المحكمة العليا ترفض التماسا لحظر مسيرة “يوم القدس” من دخول الحي الإسلامي
سوف يسمح للمحتفلين في ’يوم القدس’ بالمرور عبر المنطقة العربية، ولكن مع تحديد زمني احتراما لشهر رمضان
مراسل الجيش والامن في التايمز أوف إسرائيل
رفضت محكمة العدل العليا الأحد التماسا لحظر مسيرة “يوم القدس” السنوية من العبور داخل الحي الإسلامي في البلدة القديمة في القدس، ولكنها فرضت تقيدات زمنية صارمة على المسيرة لضمان خروج المشاركين من المنطقة قبل ابتداء شهر رمضان.
وطلبت منظمة “عير عاميم” اليسارية، كما فعلت في الأعوام السابقة، من المحكمة الغاء تصاريح الشرطة لإقامة مسيرة “رقصة الأعلام” في الحي الإسلامي ولتغيير مسارها. وقد كان هناك شعارات عنصرية واشتباكات بين اليهود والعرب في هذا الحدث في الماضي.
وتم نشر المئات من عناصر الشرطة في انحاء العاصمة قبل احتفالات “يوم القدس”، التي تحتفل بذكرى الإعلى الستيلاء بلدة القديمة والقدس الشرقية في حرب 1967.
ويتزامن “يوم القدس” هذا العام مع شهر رمضان، وسيتواجد مئات المصلين المسلمين في المنطقة الأحد، ما يثير مخاوف من وقوع اشتباكات.
وبمحاولة لتجنب العنف، قررت المحكمة العليا السماح لليهود دخول الحي الإسلامي من باب العامود فقط بين الساعات 5:15 وحتى 6:15 مساء. وبعد ذلك يفرض على الشرطة منع مشاركين إضافيين في المسيرة من دخول المنطقة.
وعلى المشاركين أيضا بدء الخروج من الحي الإسلامي على تمام الساعة 19:00 مساء، واخلاء المنطقة تماما على الساعة 19:30 مساء، بحسب قرار المحكمة. ويبدأ شهر رمضان هذا العام على الساعة 19:43 مساء.
وعبر ايتاي ماك، الذي يمثل “عير عاميم”، عن شكوكه بالنسبة لقدرة الشرطة تطبيق هذا القرار، منتقدا قرار الشرطة والمنظمين إرسال عدد اقل من الضباط والمرشدين للإشراف على المسيرة هذا العام.
وقال ماك أن المنظمين هذا العام سيوفرون 150 مرشد، وهو نصف عدد المرشدين في العام الماضي. وسينتشر حوالي 1,200 ضابط شرطة في البلدة القديمة للإشراف على المسيرة، وفقا لقائد شرطة القدس يورام هاليفي.
“إلى أين ذهب 150 منظم؟ كان هناك 300 مرشد في العام الماضي ولقد انخفض أيضا عدد ضباط الشرطة”، قال ماك، ساخرا من ادعاء الشرطة والمنظمين بأن مسيرة العام الحالي ستكون منظمة أكثر.
ولكن وفقا للمحكمة، ستوفر المجموعات المنظمة للمسيرة 400 مرشد.
“هناك محاولة هنا حسب رأيي لخدع [القضاة]”، قال. “لا يمكنهم المعرفة متى سوف يغادر آخر المشاركين الحي الإسلامي باتجاه حائط المبكى، ولا يمكنهم توفير الإجراءات الأمنية”.
ولإثبات وجهة نظره، اظهر ماك فيديو من العام الماضي حيث صاح المشاركين اليهود في المسيرة شعارات مهينة ضد العرب.
“شاهدنا فيديو صعب للمشاهدة. دائما يمكن الإدعاء انه تم التلاعب به، ولكن من الصعب مشاهدته”، قال القاضي الياكيم روبنشتين ردا على الفيديو. “هناك عناصر تحدث في طريقة لا يمكن السماح بها في دولة إسرائيل بالمرة”.
وتساءل ممثل عن منظمة “عير عاميم”، امير خيشين، حول أسباب مرور المسيرة عن طريق باب العامود الجدلي عندما يوجد “العديد من الأبواب” التي يمكن استخدامها بدلا عن ذلك.
“هذه المجموعات لا تحب بعضها البعض – وهذا تصريح مكبوح – اذا لما زيادة الاحتكاك؟” سأل خيشين القضاة؟
وقال هاليفي، قائد الشرطة، للقضاة خلال جلسة المحكمة ان الشرطة لن تقيد ساعات المسيرة فحسب، بل أيضا ستفرض تحديدات على حجم الاعلام التي يمكن للمشاركين رفعها، والتي ورد انه تم استخدامها في الماضي لتخريب دكاكين في الحي الإسلامي.
وردا على قرار المحكمة، قالت منظمة “عير عاميم”: “اعترفت المحكمة بواجب الدولة للتعامل بجدية اكبر مع قرب رمضان وموقع المسيرة. ولكن مع هذا، كان يمكن للمحكمة اتخاذ الخطوة الإضافية الضرورية، والسماح لسكان الحي الإسلامي بالتحضير كما هي الحاجة لبداية شهر رمضان، كما كان سيود اليهود بالتحضير لأعيادهم”.
وفي صباح الأحد، توجه 761 زائر غير مسلم الى الحرم القدسي، 566 من بينهم أجانب، وفقا للشرطة.
وتم طرد 3 زوار يهود من الموقع بعد ان قاموا “بمخالفة قواعد الزيارة”، ما يعني على الأرجح انهم حاولوا الصلاة في المكان المقدس، بالرغم من الحظر على ذلك. وقامت الشرطة باعتقال رجل يهودي اخر أيضا لمهاجمته ضابط. إضافة الى ذلك، تم اعتقال امرأتان مسلمتان بعد ان قاما بال”صياح” خلال الزيارة، قالت الشرطة.
وتواجد آلاف الإسرائيليين في حائط المبكى صباح الأحد، قالت الشرطة.
تعهدت الشرطة “عدم التسامح” مع العنف خلال مسيرة هذا العام.
“القدس تحتفل؛ هذه المسيرة ملائمة”، قال رئيس البلدية نير بركات لإذاعة الجيش. “كما يبدو، لا اعتقد انه ستكون هناك مشاكل – هذا المسار لمسيرة الاعلام على ما هو منذ سنوات”.
وفي عام 2014، تم تصوير اسرائيليين يحملون الأعلام اثناء مواجهة مع فلسطينيين في باب العامود. وفي شارع صلاح الدين المجاور، قام فلسطينيون برشق حافلة لشركة “ايغيد” بالحجارة، ما أدى إلى إصابة سبعة اسرائيليين. وفي العام الماضي، ادت اشتباكات مشابهة الى اعتقال 23 فلسطينيا و13 اسرائيلي.
وبينما تمر مسيرة “رقصة الاعلام” في الشوارع الرئيسية في الحي الإسلامي، تفرض الشرطة حالة منع تجول وتحظر السكان العرب من مغادرة منازلهم.
وسوف يتم اغلاق شوارع مركز القدس امام المركبات منذ الساعة الثالثة ظهرا وحتى التاسعة مساء. وسوف تستمر المواصلات العامة بالعمل، ولكن يتوقع تأخيرات في جميع انحاء المدينة.