إسرائيل في حالة حرب - اليوم 343

بحث

متظاهرون مناهضون للحكومة ينظمون مظاهرات صامتة في تل أبيب والقدس في أعقاب هجومين

الوقوف دقيقة صمت في تل أبيب على أرواح الضحايا السبعة لهجوم إطلاق النار الذي وقع في القدس مع تظاهر عشرات الآلاف ضد خطة الإصلاح القضائي؛ تنظيم مظاهرة ومسيرة في العاصمة أيضا

إسرائيليون يحتجون على التغييرات المقترحة في النظام القانوني، في تل أبيب، 28 يناير، 2023. (Tomer Neuberg / Flash90)
إسرائيليون يحتجون على التغييرات المقترحة في النظام القانوني، في تل أبيب، 28 يناير، 2023. (Tomer Neuberg / Flash90)

ليوم السبت الرابع على التوالي، احتشد متظاهرون مناهضون للحكومة في تل أبيب للاحتجاج على خطة الإصلاح القضائي بعيدة المدى التي تعتزم الحكومة الجديدة تمريرها. ومع ذلك، كانت الأجواء أكثر هدوءا مما كانت عليه في الأسابيع الماضية في أعقاب مقتل سبعة أشخاص في هجوم إطلاق نار وقع في القدس يوم الجمعة وهجوم آخر شهدته المدينة في وقت سابق يوم السبت.

نُظمت المظاهرات في شارع “كابلان” وفي ميدان “هابيما” بتل أبيب، في حين نُظمت بالتزامن مظاهرات في القدس وحيفا وبئر السبع ومدن أخرى أصغر.

وشارك عشرات آلاف الأشخاص في المظاهرات، إلا أن التقديرات بشأن عدد المتظاهرين كانت متفاوتة. وذكرت صحيفة “هآرتس” أن أكثر من 60 ألف شخص شاركوا في المظاهرات التي نُظمت في جميع أنحاء البلاد، وهو أقل بكثير من الـ 100 ألف الذين شاركوا في المظاهرات في الأسبوع الماضي.

وبدا المتظاهرون بالاحتشاد أسبوعيا بعد أن كشف وزير العدل ياريف ليفين النقاب عن خطته المثيرة للجدل لإصلاح النظام القضائي والتي من شأنها الحد بشكل جذري من صلاحية محكمة العدل العليا في إلغاء تشريعات وقرارات للحكومة تعتبرها تمييزية و/أو غير ديمقراطية، وتمنح الحكومة السلطة على اختيار القضاة، وتلغي دور المستشارين الحكوميين للوزارات المعينين من قبل النائب العام.

بدأت مظاهرة السبت بالوقوف دقيقة صمت في أعقاب الهجوم الدامي الذي وقع في حي نيفيه يعكوف بالقدس، والذي أسفر عن مقتل سبعة أشخاص وإصابة ثلاثة آخرين على الأقل. وأصيب شخصان في هجوم إطلاق نار منفصل وقع بالقرب من البلدة القديمة في القدس يوم السبت.

قال المنظمون إنهم نظروا فيما إذا كان من اللائق تنظيم الاحتجاجات في أعقاب الهجومين، لكنهم قرروا المضي قدما في تنظيم المظاهرات لأن الإئتلاف أوضح أن لجنة الدستور والقانون والقضاء في الكنيست ستواصل مناقشاتها حول تشريع الإصلاح القضائي خلال الأسبوع المقبل، بهدف تمريره بسرعة ليصبح قانونا.

في تغيير عن الأسبوع الماضي، كان دق الطبول المستمر والهتافات من مكبر الصوت هما الموسيقى الوحيدة في شارع كابلان، بعد أن ألغى منظمو الاحتجاجات عناصر تبدو أكثر احتفالية في أعقاب الهجوم.

واختار زعيم المعارضة يائير لبيد، الذي شارك في المظاهرة التي نُظمت في الأسبوع الماضي في تل أبيب، حضور المسيرة في القدس، حيث أضاء شمعة لإحياء ذكرى قتلى الهجوم السبعة.

وقال لبيد في بيان: “أتيت هنا إلى القدس لأعلن للجميع أننا شعب واحد. نحن نقف ضد الارهاب كشعب واحد”.

“على الحكومة أن تختار ما إذا كانت تريد محاربة الإرهاب أو ما إذا كانت تريد محاربة الديمقراطية الإسرائيلية، إذا كانت تريد توحيدنا أو تفريقنا من الداخل”.

زعيم المعارضة يائير لبيد يضيء شمعة تذكارية في مظاهرة مناهضة للحكومة في القدس، 28 يناير، 2023. (Elad Gutman)

كما أرسل لبيد تعازيه إلى عائلات القتلى وأشاد بقوات الأمن التي “تعمل حاليا في الميدان”.

كما بدأت ميراف ميخائيلي، رئيسة حزب “العمل”، المظاهرة في شارع كابلان بإضاءة شمعة على أروح الضحايا.

ولم يحضر وزير الدفاع السابق بيني غانتس، الذي يرأس حزب “الوحدة الوطنية”، أي من المظاهرات على عكس الأسابيع السابقة، وقام بدلا من ذلك بزيارة موقع هجوم الجمعة في نيفيه يعكوف، حيث أضاء هو أيضا شمعة على أرواح القتلى.

وكتب غانتس في تغريدة “في مواجهة الإرهاب، يجب على كل الأمة أن تتحد”.

وألقى وزير دفاع سابق آخر، وهو موشيه يعلون، كلمة أمام حشد المتظاهرين في تل أبيب، مؤكدا على أن التغييرات المقترحة في جهاز القضاء ستجعل البلاد “دكتاتورية” ووصفها بأنها “تهديد وجودي على أمن إسرائيل”.

موشيه يعلون يلقي كلمة في احتجاج على التغييرات المقترحة في النظام القانوني، في تل أبيب، 28 يناير، 2023. (Tomer Neuberg / Flash90)

كما كان من المقرر أن يلقي المفوض العام السابق للشرطة روني الشيخ كلمة في الحدث، لكنه ألغى خطابه في أعقاب الهجومين في نهاية الأسبوع.

عضو الكنيست غلعاد كاريف (العمل) كتبت في تغريدة نشرها من المظاهرة في تل أبيب “صلابة إسرائيل تكمن في قوتها، ولكن بشكل لا يقل أهمية في قوتها الديمقراطية والطابع الجيد لقادتها أيضا”.

وأضاف: “في بحر من الأعلام الإسرائيلية، أضأت شمعة هذا المساء لذكرى ضحايا الهجومين المروعين في القدس. طالما استمر الجري نحو هاوية التشريعات غير الديمقراطية، سنواصل النزول إلى الشوارع.. حتى لو كان ذلك لمجرد الوقوف معا بصمت، لن نتنازل عن مستقبلنا”.

في القدس، خفت حدة الاحتجاجات من أمام مقر رئيس الدولة.

وقال أحد المنظمين: “نحاول ايجاد طريقة للتكريم والاحترام. نحن ممثلين هنا من قبل جميع أطراف الطيف السياسي”.

بعد غناء النشيد الوطني الإسرائيلي “هاتيكفا”، بدا الحشود بالتفرق، وقام المنظمون بنقل المتظاهرين إلى شارع “غزة”، حيث يقيم نتنياهو حاليا في شقة في الوقت الذي يخضع فيه مقر الإقامة الرسمي لرئيس الوزراء لعمليات تجديد.

وهتف المتظاهرون ضد الحكومة “لن نوافق على بلد دون ضمانات قانونية”.

يوم السبت أيضا، احتشد المئات في مدينة نيويورك للاحتجاج على خطة الإصلاح القضائي.

وحمل المتظاهرون في حديقة “واشنطن سكوير” الأعلام الإسرائيلية ولافتات كُتب عليه “ديمقراطية الآن للجميع”، “الفاشية ليست بأمر جيد”.

وخاطب متحدثون الحشد باللغتين العبرية والانجليزية ورددوا هتافات “من النهر إلى البحر، كل الناس يجب أن يكونوا أحرارا”.

وقال أحد المتحدثين للحشد: “نحن هنام لأننا نخشى على الديمقراطية في إسرائيل. نحن بحاجة إلى أن تكون المحكمة العليا مستقلة”.

وقال عومر لوباتون غرانوت: “هناك الكثير من الإسرائيليين والأمريكيين اليهود في نيويورك ونحن نقف تضامنا مع المتظاهرين في إسرائيل، الذين يشعرون بالقلق من الوضع في إسرائيل، والإصلاح القانوني الذي يحاول نتنياهو وحلفاؤه تمريره… نخشى على الديمقراطية ونحاول القيام بدورنا”.

بالإضافة إلى المظاهرة في نيويورك، كان من المقرر تنظيم مظاهرات في بوسطن، وشيكاغو، وميامي، وسياتل، ولوس أنجلس، وتورنتو وفانكوفر.

ساهمت في هذا التقرير كاري كيلر-لين، نعومي لانزكرون، جسيكا ستاينبرغ ولوك تريس

اقرأ المزيد عن