المبعوث الأمريكي: أنا متأكد من أن عيدان ألكسندر في مكان لائق، سنلاحق حماس إذا تعرض للأذى
آدم بوهلر يقول إنه قد يستأنف المحادثات المباشرة مع حماس، بعد أن انهارت في مارس وسط رفض إسرائيلي؛ ويدعي أن العرض الذي قدمه في تلك المحادثات تم بالتنسيق مع القدس

تكهن مبعوث إدارة ترامب لشؤون الرهائن آدم بوهلر يوم الأربعاء بأن الرهينة الأمريكي الإسرائيلي الحي الوحيد في غزة في ”مكان لائق“، مؤكدا أن حماس لن تكون ”غبية“ وتقوم بإيذائه، لأن ذلك سيؤدي إلى ”ملاحقة“ الولايات المتحدة للحركة.
وقال بوهلر لقناة “الجزيرة”: ”لأني أعتقد أن حماس ليسوا أغبياء… عيدان [ألكسندر] في مكان جيد… لأنه إذا مرض عيدان أو أصيب عيدان بالزكام، خمن من سيُلام؟ حماس”، مضيفا: ”آمل ألا تمس شعرة من رأسه، وإلا فإننا سنلاحقهم، ولن يكون الأمر جميلا. لذا أعتقد أن عيدان بخير“.
وجاءت هذه التعليقات بعد أربعة أيام من نشر حماس مقطع فيديو دعائي ناشد فيه ألكسندر، الذي بدا عليه النحافة والتأثر، الحكومتين الإسرائيلية والأمريكية تأمين إطلاق سراحه بعد أكثر من عام ونصف في الأسر.
يوم الاثنين، ادعت حماس أنها فقدت الاتصال مع المجموعة التي تحتجز ألكسندر في غزة في أعقاب غارة إسرائيلية. ولم تقدم أي تحديثات أخرى حول هذه المسألة.
كانت هذه المقابلة هي الأولى لبوهلر حول الصراع بين إسرائيل وحماس منذ عدة أسابيع، بعد الضجة التي أثيرت في القدس حول المفاوضات المباشرة غير المسبوقة التي أجراها مع مسؤولي حماس لإطلاق سراح ألكسندر وجثث أربعة رهائن أمريكيين إسرائيليين آخرين.
وقال مسؤول إسرائيلي لـ ”تايمز أوف إسرائيل“ الأسبوع الماضي إن إسرائيل اكتشفت أمر تلك المحادثات بعد حدوثها، ما دفع وزير الشؤون الاستراتيجية رون ديرمر إلى إجراء مكالمة غاضبة مع بوهلر منتقدا إياه بسبب تفاوضه نيابة عن إسرائيل دون إبقاء القدس على علم.
لكن بوهلر قال في المقابلة التي أجريت معه يوم الأربعاء إن العرض الذي قدمه في أوائل مارس بشأن الرهائن الأمريكيين الخمسة كان ”منسقا مع إسرائيل“.
ولم يرد متحدث باسم ديرمر على الفور على طلب للتعليق.

وقال المسؤول الإسرائيلي الأسبوع الماضي إن عرض بوهلر شمل الإفراج عن 100 أسير فلسطيني من أصل 300 يقضون أحكاما بالسجن المؤبد في السجون الإسرائيلية مقابل الإفراج عن ألكسندر، مؤكدا بذلك ما أوردته صحيفة “نيويورك تايمز”.
وقال بوهلر للجزيرة: “لقد قدمت عرضا لحماس. لقد كان عرضا تقرر في الولايات المتحدة، وتم تنسيقه مع إسرائيل”، مضيفا ”لم تكن حماس، في ذلك الوقت، قادرة على الوصول إلى هناك. ثم خرج ستيف وتحدث عن شيء آخر، ثم جاءت [حماس] وقبلت عرضي“.
أعلنت حماس في 14 مارس أنها مستعدة للإفراج عن ألكسندر وأربعة آخرين من مزدوجي الجنسية. ومع ذلك، بحلول ذلك الوقت، كانت قناة بوهلر المباشرة مع حماس قد انهارت تقريبا، وكانت إسرائيل قد سرّبت وجودها في 5 مارس من أجل تخريب جهود المبعوث، حسبما قال مسؤول أمريكي لـ”تايمز أوف إسرائيل“ في ذلك الوقت.
حتى أن وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو وصف محادثات بوهلر بأنها ”لمرة واحدة“، بينما تجنب ويتكوف التحدث دفاعا عن بوهلر، على الرغم من أن محادثات الأخير كانت منسقة معه بشكل كامل. وبدلا من ذلك، سعى ويتكوف إلى الدفع بمقترحه الخاص به بالإفراج عن الرهائن، والذي تم نقله عبر وسطاء قطريين ومصريين. إلا أن هذه القناة غير المباشرة لم تؤت ثمارها بعد.

وقال المسؤول الإسرائيلي إن بوهلر أجرى سلسلة من المقابلات في 9 مارس سعيا للدفاع عن محادثاته المباشرة مع حماس، لكن الظهور التلفزيوني لم يؤد إلا إلى زيادة غضب الدائرة المقربة من نتنياهو، مما دفع ديرمر إلى حث نظرائه الأمريكيين على تهميش مبعوث ترامب.
وبدا أن جهود ديرمر نجحت في البداية، حيث سحب بوهلر ترشيحه لمنصب المبعوث الرئاسي الأمريكي الخاص لشؤون الرهائن في 19 مارس. لكن يوم الأربعاء، أعلن بوهلر عن خبر منحه لقبا مختلفا بعض الشيء – المبعوث الخاص لشؤون الرهائن.
لا يأتي المنصب الجديد برتبة سفير، لكنه أيضا لا يتطلب مصادقة مجلس الشيوخ، ويمنحه تفويضا أوسع، مما يسمح له بمساعدة الأمريكيين المحتجزين ظلما في الخارج الذين لا ينطبق عليهم التعريف القانوني لـ”الرهينة“ أو ”المحتجزين ظلما“.
ومع تأمين موقعه في إدارة ترامب على ما يبدو، قال بوهلر إنه ”من الممكن“ أن يستأنف محادثاته المباشرة مع حماس.
وقال إن إدارة ترامب تؤيد بشكل أساسي نهج التفاوض المباشر، موضحا أن هذا النهج يجعل التواصل أسرع مع ”عدم وجود أي تشويش“. ولفت المبعوث الأمريكي إلى المحادثات المباشرة التي أجرتها واشنطن مع إيران وروسيا، مشيرا إلى أن المفاوضات مع الكرملين أدت إلى إطلاق سراح أمريكيين اثنين.

وحثّ بوهلر حماس في المقابلة التي أجرتها معه قناة الجزيرة على التفاوض بإلحاح أكثر ”وتحديد عرض يعرفون أن إسرائيل والولايات المتحدة يمكن أن تقبلاه، وإنهاء هذه المسألة“.
وأضاف بوهلر: ”تدرك حماس بالضبط أين نقف، وهم مدعوون لوضع شيء ما يفي بمعاييرنا مع الرهائن“.
وحثّ حماس على إطلاق سراح جميع الرهائن الـ 59 المتبقين – الذين يُعتقد أن 24 منهم ما زالوا على قيد الحياة – من جانب واحد.
وقال بوهلر ”إن القتال سينتهي على الفور إذا تم الإفراج عن الرهائن“، مضيفا أن ذلك سيسمح بإعادة تأهيل الفلسطينيين للمضي قدما.

وقد قالت إسرائيل إنها لن توافق على إنهاء الحرب إلا إذا تم تفكيك قدرات حماس العسكرية والحكمية، رافضة عروض حماس بإطلاق سراح جميع الرهائن دفعة واحدة مقابل وقف دائم لإطلاق النار.
من جانبه، دعا بوهلر حركة حماس إلى ”نزع سلاحها“ ودافع عن العمليات العسكرية الإسرائيلية المستمرة في غزة.
كما وصف الاحتجاجات الأخيرة لآلاف الفلسطينيين في أنحاء غزة ضد حماس بأنها ”مثيرة للإعجاب وجميلة للغاية“.
وقال: ”هذا يدل على أن الأشخاص المعتدلين في تلك المناطق هم أناس طيبون حقا [ومستعدون] لتعريض حياتهم للخطر“.