حزب الليكود ينفي “الأكاذيب” بشأن محاولته إقناع لبيد وليبرمان بالانضمام إلى الحكومة
العروض التي تم تقديمها لنائبيّ المعارضة بحسب تقارير تشمل الحقيبة الوزارية التي يشغلها حاليا إيتمار بن غفير ومناصب رفيعة في كابينت الحرب؛ حزب "يسرائيل بيتنو" يؤكد عرض الليكود
ذكرت وسائل إعلام عبرية يوم الأربعاء أن حزب “الليكود” بزعامة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو تواصل مع فصائل المعارضة بشأن الانضمام إلى الحكومة في زمن الحرب في محاولة لدعم الائتلاف. ونفى الليكود في وقت لاحق التقارير ووصفها بأنها “أكاذيب لا أساس لها من الصحة”.
نقلا عن مسؤولين سياسيين لم يذكر أسماءهم، أفاد موقع “واينت” الإخباري بأنه تم التواصل مع زعيم المعارضة يائير لبيد ورئيس حزب “يسرائيل بيتنو” أفيغدور ليبرمان في الأيام الأخيرة بشان احتمال الانضمام إلى الحكومة وكابينت الحرب.
بحسب التقرير، فإن العرض المقدم للبيد تضمن مطالبته التوقف عن الدعوة إلى إجراء انتخابات، في حين أن الاقتراح الذي عُرض على ليبرمان تضمن بندا يطالبه بالموافقة على عدم الاستقالة من الحكومة حتى انتهاء الحرب.
بالإضافة إلى ذلك، ذكر واينت أنه عُرض على لبيد منصب وزير الأمن القومي، وهو منصب يشغله حاليا رئيس حزب “عوتسما يهوديت” إيتمار بن غفير. وأضاف التقرير أنه في حين أن لبيد قد يحل محل بن غفير في هذا المنصب، إلا أن الأخير سيبقى في الحكومة في منصب مختلف.
على الرغم من نفي الليكود، أكد ليبرمان يوم الخميس لموقع واينت أن حزب الليكود عرض عليه الانضمام إلى الحكومة لكنه رفض العرض: “كان هناك عرض من نتنياهو، وأرادوا مني الالتزام بعدم ترك [الحكومة] خلال فترة الحرب. قلت لهم إن الأمور اختلطت عليهم”.
كما انتقد ليبرمان الوزيرين من حزب “الوحدة الوطنية” بيني غانتس وغادي آيزنكوت، اللذين انضما إلى الحكومة مع بداية الحرب: “من المؤسف أن غانتس وآيزنكوت يمنحان الشرعية لرغبة نتنياهو بمواصلة الحرب حتى الانتخابات المقبلة”.
بعد أيام من الصدمة التي أحدثها هجوم حماس في 7 أكتوبر في جنوب إسرائيل وإعلان الحرب على الحركة في غزة، قال لبيد إنه سيدرس الانضمام إلى حكومة وحدة مؤقتة شريطة طرد حزبي اليمين المتطرف “عوتسما يهوديت” و”الصهيونية المتدينة” بزعامة وزير المالية بتسلئيل سموتريتش من الحكومة.
ومع تقدم الحرب، دعا لبيد باستمرار إلى تشكيل حكومة مؤقتة بديلة وإجراء انتخابات في البلاد، وصرح علنا أنه سيدعم إما غانتس أو آيزنكوت، أو حتى عضو الكنيست البارز من حزب الليكود، يولي إدلشتين، كبديل مناسب لنتنياهو.
ردا على العرض الذي قدمه ممثلو الليكود، أفادت وسائل إعلام عبرية أن لبيد أعاد التأكيد على موقفه في هذا الشأن، ووصف الاقتراح بأنه غير واقعي وقال إنه لن ينضم إلى حكومة برئاسة نتنياهو.
من جانبه، ورد أن ليبرمان رفض بشدة الاقتراح المزعوم الذي عُرض عليه. وبحسب القناة 12، طُلب من ليبرمان ضم حزب “يسرائيل بيتنو” إلى الحكومة، ولكن مع التنبيه بأنه سيبقى في الحكومة حتى بعد انتهاء الحرب.
ويرفض ليبرمان، وهو سياسي يميني متشدد تتوافق سياساته غالبا مع سياسات الليكود وأعضاء آخرين في الإئتلاف، منذ 2019 التفكير في فكرة الجلوس في حكومة يقودها نتنياهو.
حزب المعارضة السابق الوحيد الذي وافق على الانضمام إلى الحكومة كإجراء في زمن الحرب كان حزب “الوحدة الوطنية” برئاسة غانتس، الذي دخل الحكومة مع بداية الحرب على أساس أنه سيعود إلى المعارضة إما عندما تنتهي الحرب أو عندما يصل إلى إدراك بأن وجوده في الحكومة لم يعد يخدم أي غرض.
ونفى الليكود بشدة أنه عرض أي صفقات من هذا القبيل على لبيد أو ليبرمان، واصفا التقارير بأنها “أكاذيب لا أساس لها من الصحة” تهدف إلى “كسر حكومة الوحدة خلال الحرب”.
على الرغم من نفي الليكود تقديم أي عرض من هذا القبيل، رفض حزب “عوتسما يهوديت” فكرة أن يحل لبيد محل بن غفير في وزارة الأمن القومي، حيث قال عضو كبير في الحزب لموقع واينت إن “العرض على حزب يش عتيد بالانضمام على حساب عوتسما يهوديت ليس مفاجئا”.
وأضاف الحزب أنه “في الأسابيع الأخيرة، سمح الليكود لغانتس بقيادة سياسة كابينت [الحرب] الضيق، وكما يبدو فإن الليكود يبحث عن دعم يش عتيد. لقد حان الوقت حقا للعضو الكبير ذاته في الليكود أن يقرر ما إذا كان يريد سياسة يائير لبيد أو سياسة إيتمار بن غفير”، في إشارة على ما يبدو إلى نتنياهو.
بحسب واينت، فإن المحاولات للحصول على دعم “يش عتيد” و”يسرائيل بيتنو” جاءت بينما يسعى الليكود إلى إضفاء الاستقرار على إئتلافه، الذي يجد نفسه على أرض مهزوزة.
منذ الهجوم الذي نفذته حركة حماس في 7 أكتوبر، والذي قُتل فيه حوالي 1200 شخص، واختطاف 250 آخرين واقتيادهم إلى غزة واحتجازهم كرهائن، شهد حزب الليكود الذي يتزعمه نتنياهو انهيارا في استطلاعات الرأي.
وأشار استطلاع في الأسبوع الماضي إلى أن حزب الليكود سيفوز بـ 16 مقعدا فقط إذا أجريت الانتخابات اليوم، مقارنة بـ 32 مقعدا حصل عليها في طريقه للفوز في الانتخابات في نوفمبر 2022.
في الوقت نفسه، تشير استطلاعات الرأي إلى أن حزب “الوحدة الوطنية” بزعامة غانتس سيفوز بما يصل إلى 39 مقعدا، ارتفاعا من المقاعد الـ 12 التي يشغلها أعضاؤه حاليا.
في الوقت نفسه، واجه نتنياهو استياء متزايدا من داخل ائتلافه الحاكم، وخاصة من بن غفير وحزبه.
ولقد هدد وزير الأمن القومي بالتصويت ضد سياسات وإجراءات لا يوافق عليها شخصيا، بما في ذلك ميزانية الحرب 2024، على الرغم من أنه صوت في نهاية المطاف لصالح الميزانية بعد أن ضمن الحصول على مبلغ 2 مليار شيكل إضافي لتمويل وزارته.
كما أنه اختلف مع موقف نتنياهو بشأن غزة في عدة مناسبات، مناقضا تأكيد رئيس الوزراء بأن إسرائيل لا تسعى إلى تهجير الفلسطينيين من خلال تأييده صراحة لفكرة تشجيع الهجرة الطوعية للمدنيين في غزة التي مزقتها الحرب.