الجيش الإسرائيلي يقتل عن طريق الخطأ 3 رهائن خلال اشتباكات في شمال غزة
الناطق بلسان الجيش الإسرائيلي: الجيش يتحمل المسؤولية عن "الحادث المأساوي"؛ نتنياهو: مأساة لا تطاق؛ غانتس: حزين؛ حماس تطلق صواريخ على القدس وسقوط صاروخ بالقرب من مستشفى في رام الله
قال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي دانييل هغاري إن القوات الإسرائيلية اعتقدت عن طريق الخطأ أن ثلاثة رهائن إسرائيليين يشكلون تهديدا وأطلقت النار عليهم خلال الإشتباكات التي دارت في منطقة الشجاعية شمال غزة هذا الصباح.
وقال هغاري إن الجيش الإسرائيلي يتحمل المسؤولية الكاملة عن “الحادث المأساوي” الذي وقع صباح الجمعة “في منطقة واجه فيها الجنود العديد من الإرهابيين، بما في ذلك الانتحاريين”.
وقال إن الرهائن الثلاث هم يوتام حاييم، الذي اختطفته حماس من كفار عزة، وسامر الطلالقة، الذي اختُطف من نير عام. في وقت لاحق تم الكشف عن اسم الرهينة الثالث وهو ألون شمريز، وهو أيضا من كيبوتس كفار عزة.
ووقع الحادث في الحي الذي شهد بعضا من أعنف المعارك في غزة في الأيام الأخيرة.
وسارع القادة السياسيون إلى التعبير عن صدمتهم من الحادث، لكنهم شددوا على أن الجيش الإسرائيلي سينفذ الدروس المستفادة ويمضي قدما في هجومه – حتى مع زيادة دعوات ذوي الرهائن للسعي إلى وقف جديد لإطلاق النار يمكن أن يؤدي إلى اتفاق لإطلاق سراح أحبائهم.
حاييم (28 عاما) كان عازف درامز في فرقة “بيرسيفور” لموسيقى الهيفي ميتال. المرة الأخيرة التي شوهد فيها كانت في مقطع فيديو صوره في صباح 7 أكتوبر، يظهر فيه نفسه أمام الباب الأمامي لمنزله في كفار عزة، قبل اختطافه إلى غزة.
الطلالقة (22 عاما)، عمل في مفرخ كيبوتس نير عام، حيث كان يقوم عادة بنوبات نهاية الأسبوع، عندما اقتحم المسلحون الكيبوتس.
شمريز (26 عاما)، وهو طالب لهندسة الكمبيوتر، اختُطف من منزله في كيبوتس نير عزة في 7 أكتوبر.
وردا على سؤال حول كيفية تمكن الرهائن من الفرار من أسر حماس، قال هغاري إن الجيش يعتقد أن “الثلاثة فروا أو تركهم الإرهابيون الذين احتجزوهم”.
ولطالما كان يُنظر إلى الشجاعية في شمال غزة على أنها معقل رئيسي لحماس، وموطن لبعض من قوات النخبة التابعة لها وأثقل التحصينات. وكانت المنطقة التي قُتل فيها الرهائن قريبة من موقع معركة دامية يوم الأربعاء قُتل فيها تسعة جنود، من بينهم قائدان كبيران.
ويعتقد الجيش أن قيادة وسيطرة كتيبة الشجاعية التابعة لحماس معطلة إلى حد كبير، وأن الحركة تعمل في المنطقة بطريقة أقل تنظيما، مع فرق أصغر. ووفقا لتقارير في وسائل الإعلام العبرية، يُحظر على المدنيين في غزة دخول منطقة الشجاعية، حيث تستخدم حماس في كثير من الأحيان المدنيين العزل ككشافة.
وتقاتل قوات الجيش الإسرائيلي حماس في قطاع غزة منذ أواخر أكتوبر. اندلعت الحرب بعد هجمات 7 أكتوبر، والتي شهدت اقتحام حوالي 3000 مسلح الحدود إلى إسرائيل من قطاع غزة عن طريق البر والجو والبحر، مما أسفر عن مقتل حوالي 1200 شخص واختطاف أكثر من 240 آخرين.
وردا على الهجوم، تعهدت إسرائيل بالقضاء على حماس، وشنت هجوماً واسع النطاق على غزة. وبحسب وزارة الصحة التي تديرها حماس في غزة فإن أكثر من 18,700 فلسطيني قُتلوا منذ بداية الحرب. ومع ذلك، لا يمكن التحقق من هذه الأرقام بشكل مستقل ويُعتقد أنه يشمل حوالي 7000 من نشطاء حماس والتابعين لها بالإضافة إلى المدنيين الذين قُتلوا بسبب فشل في إطلاق الصواريخ الفلسطينية.
ويعتقد أن 132 رهينة ما زالوا في غزة – وليسوا جميعهم على قيد الحياة – بعد إطلاق سراح 105 اسرائيلي من أسر حماس خلال هدنة استمرت أسبوعا في أواخر نوفمبر. وأكد الجيش الإسرائيلي مقتل 20 من الرهائن الذين ما زالوا محتجزين لدى حماس، مستشهدا بمعلومات استخباراتية جديدة ونتائج حصلت عليها القوات العاملة في غزة.
في بيانه قال هغاري أنه “بعد إطلاق النار، وأثناء المسح والفحص، وردت شكوك على الفور بشأن هوية القتلى، وتم نقل جثثهم بسرعة للفحص في إسرائيل، حيث تم التعرف على الرهائن”.
وقال: “هذا حدث حزين ومؤلم لنا جميعا، والجيش الإسرائيلي يتحمل المسؤولية عن كل ما حدث”.
وأضاف أن الجيش الإسرائيلي بدأ على الفور التحقيق في الحادث. “هذا حدث مأساوي، وقع في منطقة قتال واجهت فيها القوات العديد من الإرهابيين في الأيام الأخيرة واليوم، وخاضت معارك ضارية”.
“تمت مواجهة انتحاريين في بعض الحالات، وكذلك هجمات حاول فيها الإرهابيون جر قواتنا إلى كمين. وبعد وقت قصير من الحادث المأساوي، وقعت مواجهة أخرى مع الإرهابيين بالقرب من مكان الحادث”، كما قال.
وأضاف أن الجيش لا يزال يعمل على “جمع الحقائق وتوضيح تفاصيل الحادث”، ولكن في هذه الأثناء تم نقل بروتوكولات جديدة للتعرف على الرهائن إلى القوات البرية، “للقيام بكل شيء لمنع وقوع حدث مأساوي آخر مثل هذا”.
“يعرب الجيش الإسرائيلي عن حزنه العميق للكارثة ويشارك العائلات في حزنها. فلتتبارك ذكراهم”.
وأعرب الزعماء السياسيون عن حزنهم للحادث لكنهم تعهدوا بالمضي قدما.
سيتم تعلم الدروس
قال رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو: “جنبا إلى جنب مع شعب إسرائيل بأكمله، أحني رأسي بحزن عميق وحداد على سقوط ثلاثة من أبنائنا الأعزاء الذين تم أخذهم كرهائن. هذه مأساة لا تطاق. دولة إسرائيل بأكملها حزينة هذا المساء. قلبي مع العائلات الثكلى في أوقاتها الصعبة”.
“حتى في هذا المساء الصعب، سنضمد جراحنا ونتعلم الدروس اللازمة ونواصل جهودنا القصوى لإعادة جميع الرهائن إلى الوطن بأمان”.
وكتب الوزير في كابينت الحرب بيني غانتس على منصة “اكس” أنه “حزين” بسبب الحادث المأساوي: “قلبي مع جميع عائلات الرهائن، وكذلك الجنود المتواجدين في عمق (غزة) ويقومون بمهمة معقدة ومهمة، لم نشهد مثلها منذ إقامة الدولة”.
وأضاف: “مسؤوليتنا هي الانتصار في هذه الحرب، وجزء من هذا النصر سيكون إعادة الرهائن إلى الوطن. سنفعل كل ما في وسعنا لإعادتهم أحياء”.
كما أعرب وزير الدفاع يوآف غالانت عن حزنه.
وقال: “هذا حادث مؤلم لكل إسرائيلي. يجب أن نبقى صامدين ونواصل العمل من أجل الرهائن ومن أجل مواطنينا وجنودنا. لقد تحدثت هذا المساء مع رئيس هيئة الأركان حول تفاصيل هذا الحادث المأساوي من أجل تعلم الدروس على الفور”.
وأعرب رئيس بلدية رهط، حيث أقام الطلالقة، عن حزنه على مقتل الرهائن الثلاث بالخطأ.
وقال عطا أبو مديغم لإذاعة الجيش: “يا لها من أخبار مريرة: بدو ويهود تم احتجازهم كرهائن، ونجحوا بالفرار معا في محاولة لمواصلة حياتهم – وانتهت حياتهم معا في هذا الحدث المأساوي للغاية”.
ووصف المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي، جون كيربي، الحادثة بأنها “مفجعة” و”مأساوية”.
وقال: “أعتقد أن الإسرائيليين سينظرون في الحادثة بالتأكيد، وأنا واثق من أنهم سيقومون بالتحليل الجنائي لمعرفة كيف حدث ذلك. هذه بالتأكيد هي الطريقة التي سنتعامل بها نحن مع موقف مثل هذا.
ورفض كيربي طلبا لإصدار أحكام.
وقال: “نحن حزينون مع العائلات التي تتلقى أسوأ الأخبار الممكنة التي يمكن أن تتلقاها أي أسرة، وأعتقد أننا بحاجة إلى وضع العائلات في الاعتبار قبل كل شيء”، مضيفا أن فريق الأمن القومي في البيت الأبيض أطلع الرئيس جو بايدن على الحادثة.
صواريخ على القدس
قبل ساعات، تم اعتراض عدة صواريخ تم إطلاقها من غزة في منطقة القدس وبيت شيمش، في أول وابل من الصواريخ على العاصمة منذ أكثر من شهر.
وأفاد شهود عيان بحدوث ثلاث اعتراضات على الأقل من قبل نظام الدفاع الصاروخي “القبة الحديدية”، في حين أشارت تقارير لاحقة إلى ما مجموعه ستة اعتراضات.
وقالت نجمة داوود الحمراء إن صاروخا سقط في أرض مفتوحة في منطقة بيت شيمش، حيث لحقت أضرار بحظائر دجاج. كما أصابت الشظايا المتساقطة سلك توتر عالي.
أعلن الجناح العسكري لحركة حماس مسؤوليته عن القصف، في حين تم تداول لقطات فيديو على وسائل التواصل الاجتماعي تظهر على ما يبدو أحد الصواريخ يسقط بالقرب من مستشفى في مدينة رام الله الفلسطينية بالضفة الغربية، شمال القدس.
A rocket fired from Gaza landed near a Ramallah hospital. Terrorists don't care who they kill. pic.twitter.com/6INn4KdTjd
— Aviva Klompas (@AvivaKlompas) December 15, 2023
في وقت سابق من يوم الجمعة، أعلن الجيش الإسرائيلي أن القوات العاملة في غزة عثرت على جثتي جنديين ومدني رهينة تم أسرهم من قبل مسلحي حماس في 7 أكتوبر. كما أعلن الجيش عن مقتل ثلاثة جنود آخرين مع استمرار القتال العنيف في القطاع، مما يرفع عدد القتلى من الجنود في الهجوم البري ضد حماس إلى 119.
وفي زيارة لقواته في غزة، قال رئيس هيئة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية اللواء أهارون حاليفا إن إسرائيل “يجب أن تستمر في الضغط على العدو، ومواصلة قتل العدو، ومواصلة تدمير العدو. الحملة لها مسارح متعددة وأمامها أشهر”.
أثناء وجوده في الميدان، أجرى حاليفا تقييما للعمليات مع العديد من كبار الضباط في الميدان، بما في ذلك قادة الفرق والألوية.
وقال لكبار المسؤولين: “إن آلة المناورة [العسكرية]، بأجزائها المتعددة – سلاح الجو، الذي يقوم بعمل لا يصدق، وسلاح البحرية، والاستخبارات – هي آلية عسكرية مرعبة”.