المبعوث الأمريكي السابق دافيد فريدمان يسلط الضوء على السياسة الأمريكية تجاه إسرائيل في كتابه الجديد “مطرقة ثقيلة”
في كتاب جديد، يقول السفير السابق ان تعليقات ترامب "حركت الجميع في مقاعدهم"؛ وأن تصريحاته التحريضية بشأن أوباما ومنظمة "جي ستريت" كانت مجرد خطأ تكتيكي

خلال اجتماع عام 2017 مع الرئيس رؤوفين ريفلين، انتقد دونالد ترامب رئيس الوزراء آنذاك بنيامين نتنياهو لعدم رغبته في السعي لتحقيق السلام بينما كان رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس “متشوقا” للتوصل إلى اتفاق، قال السفير الأمريكي السابق لدى إسرائيل ديفيد فريدمان في كتابه الجديد، وفقا لنسخة حصلت عليها صحيفة “الغارديان”.
في كتاب “مطرقة ثقيلة: كيف أدى الإنفصال عن الماضي إلى إحلال السلام في الشرق الأوسط”، وهي مذكرات من المقرر نشرها الأسبوع المقبل، قال المبعوث الأمريكي السابق إن التعليقات صدمته و”حركت الجميع في مقاعدهم”.
“على الرغم من أن الاجتماع كان خاصا وغير قابل للنشر، فقد تصورنا جميعا عنوانا رئيسيا غدا أن ترامب أشاد بعباس وانتقد نتنياهو – أسوأ ديناميكية ممكنة لشعبية الرئيس أو لآفاق عملية السلام”، كتب فريدمان. “لحسن الحظ، وبشكل لا يصدق، لم يتم تسريب الحدث”.
يصف الكتاب أيضا كيف عرض فريدمان خلال اجتماع ترامب التالي مع نتنياهو “مجموعة مدتها دقيقتان من خطابات عباس والتي اعتقدت أنها تستحق المشاهدة”.
حسب “الغارديان”، تضمن المقطع “دقيقتين من تكريم عباس للإرهابيين، تمجيد العنف، تعهد بعدم قبول أي شيء أقل من الهزيمة الكاملة لإسرائيل”.
وكتب فريدمان أنه بعد انتهاء المقطع، “قال الرئيس الأمريكي واو، هل هذا هو نفس الشخص الذي التقيته في واشنطن الشهر الماضي؟ بدا وكأنه رجل لطيف ومسالم. “من الواضح أن المقطع كان له تأثير”.

وفقا لصحيفة “الغارديان”، فإن العديد من كبار مستشاري ومسؤولي ترامب رفضوا عرض فريدمان للمقاطع.
“لقد اعتقدوا أنها خدعة دعائية رخيصة”، كتب. مضيفا أنه دافع عن هذه الخطوة، قائلا لهم: “أنا أعمل لدى الرئيس، ولا أحد آخر. سأحرص على أن يكون على اطلاع جيد حتى يتمكن من تصحيح سياسة إسرائيل”.

في تعليقه على الملاحظات التحريضية التي أدلى بها – مدينا ما قال أنه معاداة السامية من الرئيس باراك أوباما آنذاك ووصف مجموعة اللوبي المؤيدة لإسرائيل “جي ستريت” بأنها “أسوأ من الكابو” – قال فريدمان إنها ليست أخطاء سياسية بل مجرد أخطاء تكتيكية، كما يقول إنها “قدمت الذخيرة للمنتقدين في مجلس الشيوخ” خلال معركة تثبيته في مجلس الشيوخ.
فيما يتعلق بتعليقاته على “جي ستريت”، كتب فريدمان أنه استخدم المصطلح المثير للجدل “كابو”، الذي يصف السجناء اليهود الذين نفذوا أوامر النازيين، “لأنني شعرت أن جي ستريت قد خانوا الشعب اليهودي”.
كان ترشيح فريدمان، محامي الإفلاس السابق لدى ترامب، كسفير للولايات المتحدة لدى إسرائيل مثيرا للجدل.
تم تأكيده في النهاية بأغلبية 52 مقابل 46 صوتا، في حين تميل التأكيدات تاريخيا إلى أن تكون بالإجماع.
وذكرت صحيفة “الغارديان” إن المبعوث السابق في كتاب “مطرقة ثقيلة” يسلط الضوء أيضا على مشاركته في العديد من التغييرات الرئيسية في السياسة الأمريكية التي تم إجراؤها خلال فترة ولايته.

كان من بين تلك العلاقات العلاقة الوثيقة بين إدارة ترامب ونتنياهو، فضلا عن قيام الولايات المتحدة بتقديم دعم أكبر لمستوطنات الضفة الغربية مع قطع المساعدات عن الفلسطينيين.
يسلط فريدمان الضوء أيضا على اعتراف واشنطن بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل الولايات المتحدة سفارتها هناك، فضلا عن اتفاقيات التطبيع التي وقعتها إسرائيل مع الإمارات والبحرين والسودان والمغرب في عام 2020.

ويأتي اسم الكتاب من الوقت الذي فتح فيه فريدمان بمطرقة ثقيلة جدارا في عام 2019 عند الكشف عن موقع أثري جديد في مدينة داؤود بالقدس، والتي تقع تحت حي سلوان. وواجه الانتقادات لمثل هذه الخطوة نظرا للوضع الراهن الحساس للمدينة.
تعليقات على هذا المقال