القوات الجوية الإسرائيلية في حالة تأهب قصوى تحسبا لاستئناف الحوثيين هجماتهم على إسرائيل
إسرائيل تتحقق مما إذا كان الصاروخ القادم من اليمن، والذي سقط في مصر، كان يستهدف إسرائيل، في حين يعلن البيت الأبيض أن ضربات أمريكية مكثفة قتلت "عددًا" من قادة الحوثيين

كانت القوات الجوية الإسرائيلية في حالة تأهب قصوى يوم الأحد تحسباً لهجمات محتملة بالصواريخ والطائرات المسيرة من قبل الحوثيين في اليمن، في حين قال البيت الأبيض إنه استهدف قادة الجماعة في ضربات مكثفة وتعهد بمواصلة ذلك.
وكانت إسرائيل قد رفعت مستوى تأهب سلاح الجو الأسبوع الماضي، بعد أن هددت الجماعة المدعومة من إيران باستئناف هجماتها على إسرائيل.
وقد أوقف الحوثيون هجماتهم على إسرائيل وعلى طرق الشحن العالمية عندما دخل وقف إطلاق النار في غزة حيز التنفيذ في يناير. لكن الجماعة أعلنت الأسبوع الماضي أنها ستستأنف هجماتها حتى ترفع إسرائيل حصارها عن المساعدات إلى القطاع، والذي فرضته في 2 مارس بعد انتهاء المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار والرهائن.
وشنت الولايات المتحدة حملة قصف كبيرة في اليمن يوم السبت.
ثم، خلال الليل بين السبت والأحد، تم إطلاق صاروخ من اليمن سقط في مصر. وقال الجيش الإسرائيلي إنه يحقق فيما إذا كان الصاروخ قد استهدف إسرائيل.
وقال البيت الأبيض يوم الأحد إن الضربات الأمريكية قتلت “عددًا” من قادة حوثيين في اليمن، مضيفاً أن إيران “تلقت تحذيراً” لوقف دعمها للجماعة وهجماتها على الشحن في البحر الأحمر.

وقال مستشار الأمن القومي مايكل والتز لشبكة “إيه بي سي” الإخبارية إن الضربات الجوية يوم السبت “استهدفت بالفعل العديد من قادة الحوثيين وقضت عليهم”.
وأضاف في ظهور منفصل على قناة “فوكس نيوز”: “لقد ضربناهم بقوة ساحقة وحذرنا إيران بأن الكيل قد طفح”.
وفي ظهور آخر على قناة “فوكس نيوز”، قال والتز إن الضربات “تحذير لإيران من أن الكيل قد طفح”.
وتوعّد وزير الدفاع الأميركي بيت هيغسيث الأحد بشن حملة صاروخية “لا هوادة فيها” حتى تتوقف هجمات الحوثيين.
وفي حديثه لشبكة “فوكس نيوز”، قال هيغسيث إن الحملة جاءت ردًا على عشرات الهجمات التي شنها الحوثيون على السفن منذ نوفمبر 2023، وكانت بمثابة تحذير لإيران لوقف دعم الجماعة.
وقال: “هذا سيستمر حتى تقولوا: توقفنا عن إطلاق النار على السفن. توقفنا عن استهداف الأصول”.
وتعهدت الجماعة المتمردة المدعومة من إيران بمقابلة “التصعيد بالتصعيد” بعد موجة الضربات الأمريكية التي أفاد المتحدث باسم وزارة الصحة التابعة للحوثيين أنيس الأصبحي الأحد بأنه أسفر عن مقتل “53 شهيدا بينهم 5 أطفال و2 نساء. عدد الجرحى 98 جريحا بينهم 9 أطفال و9 نساء”.

أظهرت لقطات على وسائل الإعلام التابعة للحوثيين أطفالاً وامرأة يتلقون العلاج في غرفة الطوارئ بالمستشفى، من بينهم فتاة مصابة بالذهول وساقاها سوداوان ملفوفتان بالضمادات.
في صنعاء، قال مالك (42 عاما) لفرانس برس “هذه أول مرة أخاف فيها هكذا في حياتي منذ بداية الحرب”.
وتابع الأب لثلاثة أطفال “قصف أمس في الجراف (شمال صنعاء) كان مرعبا بشكل غير طبيعي، ست ضربات متتالية”.
وكان ترامب أول من أعلن عبر منصته للتواصل الاجتماعي “تروث سوشل”، شنّ الضربات الأميركية.
وكتب “إلى جميع الإرهابيين الحوثيين، انتهى وقتكم، ويجب أن تتوقف هجماتكم، بدءا من اليوم. إذا لم تفعلوا ذلك، سينهمر عليكم الجحيم مثلما لم تروا من ذي قبل!”.
ودعا من جهة أخرى طهران إلى الكفّ عن دعم المتمردين “فورا”.
وأضاف “دعم الإرهابيين الحوثيين ينبغي أن يتوقف فورا. لا تهددوا الشعب الأميركي ورئيسه (…) وطرق الملاحة البحرية العالمية. وإذا فعلتم ذلك، حذارِ، لأن أميركا ستحملكم كامل المسؤولية”.
وذكر زعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي اليوم الأحد أن الجماعة ستستهدف السفن الأمريكية في البحر الأحمر ما دامت الولايات المتحدة مستمرة في هجماتها على اليمن.
وردّت طهران اليوم على لسان وزير خارجيتها عباس عراقجي بالقول على منصة إكس، إن الولايات المتحدة “ليس لها الحق في إملاء” سياسة إيران الخارجية.
وقال المكتب السياسي للحوثيين في بيان “قواتنا المسلحة اليمنية على أتم الجاهزية لمواجهة التصعيد بالتصعيد”.

والحوثيون الذين يسيطرون على جزء كبير من اليمن منذ أكثر من عقد هم جزء من “محور المقاومة” الذي يضم جماعات موالية لإيران تعادي بشدة إسرائيل والولايات المتحدة. وشنّ الحوثيون عشرات الهجمات بطائرات مسيّرة وصواريخ على سفن تعبر البحر الأحمر وخليج عدن.
ووفقا للمتحدث باسم البنتاغون شون بارنيل، فإن الحوثيين “هاجموا سفنا حربية أميركية 174 مرة وسفنا تجارية 145 مرة منذ عام 2023”.
وقد شلت هذه الهجمات الممر البحري الحيوي الذي تمر عبره نحو 12% من حركة الشحن العالمية، ما أجبر العديد من الشركات على اللجوء إلى طرق بديلة مكلفة.
وأطلق المتمردون المدعومون من إيران نحو 40 صاروخا باليستيا منذ نوفمبر 2023 وحتى قبل أيام فقط من توصل إسرائيل إلى اتفاق وقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن مع حماس. كما أطلق الحوثيون العديد من المسيّرات الهجومية على إسرائيل، بما في ذلك مسيّرة قتلت مدنيًا وأصابت آخرين في تل أبيب في يوليو. وردًا على هذه الهجمات، نفذت إسرائيل عدة غارات على مواقع للحوثيين في اليمن.
من جهتها دانت حركة حماس الضربات الجوية الأميركية، قائلة إنها “انتهاكا صارخا للقانون الدولي، بالاعتداء على سيادة واستقرار اليمن الشقيق”.
في وقت سابق من هذا الشهر، أعادت إدارة ترامب تصنيف الحوثيين كـ”منظمة إرهابية أجنبية”، وحظرت أي تعامل أمريكي معها.
ساهم طاقم “تايمز أوف إسرائيل” في إعداد هذا التقرير