المحكمة تفرج عن أستاذة في الجامعة العبرية تم اعتقالها بتهمة التحريض وتصف اعتقالها بغير المبرر
الجامعة تدين اعتقال نادرة شلهوب كيفوركيان بسبب تعليقاتها التي أدلت بها منذ شهر وشككت فيها في فظائع حماس في 7 أكتوبر؛ القاضي "غير مقتنع" بأنها خطيرة
أمرت محكمة الصلح في القدس يوم الجمعة بالإفراج عن نادرة شلهوب كيفوركيان، الأستاذة العربية الإسرائيلية من الجامعة العبرية في القدس، والتي تم اعتقالها في اليوم السابق للاشتباه في قيامها بالتحريض.
ورفضت المحكمة طلب الشرطة بتمديد اعتقال البروفيسور، بحسب تقارير إعلامية عبرية، قائلة إن النتائج التي توصلت إليها الشرطة لا تبرر اعتقالها.
خلال النقاش، تجمع متظاهرون من أمام المحكمة احتجاجا على اعتقال شلهوب كيفوركيان.
وكتب القاضي دوف بولوك في حكمه: “هناك بعض التعبيرات التي ربما تجاوزت الخط من حرية التعبير إلى التحريض. ومع ذلك، فإن السؤال المطروح أمام المحكمة هو ما إذا كان من الضروري تمديد اعتقالها للاشتباه في أنها تشكل خطرا”.
واختتم القاضي حديثه بالقول: “أنا غير مقتنع بأن هناك حاجة لمواصلة اعتقالها”.
ونقل موقع “واللا” الإخباري عن مصدر في الشرطة لم يذكر اسمه، اختلف مع رأي القاضي، قوله إن “بروتوكولات حكماء صهيون باهتة مقارنة بتشهيرات المشتبه بها”، في إشارة إلى منشورات شهيرة معادية للسامية تم نشرها في أوائل القرن العشرين.
وقال المصدر إن “نادرة خطيرة للغاية على الجمهور، من حيث التحريض، لأنها تبرر إيذاء الإسرائيليين والجنود والرهائن، بما في ذلك النساء والأطفال”، مدعيا أن فشل الباحثة في التراجع عن تعليقاتها خلال الشهر الماضي كان دليلا على أنها كانت على استعداد “لفعل كل شيء… لمساعدة [حماس] في الحرب ضد إسرائيل”.
وأصدرت الجامعة العبرية يوم الخميس بيانا أدانت فيه اعتقال شلهوب كيفوركيان.
وجاء في البيان أن “الجامعة تعارض بشدة الكثير مما قالته البروفيسور شلهوب كيفوركيان قبل شهر”.
وأضافت: “مع ذلك، فإننا نشعر بقلق بالغ بشأن اعتقالها، إذا كان يستند بالفعل إلى ما قالته علنا”، قائلة إن الاعتقال يتعارض مع الطبيعة الديمقراطية للبلاد.
وتابعت الجامعة “إننا نطالب بالإفراج الفوري عن البروفيسور شلهوب كيفوركيان”.
تم إيقاف شلهوب كيفوركيان، وهي محاضرة كبيرة في الجامعة، عن العمل لأول مرة في مارس بعد مقابلة أجريت معها في بودكاست “شارع المقدسي”، قالت فيها إنه يجب إلغاء الصهيونية وشككت بحدوث عمليات الاغتصاب وغيرها من الفظائع التي ارتكبتها حماس.
وقالت شلهوب-كيفوركيان إن الإسرائيليين يشعرون بالخوف عندما يمرون بالقرب منها ويسمعونها تتحدث العربية على الهاتف، لكنهم “يجب أن يشعروا بالخوف لأن المجرمين خائفون دائما”.
وتابعت قائلة “لقد حان الوقت لإلغاء الصهيونية. لا يمكنها أن تستمر، إنها جريمة. ولن نتمكن من الاستمرار إلا من خلال إلغاء الصهيونية”.
تصريحات شلهوب كيفوركيان التي أنكرت فيها الفظائع التي ارتكبتها حماس أدت إلى تعليق عملها لفترة وجيزة من الجامعة، وطالب بعض الطلاب بإقالتها. لكن في أواخر مارس، أعادتها الجامعة إلى عملها، حيث أشارت إلى لقاء عقدته شلهوب كيفوركيان مع رئيسها البروفيسور تامير شيفر حيث “أوضحت أنها كباحثة نسوية، تصدق الضحايا ولا تشك في ادعاءاتهن ولا تنكر وقوع حوادث اغتصاب يوم 7 أكتوبر”.
وذكرت صحيفة “هآرتس” أنه لم يُطلب من شلهوب-كيفوركيان التراجع عن ادعائها بأن إسرائيل ترتكب إبادة جماعية في غزة.
وقالت الجامعة أنه وبعد التوضيح لم تجد أي عائق أمام إعادة شلهوب-كيفوركيان، وأن البرفيسور ستواصل التدريس في كلية الخدمة الاجتماعية والرفاه الاجتماعي.
في 7 أكتوبر، قادت حماس هجوما واسعا عبر الحدود على إسرائيل قُتل فيه حوالي 1200 شخص. كما اختطف المسلحون 253 شخصا واحتجزوهم كرهائن في غزة.
أدى الرد العسكري الإسرائيلي على غزة إلى تدمير القطاع، وتشريد أكثر من مليون شخص، وإحداث كارثة إنسانية تصفها الأمم المتحدة بالمجاعة.
وتقول وزارة الصحة الفلسطينية في غزة إن أكثر من 33 ألف فلسطيني في القطاع قُتلوا في القتال حتى الآن، وهو عدد لا يمكن التحقق منه بشكل مستقل ويشمل حوالي 13 ألف مقاتل من حماس تقول إسرائيل إنها قتلتهم في المعارك. وتقول إسرائيل أيضا إنها قتلت حوالي 1000 مسلح داخل إسرائيل في 7 أكتوبر.
وقد قُتل 260 جنديا إسرائيليا في الهجوم.