المشاركون في الاحتجاجات المتصاعدة ضد خطة الإصلاح القضائي يغلقون ميناء حيفا ويحتشدون في مطار بن غوريون
رغم العملية العسكرية في الضفة الغربية، ومع اجتماع لجنة الدستور في الكنيست، المتظاهرون يغلقون الطرق المؤدية إلى الميناء؛ تنظيم العديد من المظاهرات خارج البلاد قبل بدء الاحتجاجات في بن غوريون
تعهد متظاهرون مناهضون لخطة الحكومة لإصلاح النظام القضائي بالمضي قدما في يوم من الاحتجاجات المخطط لها على الرغم من إطلاق إسرائيل لعملية عسكرية كبيرة في مدينة جنين بالضفة الغربية، ومنعوا الوصول إلى ميناء حيفا صباح يوم الاثنين، بينما نُظمت عشرات المظاهرات أيضا خارج البلاد.
واستمر اليوم باحتجاجات في مطار بن غوريون، حيث يسعى الآلاف إلى منع الوصول إلى المطار أو تعطيله منذ ساعات بعد الظهر، بينما تسعى الحركة الاحتجاجية إلى إظهار قوتها في مواجهة تجديد الائتلاف لحملته التشريعية.
وتتصاعد الاحتجاجات مع بدء لجنة الدستور والقانون والقضاء في الكنيست المداولات حول مشروع قانون “المعقولية”. ولقد تعهدت شخصيات في الائتلاف بتمرير التشريع قبل خروج الكنيست لعطلة صيفية في نهاية الشهر.
وقال منظمو الاحتجاج إنهم سيلغون الأنشطة المقررة ليوم الاثنين إذا أجلت اللجنة جلستها، لكن الجلسة في الكنيست مضت كما كان مقرر لها.
وأغلق مئات المتظاهرين الطرق المؤدية إلى ميناء حيفا في الصباح، ومنعوا المركبات من دخول المعبر.
وانتشرت أعداد كبيرة من عناصر الشرطة في المنطقة حيث عصى المتظاهرون الأمر بإخلاء الطرق المؤدية إلى أكبر ميناء في البلاد.
ومع انهيار المفاوضات بين الائتلاف والمعارضة للتوصل إلى تسوية بشأن الإصلاح القضائي، احتدم الصراع بشأن خطة الإصلاح مجددا حيث تستعد الحكومة للمضي قدما في تمرير أجزاء من التشريعات بشكل أحادي.
وقال منظمو الاحتجاج في حيفا في بيان إن “إغلاق ميناء حيفا هو خطوة واحدة من بين العشرات من أنشطة المقاومة التي ستوقف حكومة الدمار ولن تسمح بتمرير أي قانون دكتاتوري”.
وضع المتظاهرون الأسلاك الشائكة عبر الطريق لمنع الشاحنات والمركبات الأخرى من دخول الميناء.
وذكرت صحيفة “هآرتس” أن من بين المشاركين في المظاهرة “الإخوة والأخوات في السلاح”، وهي منظمة تضم جنود احتياط في الجيش.
وحمل بعض المتظاهرين لافتات كُتب عليها: “الدكتاتورية تُغرق البلد”.
وشهدت المنطقة اختناقات مرورية حادة.
بالإضافة إلى ذلك، زعمت حركة دولية لتنسيق الاحتجاجات ضد خطة الإصلاح القضائي أن مظاهرات أقيمت في عشرات المواقع في أنحاء العالم يوم الأحد.
وقال المنظمون في بيان “تظاهرنا أمام القنصليات والسفارات والمواقع الرئيسية الإسرائيلية للتعبير عن رفضنا الشديد لسبب الفساد (بند ’المعقولية’)”.
كجزء من خطة الإصلاح القضائي، أعلنت الحكومة عن المضي قدما في مشروع قانون يمنع القضاة من ممارسة المراجعة القضائية لقرارات الحكومة بالاعتماد على حجة “المعقولية”.
وقال المتظاهرون: “امتدت هذه المظاهرات الموحدة من واشنطن العاصمة، ونيويورك، وباريس، ومدريد، وصولا إلى سيدني، وملبورن، وسياتل، وسان فرنسيسكو، ولوس أنجلس، وفيلادلفيا، وميامي، ولندن، وأوسلو، وكامبريدج، وهيوستن، وبوسطن، وفرانكفورت، وأمستردام، وميونيخ، وكوبنهاغن، وروتشستر، وفانكوفر، وتشابل هيل، وسان دييغو وغيرها”.
وأضاف البيان إن “الاحتجاج الإسرائيلي المؤيد للديمقراطية موجود هنا: في واشنطن، ونيويورك، وباريس،، وحيثما يوجد مجتمع إسرائيلي ويهودي يرفض التخلي عن الحلم الصهيوني بدولة يهودية وديمقراطية منصفة وآمنة”.
ولقد خطط المنظمون للتجمع خارج صالة السفر 3 بالمطار في الساعة 5:30 مساء، مع توقع وصول حشود من المتظاهرين بالسيارات والقطار. وقالت الشرطة في غضون ذلك إنها لن تسمح بالتجمع إلا خارج صالة السفر 1 الأصغر حجما، وسيقتصر عدد المتظاهرين على 5000 مشارك، وهو أمر رفضه قادة الاحتجاج وأشاروا إلى أنهم قد يتجاهلونه.
بالإضافة إلى المظاهرات في صالات السفر، من المتوقع أن يقوم العديد من الأشخاص بقطع الطرق المؤدية إلى المطار من خلال التجول في أنحاء المنطقة في قوافل، بينما حذرت الشرطة من توزيع الغرامات ونقاط مخالفات للسائقين الذين يسدون الطرق عمدا.
وقال وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير الأحد إنه يتوقع “ألا تستسلم الشرطة لمخالفي القانون”.
مساء الأحد، حاول محتجون ضد الإصلاح القضائي مضايقة وزير العدل ياريف ليفين أثناء زيارته لمطعم محلي في مدينته موديعين.
أظهر مقطع فيديو تم تداوله على وسائل التواصل الاجتماعي مجموعة من المتظاهرين وهم يلوحون بالأعلام الإسرائيلية ويرددون هتافات استهجان ضد ليفين، كبير مهندسي خطة الإصلاح القضائي، بينما كان يجلس مع زوجته على طاولة في الركن بمطعم “بيغا”.
وذكر موقع “واينت” الإخباري أن على رأس المجموعة الاحتجاجية كان إيتاي شتاينميتس، وهو من قادة الاحتجاجات المناهضة للحكومة في موديعين.
יריב המחריב, הפוך שותים רק בדמוקרטיה! מקוים שנהנתם. נרדוף אתכם לכל מקום! pic.twitter.com/v8lqSdrShi
— Ami Dror ???????? עמי דרור (@AmiDror) July 2, 2023
وصف شتاينميتس ليفين بـ”الكاذب” و”الجبان” الذي يحرض على المواطنين الملتزمين بالقانون، و”مجرم… أتى لتدمير البلاد” و”وصمة عار على جبين موديعين”.
بينما واصل ليفين الجلوس وظهره للمتظاهرين، دون أن ينظر حوله، صرخ شتاينميتس: “لا يمكنك حتى أن تنظر في أعين المتظاهرين”.
وأبقى حارسان شخصيان المتظاهرين على بعد عدة أمتار من ليفين.
في مرحلة معينة، وصل رجل، على ما يبدو من كبار العاملين في المطعم، وأمر المتظاهرين بالمغادرة. بعد ذلك، تجمع المتظاهرون خارج المطعم واستمروا في ترديد هتافاتهم. لاحقا لاحقوا الزوجين ليفين عند مغادرتهما للمطعم وعودتهما إلى سيارتهما.
وبينما هدأت الاحتجاجات إلى حد ما خلال الأشهر الماضية مع توقف العملية التشريعية المتعلقة بالإصلاح القضائي، أعلن المنظمون عن تجديد الاحتجاجات الآن بعد أن بدأت الحكومة في المضي قدما بعناصر معينة من الخطة في الكنيست.
شهد يوم السبت الأسبوع الـ 26 للاحتجاجات على مستوى البلاد ضد الإصلاح القضائي. وكانت الشرطة تتوقع زيادة في عدد المشاركين، وأقيمت التظاهرة الرئيسية كالعادة في شارع كابلان في تل أبيب. وقدرت شركة Crowd Solutions الشريكة للقناة 13 عدد المشاركين بحوالي 130 ألف، بينما قدر المنظمون العدد بحوالي 150 ألف. وعلى الصعيد الوطني، أعلن المنظمون عن مشاركة حوالي 286 ألف متظاهر.