الكاتب دافيد غروسمان لآلاف المشاركين في مظاهرة تطالب بانتخابات وصفقة رهائن: “كل شيء معلق بخيط رفيع”
رئيس الشاباك الأسبق ديسكين يصف نتنياهو بأنه أسوأ رئيس وزراء في تاريخ إسرائيل؛ الآلاف يحتفلون بعيد ميلاد الرهينة نعمة ليفي العشرين؛ اعتقال 3 أشخاص وسط اشتباكات عنيفة مع الشرطة في تل أبيب

شارك عشرات الآلاف من الإسرائيليين في عشرات المناطق في احتجاجات مناهضة للحكومة ليلة السبت، مطالبين بإجراء انتخابات جديدة وعودة الرهائن المحتجزين في غزة.
ويخرج المتظاهرون إلى الشوارع كل ليلة سبت منذ أشهر احتجاجا على تعامل الحكومة مع الحرب، التي بدأت في 7 أكتوبر، عندما قام الآلاف من المسلحين بقيادة حماس باقتحام جنوب إسرائيل، مما أسفر عن مقتل 1200 شخص واختطاف 251 آخرين.
في شارع “كابلان” في تل أبيب، دعا دافيد غروسمان، أحد أشهر الأدباء الإسرائيليين والحائزة على جائزة إسرائيل في الآداب لعام 2018، الإسرائيليين إلى ملء الشوارع بالمظاهرات والنضال من أجل البلاد، في قصيدة قرأها للمتظاهرين.
وقال: “هناك شخص ما وشيء ما للقتال من أجله. من أجل هدية كهذه، من الحياة، لن نحصل عليها مرة أخرى أبدا… الآن هو الوقت للنهوض والعيش. أن نكون شعبا أو لا نكون، أن نكون شعبا أو لا نكون… كل شيء معلق بخيط رفيع”.
متحدث آخر في شارع كابلان كان رئيس جهاز الأمن العام (الشاباك) الأسبق يوفال ديسكين، الذي هاجم رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووصفه بأنه “رئيس الوزراء الأسوأ والأكثر فشلا في تاريخ الدولة”.
ديسكين، الذي قاد الشاباك من عام 2005 حتى 2011، دعا إلى إجراء انتخابات بأسرع وقت ممكن.
وقال ديسكين: “لأسابيع عديدة، رفضت طلبات الانضمام إلى الاحتجاجات. لقد أخبرني شيء عميق بداخلي أن الوقت لم يحن بعد، وأنه ربما ليس من الصواب تغيير الحكومات أثناء الحرب، وأن الوحدة هي الشيء الأهم”.
وأضاف: “لكنني أجد نفسي مندهشا، كل يوم، من عدم جدوى الحكومة، والإدارة الفاشلة للحرب، وكذبة ’النصر الكامل’، والتهرب التام من المسؤولية، وتدمير علاقاتنا الاستراتيجية مع الولايات المتحدة، وربما أكثر من ذلك، وفوق كل ذلك، تضييع كل فرصة لإعادة إخواننا وأخواتنا المختطفين، الذين ما زالوا يعانون في أسر حماس في غزة”.

كما تم تنظيم مظاهرة في شارع “كينغ جورج”، خارج “بيت جابوتنسكي”، حيث مقر حزب “الليكود” الحاكم. وحمل بعض المتظاهرين لافتات تطالب بإجراء انتخابات مبكرة، بينما حمل آخرون لافتات تطالب بوقف القتال في غزة.
وبعد انتهاء التجمع الرئيسي هناك، بقي بعض المتظاهرين وأغلقوا الطريق وأحرقوا الإطارات. وتحركت خيالة الشرطة لتفريق الحشد، وفتحت الطريق وألقت القبض على ثلاثة متظاهرين.
في مقطع فيديو، بالإمكان رؤية خيالة الشرطة تسير وسط الحشود وتقوم بدفع المتظاهرين جانبا بواسطة الخيول. وبينما بدا أن الشرطة قامت بدفع العديد من الأشخاص تدخل متظاهرون آخرون في محاولة لمنع الشرطة من إلحاق الأذى بأولئك الذين يتعرضون للدفع.
إحدى الأشخاص الذين تعرضوا للدفع من قبل الشرطة كانت مراسلة القناة 12. ولقد اعتذرت الشرطة في وقت لاحق عن الحادثة.
שוטר מעיף בכוח את יולן כהן מחדשות 12 pic.twitter.com/ToED9fig7p
— לירי בורק שביט (@lirishavit) June 22, 2024
وكان من بين المتظاهرين النائب عن حزب “العمل” غلعاد كاريف، الذي صرخ على الشرطة طالبا منها الابتعاد عن الأرصفة، وحذر من أن انتشارها غير قانوني.
وقالت الشرطة إن بعض المتظاهرين استخدموا العنف ضد عناصرها.

المظاهرة “الأكبر” في القدس
في هذه الأثناء، في القدس، تظاهر الآلاف خارج مقر إقامة نتنياهو في شارع “عزة” فيما وصفه المنظمون بأنه أكبر احتجاج ليلة السبت هناك منذ 7 أكتوبر، على الرغم من عدم الكشف عن عدد رسمي للحاضرين.
وجاء الاحتجاج الكبير نسبيا في أعقاب أسبوع كامل من المظاهرات المناهضة للحكومة في العاصمة.
وسار المتظاهرون بقيادة ذوي رهائن حماس في شارع “كينغ جورج”، وهم يهتفون مطالبين بالتوصل إلى اتفاق فوري وإجراء انتخابات مبكرة واتهموا حكومة نتنياهو بالتخلي عن البلدات في شمال إسرائيل، والتي نزح حوالي 60 ألف من سكانها منذ أكثر من ثمانية أشهر بسبب القصف شبه اليومي من قبل منظمة حزب الله.
وهتف المتظاهرون “من سيتهم بأمر الأشخاص الذين تم إجلاؤهم؟” وهم يحملون لافتات تحمل أسماء بلدات إسرائيلية مختلفة في شمال البلاد، كُتب اسم كل منها على خلفية نيران.
عندما وصل المتظاهرون إلى وجهتهم خارج مقر إقامة نتنياهو، شاركوا في مسيرة مشتركة نظمها الفرع المحلي لمنتدى عائلات المخطوفين والمفقودين وحركة “حماية بيتنا المشترك” المناهضة للحكومة.

استهل عوفر هافاكوك، وهو جندي احتياط وطبيب في مستشفى “إيخيلوف”، كلمته متحدثا عن حادثة نقل الطبيبة المتطوعة تال فايسباخ، التي أصيبت في وجهها الأسبوع الماضي جراء استخدام الشرطة خرطوم مياه مما عرض بصرها للخطر، إلى المستشفى.
وقال هافاكوك: “لا نحتاج أن نسأل ما إذا كانت الشرطة مذنبة، بل علينا أن نسأل من أرسلهم”، في إشارة إلى وزير الأمن القومي اليميني المتطرف إيتمار بن غفير، الذي يشرف على الشرطة.
وفي دعوتها إلى صفقة الرهائن، قالت الدكتورة دافنا شيفيت للحشد إنه خلافا لشعار الحكومة فإنه “لا يوجد ’نصر مطلق’، فقط تنازلات مؤلمة، ولكنها ضرورية وجديرة بالاهتمام”، وأضافت أن مثل هذه التنازلات الجديرة بالاهتمام “لن تحدث مع هذه الحكومة”.
عيد ميلاد في الأسر
كما نظم منتدى عائلات المخطوفين والمفقودين مظاهرات في أرجاء البلاد، تضمنت كلمات ألقاها رهائن أطلقت حماس سراحهم من الأسر في نوفمبر.
ويُعتقد أن 116 رهينة اختطفتهم حماس في 7 أكتوبر ما زالوا في غزة – وليس جميعهم على قيد الحياة. وقالت حماس مرارا إنها لن تطلق سراحهم إلا في إطار إنهاء الحرب بشكل دائم، وهو مطلب ترفضه إسرائيل.
وفي إحدى المظاهرات، تظاهر الآلاف في تل أبيب لإحياء الذكرى العشرين لميلاد الرهينة نعمة ليفي.
وأطلق المتظاهرون بالونات وهتفوا على إيقاع الطبول، وتقاسموا كعكات صغيرة مزينة بشموع عيد الميلاد، بينما طالبوا بالإفراج عن جميع الرهائن.
وقال يوني ليفي (52 عاما)، والد نعمة، وهو يرتدي قميصا عليه صورة ابنته: “إنها بحاجة إلى أن تكون هنا مع عائلتها، مع أصدقائها”.
وقال مخاطبا ابنته: “إنني أتخيل بالضبط ما كنت ستفعلينه اليوم. كنا سنقوم بتجهيز طاولة مليئة بالحلوى والبالونات والهدايا لك كما نفعل كل عام. كم كان من الممكن أن يكون هذا اليوم سعيدا”.
وأضاف: “بدلا من ذلك، أنت هناك، في الظلام، منذ 260 يوما. هذا العام، الحلوى لا طعم لها ولا توجد رغبة للهدايا”.
بعد أن تم اختطافها من قاعدة “ناحل عوز” العسكرية، ظهر على “تلغرام” مقطع فيديو لحماس تظهر فيه ليفي وهي تُسحب من شعرها من الجزء الخلفي لشاحنة صغيرة سوداء ثم تُدفع إلى المقعد الخلفي. وفي الفيديو، كانت مقيدة اليدين، وحافية القدمين، وكان الجزء السفلي من بنطالها مغطى بالدماء وبالتراب.
وتحدث شقيقها الأكبر عميت لوكالة “رويترز” يوم الخميس عن ذكرياته مع أخته، وأشار إلى وجهها الباسم في صورة بإحدى المجلات مصحوبة بعنوان “أعيدوها إلى الديار”.
وقال: “حقا لم أعد قادرا على الانتظار حتى أرى هذه الابتسامة عندما تعود قريبا”.

متحدثة أخرى كانت إيلانا غريتفسكي (30 عاما)، التي تم اختطافها من منزلها في كيوتس نير عوز في 7 أكتوبر، مع شريكها، ماتان تسنغاوكر، الذي لا يزال في الأسر.
وقالت للمتظاهرين في تل أبيب: “لقد احتجزتني وحوش بشرية لمدة 55 يوما. منذ أن تحررت، جسدي هنا، لكن روحي لا تزال هناك”.
وقالت غريتفسكي إنها شاهدت أثناء وجودها في الأسر لقطات من الاحتجاجات في إسرائيل، ووصفتها بأنها “المرة الأولى التي شعرت فيها أنني لم أُنسي، وأن الناس يقاتلون من أجلنا”. وقالت للمتظاهرين أنه عند عودتها، “لم يكلف أحد من الوزراء نفسه عناء الاتصال بي ليسألني عن حالي”.
وخاطبت عيناف تسنغاوكر، التي لا يزال نجلها ماتان محتجزا كرهينة في غزة، نتنياهو مباشرة قائلة: “سأحرص شخصيا على محاكمتك عن كل شخص قُتل في 7 أكتوبر، وعن كل رهينة دخل [غزة] حيا وعاد ميتا”.
وجاءت المظاهرات بعد “أسبوع التشويش”، حيث احتشد المتظاهرون وأغلقوا الطرق السريعة وتجمعوا أمام الكنيست، مطالبين بإجراء انتخابات.

تشاؤم إسرائيلي بشأن صفقة رهائن
مع تنظيم المظاهرات مساء السبت، نقلت أخبار القناة 12 عن مصدر دبلوماسي إسرائيلي رفيع المستوى لم يذكر اسمه قوله إن إسرائيل ذهبت إلى أبعد ما يمكن في اقتراحها بشأن اتفاق لوقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن، وأن “الكرة في ملعب حماس”.
وقال المصدر “إذا قامت حماس بدورها، فإن إسرائيل ستوقف الحرب في الوقت المحدد في الاتفاق، إلى جانب إطلاق سراح جميع الرهائن”.
وفي معرض تقديمه لما وصفه التقرير بنظرة عامة متشائمة، قال المصدر إنه لا توجد طريقة أمام إسرائيل للمضي قدما: “لقد ذهبت إسرائيل إلى أبعد ما يمكن أن تذهب إليه، وتبنى [الرئيس الأمريكي جو] بايدن إطار العمل، ومجلس الأمن التابع للأمم المتحدة صوت لصالح الإطار الذي بموجبه تنهي إسرائيل الحرب”.
وأضاف المصدر أنه على الجانب الإسرائيلي “لا يوجد ما يمكن مناقشته”.
لكن للأسف، حسبما أضاف المصدر، “ليس لدى الوسطاء نفوذ على [قائد حماس في غزة يحيى] السنوار في النفق – أو على الأقل ليس بما فيه الكفاية، فهو من يقرر”.
إذا وافقت إسرائيل على طلب حماس بالالتزام بإنهاء الحرب مقدما، قبل إطلاق سراح أي رهائن، فإن الحركة “سوف تمارس الحيل ولن تطلق سراحهم جميعا”، على حد قول المصدر.
وأضاف المصدر “لن نتخلى عن النفوذ الذي يوفره الضغط العسكري. هذا كل ما تبقى لدينا”.
وكانت حماس قد ردت على العرض الإسرائيلي قبل 10 أيام بتعديلات مختلفة، وصف وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن بعضها بأنه غير قابلة للتنفيذ.
وقد أصر نتنياهو مرارا على أن شروط الاقتراح الإسرائيلي، الذي لم يتم نشره بالكامل، تمكن من تحقيق أهداف إسرائيل المعلنة المتمثلة في تدمير قدرات الحكم العسكرية والمدنية لحماس وإعادة جميع الرهائن إلى الديار، وأن الحرب لن تنتهي حتى يتم تحقيق هذه الأهداف.