القوات الإسرائيلية تهدم خمسة بؤر استيطانية غير قانونية في الضفة الغربية بعد هجمات على جنود
محكمة تطلق سراح 3 مشتبه يهم في حادثة عنف مستوطني "هار حتسور"؛ قادة المستوطنين وسياسيون يدينون أعمال العنف الأخيرة؛ رئيس الأركان يحذر: "كارثة تطرق بابنا"

قامت القوات الإسرائيلية يوم الاثنين بإخلاء وهدم خمس بؤر استيطانية غير قانونية، من بينها بؤرة “هار حتسور” التي شهدت اعتداءات عنيفة من قبل مستوطنين على جنود الجيش الإسرائيلي ليلة الجمعة الماضية، وفقا لما أفاد به نشطاء المستوطنين.
وتأتي هذه الإجراءات في ظل حادثة “هار حتسور”، بالإضافة إلى احتجاج عنيف من نشطاء مستوطنين متطرفين في قاعدة لواء بنيامين العسكرية في الضفة الغربية، وهجوم حرق متعمد على منشأة أمنية للجيش الإسرائيلي في المنطقة.
وأدان قادة المستوطنين أعمال العنف الأخيرة، حيث دعا رئيس مجلس “يشع” الاستيطاني الشرطة إلى القبض على المسؤولين عن هجوم الحرق وتقديمهم للمحاكمة بأسرع وقت ممكن.
وخلال زيارة له إلى قيادة الجيش الإسرائيلي في الضفة الغربية يوم الاثنين، قال رئيس أركان الجيش إيال زمير أن العنف “غير مقبول”، وذلك بعد أن أدان رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وسياسيون كبار آخرون الهجمات.
ونقل عن زمير قوله بخصوص ظاهرة عنف المستوطنين المتصاعدة: “المهمة واضحة — الحفاظ على الأمن، حماية المدنيين، وتعزيز دفاع المستوطنات، مع رفض التصرفات غير المقبولة للمجموعات المتطرفة والعنيفة”.
وأضاف زمير: “يجب ألا نسمح بتطور ظواهر قد تخرج عن السيطرة وتؤدي إلى انهيار الحكم. الكارثة تطرق بابنا — وإلى جانب الأجهزة الأمنية، هناك حاجة ماسة لاستجابة سريعة وشاملة”.

كما أفرج يوم الاثنين عن ثلاثة أشخاص اعتقلوا على خلفية حادثة “هار حتسور”، بعد أن رفضت محكمة اللد المركزية استئناف الشرطة على قرار محكمة أدنى بالإفراج عنهم.
وبحسب نشطاء المستوطنين، تم هدم خمس بؤر استيطانية غير قانونية، وهي مستوطنات لا تحظة بموافقة الحكومة، خلال يوم الاثنين.
أخلت الشرطة وإدارة الشؤون المدنية بؤرة “مكيني أبراهام” الزراعية غير القانونية في منطقة غوش عتصيون جنوب الضفة الغربية، وتم هدم منازل وحظيرة ماعز ومصادرة مواد بناء.
كما هُدمت مبانٍ في بؤرة أخرى في منطقة غوش عتصيون قرب مستوطنة “ميتساد”، وصادرت قوات الأمن معدات من الموقع.
بينما أُخليت بؤرة أخرى قرب مستوطنة “بات عين” في نفس المنطقة.
وفي منطقة بنيامين وسط الضفة، هدمت قوات الجيش والشرطة عدة مبانٍ في “هار حتسور” لم تكن قد هُدمت ليلة الجمعة.
كما هدمت قوات الأمن بؤرة أخرى قرب مستوطنة شيلو.
وأكد الجيش الإسرائيلي إجراء عمليات الهدم.
وفي أعقاب حرق المنشأة الأمنية وأعمال الشغب في قاعدة الجيش، تحدث رئيس مجلس “يشع” يسرائيل غانتس مع قائد الشرطة في المنطقة و”طالب” الشرطة بالتحرك بسرعة للقبض على كل من ألحق الضرر بممتلكات الجيش الإسرائيلي وتقديمهم للعدالة.
وقال غانتس: “يجب أن يجلسوا في السجن. أتوقع أن يتم تخصيص كل موارد الشرطة لهذا الغرض”.
وأصدر مجلس “يشع” بياناً قال فيه إن المنظمة “تدين بشدة كل عمل عدائي ضد جنود الجيش الإسرائيلي”، مضيفاً أن “أي هجوم أو ضرر [يلحق بهم] يسيء بشكل بالغ لقيم اليهودية والاستيطان”.
وأضاف المجلس: “لا يجب أن تقوم مجموعة صغيرة من المجرمين بتلويث المشروع الاستيطاني بأكمله، أو المستوطنين، أو الشباب الرائعين الذين يخدمون الاستيطان في جميع أنحاء البلاد”.
كما أدان نتنياهو ووزير الخارجية غدعون ساعر الهجمات، وقال وزير الدفاع يسرائيل كاتس إنه سيعقد “اجتماعاً عاجلاً” بشأن تلك الاعتداءات التي جاءت بعد موجة عنف من المستوطنين في قرية فلسطينية الأسبوع الماضي.
وكتب نتنياهو في بيان “لا توجد دولة متحضرة يمكنها أن تتسامح مع أفعال عنيفة وفوضوية مثل إحراق منشأة عسكرية أو الإضرار بممتلكات الجيش الإسرائيلي أو الاعتداء على عناصر الأمن من قبل مواطنين في الدولة”. ودعا سلطات إنفاذ القانون إلى التحقيق في الحادثة ومقاضاة “مثيري الشغب”.
ودافع نتنياهو عن جمهور المستوطنين الأوسع، واصفاً المشاركين في الهجمات بأنهم أقلية هامشية.
وكتب “المجتمع الاستيطاني نموذج ومثال في تطوير الأرض، والخدمة العسكرية المهمة في الجيش الإسرائيلي، والمساهمة في رعاية طلاب التوراة. لن نسمح لأقلية عنيفة ومتطرفة بأن تلطخ سمعة مجتمع كامل”.
ساهمت نافا فرايبيرغ وستاف ليفاتون في إعداد هذا التقرير