إسرائيل في حالة حرب - اليوم 430

بحث

مئات الإسرائيليين احتشدوا في القدس في وقفة تذكارية لـ”ابن النور” هيرش غولدبيرغ بولين

العائلة والأصدقاء والمهاجرون يعبرون عن حزنهم على مقتله، ويشيدون بوالدة الرهينة القتيل لنشاطها الدؤوب؛ الإسرائيليون سيصطفون في الشوارع تحية لموكب الجنازة

شيرا بن ساسون، إحدى مؤسسات كنيس "هاخيل" في القدس، تضيء شمعة في ذكرى أحد أعضاء الطائفة والرهينة المقتول هيرش غولدبيرغ بولين، 1 سبتمبر، 2024. (Deborah Danan)
شيرا بن ساسون، إحدى مؤسسات كنيس "هاخيل" في القدس، تضيء شمعة في ذكرى أحد أعضاء الطائفة والرهينة المقتول هيرش غولدبيرغ بولين، 1 سبتمبر، 2024. (Deborah Danan)

القدس ـ تجمع مئات الأشخاص يوم الأحد في ساحة مركز جماهيري محلي في حي باكا بالقدس في وقفة تكريمية لهيرش غولدبيرغ بولين، أحد الرهائن الست الذين قتلوا في الأسر في غزة قبل أيام من استعادة الجيش الإسرائيلي لرفاته يوم السبت.

وقالت الأسرة إن غولدبيرغ بولين، “ابن النور والحب والسلام”، سيدفن في الساعة الرابعة مساء يوم الاثنين في مقبرة غفعات شاؤول بالقدس. وسيودع سكان القدس غودلبيرغ بولين بالوقوف حاملين الأعلام الإسرائيلية على طول الشوارع بينما تتجه الأسرة إلى المقبرة لمرافقة الشاب البالغ من العمر 23 عاما إلى مثواه الأخير.

وأظهرت عمليات التشريح أن الرهائن الست الذين اختطفوا في السابع من أكتوبر وتم استعادة رفاتهم خلال نهاية الأسبوع قد أعدموا بالرصاص بين الخميس وصباح الجمعة. وقد أشعل فشل الحكومة في إعادة الرهائن أحياء في إطار اتفاق رهائن مقابل وقف لإطلاق النار احتجاجات حاشدة وإضرابا عاما.

وفي الساحة، كان السور مزينا بشرائط صفراء كبيرة الحجم ترمز إلى الحملة من أجل الرهائن؛ وأعلام نادي “هبوعيل القدس” لكرة القدم، الفريق المفضل لدى هيرش؛ وملصقات كتب عليها شعار والدته ريتشل “نحن نحبك، ابق قويا، ابق على قيد الحياة”.

وقالت شيرا بن ساسون، إحدى زعماء “هاخيل”، الكنيس الذي تصلي فيه عائلة غولدبيرغ بولين في باكا: “كان هيرش على قيد الحياة قبل 48 ساعة. نعتقد أن الصفقة كان من الممكن أن تنقذه. لا يوجد حل عسكري لهذا الأمر”.

وأضافت أن الطائفة المختلطة، التي تضم عددا كبيرا من المهاجرين من البلدان الناطقة باللغة الإنجليزية مثل عائلة غولدبيرغ بولين، كانت تتوقع فترة أعياد صعبة بعد نحو شهر.

وقالت: “إن رؤية مقعده الخالي أمر صعب”.

راشيل غولدبيرغ (على اليسار)، وجون بولين في الوسط، والدا الرهينة الإسرائيلي الأمريكي هيرش غولدبيرغ بولين، إلى جانب أقارب آخرين للرهائن المحتجزين في قطاع غزة لدى حماس يشاركون في احتجاج يطالب بالإفراج عنهم في كيبوتس نيريم، 29 أغسطس 2024. (AP Photo/Tsafrir Abayov, File)

خلال الوقفة التذكارية ليلة الأحد، وقف رجال ونساء وأطفال، متدينون وعلمانيون، بصمت جنبا إلى جنب، وتمايل بعضهم على صلوات بعد الظهر والمساء المعتادة.

وشمل الحشد عضو الكنيست السابقة راحيل عزاريا ونائب رئيس بلدية القدس يوسي حافيليو. كما حضر الحدث أصدقاء غولدبيرغ بولين في “لواء القدس”، ونادي مشجعي هبوعيل القدس، وارتدى العديد منهم قمصانا حمراء طبع عليها وجهه باللونين الأسود والأبيض.

وملأت شموع تذكارية الطاولة الموضوعة في مقدمة الساحة، وعلى السياج الشبكي خلف الطاولة عُلقت لافتات تحمل صور لغولدبيرغ بولين، ورُبطت عليه أوشحة حمراء وسوداء التي يرتديها مشجعو هبوعيل القدس.

قاد المصلون حشد المعزين من خلال ترديد ترانيم “أفينو مالكينو”، وهي صلاة التوبة اليهودية، إلى جانب صلوات طقسية وأغاني حداد، وصلوات من أجل الجنود والرهائن المتبقين، وأخيرا “هاتيكفا”، النشيد الوطني الإسرائيلي.

ولكن لم يشارك جميع من المشاركين في الوقفة في نشيد النشيد الوطني.

امتلأت ساحة في كنيسة “هاخيل” بالمشيعين بعد يوم من العثور على رفات هيرش غولدبيرغ بولين، الذي تعد عائلته من الأعضاء البارزين، في غزة. مئات الأشخاص الآخرين وقفوا خارج البوابات، في 1 سبتمبر، 2024. (Deborah Danan/JTA)

وقالت ريزا غرين، وهي من سكان باكا التي لم تكن على معرفة شخصية بعائلة غودلبيرغ بولين “أنا آسفة، لا يمكنني أن أغني ’هاتيكفا’. أنا غاضبة جدا. لا يجب أن نكون في هذا الوضع”.

وأعرب جوزيف آفي يائير إنغل، الذي أطلق سراح حفيده أوفير (18 عاما) من أسر حماس في نوفمبر خلال اتفاق وقف لإطلاق النار استمر لمدة أسبوع، عن صدمته إزاء مقتل غولدبيرغ بولين لكنه قال إنه لم يتفاجأ، بالنظر إلى سياسات الحرب التي تنتهجها الحكومة.

وقال إنغل “كنا نعلم منذ أشهر أن هذا سيحدث. لم تكن صيغة بيبي، لتفكيك حماس وإعادة الرهائن، منطقية. إنه موقف إما/أو”، مستخدما كنية رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، وأضاف “إنه يمزق البلاد. أخشى أنه لن تكون هناك دولة على الإطلاق في الأشهر المقبلة”.

وروى إنغل إنه شعر بعلاقة وثيقة مع والد غدولبيرغ بولين، جون بولين، ليس فقط بسبب نشاطهما المشترك في خيمة عائلات الرهائن خارج مقر إقامة رئيس الوزراء، ولكن أيضا بسبب هويتهما المشتركة بصفتهما من سكان القدس.

وقال “ليس هناك الكثير منا في دائرة الرهائن. نحن مثل العائلة”.

وقالت سارة مان، التي لم تكن على معرفة شخصية بالعائلة، إن مأساة نهاية الأسبوع ذكرتها بأحداث السابع من أكتوبر.

جوزيف آفي يائير إنجل، الذي أطلق سراح حفيده أوفير من أسر حماس في نوفمبر، في حدث لذكرى الرهينة المقتول هيرش غولدبيرغ بولين في كنيس هاخيل في القدس، في الأول من سبتمبر، 2024.(Deborah Danan/JTA)

وقالت “لقد كان هذا اليوم مليئا بشرارات يوم السابع من أكتوبر، مما تسبب في شعور بالتخدير وعدم القدرة على الكلام. صدمة كاملة”.

وقالت مان إن جزءا من السبب في ذلك كان ريتشل غولدبيرغ بولين، التي وصفتها بأنها “قوة إيمان”. برزت والدة غولدبيرغ بولين كواحدة من أبرز الناشطين المدافعين عن الرهائن على مستوى العالم وأصبحت في حد ذاتها رمزا حيث جابت العالم من أجل تحرير ابنها.

وأضافت مان “رأى ملايين الأشخاص في جميع أنحاء العالم الأمل بها. وبمجرد أن قطع ذلك، تم القضاء على قدرة الناس على التمسك بالإيمان اليوم. ولكن على الرغم من أن هذا قد حطمنا، فنحن بحاجة إلى الاستمرار في التمسك بإيماننا بالله”.

بالنسبة لسوسي دورينغ بريستون، لم يكن اليوم الذي يتبادر إلى ذهنها هو السابع من أكتوبر، بل يوم الغفران وهيبته المشتركة.

وقالت إنها عادة ما تتجنب الأحداث المماثلة المرتبطة بالحرب لأنها غامرة للغاية بالنسبة لها.

“في السابق، كنت أتجنب أشياء مثل هذه لأنني أعتقدت أنني ما زلت أملك الأمل. لكن الآن هو الوقت المناسب للاستسلام للحاجة إلى التواجد بين الناس لأنه لم تعد لديك القدرة على التحمل لوحدك أكثر. هناك حاجة إلى الشعور بالإنسانية والتمسك بذلك”.

ساحة كنيس “هاخيل” امتلأت بالمشيعين بعد يوم من العثور على رفات هيرش غولدبيرغ بولين، الذي تعد عائلته من الأعضاء البارزين، في غزة. مئات الأشخاص الآخرين وقفوا خارج البوابات، في 1 سبتمبر، 2024. (Deborah Danan/JTA)

مثل آخرين كثر، أشادت دورينغ بريستون بنشاط عائلة غولدبيرغ بولين الدؤوب وقالت: “كانوا في حاجة إلى قوة الجميع، لكننا استمدينا الكثير من القوة منهم ومن جهودهم. لقد شعرنا أن ذلك قد يغير النتيجة. لكن الحرب شر أكثر من كونها خيرا. أعتقد أن هذا هو الشيء الساحق. يمكنك أن تفعل كل شيء على ما يرام، لكن النتيجة لا تزال كارثية”.

وقال غاي غوردون، أحد أعضاء “هاخيل” الذي انتقل إلى إسرائيل من مدينة دبلن في أيرلندا في منتصف التسعينيات، إن الجهود التي بذلت لضمان عودة غولدبيرغ بولين سالما كانت بمثابة مرساة للمجتمع أثناء الحرب.

وقال “لقد أعطتنا شيئا نأمل فيه، ونصلي من أجله ونتظاهر من أجله. لم يكن لدينا خيار سوى أن نكون متفائلين بشكل غير معقول. ومن المؤسف أنه تبين أن [غودلبيرغ بولين] صمد حتى النهاية”.

واردتدى غوردون، مثل آخرين كثر في الحشد، قطعة من شريط لاصق كُتب عليها عدد الأيام منذ السابع من أكتوبر – وهي لفتة بدأتها والدة غولدبيرغ بولين، ريتشل. لكن على عكس الأيام السابقة، احتوى شريطه هذه المرة على قلب أحمر مكسور بجانب الرقم.

كما تحدثت ناديا ليفين، صديقة العائلة، في عدم احتمالية بقاء غولدبيرغ بولين على قيد الحياة.

وقالت: “لقد فعل بالضبط ما توسل إليه والداه أن يفعله. كان قويا. لقد صمد. وانظروا ماذا حدث”.

غاي غوردون (على اليمين)، مع ابنته مايا، الذي أضاف قلبا مكسورا على قطعة الشريط اللاصق التي يرتديها يوميا للإشارة إلى عدد الأيام منذ بدء أزمة الرهائن، في وقفة تذكارية تكريما للرهينة القتيل هيرش غولدببرغ بولين في كنيس هاخيل في القدس، 1 سبتمبر، 2024. (Deborah Danan/JTA)

وأشادت بريتشل غولدبيرغ بولين “لقوتها الراسخة وإيمانها بالله”، مضيفة “هناك أوقات فقدت فيها الإيمان. أعتقد أنني كنت غاضبة من الله. لكنها استمرت في إلهامنا جميعا للصلاة والصلاة والصلاة”.

ورفضت ليئا سيلفر، المقيمة في القدس، تسييس مقتل الرهائن.

وقالت: “كل شيء يتحول إلى سياسي بسرعة كبيرة. لقد أتيت إلى هنا لأنني شعرت أنه قبل كل الاحتجاجات، نحتاج فقط إلى الحداد للحظة والصلاة وإظهار الاحترام لبعضنا البعض. لقد اختلطت علينا الأمور بشأن من هو العدو. إنه أمر محزن للغاية”.

ولد هيرش غولدبيرغ بولين في الولايات المتحدة، وهاجر إلى إسرائيل في سن السابعة. اختُطف أثناء حضوره مهرجانا موسيقيا مع صديق في 7 أكتوبر، عندما اقتحم آلاف المسلحين بقيادة حماس جنوب إسرائيل وقتلوا نحو 1200 شخص واحتجزوا 251 آخرين كرهائن.

ساهم في هذا التقرير طاقم تايمز أوف إسرائيل

اقرأ المزيد عن