إسرائيل في حالة حرب - اليوم 471

بحث

المبعوث الأميركي يؤكد بدء انسحاب إسرائيل من بلدة أساسية ثانية في جنوب لبنان

قال هوكستين أنه بينما ربما لم يتم الاتفاق "بالسرعة التي أرادها البعض"، لكنه لا يزال "على المسار الصحيح"، مع استمرار انتشار الجيش اللبناني في الجنوب لتولي السيطرة من الجيش الإسرائيلي

المبعوث الأمريكي الخاص آموس هوكستين (يسار) يلتقي رئيس البرلمان اللبناني نبيه بري، في بيروت في 6 يناير 2025. (AFP)
المبعوث الأمريكي الخاص آموس هوكستين (يسار) يلتقي رئيس البرلمان اللبناني نبيه بري، في بيروت في 6 يناير 2025. (AFP)

أعلن المبعوث الأميركي الخاص آموس هوكستين من بيروت الإثنين أن القوات الإسرائيلية بدأت الانسحاب من بلدة ثانية أساسية في جنوب لبنان، مبديا ثقته بأن “كل الأطراف” ستلتزم باتفاق وقف إطلاق النار بين حزب الله والدولة العبرية، والذي بدأ سريانه قبل أكثر من شهر وسط اتهامات بخروق متبادلة.

وأوضح هوكستين أن الجيش الإسرائيلي بدأ الانسحاب من بلدة الناقورة الساحلية في أقصى جنوب لبنان، والمحاذية للحدود مع إسرائيل. وهذه ثاني بلدة كبيرة تنسحب منها إسرائيل بعد الخيام الواقعة الى الشرق.

وكانت قوة الأمم المتحدة الموقتة (يونيفيل) ورئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي طالبا في نهاية الشهر الماضي، بتسريع الانسحاب الإسرائيلي بموجب اتفاق وقف إطلاق النار الذي دخل حيز التنفيذ في 27 نوفمبر.

وقال هوكستين للصحافيين إن “الجيش الإسرائيلي بدأ الانسحاب من الناقورة… وعاد إلى داخل إسرائيل اليوم، جنوب الخط الأزرق”، في إشارة إلى الخط الذي رسمته الأمم المتحدة بين لبنان وإسرائيل.

وأضاف بعد لقائه رئيس البرلمان نبيه بري، وهو حليف وثيق لحزب الله، “ستستمر هذه الانسحابات إلى أن تخرج كل القوات الإسرائيلية من لبنان بشكل كامل، مع استمرار انتشار الجيش اللبناني في الجنوب وصولا إلى الخط الأزرق”.

وتوقع هوكستين أن تلتزم “كل الأطراف” بالاتفاق الذي تمّ التوصل إليه بوساطة أميركية قادها هو شخصيا، رغم تواصل الاتهامات بخرقه منذ بدء تطبيقه.

وقال بعد لقائه ميقاتي “ليس لدي أي سبب يمنعني من توقع أن تبقى كل الأطراف، كل الأطراف، ملتزمة بتنفيذ الاتفاق الذي وافقت عليه”.

“على المسار الصحيح”

وبموجب اتفاق وقف النار، يتوجب على الجيش الإسرائيلي سحب قواته خلال 60 يوما من جنوب لبنان، على أن يترافق ذلك مع تعزيز انتشار الجيش اللبناني وقوة الأمم المتحدة (يونيفيل).

كما يتوجّب على حزب الله سحب عناصره وتجهيزاته والتراجع الى شمال نهر الليطاني الذي يبعد نحو 30 كيلومترا عن الحدود، وأن يقوم بتفكيك أي بنية تحتية عسكرية متبقية في الجنوب.

وقال الجيش اللبناني إنّ وحداته “تمركزت حول بلدة الناقورة – صور وبدأت الانتشار فيها بالتنسيق مع قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان”، والتي يقع مقر قيادتها في الناقورة.

وأوضح بيان الجيش أنّ الانتشار جاء “بالتزامن مع انعقاد اجتماع اللجنة الخماسية للإشراف على اتفاق وقف إطلاق النار في رأس الناقور” بحضور هوكستين و”بموازاة انسحاب العدو الإسرائيلي من البلدة”.

وأضاف “ستُجري الوحدات المختصة مسحا هندسيا للبلدة بهدف إزالة الذخائر غير المنفجرة”، داعيا السكان إلى “عدم الاقتراب من المنطقة”.

وأرسى الاتفاق لجنة مراقبة تضم ممثلين للبنان وإسرائيل والولايات المتحدة وفرنسا واليونيفيل، مهمّتها التأكد من تطبيق بنوده والتعامل مع أي خروق.

وقال هوكستين إنّه ترأس الاجتماع الثالث للجنة الإثنين بالاشتراك مع الجنرال الأميركي جاسبر جيفيرز، مشيرا إلى أنّ “الآلية تعمل بشكل جيد”.

وأضاف أنّه على الرغم من أنّ تنفيذ وقف إطلاق النار ربما لم يتم “بالسرعة التي أرادها البعض… إلا أنّ ما سمعته في الناقورة اليوم يمنحني شعورا بأنّنا على المسار الصحيح”.

وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي المقدم ناداف شوشاني إن انسحاب إسرائيل من البلدات اللبنانية كان أبطأ مما كان متوقعا بسبب عدم جاهزية قوات الجيش اللبناني لتولي السيطرة.

“توافق سياسي”

كان وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس اتهم حزب الله الأحد بعدم الانسحاب إلى “أبعد من نهر الليطاني” وبعدم تنفيذ بنود أخرى يتضمّنها الاتفاق.

وفي 11 ديسمبر، أعلن الجيش اللبناني أنّ وحداته انتشرت حول بلدة الخيام البعيدة خمسة كيلومترات من الحدود بالتنسيق مع اليونيفيل، بعد انسحاب القوات الإسرائيلية.

وقالت القيادة المركزية الأميركية (سنتكوم) في حينه إنّ هذا “أول انسحاب تنفذه القوات الإسرائيلية”، مشيرة إلى “حلول القوات المسلّحة اللبنانية محلّها في الخيام في إطار اتفاق” وقف إطلاق النار.

وخلال زيارته الى لبنان الإثنين، وهي الأولى منذ سريان الهدنة، دعا هوكستين إلى “توافق سياسي”، قبل أيام من موعد محدد لجلسة انتخاب رئيس للجمهورية.

ودُعي البرلمان الى جلسة في التاسع من يناير لانتخاب رئيس للجمهورية، وهو منصب يبقى شاغرا منذ عامين في ظل خلافات بين حزب الله وخصومه.

قائد الجيش اللبناني جوزيف عون (يمين) يلتقي المبعوث الأميركي الخاص آموس هوكستين في مكتبه في اليرزة، شرقي بيروت في 6 يناير 2025. (Lebanese Army Press Office / AFP)

وقال هوكستين: “هذه أوقات بالغة الأهمية بالنسبة للبنان… ليس فقط لتطبيق هذا الاتفاق (وقف إطلاق النار)، بل للتوصل إلى توافق سياسي والتركيز على لبنان من أجل الشعب اللبناني”.

إلى ذلك، أفاد الجيش اللبناني بأنّ هوكستين وجيفرز التقيا قائده جوزاف عون وناقشا معه وقف إطلاق النار.

وطُرح اسم عون كمرشح محتمل للرئاسة.

وفي يوم الاثنين أيضا، زار أفيغدور ليبرمان رئيس حزب “إسرائيل بيتنا” المعارض بلدة المطلة على الحدود الشمالية، حيث دعا إلى إنشاء منطقة عازلة في جنوب لبنان، معتبرا أن “أي خطوة أخرى هي بمثابة ضمادة على جرح نازف”.

وقال ليبرمان إن اتفاق وقف إطلاق النار الذي تطبقه إسرائيل حاليا في لبنان “يعرض سكان الشمال للخطر”، مشيرا إلى أن “الجيش اللبناني لا يسيطر على المنطقة الواقعة بين نهر الليطاني والحدود الإسرائيلية وليس لديه أي نية لنزع سلاح حزب الله”.

رئيس حزب “إسرائيل بيتنا” أفيغدور ليبرمان يزور المطلة في 6 يناير 2025 (Image courtesy of spokesperson for Liberman)

وأكد أن “حزب الله في الواقع يعزز قوته مجددا، ويعيد قواته إلى خط التماس، وينتج صواريخ داخل لبنان ويواصل تهريب الأسلحة”، وأضاف أن المنطقة العازلها وحدها يمكنها “منع إطلاق الصواريخ المضادة للدبابات والأنفاق”.

وقال ليبرمان: “إن حزب الله سيستمر في النمو بقوة، وسيستمر مواطنو إسرائيل في العيش تحت التهديد المستمر. لقد حان الوقت للعمل وليس الكلام”.

وحذر وزير الدفاع الإسرائيلي كاتس الأحد من أن إسرائيل “ستضطر للتحرك” إذا لم ينسحب حزب الله من جنوب لبنان كما هو منصوص عليه في اتفاق وقف إطلاق النار.

وقال مسؤول إسرائيلي لصحيفة تايمز أوف إسرائيل الأحد إن إسرائيل أشارت مؤخرا إلى أنها قد تبقى في لبنان بعد انتهاء وقف إطلاق النار الأولي الذي يستمر 60 يوما للضغط على الجيش اللبناني للوفاء بالتزاماته قبل انتهاء الفترة.

وأوضح المسؤول أن إسرائيل تفضل أن ينتشر الجيش اللبناني في أنحاء جنوب لبنان وضمان انسحاب حزب الله بشكل كامل من المنطقة.

رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية نجيب ميقاتي (الثاني من اليمين)، وقائد الجيش اللبناني العماد جوزيف عون (إلى يساره)، واللواء أرولدو لازارو، رئيس بعثة وقائد قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (اليونيفيل) (يمين) يزورون قرية الخيام في جنوب لبنان في 23 ديسمبر 2024، بعد انسحاب القوات الإسرائيلية من المنطقة بموجب اتفاق وقف إطلاق النار مع حزب الله. (AFP)

وفي غضون ذلك، واصل الجيش الإسرائيلي شد غارات ضد عناصر حزب الله والبنية التحتية التابعة للحزب في جنوب لبنان. ونفى الجيش انتهاك شروط الاتفاق، قائلاً إن الضربات استهدفت انتهاكات حزب الله.

وفي كلمة ألقاها يوم السبت، هدد الأمين العام الجديد لحزب الله نعيم قاسم بأن صبر الحزب “قد ينفد” إزاء السلوك الإسرائيلي حتى قبل نهاية مهلة الانسحاب البالغة 60 يوما.

اندلعت الحرب في لبنان عندما بدأ حزب الله في إطلاق النار على إسرائيل بشكل يومي تقريبا في 8 أكتوبر 2023، بعد يوم من اقتحام حركة حماس لجنوب إسرائيل في هجوم أسفر عن مقتل نحو 1200 شخص واحتجاز 251 رهينة، وأشعل فتيل الحرب في غزة.

وصعدت إسرائيل حملتها ضد الحزب اللبناني في سبتمبر 2024، وقصت على قيادته ومعظم قدراته، من أجل وقف إطلاق الصواريخ المستمر الذي أدى إلى نزوح نحو 60 ألف شخص من سكان الشمال.

اقرأ المزيد عن