إسرائيل في حالة حرب - اليوم 369

بحث

الكنيست يقر “المعقولية” وهو البند الرئيسي الأول في خطة الإصلاح القضائي

تم التصويت النهائي على بند "المعقولية" بالقراءتين الثانية والثالثة وأيده 64 نائبا من الائتلاف الحكومي اليميني المتشدد الحاكم برئاسة نتنياهو، في حين قاطع نواب المعارضة عملية التصويت وخرجوا من القاعة

نواب الائتلاف يتجمعون حول وزير العدل ياريف ليفين لالتقاط صورة سيلفي احتفالية في الكنيست ، بعد إقرارهم أول قانون في خطة الحكومة لاصلاح القضاء ، 24 يوليو، 2023. (Yonatan Sindel / Flash90)
نواب الائتلاف يتجمعون حول وزير العدل ياريف ليفين لالتقاط صورة سيلفي احتفالية في الكنيست ، بعد إقرارهم أول قانون في خطة الحكومة لاصلاح القضاء ، 24 يوليو، 2023. (Yonatan Sindel / Flash90)

أ ف ب – أقر المشرعون الإسرائيليون الاثنين بندا رئيسيا في خطة الاصلاح القضائي المثيرة للجدل يهدف إلى الحد من صلاحيات المحكمة العليا لإلغاء قرارات حكومية.

وبند “حجة المعقولية” هو البند الرئيسي الأول في خطة الإصلاح القضائي المقترح، وبعد التصويت يصبح قانونا نافذا.

وأيد النص 64 نائبا من الائتلاف الحكومي اليميني المتشدد الحاكم برئاسة بنيامين نتنياهو، من أصل 120 نائبا في البرلمان. وتم التصويت النهائي على بند “المعقولية” بالقراءتين الثانية والثالثة وقاطع نواب المعارضة عملية التصويت وخرجوا من القاعة.

تسببت خطة الإصلاح القضائي بانقسام البلاد، وأثارت واحدة من أكبر حركات الاحتجاج في إسرائيل منذ أن اقترحها في مطلع يناير الائتلاف الحكومي الذي شكله بنيامين نتنياهو مع اليمين المتطرف والأحزاب الدينية المتشددة.

ويهدف بند “المعقولية” إلى الحد من صلاحيات المحكمة العليا في اسرائيل لصالح الحكومة، وهو من الأدوات الإجرائية الموجودة بمتناول الجهاز القضائي، وخصوصا قضاة المحكمة العليا.

كانت المحكمة العليا تمارس رقابة قضائية على عمل الأذرع المختلفة للسلطة التنفيذية، المتمثلة بالحكومة ووزاراتها والهيئات الرسمية التابعة لها.

ففي يناير أجبر قرار من المحكمة العليا نتنياهو على إقالة المسؤول الثاني في الحكومة أرييه درعي المدان بتهمة التهرّب الضريبي.

ومن ثم يعطي التعديل الحكومة صلاحية أوسع في تعيين القضاة والوزراء.

رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو (يسار الصورة) ووزير العدل ياريف ليفين يصوتان على قانون “المعقولية” في الكنيست، 24 يوليو، 2023. (Yonatan Sindel / Flash90)

وصل نتنياهو يوم الإثنين إلى الكنيست قبل التصويت النهائي بعد ساعات من خضوعه لعملية زراعة جهاز منظم لضربات القلب.

وعرضت القنوات التلفزيونية مشاهد يظهر فيها نتنياهو يدخل الكنيست، بعد ساعات من مغادرته المستشفى.

وتؤكد الحكومة الإسرائيلية أن مشروع إصلاح النظام القضائي ضروري لضمان توازن أفضل للسلطات من خلال تقليص صلاحيات المحكمة العليا التي تعتبرها مسيسة، فيما يؤكد معارضوه أن من شأنه تقويض الديموقراطية وتحويل إسرائيل إلى ديكتاتورية.

وتظاهر عشرات آلاف الأشخاص من المحتجين ضد الاصلاح القضائي يوم الاثنين بعد احتجاجات الأحد أيضا.

وشكل المحتجون سلاسل بشرية لمنع المشرعين من دخول الكنيست فيما كانت الشرطة ترشهم بخراطيم المياه، بحسب مصوري وكالة فرانس برس .

هزيمة للديمقراطية

وبعد الاعلان عن اقرار البند، خرج المحتجون حاملين الاعلام الاسرائيلية إلى الشوارع الرئيسية.

وقال زعيم المعارضة الوسطي يائير لبيد إن التصويت لم يكن “انتصارا للائتلاف بل هزيمة للديمقراطية الإسرائيلية”. وأضاف: “يمكن للحكومة أن تقرر سياسة لكن ليس أن تغير طابع دولة إسرائيل وهذا ما حدث اليوم”.

زعيم المعارضة يائير لابيد يلقي كلمة أمام الكنيست قبل القراءة الثانية لمشروع قانون “المعقولية”، 24 يوليو، 2023. (Yonatan Sindel / Flash90)

وقال رئيس نقابة العمال (الهستدروت ) أرنون بار دافيد: “في الأيام القليلة الماضية، بذلت كل ما في وسعي للتوصل إلى حل وسط رغبت فيه غالبية الشعب في دولة إسرائيل”

“كانت الخلافات التي بقيت صغيرة وتستحق الوساطة، لكن كل جهود الوساطة فشلت بسبب النزوات السياسية لدى الجانبين. لقد كانت ساعة اختبار للقيادة المسؤولة ويجب أن نقول بصدق أن هناك صناع قرار غلَّبوا اعتبارات ذاتية ضيقة على مصلحة المجتمع الإسرائيلي”.

وشدد بار دافيد أن “من الآن فصاعدا، أي تقدم أحادي الجانب في الإصلاح ستكون له عواقب وخيمة. في الأيام المقبلة سأدعو إلى تحرك عمالي عام في الاقتصاد وتفعيله عند الضرورة حتى الإغلاق الكامل”.

أرنون بار دافيد ، رئيس الاتحاد العام لنقابات العمال الإسرائيلية-الهستدروت، يتحدث في مؤتمر في تل أبيب، 7 ديسمبر، 2022. (Tomer Neuberg / Flash90)

كما أغلقت مصالح تجارية كبيرة في البلاد يوم الاثنين احتجاجا على الاصلاحات القانونية.

وأعلن “منتدى الأعمال الإسرائيلي” الذي يمثل نحو 150 من كبار شركات القطاع الخاص الإضراب الإثنين في محاولة “لوقف التشريع الأحادي الجانب وإجراء حوار”.

واضاف المنتدى في بيان انه “يجب أن نتوصل إلى تفاهمات لمنع الضرر الكبير الذي يلحق بالاقتصاد والصدع الذي يمزق المجتمع”.

وقالت الشرطة إنها “اوقفت 12 من مثيري الشغب من المحتجين الذين حاولوا اغلاق الطرق”.

وحاول الرئيس الاسرائيلي يتسحاق هرتسوغ ايجاد حلول توافقية بين المعارضة وحكومة نتنياهو المتشددة قبل التصويت، لكنه فشل.

حالة طوارىء أمنية 

قال هرتسوغ في بيان الاثنين: “نحن في حالة طوارئ وطنية، حان وقت المسؤولية. نحن نعمل على مدار الساعة بكل الطريق الممكنة لإيجاد حل. هناك أسس للتفاهمات، لكن الفجوات التي تتطلب من الجانبين إظهار المسؤولية لا تزال قائمة”.

الرئيس يتسحاق هرتسوغ في القدس، 14 يونيو، 2023. (Noam Revkin Fenton / Flash90)

وقالت وزارة الدفاع الاسرائيلية إن رئيس الوزراء ووزير الدفاع أصدرا تعليمات للجيش بإطلاع الوزراء على الوضع الأمني واستعداد الجيش.

ويتهم معارضون نتنياهو الذي يحاكم بتهم الفساد أمام القضاء، بتضارب مصالح فيما وصفه بعض المحتجين بأنه “وزير الجريمة”.

وقال شهاف كوشينسكي (34 عاما) وهو موظف في مجال التكنولوجيا المتطورة كان يحتج قرب الكنيست: “اليوم من المحتمل أن يتم تشريع القانون الأول في البرلمان الذي سيبدأ في إسقاط ديموقراطية إسرائيل”.

وأضاف: “سيعطي هذا للحكومة سلطة غير محدودة… هذه هي البوابة إلى الديكتاتورية ولهذا نحن هنا، نحن نقاتل من أجل ديموقراطيتنا”.

نشطاء ضد الإصلاح يغلقون طريقا خلال احتجاج على خطة الحكومة لإصلاح القضاء، بالقرب من الكنيست في القدس، 24 يوليو، 2023. (Chaim Goldberg / Flash90)

حض الرئيس الأميركي جو بايدن يوم الأحد إسرائيل على عدم المضي قدما بتمرير إصلاحات قضائية “مثيرة للانقسام”، نظرا إلى التحديات الأخرى التي تواجه حليفة الولايات المتحدة.

وقال بايدن في بيان أنه “من غير المنطقي أن يستعجل القادة الإسرائيليون هذا الأمر… التركيز يجب أن يكون على توحيد الناس وتحقيق إجماع”.

اقرأ المزيد عن