متظاهرون يغلقون طريق أيالون السريع ويشتبكون مع الشرطة ويعطلون الوصول إلى المطار
اعتقال 22 شخصا، بعضهم باستخدام العنف، وسط مسيرات وإضرابات في أماكن العمل وإغلاق الطرق الرئيسية وتعطيل خدمات القطارات ومظاهرات خارج منازل المسؤولين الحكوميين

نظم المتظاهرون ضد خطط الإصلاح القضائي للحكومة يوما غير مسبوق من الاحتجاجات والاضطرابات يوم الخميس، حيث أغلقوا طريق أيالون الرئيسي في وسط إسرائيل لمدة ساعتين وعطلوا الوصول إلى مطار بن غوريون بالإضافة إلى مسيرات وإضرابات وإغلاقات وغيرها من الأنشطة الاحتجاجية في جميع أنحاء البلاد، وأطلقوا على اليوم اسم “يوم مقاومة”.
أدت المظاهرات الجماهيرية والاستياء إلى بعض الاشتباكات المحدودة مع الشرطة حيث كافحت السلطات لاحتواء الأحداث المختلفة.
في تل أبيب اندلعت اشتباكات بين المتظاهرين وعناصر الشرطة بينما سار المتظاهرون على جانبي طريق أيالون. امتنع أفراد الشرطة في البداية عن الدخول في مواجهة مع المتظاهرين، لكنهم تحركوا في النهاية لتفريق المحتجين بالقوة. تم تصوير الشرطيين وهم يمسكون ببعض المتظاهرين وينقلونهم بعيدا عن الطريق السريع.
وقال إيتان غوزاني (35 عاما)، أحد المتظاهرين على الطريق السريع، إن معظم المتظاهرين فتحوا الطريق بعد أن حاصرتهم الشرطة.
“انتهى الأمر بسهولة. هدد أحدهم باستخدام خراطيم المياه، لكن لم يحدث شيء”.
وقال غلعاد وبار، وهما متظاهران في العشرينيات من العمر، إن الشرطة قامت بدفعهما وهددت باستخدام خراطيم المياه.
Protestors in Tel Aviv share this video of a forceful police arrest of a demonstrator in the anti-government protests in the city, close to the blocked Ayalon highway.
Protestors shout "Shame" at the police officers making the arrest… pic.twitter.com/TeChpiOjwj— Jeremy Sharon (@jeremysharon) March 9, 2023
وأعرب وزير الأمن القومي اليميني المتطرف إيتمار عن غضبه من رد الشرطة، حيث ورد أنه أخبر مساعديه أن أفراد الشرطة “لا ينفذون أوامري”.
ونقلت هيئة البث الإسرائيلية “كان” عنه قوله إن “الشرطة تفعل ما تريد… لن يستمر الأمر على هذا النحو”.
تم قطع الطرق حول مطار بن غوريون طوال فترة الصباح وبعد الظهر حيث سعى المتظاهرون في السيارات إلى عرقلة سفر رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إلى إيطاليا، حيث من المقرر أن يقوم بزيارة رسمية تستمر لمدة ثلاثة أيام. وفرضت الشرطة غرامات على السائقين الذين قالت أنهم قادوا سيارتاهم عمدا ببطء لإحداث اختناقات مرورية. وصل نتنياهو وزوجته في النهاية إلى المطار عبر مروحية قبل أن يغادرا البلاد.
وشهد صباح الخميس أيضا احتجاجات عديدة خارج المدارس، حيث اجتمع الطلاب وأولياء الأمور للتظاهر.
وأسفرت مظاهرات الخميس عن اعتقال 22 شخصا في أنحاء البلاد حتى ساعات بعد الظهر، 15 منهم في تل أبيب.
في أحد مقاطع الفيديو من تل أبيب، شوهد عناصر الشرطة وهم يمسكون متظاهرا بوضعية خنق ويطرحونه أرضا بينما يحيط بهم آخرون وهم يهتفون “عار!” ولم يتضح سبب الواقعة.

وقالت الممثلة ألونا ساعر، التي شهدت الصراع بين الشرطيين والمتظاهرين، لأخبار “كان” إنها أصيبت خلال الصدامات.
وقالت ساعر، ابنة عضو الكنيست ووزير العدل السابق غدعون ساعر، عن تعامل الشرطي مع المتظاهر: “لقد خنقه حقا… لا أريد أن أعيش في دكتاتورية. لا أريد أن أعيش في إيران بحق الجحيم”.
ونشر النائب تغريدة قال فيها إنه فخور بابنته، ودعا المتظاهرين والشرطة إلى التذكر بأنهم “جميعا أخوة”.
בן גביר: לא נאפשר את חסימת איילון
אנחנו: pic.twitter.com/sR2qQ2JtuC— Roee Neuman????️⚧️????????????️???? (@NeumanRoee) March 9, 2023
وشهد اليوم مسيرات وإضرابات مؤقتة في أماكن العمل وإغلاق طرق رئيسية وتعطيل خدمات القطارات ومظاهرات خارج منازل كبار المسؤولين الحكوميين.
في فترة ما بعد الظهر، مُنع عضو الكنيست سيمحا روتمان، رئيس لجنة الدستور والقانون والقضاء في الكنيست وأحد أهم مهندسي خطط الإصلاح القضائي، من المشاركة في لقاء مع محامين في تل أبيب.
كان من المقرر أن يحضر روتمان إلى جانب عضو الكنيست المعارض غلعاد كاريف (حزب العمل)، ولكن بسبب عدد المتظاهرين خارج مكتب نقابة المحامين في وسط تل أبيب، طلبت الشرطة من عضو الكنيست عدم الحضور. بدلا من ذلك، اضطر روتمان للمشاركة في الحدث عبر تطبيق “زوم”.

بدأت فعاليات يوم الخميس بمسيرات نظمها أولياء أمور وأطفال، والتي انطلقت من المدارس ووصلت إلى نقاط التقاء مركزية في جميع أنحاء البلاد.
أخبرت غوني البالغة من العمر ثلاثة عشر عاما والدها أنها تريد الحضور إلى المظاهرة، وهي واحدة من عدة مظاهرات حضرتها في الأسابيع القليلة الماضية للاحتجاج على الإصلاح القضائي الذي تعتزم الحكومة تنفيذه.
وقالت طالبة الإعدادية “هذا مستقبلي”.
وأكدت غوني على أن سياسات الحكومة التي يتم اتخاذها بسرعة البرق وإضعاف إمكانية اللجوء للقضاء ضد البعض من هذه السياسات يثير قلقها، في حين سمح والدها عيران (51 عاما) للفتاة بالتغيب عن المدرسة للمشاركة في المظاهرات.

قالت غوني: “هذا الإصلاح يمسني مباشرة”، مضيفة أنها قلقة للغاية بشأن حقوق المرأة والاقتصاد.
وقالت الشرطة أنه تم إغلاق عدد من الطرق الرئيسية والتقاطعات، خاصة في وسط البلاد وفي تل أبيب.
كما منع المتظاهرون حركة المرور البحرية في ميناء حيفا، قائلين “في ظل نظام ديكتاتوري، البحر مغلق”.
وقالت حركة “الإخوة في السلاح” الاحتجاجية: “على مدى عقود، كنا نبحر ليل نهار ونحرس شريان الحياة الرئيسي لدولة إسرائيل”.

وقالت الحركة “نحن جنود الاحتياط في قوارب الصواريخ وقوارب الدوريات وأطقم الغواصات والمغاوير البحرية … نعمل حتى الآن على إبقاء الحدود البحرية لدولة إسرائيل والممرات الملاحية مفتوحة”.
“اخترنا تعطيل العمليات في ميناء حيفا لندعو الحكومة الإسرائيلية بصوت واضح لوقف الرحلة غير المنضبطة التي ستؤدي إلى غرق دولة إسرائيل”.
وشارك في الاحتجاج عدد من كبار ضباط البحرية السابقين.
في القدس، وضع النشطاء أكياس رمل وأسلاك شائكة عند مدخل مكاتب “منتدى كوهيلت”، وهو مركز أبحاث محافظ منخرط بعمق في خطة الحكومة المثيرة للجدل لإصلاح النظام القضائي.

وقالت الشرطة أنه تم اعتقال ستة أفراد للتحقيق معهم فيما يتعلق بالحادثة التي نفذتها مجموعة مرتبطة بجنود الاحتياط المعارضين لخطة الإصلاح.
كما اندلعت اشتباكات في القدس بين الشرطة والمتظاهرين.

وتم نشر تفاصيل أحداث الاحتجاج في موقع مخصص وخريطة على الإنترنت، حيث وعد المنظمون بـ”العديد من المفاجآت”، مما يشير إلى وجود المزيد من الإجراءات المخطط لها والتي لم يتم الإعلان عنها علنا.
وقال المنظمون في بيان إنه “واجب مدني أن نقاوم الديكتاتورية وهذه هي الطريقة الوحيدة لإعادة إسرائيل إلى طريق الديمقراطية. هذه معركة كبيرة من أجل استقلال المواطنين الإسرائيليين ضد الاستبداد الذي سيدمر ما بنيناه هنا لأكثر من 70 عاما. ندعو الجمهور بأكمله للمشاركة في الاحتجاجات”.
وانطلقت مظاهرة كبيرة في تل أبيب من ميدان “هابيما”، حيث وقّع المتظاهرون على نسخة من وثيقة الاستقلال الإسرائيلية. بالإضافة إلى ذلك، نُظمت مظاهرات لعاملين في قطاع التكنولوجيا الفائقة (الهايتك) في 15 موقعا في جميع أنحاء البلاد.
قبل المظاهرات، قال بن غفير إنه أمر الشرطة بضمان حرية التعبير، “لكن مطار بن غوريون وطرق النقل الرئيسية خارج الحدود”.

وأضاف “لن نسمح بالفوضى”. وأصدر بن غفير تعليمات للشرطة باستخدام القوة ضد المتظاهرين الذين يغلقون الطرق، والذين نعتهم هو وأعضاء آخرون في الحكومة بأنهم “أناركيون”.
ودعا زعيم حزب “الوحدة الوطنية” بيني غانتس النائبة العامة غالي بهاراف-ميارا إلى منع بن غفير من دخول مركز قيادة الشرطة خلال مظاهرات اليوم بدعوى أن الوزير يعطي أوامر غير مقبولة لأفراد الشرطة. ورد الوزير على هذه الدعوة بالقول “سأجلس هناك متى أردت”.
ولقد أثرت على جدول زيارة وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن إلى إسرائيل. وكان من المقرر في البداية أن يصل أوستن إلى إسرائيل في وقت لاحق يوم الأربعاء. لكن بدلا من ذلك، وصل الوزير يوم الخميس والتقى بنتنياهو ووزير الدفاع يوآف غالانت في مقر الصناعات الجوية الإسرائيلية المتاخم للمطار.

وفي حديثه في مؤتمر صحفي بعد لقاء غالانت، قال أوستن إن العلاقة بين الولايات المتحدة وإسرائيل “متجذرة في القيم المشتركة للديمقراطية والحرية وسيادة القانون”.
وقال أوستن إن إسرائيل والولايات المتحدة “مبنيتان على مؤسسات قوية، وضوابط وتوازنات، وقضاء قوي”.
وأضاف أن “نظام قضائي مستقل هو جزء مهم من الديمقراطية. لا بد من تحقيق اجماع واسع على التغييرات الجوهرية في النظام القضائي حتى تبقى مستدامة”.
بالإضافة إلى ذلك، تم إلغاء مراسم كان من المقرر أن يستلم فيها رئيس الدولة يتسحاق هرتسوغ أوراق اعتماد عدد من السفراء الجدد. وكان من المقرر أن يتم إجراء الحدث في مقر إقامة الرئيس في القدس، موقع عدد من الاحتجاجات.
قال منتقدو الإصلاح القضائي المثير للانقسام الذي تقترحه الحكومة إن مقترحات الائتلاف ستضعف الطابع الديمقراطي لإسرائيل، وتزيل عنصرا رئيسيا من ضوابطها وتوازناتها، وتترك الأقليات دون حماية، في وصفه المؤيدون بأنه إصلاح مطلوب بشدة لكبح محكمة ناشطة.
وتعرضت القوة لانتقادات بسبب معاملتها الخشنة مع المتظاهرين، بما في ذلك الضابط الذي ألقى قنبلة صوتية على حشد من الناس. تم فتح تحقيق في سلوك الضابط، لكن يوم الخميس شوهد وهو يراقب الاحتجاجات في تل أبيب.
في الأسبوع الماضي، نظم المتظاهرون “يوم تشويش” في جميع أنحاء البلاد والذي شهد مظاهرة كبيرة في تل أبيب أغلق المتظاهرون خلالها تقاطعا رئيسيا في المدينة. واستخدمت الشرطة الخيالة وخراطيم المياه وقنابل الصوت لتفريقهم. وتعرضت القوة لانتقادات بسبب المعاملة القاسية للمتظاهرين، بما في ذلك الضابط الذي ألقى قنبلة صوتية على حشد من الناس. وتم فتح تحقيق في سلوك الضابط.