المحكمة الجنائية الدولية تتعرض لهجوم إلكتروني “متطور”
لم تحدد محكمة لاهاي دافعاً مشتبهاً به، بينما تنظر في عدة قضايا بارزة، من بينها إصدار مذكرات توقيف بحق نتنياهو ووزير الدفاع السابق غالانت
أعلنت المحكمة الجنائية الدولية الإثنين عن رصد واحتواء “حادث جديد متطوّر وموجّه للأمن السيبراني” وقع نهاية الأسبوع الماضي.
وجاء في بيان صادر عن المحكمة أن “هذا الحادث، وهو الثاني من نوعه الذي تتعرّض له المحكمة الجنائية الدولية في السنوات الأخيرة، رُصد بسرعة وتمّ تأكيده واحتواؤه بفضل آليات الإنذار والاستجابة” التابعة للمؤسسة القضائية.
وقال ناطق باسم المحكمة لوكالة فرانس برس إنه يتعذّر عليه تقديم توضيحات بشأن وقت وقوع الحادث.
وأشارت الهيئة إلى أن “تحليلا للأثر على صعيد المحكمة هو قيد الإجراء وقد اتّخذت تدابير للحدّ من الآثار”.
وفي سبتمبر 2023، تعرّضت المحكمة الجنائية الدولية لهجوم سيبراني وصفته بـ”غير المسبوق”، وعانت من تبعات ذلك لأسابيع إذ انقطع اتصالها بمعظم الأنظمة المتصلة بالإنترنت. ولم تُعلن المحكمة آنذاك تفاصيل هذا الهجوم أو الجهة المسؤولة عنه، ولكن اعتبرت أن الدافع منه كان التجسّس.
تجري المحكمة الجنائية الدولية عدداً من التحقيقات والقضايا البارزة في دول حول العالم، وكانت قد أصدرت في نوفمبر مذكرات توقيف بحق رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع السابق يوآف غالانت، بتهم ارتكاب جرائم حرب مزعومة في غزة، بما في ذلك “استخدام التجويع كسلاح حرب”.
وترفض إسرائيل اختصاص المحكمة، وتؤكد أن عملياتها العسكرية في غزة تتماشى مع القانون الدولي، مشيرة إلى الإجراءات التي اتخذتها لتقليل الإصابات في صفوف المدنيين وتسهيل دخول المساعدات الإنسانية.
وقد فرض الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عقوبات على المدعي العام للمحكمة كريم خان في فبراير، وفرض أيضاً هذا الشهر عقوبات على أربعة قضاة في المحكمة بسبب مذكرات التوقيف والإجراءات المتخذة ضد الولايات المتحدة. وقد طلبت إسرائيل من المحكمة في مايو سحب مذكرات التوقيف أثناء مراجعتها للطعن في اختصاصها.
وقد وقع الهجوم الإلكتروني في أسبوع استضافت فيه لاهاي قمة لـ32 زعيماً من الناتو في مركز مؤتمرات بالقرب من المحكمة، مع إجراءات أمنية مشددة، بما في ذلك تدابير الحماية من مثل هذه الهجمات.
ورفضت المحكمة الإفصاح عما إذا كانت أي معلومات سرية قد تعرضت للاختراق.
وقد أصدرت المحكمة أيضا مذكّرة توقيف في حقّ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على خلفية ترحيل أطفال من أوكرانيا إلى روسيا.
ويقبع الرئيس الفيليبيني السابق رودريغو دوتيرتي في سجن المحكمة بانتظار محاكمته على جرائم مرتبكة خلال “حربه ضدّ تجّار المخدّرات”.