المحتجون يغلقون عدة طرق في يوم “تصعيد المقاومة” بعد رفض رئيس الوزراء عرض هرتسوغ للتسوية
اعتقال 5 لقيامهم برسم خط احمر في الشارع المؤدي الى المحكمة العليا في القدس؛ جنود الاحتياط يتظاهرون في حيفا وبني براك؛ التخطيط لـ"اضطرابات" في 150 موقعا
بدأت الاحتجاجات في وقت مبكر من يوم الخميس، حيث من المتوقع أن يشارك مئات الآلاف من الإسرائيليين في يوم “تصعيد المقاومة ضد الديكتاتورية”، في الوقت الذي يشرع فيه الائتلاف برئاسة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في دفعة تشريعية مثيرة للجدل لإصلاح النظام القضائي بشكل جذري وتقييد سلطات محكمة العدل العليا.
وبدأت أعمال التعطيل والاحتجاج قبل الفجر، حيث رسم متظاهرون خطاً أحمر في الشارع المؤدي إلى المحكمة العليا في القدس، قائلين إنه يرمز إلى الارتباط المباشر بين استقلال المحاكم وحرية التعبير.
وقالت الشرطة إنها اعتقلت خمسة أشخاص بتهمة تخريب ممتلكات عامة.
وقادت احتجاجات الصباح الباكر مجموعة من جنود الاحتياط في الجيش الإسرائيلي، المعروفين باسم “الإخوة في السلاح”. وقامت مجموعة من قدامى المحاربين في سلاح البحرية بإغلاق مدخل ميناء حيفا.
وأنشأت مجموعة أخرى “مركز تجنيد للجيش” خارج مبنى البلدية في مدينة بني براك اليهودية المتشددة، وقالت: “لقد جئنا لننقل عبء التجنيد إلى السكان اليهود المتشددين، لأنه إذا كانت هناك ديكتاتورية هنا، سيتعين علينا المجيء إلى هنا للتجنيد. نكرر أنه بدون ديمقراطية، لا يوجد جيش شعبي”.
كما أغلقوا الطريق الرئيسي في المدينة.
Today is ‘The day of the escalation of resistance’ as dubbed in Israel. Early morning artists painted red path along the route to the Supreme Court in Jerusalem to warn as per the red line in the judicial coup ( credit Amir Goldstein) pic.twitter.com/qHhQ8X0FB6
— Tal Schneider טל שניידר تال شنايدر (@talschneider) March 16, 2023
وفي رحوفوت، بدأ أعضاء المجموعة في نصب أكياس الرمل حول محكمة الصلح، معلنين أنهم يحمون المحاكم من “هجمات المجرمين الذين يحاولون القيام بانقلاب”.
كما أغلقت مجموعة من المتظاهرين الطريق الساحلي السريع الرئيسي بالقرب من بيت يناي، حيث سار العشرات في الشارع ملوحين بالأعلام الإسرائيلية.
وتسبب عدد من المتظاهرين الذين يقودون الجرارات ببطء بتعطيل حركة المرور في شارع 4.
وقال المنظمون في بيان يوم الأربعاء: “غدا، مئات الآلاف من الإسرائيليين سيخرجون” ويتظاهرون في مظاهرات على مستوى البلاد يوم الخميس. وقالوا إن “الاحتجاج الحازم” كان الفرصة الوحيدة لـ”إيقاف انقلاب النظام”، بعد أن رفض نتنياهو وأعضاء تحالفه اليميني، واليميني المتطرف، واليهودي المتشدد بسرعة اقتراحًا طال انتظاره من قبل الرئيس إسحاق هرتسوغ من أجل التوصل إلى حل وسط متفق عليه على نطاق واسع بشأن حزمة التشريعات المثيرة للجدل.
وستسمح الخطة للحكومة بتجاوز قرارات المحاكم بأغلبية ضئيلة، ووضع اختيار جميع القضاة في أيدي سياسيي التحالف. ويدعي المعارضون أن الخطة ستضعف الطابع الديمقراطي لإسرائيل، وتزيل عنصرا أساسيًا من ضوابطها وتوازناتها، وستترك الأقليات دون حماية. واتهم مؤيدو لاإصلاح أنه ضروري لكبح جماح محكمة ناشطة سياسيا.
وأثارت خطط الإصلاح الشامل انتقادات عامة شديدة ومعارضة شرسة في جميع أنحاء إسرائيل، إضافة إلى احتجاجات حاشدة وتحذيرات من الاقتصاديين وخبراء القانوني والأكاديميين والمسؤولين الأمنيين. ويتدفق المتظاهرون إلى الشوارع منذ يناير لتنظيم عدة أيام “اضطراب” و”مقاومة”.
وقال المنظمون يوم الأربعاء “هذه لحظة الحقيقة للإسرائيليين للخروج لإنقاذ الديمقراطية الإسرائيلية”.
ووفقا للمنظمين، تم التخطيط لاحتجاجات في حوالي 150 موقعًا في جميع أنحاء البلاد، بما في ذلك مواقع متعددة في تل أبيب والقدس وحيفا ومطار بن غوريون الدولي. ومن المتوقع أن يغلق المتظاهرون الطرق الرئيسية، ويتظاهرون خارج منازل كبار المسؤولين الحكوميين، بما في ذلك مقر إقامة رئيس الكنيست أمير أوحانا في تل أبيب.
وصباح الخميس، من المقرر أن يلتقي المتظاهرون في شارع هيركون في تل أبيب، مقابل سفارات الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وفرنسا وألمانيا، وسيتوجهون بعد ذلك إلى شارع كابلان في وسط المدينة، وثم إلى تقاطع هشالوم. ومن المتوقع أن تغلق الشرطة طريق أيالون السريع أمام حركة المرور في كلا الاتجاهين في المنطقة المحيطة بالتقاطع، وأن تغلق الطرق في وسط تل أبيب وحولها. ومن المقرر تنظيم مظاهرة كبيرة مساء الخميس في ساحة هبيمة.
وفي القدس، من المتوقع أن يحتشد المتظاهرون أمام مكتب رئيس الوزراء. كما سيحتج الطلاب في الجامعة العبرية في القدس وجامعة تل أبيب وجامعة بار إيلان على التغيير القضائي في مؤسساتهم.
زمن المتوقع أن يضم المتظاهرون جنود احتياط وعاملين في مجال التكنولوجيا ومتخصصين في الرعاية الصحية وغيرهم، وفقًا للمنظمين.
وقال منظمو المتظاهرين في مجال التكنولوجيا: “نحن في حالة طوارئ وطنية. الحكومة الإسرائيلية تدفع الاقتصاد بكل قوتها إلى الركود وتتجاهل التحذيرات التي لا تزال قادمة. عواقب انقلاب النظام محسوسة بالفعل في [قطاع] التكنولوجيا. بدلاً من وقف حملة التشريع الخاطفة وإيجاد مسار جديد، يسرع هؤلاء [القادة] غير المسؤولين ويدفعوننا جميعًا إلى الهاوية. معا سنوقف الجنون ونناضل من أجل الديمقراطية وبلدنا ووطننا”.
وأصدرت سلطات المطار إشعارًا للمسافرين بالتخطيط لتعطيلات يوم الخميس، حسبما أفادت القناة 13، والوصول مبكرًا للرحلات المغادرة. ومن المقرر أن يمر حوالي 60 ألف مسافر عبر المطار يوم الخميس. وأوصت سلطات المطار الركاب بالسفر بالقطار إلى المطار. ولا يتوقع أن يعطل المحتجون أنظمة القطار، على عكس الأسابيع السابقة.
ونظم المتظاهرون مظاهرات داخل وحول مطار بن غوريون الدولي بعد ظهر الأربعاء في محاولة لتعطيل رحلة نتنياهو إلى ألمانيا في زيارة رسمية. وأقلعت رحلة رئيس الوزراء بعد حوالي خمس ساعات مما كان متوقعا.
وكان من بين المتظاهرين قدامى المحاربين في وحدة النخبة “سايرت ماتكال”، التي أنقذت الرهائن في عنتيبي عام 1976 – العملية التي قادها شقيق رئيس الوزراء يوني نتنياهو، والتي قُتل خلالها.
ومن المقرر عودة رئيس الوزراء مساء الخميس.
وفي خطاب ألقاه مساء الأربعاء، حذر هرتسوغ من “الحرب الأهلية” و”الهاوية” القادمة إذا لم يتم التوصل إلى حل وسط بشأن التغييرات القضائية الجذرية.
وقد طالبت المعارضة الحكومة مرارا بوقف دفعتها التشريعية خلال المفاوضات، وهو ما رفضه الائتلاف، دافعا التشريع قدمًا على الرغم من المعارضة الواسعة النطاق.
وقال الرئيس إن “الذين يعتقدون أن الحرب الأهلية الحقيقية، مع الأرواح البشرية، هي حدود لن نعبرها، ليس لديهم أدنى فكرة”. في العام 75 لدولة إسرائيل، كما قال “الهاوية على مسافة قريبة”، مضيفا “الحرب الأهلية هي خط أحمر. بأي ثمن وبأي وسيلة، لن أدع ذلك يحدث”.
ووصف هرتسوغ خطته، التي تمت صياغتها بعد مئات الساعات من المداولات في الأسابيع الأخيرة مع سياسيين وقانونيين وخبراء من مختلف الأطياف السياسية، بأنها “مسار ذهبي” يوفر أفضل فرصة للتوصل إلى اتفاق وطني واسع بشأن الإصلاح، وقال “هذا الإطار يحمي كل واحد منكم، مواطني إسرائيل”، مضيفا “هذا الإطار يحمي إسرائيل كدولة يهودية وديمقراطية”.
وبينما سارع تحالف نتنياهو لرفض خطة هرتسوغ، أعرب قادة المعارضة عن موافقة حذرة على إطار العمل كأساس للمحادثات. كما انتقدوا الحكومة لرفضها الفوري لما قدمه هرتسوغ، باعتباره الفرصة الأخيرة والأفضل لتجنب تمزق كارثي في نسيج المجتمع الإسرائيلي.
كما حظيت خطة هرتسوغ بدعم أرنون بار دافيد، رئيس اتحاد العمال “هستدروت” القوي، ودوف عميتاي، مدير الرئاسة الإسرائيلية لمنظمات الأعمال، اللذان التقيا بالرئيس في وقت سابق من الأسبوع لتقديم دعمهما.
ودعوا الحكومة إلى “وقف الفوضى الاقتصادية والاجتماعية وإعادة الأمل” من خلال إطلاق مفاوضات على أساس الإطار.
وحذر بار دافيد في وقت سابق من هذا الأسبوع من أن نقابته، التي أطلقت إضرابات تخريبية في الماضي، لن “تقف مكتوفة الأيدي” إذا فشلت الحكومة في التوصل إلى حل وسط.
يتناول إطار العمل الذي اقترحه هرتسوغ الجوانب الحاسمة للعلاقة بين فروع الحكومة الإسرائيلية، بما في ذلك إعطاء ثقل دستوري أكبر لقوانين الأساس في إسرائيل؛ كيفية اختيار القضاة؛ مراجعة قضائية لتشريعات الكنيست؛ وسلطة المستشارين القانونيين للحكومة والمستشار القضائي للحكومة. كما أنه سيكرس بعض الحقوق المدنية الأساسية في قوانين الأساس التي لا يتم حمايتها بشكل صريح في الوقت الحاضر.
بعد وقت قصير من قيام هرتسوغ بنشر عرضه، وقبل مغادرته البلاد في زيارة إلى برلين، قال نتنياهو إن “العناصر المركزية في الاقتراح الذي قدمه تعمل فقط على إدامة الوضع الحالي، ولا تحقق التوازن الضروري بين الفروع”.
وأضاف نتنياهو أن “أي محاولة للتوصل إلى اتفاق وإجراء محادثات هي بالتأكيد مناسبة”، لكنه ألقى باللوم على المعارضة لعدم استعدادها للجلوس على طاولة المفاوضات.
وبالنظر إلى رفضه الصارخ لإطار عمل هرتسوغ، من المتوقع أن يمضي التحالف قدما في تشريعاته السريعة.
وقال وزير العدل ياريف ليفين إنه يسعى لسن حزمة التشريعات بأكملها قبل عطلة الكنيست للاحتفال بعيد الفصح في نهاية الشهر.