الليكود واليمين المتطرف يرفضون انتقادات بايدن؛ وعضو كنيست يقول إن إسرائيل تستطيع الدفاع عن نفسها بمفردها
بن غفير: "لسنا نجمة آخرى على العلم الأمريكي"؛ وأدلى العديد من أعضاء التحالف صباح الأربعاء بتصريحات مماثلة لرد فعل نتنياهو، بينما رد آخرون على بايدن بضراوة أكبر
رد أعضاء ائتلاف رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو صباح الأربعاء بغضب على انتقادات الرئيس الأمريكي جو بايدن الاستثنائية لخطة اسرائيل لإضعاف نظام القضاء بشدة، حيث ذهب أحد أعضاء الكنيست من حزب الليكود الحاكم إلى حد الادعاء بأن إسرائيل “قد تكون أكثر ديمقراطية” من الولايات المتحدة، واتهام الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما بالتسبب في مقتل جنود إسرائيليين خلال عملية عام 2014 في قطاع غزة.
وفي أعقاب التصريحات من اليمين، أصدر نتنياهو تعليمات لأعضاء الحكومة بعدم التعليق على التوترات مع واشنطن.
في غضون ذلك، دانت شخصيات من المعارضة الحكومة ووصفتها بأنها “خطرة”، ووصف مبعوث إسرائيل السابق إلى واشنطن الأزمة الحالية بأنها ربما الأسوأ في العلاقات الثنائية منذ أكثر من 30 عاما، مضيفا أن إدارة بايدن “لا تثق” برئيس الوزراء.
وحث بايدن نتنياهو يوم الثلاثاء على “الابتعاد” عن تشريع الإصلاح القضائي الحالي، قائلا إنه “قلق للغاية” بشأن الديمقراطية الإسرائيلية، وحذر من أن إسرائيل “لا يمكنها الاستمرار في هذا الطريق”.
وقال بايدن للصحفيين: “نأمل أن يتصرف رئيس الوزراء بطريقة تمكنه من محاولة التوصل إلى حل وسط حقيقي، لكن هذا لم يتضح بعد”، مشددا على كلمة “حقيقي”.
كما قال بايدن “لا” بشكل قاطع عندما سئل عما إذا كان سيدعو نتنياهو إلى البيت الأبيض، مضيفا: “ليس في الوقت القريب”.
ويبدو أن تصريحات الرئيس الأمريكي الانتقادية الاستثنائية تتعارض مع مواقف إدارته المعلنة على مدار 24 ساعة الماضية، والتي شهدت إشادة مسؤولين أمريكيين مرارا بقرار نتنياهو يوم الاثنين بتعليق الجهود التشريعية للحد بشكل جذري من سلطة محكمة العدل العليا والدخول في مفاوضات مع المعارضة من أجل التوصل إلى حل وسط بشأن الإصلاح القضائي.
ورد نتنياهو بالإصرار على أنه يسعى لاستعادة “التوازن المناسب بين الفروع الثلاثة للحكومة” من خلال الإجماع. ورفض تحذير بايدن غير المسبوق، وأعلن أن إسرائيل لن تتخذ قرارات بناء على الضغوط الخارجية، حتى من “أفضل الأصدقاء”.
Biden: "Like many strong supporters of Israel I'm very concerned. I'm concerned that they get this straight. They cannot continue down this road. Netanyahu won't be invited to the White House in the near term" pic.twitter.com/YeuH6QbT3c
— Yosef Yisrael (@yosefyisrael25) March 28, 2023
وغرد زعيم المعارضة يائير لبيد صباح الأربعاء، “لعقود، كانت إسرائيل أقرب حليف للولايات المتحدة. الحكومة الأكثر تطرفا في تاريخ البلاد أفسدت ذلك بغضون ثلاثة أشهر”.
ووصف بيني غانتس، زعيم حزب “الوحدة الوطنية” المعارض، تعليقات بايدن بأنها “دعوة استيقاظ عاجلة للحكومة الإسرائيلية”، مضيفا أن “الضرر الذي يلحق بعلاقاتنا مع الولايات المتحدة، أقرب أصدقائنا وأهم حلفائنا، هو ضربة استراتيجية”.
وقالت زعيمة حزب “العمل” ميراف ميخائيلي إن بايدن “قال بطريقته الخاصة إن نتنياهو يشكل خطرا على إسرائيل. هذا هو الوقت للعمل لاستبدال هذه الحكومة الخطرة”.
وأدلى العديد من أعضاء التحالف صباح الأربعاء بتصريحات مماثلة لرد فعل نتنياهو، بينما رد آخرون على بايدن بضراوة أكبر.
وقال وزير الأمن القومي اليميني المتطرف إيتمار بن غفير، الذي أشارت إدارة بايدن مرارا إلى أنها لن تتعامل معه بشكل مباشر، لإذاعة الجيش: “نحن نقدر النظام الديمقراطي هناك، ولكن لهذا السبب تحديدا هم بحاجة إلى فهم أن إسرائيل هي دولة مستقلة وليست نجمة أخرى على علم الولايات المتحدة… يجب أن يكون واضحا في جميع أنحاء العالم: أجرى الناس هنا انتخابات ولديهم رغباتهم الخاصة”.
ومع ذلك، أظهرت سلسلة من استطلاعات الرأي الأخيرة أن انهيار تأييد التحالف الحالي، وأنه من المحتمل أن يخسر ما يصل إلى 11 مقعدا من أصل 64 مقاعده الحالية في الكنيست المكون من 120 عضوا. وحتى في استطلاع للرأي تم بثه يوم الثلاثاء على القناة 14، وهي قناة يُنظر إليها على نطاق واسع على أنها موالية لنتنياهو، كان من المتوقع أن تحصل أحزاب الائتلاف الحالي على 58 مقعدا فقط، مما يعني فقدانها الأغلبية.
وقال عضو الكنيست عن حزب الليكود نسيم فاتوري لراديو 103FM: “لا يمكن أن تتدخل الولايات المتحدة في الشؤون الداخلية لإسرائيل. هذه ديمقراطية، فلما يملي علينا ما يجب أن نفعله؟”
وتابع بانتقاد النظام الأمريكي لاختيار رئيس المحكمة العليا، ووصفه بأنه “غير لائق”، وأضاف: “قد نكون أكثر ديمقراطية من النظام هناك”.
وبالنسبة لاعتماد إسرائيل على الدعم الأمريكي، قال فاتوري: “إذا احتجنا إلى حماية أنفسنا، فسنقوم بذلك بدون الولايات المتحدة إذا لم تدعمنا”.
كما اتهم النائب إدارة أوباما بفرض حظر على تزويد إسرائيل بصواريخ هيلفاير لطائرات هليكوبتر هجومية من طراز أباتشي، واتهم واشنطن مباشرة بالتسبب في مقتل جنود إسرائيليين خلال حرب عام 2014 مع الفصائل المسلحة في غزة.
وقال فاتوري: “كانت هناك حادثة خلال عملية الجرف الصامد عندما قرروا حظر أسلحة صواريخ هيلفاير [لطائرات هليكوبتر] أباتشي… قُتل جنود، كما أعتقد، بسبب الدعم الأمريكي”. وعندما سأله المحاور عما إذا كان يقول إن الجنود الإسرائيليين قتلوا بسبب حظر الأسلحة الأمريكي، أجاب فاتوري: “نعم”.
وقال فاتوري في مقابلة منفصلة مع إذاعة الجيش: “بايدن متأثر بالصحفيين اليساريين وشخصيات المعارضة الإسرائيلية الذين قرروا القيام بانقلاب على القيادة. هل هذا ديمقراطي؟”
وقال زميله في حزب الليكود دان إيلوز: “التدخل المتكرر للإدارة الأمريكية لا يشير إلى وجود علاقة بين أصدقاء وهو غير مقبول. سياسات إسرائيل الداخلية تخص إسرائيل وحدها، ويجب أن تبقى على هذا النحو”.
وغرد وزير الثقافة ميكي زوهار من حزب الليكود أن بايدن “وقع ضحية لأخبار كاذبة تم نشرها في إسرائيل ضد إصلاحنا القانوني المبرر”. ثم حذف التغريدة “احتراما لعلاقتنا المهمة مع أكبر حليف لنا، الولايات المتحدة”، بينما كرر ادعاءاته حول الضرر لإسرائيل نتيجة “الأخبار الكاذبة”.
وهاجم وزير الاتصالات في الليكود شلومو كرعي شخصيات المعارضة لبيد ورئيسة حزب العمل ميراف ميخائيلي، مرددًا الادعاء بأن حملتهم ضد الإصلاح القضائي كانت شبيهة بحركة المقاطعة وسحب الاستثمارات والعقوبات (BDS) المناهضة لإسرائيل.
وقال كرعي لإذاعة “غالي يسرائيل”: “لا يمكن للمرء أن يغضب من بايدن عندما يتأثر بحملة المقاطعة التي تشنها ميراف ميخائيلي ويئير لبيد. نحن نحترم الولايات المتحدة، وهي أعظم صديق لنا، لكننا من ناحية أخرى نتمسك بقيمنا. نحن نحترم بايدن ولكن لدينا حرية. جزء من حريتنا هو تحرير أنفسنا من القيود التي قيدتنا لجيل”.
وانتقد عضو الكنيست من حزب “الوحدة الوطنية” جدعون ساعر، النائب البارز السابق في حزب نتنياهو والذي اختلف معه وهو الآن في المعارضة، بعض ردود الفعل من أعضاء الائتلاف: “لم تسبب أي حكومة مثل هذا الضرر الجسيم للبلاد في مثل هذا الوقت القصير. تصريحات الوزراء وأعضاء الكنيست من حزب الليكود تشهد على فقدان تام للرشد”.
وقال السفير الإسرائيلي السابق لدى الولايات المتحدة داني أيالون إن الأزمة الحالية قد تكون الأسوأ في العلاقات الثنائية منذ عام 1991، عندما منع الرئيس الأمريكي آنذاك جورج بوش الأب تحويل 10 مليارات دولار إلى إسرائيل بسبب عدم ثقته في رئيس الوزراء آنذاك يتسحاق شامير.
وقال أيالون لراديو 103 إف إم: “قد يكون الأمر أسوأ الآن، لأنه في عام 1991 كان الأمر يتعلق بالسياسة الخارجية بشأن المستوطنات. لكن الآن، عندما يرون أن إسرائيل تحارب على خصائصها الأساسية، فإن هذا بالنسبة لهم أمر يزعزع أساس العلاقة بشكل تام”.
وقال أيالون أنه بعد إعلان نتنياهو عن إقالة وزير الدفاع يوآف غالانت – الأمر الذي أثار مسيرات وإضرابات غير مسبوقة أجبرت رئيس الوزراء على وقف الإصلاح الشامل، على الرغم من أن غالانت لم يتلق بعد رسالة إقالة رسمية – تلقى الدبلوماسي السابق مكالمات هاتفية مرتبكة من مسؤولين أمريكيين، بعضهم قال: “حتى يثبت العكس، نتنياهو يشكل خطرا وجوديا على دولة إسرائيل”.
“الأمر بهذا السوء. ليس هذا فقط، لكنه يعرض المصالح الأمنية للولايات المتحدة للخطر. إنهم يتابعون الأمور بقلق. نتنياهو يعرف التركيبة والتقاليد في واشنطن – القيادة السياسية كلها تدور حول انتشار الديمقراطية. بالنسبة لهم، الديمقراطية مثل الدين، فهم لا يساومون”.
وقال أيالون إن رد فعل نتنياهو “يفاقم الوضع”، مضيفا: “ليس لديهم ثقة به”.
مايكل أورن، سفير سابق آخر لدى الولايات المتحدة عينه نتنياهو وخدم تحت قيادته، انتقد بايدن والديمقراطية الأمريكية واستحضر هجوم 6 يناير 2021 على مبنى الكابيتول الأمريكي.
“لا أعتقد أن الدولة التي شهدت تمردًا منذ وقت ليس ببعيد يمكنها من الحديث هم الديمقراطية مع إسرائيل، مع أي شخص آخر أو في الواقع. لا يمكنها إخبارنا بما هو ديمقراطي وما هو غير ديمقراطي”، قال أورين لموفع I24 news.
وأضاف أنه يمكن أن يكون لتصريح بايدن “تأثير مرتد” وأن يحشد الإسرائيليين خلف الحكومة، وانتقد الرئيس الأمريكي لنشره انتقاداته علنا وليس في مكالمة هاتفية. لكنه أضاف أن الأزمة الحالية لا تشكل حضيض في العلاقات.
في غضون ذلك، قال مسؤول أمريكي كبير تحدث مع صحيفة “ذا فوروورد” دون الكشف عن هويته بين عشية وضحاها إن الحكومة الإسرائيلية ارتكبت “خطأ كبير في الحسابات” في فهم رد فعل واشنطن على التغيير القانوني. “من المستحيل أن تكون اسرائيل ترغب في أن تكون في وضعها الحالي”.