إسرائيل في حالة حرب - اليوم 349

بحث

المبعوث الأمريكي بعد وقف الإصلاح: سندعو نتنياهو إلى البيت الأبيض قريبا

نايدس يقول إنه من المرجح أن يلتقي رئيس الوزراء مع بايدن بعد عيد الفصح؛ ورد أن الولايات المتحدة قلقة من إقالة وزير الدفاع غالانت، ووجهت تحذيرات عديدة للقدس من أن الخطوة تشوه صورة الديمقراطية

الرئيس الأمريكي جو بايدن (يسار) يلتقي بزعيم المعارضة بنيامين نتنياهو في مقر رؤساء إسرائيل في القدس، 14 يوليو 2022 (GPO)
الرئيس الأمريكي جو بايدن (يسار) يلتقي بزعيم المعارضة بنيامين نتنياهو في مقر رؤساء إسرائيل في القدس، 14 يوليو 2022 (GPO)

قال السفير الأمريكي لدى إسرائيل توم نايدس صباح الثلاثاء أنه سيتم دعوة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إلى البيت الأبيض “بمجرد تنسيق الجداول الزمنية”، بعد أقل من 12 ساعة من إعلان رئيس الوزراء أنه سيوقف خطط الحكومة المثيرة للانقسام لإصلاح النظام القضائي.

وقال نايدس لإذاعة الجيش: “أنا متأكد من أنه سيأتي قريبا نسبيا. أفترض أنه بعد عيد الفصح، من الواضح أنه لم يتم تحديد موعد بعد. لا شك في أنه سيأتي ويلتقي [بالرئيس الأمريكي جو] بايدن. أنا متأكد من أنهم سيلتقون بشكل شخصي قريبًا جدًا. بدون شك، سيأتي إلى البيت الأبيض بمجرد تنسيق جداولهم الزمنية”.

وورد أن نتنياهو غاضب من عدم دعوته للقاء بايدن خلال ثلاثة الأشهر بعد عودته إلى السلطة على رأس حكومة يمينية متشددة. وأشار تقرير مؤخرًا إلى أن رئيس الوزراء منع أعضاء حزبه الليكود من مقابلة مسؤولين في الحكومة الأمريكية خلال رحلاتهم إلى الخارج، خشيا من أن يبرز ذلك عدم لقاء نتنياهو بايدن بعد.

وحذرت واشنطن مرارا من الخطة لتسييس وتقييد القضاء بشكل جذري، وحثت على إجراء حوار بشأن إصلاح يحظى باتفاق واسع، وسط الاحتجاجات الكبرى الجارية منذ أشهر والتحذيرات من أن خطة الحكومة ستقوض الضوابط والتوازنات الديمقراطية، والنمو الاقتصادي والأمن القومي.

وتكثفت هذه التحذيرات بعد أن أعلن نتنياهو عن إقالة وزير الدفاع يوآف غالانت ليلة الأحد، بعد انشقاق الأخير عن موقفه وحثه على وقف تشريع الإصلاح، مما أدى إلى مظاهرات غير مسبوقة بين عشية وضحاها، وإضرابات على مستوى البلاد في اليوم التالي أجبرت رئيس الوزراء في نهاية المطاف على تأجيل مشاريع القوانين حتى شهر مايو.

وذكرت صحيفة “نيويورك تايمز” في وقت متأخر من يوم الإثنين، نقلا عن مسؤولين كبار في الإدارة الأمريكية لم تسمهم، أن إدارة بايدن وجهت رسائل متكررة إل ىنتنياهو مفادها أنه “يهدد سمعة إسرائيل باعتبارها الديمقراطية الحقيقية في قلب الشرق الأوسط”.

وزير الدفاع يوآف غالانت (من اليسار ) يتحدث مع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو خلال تصويت في الكنيست في القدس، 15 فبراير، 2023. (Yonatan Sindel / Flash90)

وأفاد التقرير إن البيت الأبيض خلص إلى أن نتنياهو “أخطأ بشكل كبير في الحسابات” بإقالة غالانت، ووضع نفسه في “مأزق مستحيل”، وأنه سيستفيد من استخدام القلق الأمريكي العميق لإقناع حلفائه اليمينيين المتطرفين بتجنب اسقاط الحكومة، نظرا لعدم وجود أي خيار أمامه سوى تأجيل الإصلاح.

وقارن مسؤول أمريكي تحدث إلى التايمز أوف إسرائيل بين سلوك نتنياهو “غير المنتظم” خلال الأيام الماضية وسلوك الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب.

ونقلت صحيفة نيويورك تايمز عن مسؤول كبير قوله إن دعوة نتنياهو للقاء بايدن بينما يتم تنظيم احتجاجات حاشدة ضده ستكون “غير مريحة للغاية”.

وذكر التقرير أنه حتى بعد التوقف المؤقت، فإن واشنطن تتساءل إلى متى يمكن لنتنياهو أن يبقى في السلطة. ونقلت الصحيفة عن العديد من المسؤولين قولهم إن “سمعته في الفطنة السياسية والقدرة على الضغط من أجل التوصل إلى تسوية قد تشوهت”، مشيرة إلى أن الأزمة، في الوقت الحالي، “مجرد تأجلت”.

وكان رد البيت الأبيض الرسمي يوم الإثنين الترحيب بإعلان نتنياهو “كفرصة لخلق المزيد من الوقت والمساحة لتحقيق التسوية. التسوية هي بالضبط ما كنا نطالب به”.

وأضافت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارين جان بيير: “الضوابط والتوازنات تعزز المجتمعات الديمقراطية، ويجب إجراء التغييرات الأساسية للنظام الديمقراطي بأوسع قاعدة ممكنة من الدعم الشعبي”.

وفي وقت سابق من اليوم، قال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض جون كيربي إن التشريع الذي يحاول ائتلاف نتنياهو دفعه “يتعارض مع فكرة الضوابط والتوازنات برمتها”.

السفير الأمريكي في إسرائيل توم نايدس يتحدث في حدث في القدس، 19 فبراير 2023 (Noam Revkin Fenton/Flash90)

وفي مقابلته يوم الثلاثاء مع إذاعة الجيش، قال نايدس مازحا إنه “نام جيدا الليلة الماضية” بعد خطوة نتنياهو.

“نحن نرحب بهذه الخطوة. كما قال بايدن عدة مرات، أردنا رؤية حل وسط وحوار، وأنا أحيي رئيس الوزراء لإعلان ذلك”، قال، مضيفًا أنه “متفائل” وأن واشنطن تدعم أي شيء يجلب “الهدوء”.

وأشار إلى أن واشنطن ستواصل العمل مباشرة مع نتنياهو، وليس مع حلفائه اليمينيين المتطرفين وزير المالية بتسلئيل سموتريتش ووزير الأمن القومي إيتامار بن غفير.

وأشاد نايدس أيضًا بقوة الديمقراطية الإسرائيلية، قائلا أنه “لا يصدق أن يتظاهر المئات ومئات الآلاف من الأشخاص على مدار 12 أسبوعاً، دون أن يصاب أحد بأذى، واعتقال عدد قليل جدًا – هذه ديمقراطية حية وبصحة جيدة. أحيي خروج المتظاهرين من كلا الجانبين بسلام. يمكننا جميعًا مشاهدة ذلك بإعجاب”.

صورة تم التقاطها من الجو تظهر متظاهرين في تل أبيب ضد مشروع قانون الإصلاح القضائي للحكومة المثير للجدل، 25 مارس، 2023. (Ahmad Gharabli / AFP)

ولم يتضح مصير وزير الدفاع المخلوع غالانت يوم الثلاثاء، حيث يبدو أنه لم يتلق بعد الرسالة التي تطلق مهلة 48 ساعة قبل إقالته. وتتزايد الدعوات لنتنياهو لإلغاء قرار إقالته، لكن حرص نايدس على تجنب التدخل في هذه القضية.

وقال المبعوث إنه لديه “قدر هائل من الاحترام” لغالانت، لكنه أضاف أنه ليس “رئيس الوزراء” ولا يمكن يقرر من يتولى مواقع معينة.

لكن ذكرت قناة “كان” العامة صباح الثلاثاء أن مسؤولين أمريكيين أبلغوا نظرائهم الإسرائيليين أنهم قلقون بشأن إقالة غالانت، مشيرين إلى أن إدارة بايدن لديها “علاقة عمل جيدة للغاية” مع وزير الدفاع.

ونقلت الصحيفة عن مسؤول رفيع في وزارة الخارجية لم تذكر اسمه قوله إن الولايات المتحدة “تريد التركيز على الشراكة العسكرية بين واشنطن والقدس، وعلى أفضل السبل للدفاع عن إسرائيل والولايات المتحدة والشرق الأوسط”.

“لهذا ندعو قادة إسرائيل إلى إيجاد حل وسط في أقرب وقت ممكن”.

اقرأ المزيد عن