القيادي في حماس حسن يوسف ليس المشكلة، وإسرائيل تدرك ذلك
قد تكون حماس هدفا سهلا، ولكن إعتقال قيادتها وعدم الإقتراب من المسؤولين في السلطة الفلسطينية لن يغير الكثير
افي يسسخاروف، محلل شؤون الشرق الأوسطفي تايمز أوف إسرائيل ، كما وتستضيفه عدة برامج إذاعية وتلفزيونية كمعلق على شؤون الشرق الاوسط. حتى عام ٢٠١٢ شغل يساسخارف وظيفة مراسل الشؤون العربية في صحيفة هارتس بالاضافة الى كونه محاضر تاريخ فلسطيني معاصر في جامعة تل ابيب. تخرج بإمتياز من جامعة بن جوريون مع شهادة بكلوريوس في علوم الشرق الاوسط واستمر للحصول على ماجيستير امتياز من جامعة تل ابيب في هذا الموضوع. كما ويتكلم يساسخاروف العربية بطلاقة .
في كل عام تقريبا تجري الطقوس نفسها. الشيخ حسن يوسف، أحد أبرز قادة حماس السياسيين في الضفة الغربية، يتم إعتقاله على يد قوات الأمن الإسرائيلية وإحتجازه لستة أشهر بأمر إعتقال إداري. بعد ذلك يتم إطلاق سراحه، يمر بعض الوقت ويتم إعتقاله مجددا.
سبب الإعتقال هذه المرة هو “التحريض والعنف”.
تحريض يوسف في الأيام الأخيرة تضمن تحذيرات من أنه إذا استمرت السلطة الفلسطينية بقمع “الإنتفاضة” سيؤدي ذلك إلى تصادم فلسطيني داخلي.
إذا قارنا كلمات هذا المسوؤل البارز في حركة حماس بتصريحات حركة فتح في الفترة الأخيرة، فإن التصريحات الصادرة عن حركة فتح تبدو أكثر تطرفا. عندما يصف مسؤولن في الحركة الهجمات مرة تلو الأخرى بـ”العمليات البطولية” فمن الصعب القول أن هذه الكلمات أقل تحريضا من تصريحات يوسف.
قد يكون يوسف بالفعل يحرض على العنف وينبغي إعتقاله. للحصول على صورة أوضح، سيكون علينا أن ننتظر لنرى إذا كان سيتم تقديم يوسف للمحاكمة أو أنه سيتم إعتقاله إداريا وإطلاق سراحه بعد حوالي 6 أشهر.
مع ذلك، في ضوء إعتقالاته الأخيرة – والإفراج عنه الذي يتبعها دائما – يبدو أن إسرائيل تجد أنه من المريح أكثر بالنسبة لها تسليط الضوء على الشيخ (60 عاما) بدلا من تسليطه على قيادة السلطة الفلسطينية. بكلمات أخرى، هذه خطوة رمزية تهدف إلى التنفيس عن البخار وإظهار وكأنه يتم إتخاذ إجراءات لوقف موجة الهجمات الأخيرة.
المشكلة، للأسف، هي أنه لا يوجد ليوسف تأثير حقيقي على الشبان الذين يخططون لإرتكاب عمليات طعن إنتحارية أو هجمات مماثلة في القدس الشرقية وبئر السبع والخليل. لا يوجد للشيخ أي تأثير تقريبا على أنشطة القاعدة الشعبية.
علاوة على ذلك، خلال لقاء قبل بدء التصعيد الأخير، حاول يوسف التلميح بأن حماس في الضفة الغربية معنية بوقف إطلاق النار – وهو موقف مناقض تماما لموقف قيادة حماس في غزة، التي قامت بكل ما هو ممكن للتشجيع على تصعيد خطير في الضفة الغربية.
المحاولات المتكررة التي بذلتها الحركة للبدء بإنتفاضة شعبية لم تأت بثمارها حتى الآن. على الرغم من التدهور في شعبية عباس في الشارع الفلسطيني، حتى الآن على الأقل، لم تتمكن حماس من إظهار القدرة على قيادة الشعب إلى إنتفاضة شعبية. خلال “يوم الغضب” يوم الجمعة الماضي، تمكنت الحركة من إقناع بضعة الآلاف من الفلسطينيين فقط بالنزول إلى الشوارع.
بإمكان حماس إشعال الضفة الغربية من خلال العمليات الإرهابية. هجوم إطلاق النار الذي قتل الزوجين هينكين نجح بتصعيد الوضع الحالي بصورة كبيرة، ولكن حتى الآن لا توجد تحذيرات أمنية محددة حول هجمات إنتحارية بأسلوب الإنتفاضة الثانية.
ولكن في الوقت الحالي، على الأقل، في حين أن هناك معلومات إستخباراتية حول الرغبة بتنفيذ هجمات إطلاق نار في الضفة الغربية أو إستخدام عبوات ناسفة على جانب الطرق، فإن التقدير الإسرائيلي هو ان حماس لا تملك البنى التحتية العسكرية الكافية في الضفة الغربية لتنفيذ هجمات إنتحارية كبيرة ومن غير الواضح حتى إذا كانت هناك رغبة في تنفيذ هذا النوع من الهجمات.
إذا كان هناك هجوم إنتحاري وأدت البصمات إلى حماس، فإن الرد الإسرائيلي سيكون موجها إلى قطاع غزة. وحتى قادة حماس في القطاع لا يريدون حدوث ذلك.