المبعوث الأمريكي يتحدث خلال زيارة إلى إسرائيل عن تقدم في المحادثات لإبعاد حزب الله عن الحدود
عاموس هوكستين يلتقي مع غالانت في تل أبيب وسط جهود دبلوماسية مكوكية للتوصل إلى اتفاق ونزع فتيل التوترات المتصاعدة على الحدود الشمالية لإسرائيل
زار المبعوث الأمريكي الخاص عاموس هوكستين إسرائيل في نهاية هذا الأسبوع لإجراء محادثات مع مسؤولين إسرائيليين حول وضع إطار لدفع منظمة حزب الله اللبنانية المدعومة من إيران بعيدا عن الحدود الشمالية لإسرائيل وسط توترات متصاعدة وتبادل يومي لإطلاق النار.
هوكستين، الذي كان منخرطا بشكل كبير في رعاية المحادثات التي بلغت ذروتها بترسيم إسرائيل ولبنان للحدود البحرية في عام 2022، يبذل جهودا دبلوماسية مكوكية متنقلا بين إسرائيل ولبنان منذ الشهر الماضي في محاولة لمنع تصعيد الصراع.
والتقى هوكستين بوزير الدفاع يوآف غالانت في تل أبيب لإجراء مناقشات يوم السبت. وذكرت القناة 12 أن المبعوث الأمريكي نقل “إشارات” بشأن حل دبلوماسي محتمل، والذي سيشمل انسحاب حزب الله من الحدود. ولم يكن هناك تأكيد رسمي لهذا للتقرير.
وبحسب التقرير، فإن كبار المسؤولين الإسرائيليين يشعرون بالتفاؤل بشأن اتفاق محتمل للمرة الأولى منذ بدء الحرب قبل خمسة أشهر تقريبا.
وذكرت وسائل الإعلام العبرية يوم السبت أن الاقتراح الذي تم التوصل إليه بوساطة أمريكية يتضمن ثلاث مراحل: أولا، اتفاق مؤقت يتضمن انسحاب قوات حزب الله من مسافة 8 كيلومترات إلى 10 كيلومترات من المناطق القريبة من الحدود مع إسرائيل؛ ثانيا، زيادة انتشار قوات الأمم المتحدة والجيش اللبناني في المنطقة؛ وثالثا، عودة السكان الذين تم إجلاؤهم إلى منازلهم في شمال إسرائيل وجنوب لبنان. وسيتضمن الإطار أيضا محادثات حول ترسيم الحدود البرية الفعلية بين إسرائيل ولبنان والحوافز المحتملة بقيادة الولايات المتحدة لحث بيروت على الموافقة على اتفاق.
ولم تتفق إسرائيل ولبنان قط على حدود برية، بعد الانسحاب الإسرائيلي من جنوب لبنان عام 2000، والتزمتا بدلا من ذلك بـ”الخط الأزرق” لوقف إطلاق النار الذي فرضته الأمم المتحدة.
وذكرت القناة 12 يوم السبت أن إسرائيل قبلت مبدئيا الإطار، في انتظار التطورات بشأن اتفاق منفصل توسطت فيه قطر ومصر لهدنة في غزة وإطلاق سراح الرهائن الذين تحتجزهم حماس في القطاع.
منذ 8 أكتوبر، قامت القوات التي يقودها حزب الله بمهاجمة البلدات الإسرائيلية والمواقع العسكرية على طول الحدود بشكل شبه يومي، بعد يوم من قيام حركة حماس بهجوم 7 أكتوبر، والذي أسفر عن مقتل 1200 شخص واختطاف 253 آخرين. ويقول حزب الله إن هجماته تهدف إلى دعم غزة وسط الحرب التي أشعل فتيلها هجوم حماس.
وبينما شنت إسرائيل حملة عسكرية، شملت توغلا بريا، لتدمير حماس، وإبعادها عن السلطة في غزة، وإطلاق سراح الرهائن، سارعت أيضا إلى إرسال قواتها إلى الشمال وأجلت نحو 80 ألفا من سكان الشمال كإجراء احترازي.
وقد هدد المسؤولون الإسرائيليون مرارا بشن حرب في لبنان بعد انتهاء الحملة العسكرية للقضاء على حماس في غزة، وذلك بهدف إبعاد حزب الله عن الحدود وفقا لقرار مجلس الأمن الدولي 1701، الذي انهى حرب لبنان الثانية في عام 2006. وقد حذروا بشكل متزايد من أنه إذا لم يدفع المجتمع الدولي حزب الله – الملتزم، مثل حماس، بتدمير إسرائيل – بعيدا عن الحدود من خلال الوسائل الدبلوماسية، فإن إسرائيل سوف تتخذ الإجراءات اللازمة.
في بيان حول اجتماعه بهوكستين، قال مكتب غالانت إن وزير الدفاع يشكر هوكستين على جهوده وأعاد التأكيد على أن إسرائيل “ملتزمة لمواطنيها” و”على استعداد لحل الأزمة من خلال التفاهمات الدبلوماسية”.
وحذر غالانت قائلا: “ومع ذلك، نحن أيضا مستعدون لأي سيناريو آخر”.
يوم الجمعة، أكد وزير الدفاع أن التوقف المحتمل للحرب بين إسرائيل وحماس في غزة لن ينطبق بالضرورة على الأعمال العدائية المستمرة مع حزب الله.
وقال غالانت: “إذا كان حزب الله يعتقد أنه عندما يكون هناك توقف في القتال في الجنوب، فسوف نوقف إطلاق النار عليه، فهو مخطئ للغاية”.
وأضاف: “حتى الوصول إلى وضع يكون فيه من الممكن استعادة الأمن لسكان الشمال، لن نتوقف. سواء توصلنا إلى ذلك عبر ترتيب [دبلوماسي] أو بوسائل عسكرية، سوف [نستعيد] الهدوء”.
وفي رحلته إلى إسرائيل في نهاية هذا الأسبوع، التقى هوكستين يوم السبت أيضا برئيس الوزراء بنيامين نتنياهو والرئيس يتسحاق هرتسوغ والوزير في كابينت الحرب بيني غانتس.
وفقا لموقع “واينت”، أعرب غانتس أيضا لهوكستين عن تقديره لعمل المبعوث الخاص ودور الولايات المتحدة في مواجهة التحديات في المنطقة، وعلى رأسها إيران. وقال غانتس لهوكستين إن دولة لبنان مسؤولة عن الهجمات التي تنطلق من أراضيها، وحذر من أن إسرائيل لن تتردد في العمل لإزالة حزب الله باعتباره تهديدا إذا لم يتم إبعاده عن “الخط الأزرق”.
وتم إرسال هوكستين لأول مرة إلى المنطقة الشهر الماضي لمحاولة تهدئة التوترات والتوصل إلى اتفاق. والتقى بمسؤولين لبنانيين وإسرائيليين وقال إن البلدين “يفضلان” التوصل إلى اتفاق دبلوماسي لإنهاء الأعمال العدائية.
وبعد أسابيع قليلة من زيارته، قال مسؤولون لبنانيون إن حزب الله رفض اقتراح واشنطن الأولي بوقف الاشتباكات مع إسرائيل، لكنهم قالوا إنه يظل منفتحا على الدبلوماسية الأمريكية لتجنب حرب مدمرة.
وقال مسؤولون لبنانيون أنه تم في ذلك الوقت إرسال اقتراح إلى حزب الله بأن يتحرك مقاتلوه على بعد سبعة كيلومترات من الحدود، وهذا من شأنه أن يجعل المقاتلين على مسافة أقرب بكثير من مطلب إسرائيل العلني بالانسحاب لمسافة 30 كيلومترا إلى نهر الليطاني، كما هو منصوص عليه في قرار الأمم المتحدة لعام 2006.
وقال المسؤولون إن حزب الله رفض الفكرتين ووصفهما بأنهما غير واقعيتين. ولطالما استبعدت المنظمة التخلي عن أسلحتها أو سحب مقاتليها، الذين ينحدر الكثير منهم من المنطقة الحدودية ويندمجون في المجتمع عندما لا تكون هناك أعمال عدائية.
حتى الآن، أسفرت المناوشات على الحدود عن مقتل ستة مدنيين على الجانب الإسرائيلي، بالإضافة إلى مقتل تسعة جنود إسرائيليين. كما وقعت عدة هجمات من سوريا دون وقوع إصابات.
وأعلن حزب الله أسماء 179 من أعضائه الذين قُتلوا في المناوشات المستمرة، معظمهم في لبنان وبعضهم في سوريا أيضا. كما قُتل 20 عنصرا إضافيا من الجماعات المسلحة الأخرى في لبنان، وجندي لبناني، بالإضافة إلى 19 مدنيا، ثلاثة منهم صحفيين.
يوم السبت، قال الناطق بلسان الجيش الإسرائيلي دانيئل هغاري إنه تم نشر ثلاث فرق عسكرية على الحدود الشمالية، وأصدر تحذيرا شديد اللهجة لحزب الله بينما قدم تفاصيل الضربات التي تقول إسرائيل إنها قتلت المئات من المسلحين الذين سعوا إلى تأجيج الوضع على الحدود الشمالية المضطربة.
تضمنت تصريحات هغاري اعترافا نادرا بعشرات الغارات الجوية داخل سوريا ضد المنظمة، حيث يعمل الجيش الإسرائيلي على “إعادة تشكيل الواقع الأمني” على الحدود الشمالية للسماح لحوالي 80 ألف اسرائيلي نزحوا بسبب أشهر من الهجمات المتواصلة للعودة إلى منازلهم.
وحذر هغاري من أن إسرائيل ستكون “مستعدة للهجوم على الفور” إذا تم استفزازها.
وفقا لهغاري، منذ بدء القتال على الحدود الشمالية في أعقاب هجوم حماس على جنوب إسرائيل في 7 أكتوبر، استهدف الجيش الإسرائيلي أكثر من 3400 موقع لحزب الله واستهدف أكثر من 150 خلية، مما أسفر عن مقتل حوالي 200 مسلح، معظمهم من أعضاء حزب الله.