المصريون يجلبون معهم اقتراحا “شاملا” بشأن غزة إلى إسرائيل مع استئناف محادثات الهدنة – تقرير
بايدن يضغط بحسب تقرير على نتنياهو لتحويل التركيز على التوصل إلى صفقة مع حماس بعد التوصل إلى اتفاق في لبنان؛ بحسب التقرير القاهرة أبلغت حماس بأنها "معزولة"
من المقرر أن يصل وفد أمني مصري إلى إسرائيل يوم الخميس لبدء محادثات للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة، في حين ضاعف الوسطاء، في أعقاب الهدنة في لبنان، جهودهم للتوصل إلى اتفاق طال انتظاره لتحرير الرهائن وإنهاء الحرب.
بحسب تقرير في وقت متأخر من يوم الأربعاء، ضغط الرئيس الأميركي جو بايدن على رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في مكالمة هاتفية هذا الأسبوع لتحويل الانتباه بشكل فوري إلى غزة مجددا مع انتهاء القتال في لبنان. في غضون ذلك، أفادت تقرير أيضا أنه تم التواصل مع إدارة الرئيس المنتخب دونالد ترامب القادمة بشأن الضغط على إسرائيل من أجل التوصل إلى اتفاق.
وأشارت حماس يوم الأربعاء إلى أنها مستعدة للتوصل إلى هدنة في غزة بعد دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ في لبنان مع حزب الله المدعوم من إيران، والذي هاجم إسرائيل دعما لحليفته حماس ابتداء من 8 أكتوبر، 2023، مما أدى إلى رد مضاد إسرائيلي تلته حملة عسكرية مكثفة للجيش الإسرائيلي التي قضت على جزء كبير من الجماعة.
ومن المتوقع أن يقدم المسؤولون في القاهرة لإسرائيل “تصورا كاملا” للتوصل إلى اتفاق في محادثاتهم، بحسب تقرير نشرته صحيفة “الأخبار” المرتبطة بحزب الله يوم الخميس.
وتوقفت المحادثات غير المباشرة التي تهدف إلى التوصل إلى اتفاق لإطلاق سراح 101 رهينة محتجزين في غزة وإنهاء نحو 14 شهرا من القتال هناك منذ الصيف، بعد فشل عدة جولات من المفاوضات بوساطة الولايات المتحدة ومصر وقطر في التقريب بين الجانبين.
وتطالب حماس بأن يؤدي أي اتفاق إلى وقف كامل للحرب في غزة، إلى جانب انسحاب إسرائيلي كامل من القطاع. كما تسعى إلى إطلاق سراح أعداد كبيرة من الأسرى الفلسطينيين مقابل الرهائن، الذين كانوا من بين 251 شخصا تم اختطافهم خلال الهجوم الذي شنته الحركة في 7 أكتوبر 2023 في جنوب إسرائيل؛ كما قُتل نحو 1200 شخص خلال الهجوم الذي أدى إلى نشوب الحرب.
وتصر اسرائيل على بقاء القوات في غزة لمنع تهريب الأسلحة من مصر وتقول إنها على استعداد فقط لوقف مؤقت لحملتها العسكرية التي تهدف إلى القضاء على حماس.
بحسب صحيفة “الأخبار”، تدعو الخطة إلى هدنة تستمر في البداية شهرا أو شهرين وستشهد إطلاق سراح تدريجي للرهائن، مع إعطاء الأولوية للرهائن الأكبر سنا أو المرضى.
وفي الوقت نفسه، سيتم إجراء “مناقشات أوسع وأطول زمنا ومن دون ضغوط عسكرية في الميدان”، حسبما أفاد التقرير.
وسيطلب المسؤولون المصريون منح حماس فترة عدة أيام بعد بدء الهدنة من أجل تقديم قائمة بأسماء الرهائن الأحياء، بحسب التقرير. في الماضي، اعتُبر عدم قدرة حماس على تقديم ضمانات بشأن الأشخاص الذين ستفرج عنهم عقبة أمام التوصل إلى اتفاق.
وستشهد الخطة أيضا عودة معبر رفح الحدودي بين مصر وغزة سريعا إلى العمل، تحت إشراف السلطة الفلسطينية، وبإشراف مصري.
وسيتم منح إسرائيل الحق في الاعتراض على تصاريح الخروج إلى مصر، مع ضمان القاهرة أن تحصل على التزام فلسطيني بعدم السماح لحماس بالسيطرة على المعبر أو القطاع “خلال الفترة المقبلة”.
وأعلن بايدن استئناف الجهود للتوصل إلى وقف لإطلاق النار يوم الثلاثاء في خطاب تناول فيه بالتفصيل وقف إطلاق النار في لبنان.
وقال بايدن من حديقة الورود “خلال الأيام المقبلة، ستقوم الولايات المتحدة بالسعي مرة أخرى مع تركيا ومصر وقطر وإسرائيل وآخرين للتوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة مع إطلاق سراح الرهائن وإنهاء الحرب دون أن يكون لحماس وجود في السلطة”.
خلال مكالمة هاتفية مع نتنياهو قبل الإعلان عن وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله، أخبر بايدن نتنياهو أن الوقت قد حان للتركيز على تأمين صفقة في غزة لإطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين المتبقين الذين تحتجزهم حركة حماس.
وقال بايدن لنتنياهو بحسب مسؤولين أميركيين تحدثوا مع موقع “أكسيوس” الإخباري الأميركي، “لدينا فرصة الآن. دعنا نعيد الرهائن”.
وقالت المصادر إن رئيس الوزراء رد على بايدن بشكل إيجابي وقال إنه يريد المحاولة.
ويتطلع المسؤولون المصريون أيضا إلى تجنيد ترامب للمساعدة في الضغط على نتنياهو، مع إبقاء فريق الرئيس المنتخب على اطلاع بجهود المحادثات.
بحسب تقرير في صحيفة “وول ستريت جورنال” يوم الخميس، فإن المسؤولين المصريين كانوا على اتصال مع طاقم ترامب لمعرفة ما إذا كان بإمكانه تحقيق تقدم في تليين المواقف الإسرائيلية في المفاوضات، وتحديدا فيما يتعلق بالسيطرة على الحدود بين غزة ومصر وإنشاء منطقة عازلة بين إسرائيل وقطاع غزة.
وذكرت الصحيفة أن المسؤولين المصريين سعوا على ما يبدو إلى تليين موقف حماس، حيث أبلغوا الحركة أن موقفها التفاوضي قد ضعف لكونها “معزولة” في أعقاب وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله في لبنان. وقال المسؤولون للمنظمة إنه من غير المرجح أن تكون قادرة على الاستمرار في الإصرار على انسحاب إسرائيلي كامل، بحسب التقرير.
منذ انسحاب قطر من الوساطة وطرد قادة حماس من الدوحة في وقت سابق من هذا الشهر، برزت مصر كقناة رئيسية محتملة بين الطرفين المتحاربين، إلى جانب تركيا، حيث انتقلت معظم القيادة العليا لحماس.
ويُعتقد أن 97 من أصل 251 رهينة اختطفتهم حماس في السابع من أكتوبر لا يزالون في غزة، بما في ذلك جثث 34 رهينة على الأقل أكد الجيش الإسرائيلي مقتلهم.
أطلقت حماس سراح 105 مدنيين خلال هدنة استمرت أسبوعا في أواخر نوفمبر، كما أطلقت سراح أربع رهائن قبل ذلك. وأعادت القوات ثماني رهائن أحياء، كما تم استعادة جثث 37 رهينة، بما في ذلك ثلاثة قُتلوا بالخطأ بنيران الجيش الإسرائيلي أثناء محاولتهم الفرار من خاطفيهم.
كما تحتجز حماس مواطنَين إسرائيليَين دخلا القطاع في عامي 2014 و2015، بالإضافة إلى جثث جنديين إسرائيليين قُتلا في عام 2014.