القوات الإسرائيلية تقتل مسلحين إثنين في جنين نفذا هجوم راح ضحيته 3 إسرائيليين في وقت سابق من الشهر
حماس تؤكد أن قتيبة الشلبي ومحمد نزال نفذا الهجوم؛ وزير الدفاع يقول إن دروس غزة تُطبق في الضفة الغربية وسط عملية جنين الكبرى
قال الجيش الإسرائيلي وجهاز الأمن العام (الشاباك) صباح الخميس إن المسلحين الفلسطينيين اللذان قتلهما جنود بالقرب من مدينة جنين بالضفة الغربية مساء الأربعاء كانا من بين مرتكبي هجوم إطلاق نار مميت في قرية الفندق في وقت سابق من الشهر الجاري.
وجاء القضاء عليهما وسط حملة عسكرية ضخمة في مخيم جنين للاجئين.
وأعلنت حركة حماس مسؤوليتها عن الهجوم الذي وقع في السادس من يناير، وقالت أيضا إن قتيبة الشلبي ومحمد نزال، اللذين قتلا في منطقة وادي برقين، نفذا عملية إطلاق النار التي راح ضحيتها ثلاثة إسرائيليين.
وقال الجيش الإسرائيلي إن قوات من وحدة الكوماندوز “دوفدوفان” وعناصر من الشاباك وجنود آخرين حاصروا مبنى في وادي برقين تحصن فيه المسلحون، ونفذوا تكتيكا يعرف باسم “طنجرة الضغط”، والذي يتضمن تصعيد النيران ضد المبنى لإخراج المشتبه بهم.
وبعد تبادل لإطلاق النار استمر نحو أربع ساعات، قُتل المسلحان اللذان نفذا إطلاق النار في الفندق، كما أصيب جندي إسرائيلي بجروح متوسطة، بحسب الجيش.
وبينما أعلنت حماس أن المسلحين الاثنين من أعضائها، قال الجيش والشاباك إنهما عضوان في حركة الجهاد الإسلامي الفلسطينية المتحالفة معها.

وأضاف الجيش أنه اعتقل أيضا عددا من المشتبه بهم الذين ساعدوا في تنفيذ عملية إطلاق النار خلال المداهمة الجارية في منطقة جنين.
ونفذ ثلاثة مسلحين على الأقل عملية إطلاق النار في الفندق في وقت سابق من الشهر، مما أسفر عن مقتل ضابط الشرطة خارج الخدمة إلعاد يعقوب فينكلشتاين والمدنيتين راحيل كوهين وعليزة رايز.
ويحقق الشاباك فيما إذا كان أحد المشتبه بهم الذين تم اعتقالهم في مكان تبادل إطلاق النار في وادي برقين هو المسلح الثالث في إطلاق النار في الفندق، أو ما إذا كان منفذ الهجوم ما زال طليقا.
وفي سياق منفصل، قال وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس الأربعاء إن القوات تطبق الدروس التي تعلمتها في غزة مع استمرار العملية في جنين التي قال الجيش إنها تستهدف التصدي لجماعات مسلحة مدعومة من إيران في مدينة جنين المضطربة بالضفة الغربية.
وقال ضابط في فرقة الضفة الغربية في الجيش الإسرائيلي للصحفيين اليوم الخميس إن عملية “السور الحديدية” أطلقت بهدف تحييد ما يسمى بكتيبة جنين، التي تتكون من عناصر تابعة لفصائل مثل حماس والجهاد الإسلامي الفلسطيني.
وأضاف الضابط أن المداهمات السابقة على جنين العام الماضي لم تحدد مثل هذا الهدف.
عملية “السور الحديدية” هي التوغل الثالث الكبير الذي يشنه الجيش الإسرائيلي في أقل من عامين في جنين، وهي معقل رئيسي للجماعات المسلحة، ومنها حركتا حماس والجهاد الإسلامي، اللتان قالتا إن قواتهما تقاتل القوات الإسرائيلية.
وتنتشر مئات القوات، بما في ذلك عدة وحدات من القوات الخاصة وضباط من حرس الحدود ووحدات أخرى من الجيش الإسرائيلي، مدعومة بطائرات مسيّرة ومروحيات، في مخيم جنين منذ صباح الثلاثاء. وقال الضابط إن القوات تقوم بمسح المنازل والاستيلاء على الأسلحة والقضاء على المسلحين.
وعندما بدأت المداهمة، انسحبت قوات الأمن التابعة للسلطة الفلسطينية من مخيم جنين للاجئين بعد أن نفذت عملية استمرت أسابيع في محاولة لإعادة فرض السيطرة على المنطقة.
وأفادت وسائل إعلام فلسطينية وإذاعة “كان” العامة الإسرائيلية إن قوات السلطة الفلسطينية لا تزال تعمل داخل وحول مدينة جنين نفسها، وتعتقل نشطاء فروا من عمليات الجيش.

وأفاد السكان بسماع دوي الانفجارات وإطلاق النار بشكل متواصل، كما أفادت خدمات الصحة التابعة للسلطة الفلسطينية بمقتل 10 أشخاص على الأقل يوم الثلاثاء. وقال ضابط في الجيش الإسرائيلي يوم الخميس إن 13 مسلحًا فلسطينيًا قُتلوا في الغارة حتى الآن.
إن غارة جنين تشكل تحولا في الخطة الأمنية للجيش في الضفة الغربية وإنها “الدرس الأول (المستفاد) من أسلوب الغارات المتكررة في غزة”.
وقال في بيان “لن نسمح لأذرع النظام الإيراني والإسلام السني المتطرف بتعريض حياة المستوطنين (الإسرائيليين) (في الضفة الغربية) للخطر وإقامة جبهة إرهابية شرق دولة إسرائيل”.
واندلعت الحرب الإسرائيلية في غزة ردا على غزو في 7 أكتوبر 2023 الذي أسفر عن مقتل نحو 1200 شخص، معظمهم من المدنيين، وأسر 251 شخصًا كرهائن. وقد دمرت الحرب مساحات واسعة من القطاع بعد 15 شهرًا من القصف.
وبدأت عملية جنين بعد يومين من بدء سريان اتفاق وقف إطلاق النار في غزة والذي سيشهد إطلاق سراح بعض الرهائن المحتجزين بعد 15 شهراً من الأسر. كما ستفرج إسرائيل أيضاً عن ما يقرب من ألف أسير أمني فلسطيني محتجزين في إسرائيل، كما انسحبت قواتها من مواقعها في العديد من مناطق القطاع.
وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي نداف شوشاني إن تزايد استخدام المسلحين للقنابل المزروعة على جوانب الطرق وغيرها من العبوات الناسفة بدائية الصنع هو أمر موضع اهتمام خاص في العملية، التي شملت استخدام جرافات مدرعة لتجريف الطرق في مخيم اللاجئين المجاور للمدينة.

وقال الجيش يوم الأربعاء إنه أمر الفلسطينيين في مستشفى في جنين بالبقاء داخل المركز الطبي لعدة ساعات بينما قامت القوات بإزالة العبوات الناسفة التي يشتبه أن مسلحون زرعوها في المنطقة.
وقال الجيش في بيان “في أعقاب مخاوف من وجود عبوات ناسفة على الطرق القريبة من مستشفى جنين، عملت قوات الأمن في المنطقة طوال الليل لتحييد العبوات الناسفة”.
“ونتيجة لذلك، طلب من المقيمين في المستشفى البقاء داخله حفاظا على سلامتهم، وبعد نشاط القوات في المنطقة، أصبح الخروج من المستشفى ممكنا عبر طرق منظمة وآمنة”، قال الجيش.
وأضاف الجيش إن قواته لم تدخل المستشفى ولم تحاصر المراكز الطبية الأخرى في جنين.
ومع استمرار العملية، غادر نحو 2000 فلسطيني منازلهم في المخيم، وهو بلدة مزدحمة بأحفاد الفلسطينيين الذين فروا أو طردوا من منازلهم في حرب عام 1948.
وقالت امرأة تدعى أم محمد “إحنا بالدار اطلعنا، نسقوا لنا مع إسعاف، الحمد لله، الله من فوق نجانا، مرقونا (أخرجونا) الحمد لله، إحنا طلبنا يطلعونا”.
حواجز مكتظة
وقبل هذه الغارة، أقيمت حواجز في مختلف أنحاء الضفة الغربية في محاولة لإبطاء الحركة فيها.
وأمر المجلس الأمني الإسرائيلي الجيش بإقامة عشرات الحواجز الإضافية في أنحاء الضفة الغربية أثناء تطبيق اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، وهو ما أدى إلى اختناقات مرورية شديدة للفلسطينيين في أنحاء الضفة، بحسب ما ذكرت صحيفة هآرتس الأربعاء.
وتتطلب هذه الخطوة من الجيش إيقاف وتفتيش كل مركبة فلسطينية تمر عبر الحواجز، وقد تم توجيه هذه الاوامر بسبب مخاوف من اندلاع الاضطرابات في ظل إطلاق سراح الأسرى الأمنيين الفلسطينيين كجزء من صفقة الرهائن في غزة. ولكن قالت صحيفة هآرتس أن الحواجز نفسها قد تؤدي إلى إشعال الاضطرابات في المنطقة، حيث أصبح الفلسطينيون الآن غير قادرين على دخول قراهم والخروج منها في كثير من الأحيان.

وقالت إحدى سكان منطقة رام الله لصحيفة “هآرتس” إنها انتظرت ثلاث ساعات في زحمة السير من أجل الوصول إلى منزلها، ولم تتمكن من اصطحاب أطفالها من المدرسة.
وقالت “لم نشهد حالة مثل هذه من قبل، حتى في بداية الحرب”.
وقال مواطن آخر من قرية خارج رام الله إن العودة إلى المنزل من المدينة تستغرق الآن ثماني ساعات.
“ما سبب ذلك؟ لا نعلم. إنها طنجرة ضغط. إنه أمر لا يصدق. الانتقال من رام الله إلى القرية يشبه الانتقال من بلد إلى آخر”، قال لصحيفة هآرتس.
وبحسب السلطة الفلسطينية، يوجد حاليا 900 حاجز في مختلف أنحاء الضفة الغربية.
ساهم طاقم تايمز أوف إسرائيل ووكالة رويترز في إعداد هذا التقرير.