إسرائيل في حالة حرب - اليوم 433

بحث

المبعوث الأمريكي هوكستين يتوجه إلى بيروت وسط تقدم كما يبدو في الجهود للتوصل إلى وقف لإطلاق النار

لبنان يقدم ردا "إيجابيا" على مسودة الاقتراح الأمريكي، لكن بحسب تقارير يسعى حزب الله إلى إجراء عدة تغييرات بما في ذلك بشأن حرية التصرف لإسرائيل في حالة انتهاك شروط الهدنة

أرشيف: المبعوث الأمريكي عاموس هوكستين (يسار الصورة) يلتقي رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري في بيروت في 21 أكتوبر، 2024.  (AFP)
أرشيف: المبعوث الأمريكي عاموس هوكستين (يسار الصورة) يلتقي رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري في بيروت في 21 أكتوبر، 2024. (AFP)

أفاد مصدر سياسي لبناني لوكالة “رويترز” يوم الإثنين أن المبعوث الأميركي الخاص عاموس هوكستين سيتجه إلى بيروت يوم الثلاثاء لإجراء محادثات بشأن هدنة بين حزب الله وإسرائيل، وسط تقارير تفيد بأن لبنان رد بشكل إيجابي على اقتراح وقف إطلاق النار الذي قدمته الولايات المتحدة.

وذكرت شبكة LBC الإعلامية اللبنانية اليوم الاثنين أنه تم تقديم رد “إيجابي” على الاقتراح الأميركي لوقف إطلاق النار إلى السفارة الأميركية في بيروت، وسيقوم هوكستين بمراجعته قبل زيارته للمنطقة.

وأظهرت مسودة مسربة للاقتراح الأميركي نشرتها هيئة البث الإسرائيلية “كان” في وقت سابق من هذا الشهر أن اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله سيشمل التنفيذ الكامل لقرار مجلس الأمن الدولي رقم 1701، وإنشاء لجنة مراقبة دولية ونشر حوالي 10 آلاف جندي من قوات الجيش اللبناني على طول الحدود مع إسرائيل.

وفي الوقت نفسه، أشارت المسودة المسربة إلى أن إسرائيل ستحتفظ بالحق في الدفاع عن النفس وستُمنح الإذن بالتصرف ضد أي انتهاكات لشروط الاتفاق، وهو النص الذي اعترض عليه حزب الله والمسؤولون اللبنانيون ككل.

وكان رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية نجيب ميقاتي قد دعا مرارا وتكرارا إلى تطبيق القرار 1701 في عام 2006 الذي أنهى حرب لبنان الثانية ويمنع حزب الله من الحفاظ على وجود له جنوب نهر الليطاني.

وبالإضافة إلى الرد الذي قدمته الحكومة اللبنانية، أفادت LBC أن حزب الله أصدر بيانا خاصا به إلى رئيس مجلس النواب نبيه بري، حليف حزب الله الذي يقود المفاوضات، حدد فيه موقفا يتوافق مع بنود القرار 1701.

الأضرار التي لحقت بالمركبات والمباني جراء صاروخ تم إطلاقه من لبنان في 16 نوفمبر، 2024، في مدينة حيفا شمال إسرائيل، تم تصويرها في 17 نوفمبر، 2024. (Yonatan Sindel/Flash90)

ونقلا عن مصدر لم يذكر اسمه مطلع على الأمر، كتب مراسل موقع “أكسيوس”، باراك رافيد، على منصة (اكس) أن “رد حزب الله على مسودة اتفاق وقف إطلاق النار مع إسرائيل كان: نعم ولكن”.

كما حذر مصدر تحدث إلى قناة “الحدث” الإخبارية يوم الاثنين من أن رد حزب الله لم يخلو من التحفظات، وأن الجماعة لا يزال بإمكانها رفض الاقتراح إذا لم يتم تنفيذ تغييرات معينة.

وأوضح المصدر أن “نص اتفاق وقف إطلاق النار جيد، لكن صيغته تظهر أن إسرائيل هي المنتصرة، وبالتالي قد لا يتم تمريره”. وأضاف أن “حزب الله يعتبر الطرح الأميركي أساسا لأي اتفاق، لكن الأمر يحتاج إلى نقاش طويل”.

وتحقيقا لهذه الغاية، ذكرت وسائل إعلام لبنانية أن الغرض من زيارة هوكستين لن يكون إعلان هدنة فورية، بل تسوية العديد من النقاط الشائكة في الاقتراح.

رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري (على يمين الصورة) يلتقي بالمبعوث الأمريكي الخاص عاموس هوكستين (على يسار الصورة) في بيروت، 21 أكتوبر، 2024. (AFP)

إحدى هذه القضايا هي مسألة مجلس الرقابة الدولي، أو الآلية الدولية للمراقبة والتنفيذ، المقترحة للإشراف على تنفيذ القرار 1701، حسبما أفادت قناة “الجديد” اللبنانية المستقلة يوم الاثنين.

وفقا لمسودة الاتفاقية المسربة، ستترأس الولايات المتحدة الآلية الدولية للمراقبة والتنفيذ التي ستضم إيطاليا وفرنسا وألمانيا وإسبانيا وبريطانيا وقوة حفظ السلام الدولية التابعة لليونيفيل والعديد من دول المنطقة.

وسيتم تكليف المجلس بمعالجة التهديدات مثل شحنات الأسلحة إلى لبنان أو إنتاج الأسلحة، وإذا فشل في معالجة هذه القضايا، فسيتم منح إسرائيل الحق في ضرب مثل هذه الأهداف بعد التشاور مع الولايات المتحدة.

ومع ذلك، من المتوقع أن يطلب لبنان إجراء تغييرات على الدول الأعضاء المقترحة في المجلس والطريقة التي يعمل بها.

وبحسب أخبار القناة 12 الإسرائيلية، يسعى لبنان إلى أن تقتصر العضوية في المجلس على الولايات المتحدة وفرنسا، وهو يعارض فتحها لمجموعة أوسع من الدول.

وذكرت القناة 12 أنه من المتوقع أيضا أن يسعى بري خلال زيارة هوكستين إلى الحصول على توضيحات نيابة عن حزب الله فيما يتعلق بحق إسرائيل في التصرف دفاعا عن النفس بعد دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ.

منظر للحدود الإسرائيلية اللبنانية، كما تظهر من كيبوتس مالكيا، شمال إسرائيل، 30 أكتوبر، 2024. (Ayal Margolin/Flash90)

ويعارض بري هذا البند، بحجة أنه يجب أن يكون هناك ضمان بأنه بمجرد التوصل إلى هدنة “ستتوقف الهجمات الإسرائيلية في لبنان في البر والبحر والجو”.

ويقول أنه بدون هذه الضمانات، لن تكون هناك فائدة تذكر من وقف إطلاق النار.

وتشمل التعديلات الأخرى التي من المتوقع أن يسعى إليها لبنان ضمان عدم مطالبته بمشاركة البيانات مع القوات الإسرائيلية المتعلقة بعمليات القوات اللبنانية أو قوات حفظ السلام الدولية، لأنه يعتقد أن القيام بذلك سيؤدي إلى عدم استقرار داخلي.

في الوقت الذي يسعى فيه الدبلوماسيون إلى استعادة الهدوء على طول الحدود الإسرائيلية-اللبنانية، دعا العضو المستقل في مجلس النواب اللبناني وضاح الصادق خلال مقابلة مع قناة “الحدث” حزب الله إلى تفكيك مركز عملياته في بيروت، ودعا الجيش اللبناني إلى منع الجماعة من العمل داخل حدود المدينة، مشيرا إلى الدمار الذي سببه وجودها للعاصمة.

وقال الصادق للقناة الإخبارية أنه تلقى طلبات من ناخبيه في بيروت الذين أعربوا عن غضبهم بشأن وجود حزب الله في أحيائهم ودعوا إلى منع الجماعة من دخول المدينة.

وشنت إسرائيل العديد من الغارات الجوية على الضاحية الجنوبية لبيروت خلال الشهرين الماضيين، مستهدفة مبان وأصول لحزب الله، خاصة في معقل الجماعة في الضاحية.

وصول فرق الطوارئ اللبنانية بينما تشتعل النيران في موقع غارة إسرائيلية استهدفت مبنى في شارع مار الياس في بيروت في 17 نوفمبر، 2024. (Photo by Ibrahim AMRO / AFP)

ورغم التفاؤل الحذر بشأن مفاوضات وقف إطلاق النار، قال الصادق لـ”الحدث” إنه يشكك بوجود اتفاق في الأفق.

وفقا للصادق فإن ممثلي حزب الله في البرلمان ليسوا مستعدين بعد لقبول اقتراح وقف إطلاق النار ويبدو انهم ينتظرون بدلا من ذلك تحقيق نصر بعيد المنال ضد إسرائيل في ساحة المعركة.

منذ 8 أكتوبر 2023، تهاجم قوات بقيادة حزب الله البلدات والمواقع العسكرية الإسرائيلية على طول الحدود بشكل شبه يومي، حيث قالت الجماعة إنها تفعل ذلك اسنادا لغزة وسط الحرب هناك.

وتم إجلاء حوالي 60 ألف من سكان البلدات في شمال إسرائيل على الحدود اللبنانية بعد وقت قصير من هجوم حماس في 7 أكتوبر 2023 على جنوب إسرائيل، وسط مخاوف من أن ينفذ حزب الله هجوما مماثلا، وزيادة إطلاق الصواريخ من قبل الجماعة اللبنانية.

وقد أسفرت الهجمات على شمال إسرائيل عن مقتل 43 مدنيا. بالإضافة إلى ذلك، قُتل 70 جنديا إسرائيليا في مناوشات عبر الحدود وفي العملية البرية التي أعقبت ذلك والتي بدأت في جنوب لبنان في أواخر سبتمبر. كما قُتل جنديين في هجوم بمسيرة أُطلقت من العراق، وكانت هناك أيضا عدة هجمات من سوريا، دون وقوع إصابات.

وتشير تقديرات الجيش الإسرائيلي إلى مقتل نحو 3000 من عناصر حزب الله في الصراع. كما قُتل نحو 100 عنصر من جماعات مسلحة أخرى، بالإضافة إلى مئات المدنيين في لبنان، بحسب تقارير. وقد أعلن حزب الله أسماء 516 من عناصره الذين قتلتهم إسرائيل خلال القتال، معظمهم في لبنان ولكن بعضهم أيضا في سوريا. ولم يتم تحديث هذه الأرقام باستمرار منذ أن بدأت إسرائيل هجومها الجديد ضد حزب الله في سبتمبر.

ساهم في هذا التقرير لازار بيرمان

اقرأ المزيد عن