيقها الصغار يكبرون بدونه.
وعلى بعد بضعة شوارع، تظاهرت مجموعة أخرى من عائلات الرهائن عند بوابة بيجين خارج مقر الجيش الإسرائيلي، قبل أن تستمر إلى مقر الهستدروت للمطالبة بإضراب عام.
وقالت جماعات مناهضة للحكومة أيضا إنها تنظم إضرابا للشركات والتجارة في السابع من يوليو، بمناسبة مرور تسعة أشهر على الهجوم المفاجئ الذي شنته حماس، والذي تتهم جماعات الاحتجاج الحكومة بالفشل في منعه.
وخلال الأسبوع الماضي، نظم قادة الاحتجاج حملة تدعو لوقف التجارة يوم الخميس، لكن الدعوة ذهبت أدراج الرياح إلى حد كبير.
واندلعت الحرب مع حماس في 7 أكتوبر، عندما قام حوالي 3000 مسلح بالتسلل إلى جنوب إسرائيل، مما أسفر عن مقتل 1200 شخص وخطف 251 آخرين كرهائن.
ويُعتقد أن 116 رهينة اختطفتهم حماس في 7 أكتوبر ما زالوا في غزة – وليسوا جميعا على قيد الحياة – بعد إطلاق سراح 105 مدنيين من أسر حماس خلال هدنة استمرت أسبوعا في أواخر نوفمبر، وتم إطلاق سراح أربعة مختطفين قبل ذلك. وحررت القوات سبعة من المختطفين أحياء، كما تم انتشال جثث 19 رهينة، من بينهم ثلاثة قُتلوا على يد الجيش عن طريق الخطأ.
وأكد الجيش مقتل 42 من أولئك الذين ما زالوا محتجزين لدى حماس، بالاستناد إلى معلومات استخباراتية ونتائج حصلت عليها القوات العاملة في غزة. كما تم إدراج شخص آخر في عداد المفقودين منذ 7 أكتوبر، ولا يزال مصيره مجهولا. وتحتجز حماس أيضا مواطنيّن إسرائيلييّن دخلا القطاع في عامي 2014 و2015، بالإضافة إلى جثتي جنديين إسرائيليين قُتلا في عام 2014.