إسرائيل في حالة حرب - اليوم 536

بحث

القوات الإسرائيلية تدخل مدينة غزة مع تكثيف الهجوم البري، وارتفاع حصيلة قتلى الجيش الإسرائيلي

رئيس أركان الجيش الإسرائيلي يقول إن الوقود قد يدخل غزة إذا نفد في المستشفيات؛ استمرار استهداف جنوب ووسط إسرائيل بالصواريخ؛ رئيس الوزراء: الحملة العسكرية شهدت "نجاحات مبهرة للغاية"

تظهر هذه الصورة التي نشرها الجيش الإسرائيلي يوم الخميس 2 نوفمبر 2023، العمليات البرية داخل قطاع غزة.  (Israel Defense Forces via AP)
تظهر هذه الصورة التي نشرها الجيش الإسرائيلي يوم الخميس 2 نوفمبر 2023، العمليات البرية داخل قطاع غزة. (Israel Defense Forces via AP)

قال رئيس أركان الجيش الإسرائيلي إن الجنود الإسرائيليين وطوابير مدرعات، مدعومين بسلاحي الجو والبحرية، توغلوا داخل مدينة غزة يوم الخميس، واصفا التقدم بأنه “مرحلة مهمة أخرى في الحرب”، وأشار إلى أن إسرائيل قد تسمح بنقل الوقود الذي طال انتظاره إلى مستشفيات القطاع.

سيكون السيطرة على المدينة، وهي أكبر مدينة في غزة ومعقل حكام حماس في القطاع، مهمة شاقة للجيش الإسرائيلي، الذي ستجبر تطلعاته في الإطاحة بحركة حماس الجنود على القتال عبر المتاهة الحضرية المزدحمة المليئة بالقنابل والأفخاخ المتفجرة والتي تمر تحتها شبكة واسعة من الأنفاق التي يستخدمها المسلحون لنصب الكمائن أو مباغتة القوات.

وفي بيان أدلى به من قاعدة جوية، قال رئيس أركان الجيش الإسرائيلي هرتسي هليفي إن القوات حاصرت المدينة في الجزء الشمالي من القطاع من عدة اتجاهات.

وقال هليفي: “لقد تقدمنا مرحلة مهمة أخرى في الحرب. القوات متواجدة في قلب شمال غزة، وتعمل في مدينة غزة، وتحاصرها، وتعمق [الهجوم البري] وإنجازاته”. وقال الجيش إن حوالي 130 من مسلحي حماس قُتلوا في معارك بالأسلحة النارية مع الجنود الإسرائيليين بعد ظهر الخميس وفي وقت مبكر من المساء.

بعد 27 يوما من قيام مسلحي حماس بتنفيذ هجوم دام واسع النطاق في جنوب إسرائيل، وإغراق المنطقة في حالة حرب، واصلت الفصائل المسلحة الفلسطينية إطلاق الصواريخ على إسرائيل، مع عدة رشقات صاروخية استهدفت وسط البلاد، مما أدى إلى انطلاق صفارات الإنذار في ريشون لتسيون واللد والرملة وروش هعاين، وكذلك باتجاه مدينة بئر السبع جنوبا. وأصاب صاروخ أطلق من غزة منزلا في وسط إسرائيل، مما تسبب في أضرار جسيمة، ولكن دون وقوع إصابات، حيث احتمى سكانه في غرفة آمنة.

وارتفع عدد قتلى الجيش الإسرائيلي الى 19 جنديا تم تأكيد مقتلهم منذ بداية العملية البرية قبل ستة أيام، من ضمنهم ضابط كبير. كما أصيب عدد آخر من الجنود في القتال، بعضهم بجروح خطيرة.

رئيس أركان الجيش الإسرائيلي هرتسي هليفي يتحدث إلى الصحفيين من قاعدة للقوات الجوية الإسرائيلية، 2 نوفمبر، 2023. (Screenshot: Israel Defense Forces)

وقال الجيش مساء الخميس إن سلاح الجو واصل أيضا غاراته على غزة، مضيفا أن الطائرات قصفت عددا من المقرات العسكرية التي يستخدمها مسؤولون كبار في حماس، من بين أهداف أخرى تابعة للحركة.

وشاركت قوات البحرية أيضا في القتال، حيث قال الجيش الإسرائيلي إن زوارق صواريخ ساعدت القوات البرية من خلال ضرب المباني المفخخة ومواقع المراقبة التابعة لحماس. وقال الجيش أنه قصف أيضا عدة مواقع تابعة للقوات البحرية التابعة لحركة حماس على طول الساحل.

وقال الناطق بلسان الجيش الإسرائيلي دانيئل هغاري مساء الخميس إن القوات البرية “طوقت بالكامل مدينة غزة، مركز نشاط حماس” في القطاع. وردا على سؤال حول وقف محتمل لإطلاق النار، قال هغاري إن “مصطلح ’وقف إطلاق النار’ ليس مطروحا على الإطلاق في الوقت الحالي”.

ونقلت وكالة “رويترز” عن العميد عيدو مزراحي، كبير المهندسين العسكريين الإسرائيليين، قوله يوم الخميس إن “حماس تعلمت وأعدت نفسها جيدا” للغزو البري الإسرائيلي، مشيرا إلى أن القوات تواجه باستمرار ألغاما وأفخاخا مفخخة وكمائن.

وقال رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، أثناء زيارته لقاعدة عسكرية في وسط إسرائيل يوم الخميس، إن حملة الجيش الإسرائيلي “تسير على قدم وساق. لقد حققنا نجاحات مبهرة للغاية، وقد تجاوزنا بالفعل ضواحي مدينة غزة، وما زلنا نتقدم”.

تظهر هذه الصورة التي نشرها الجيش الإسرائيلي يوم الخميس 2 نوفمبر 2023، العمليات البرية داخل قطاع غزة. (Israel Defense Forces via AP)

وكرر دعوته للمدنيين في غزة غير المشاركين في عمليات حماس “ارحلوا، ارحلوا، تحركوا جنوبا، لأننا لن نوقف عملياتنا للقضاء على إرهابيي حماس. سنمضي قدما وسننتصر”.

وقد نزح ما يقدر عددهم بنحو 800 ألف فلسطيني إلى الجنوب من مدينة غزة والمناطق الشمالية الأخرى في أعقاب دعوات إسرائيلية متكررة للإخلاء، لكن مئات الآلاف ما زالوا في الشمال، بما في ذلك العديد ممن غادروا ثم عادوا لاحقا لأن إسرائيل تشن أيضا غارات جوية في الجنوب.

وقال هليفي إن القوات الإسرائيلية تقاتل “في منطقة حضرية كثيفة ومعقدة، الأمر الذي يتطلب قتالا احترافيا وشجاعة”، ويتضمن قتالا من مسافة قريبة.

وأضاف أن “قوات البرية مصحوبة بمعلومات استخباراتية دقيقة ونيران من الجو والبحر. هذه الشراكة تجعل القتال أكثر فعالية بكثير” مشيرا إلى أن “العشرات من نشطاء حماس” يُقتلون كل يوم.

ومع ذلك، قال هليفي إن للحرب “ثمن صعب ومؤلم”، مشيرا إلى حصيلة القتلى، مضيفا “لقد فقدنا أفضل أبنائنا في الحرب، ونحن نحتضن عائلاتهم”.

قوات الجيش الإسرائيلي تعمل في شمال غزة، 1 نوفمبر، 2023. (IDF)

وصلت القوات الإسرائيلية إلى مدينة غزة بعد عدة أيام من القتال على مشارف المدينة، بما في ذلك شن غارات جوية كبيرة على أجزاء من جباليا، وهي ضاحية مزدحمة بالمباني السكنية الشاهقة. خلال الليل، نصبت حماس كمينا ضخما للقوات، وخرج مقاتلوها من الأنفاق وهاجموا الجنود الإسرائيليين بالصواريخ المضادة للدبابات، وقذائف الهاون، والطائرات المسيرة. قُتل نحو 20 عضوا من الحركة عندما حاولوا دخول ناقلات الجنود المدرعة والسيطرة عليها قبل أن يتصدى الجنود لهم، بما في ذلك من خلال القصف المدفعي والغارات الجوية.

وأظهرت لقطات وتسجيلات صدرت يوم الخميس معركة دراماتيكية ليلا بين عناصر لواء “غولاني” ومقاتلين من حركة حماس في قطاع غزة، تمكنت خلالها القوات من صد كمين وقتل العشرات من المسلحين بعد أن خرجوا من الأنفاق تحت الأرض.

وذكر موقع “واللا” الإخباري أن جنود الهندسة بدأوا بمساعدة جرافات مدرعة في تفكيك الأنفاق في مناطق شمال غزة التي سيطرت عليها القوات بالفعل. ولم يكن هناك تأكيد فوري من الجيش الإسرائيلي.

وقال وزير الدفاع يوآف غالانت يوم الخميس إن لدينا “حلولا فريدة للوصول إلى جميع الأنفاق وتفكيكها تحت الأرض – ونحن مستعدون للقيام بذلك”، في تصريحات لجنود وحدة “يهالوم” للهندسة القتالية.

وجاء التقدم في مدينة غزة قبل يوم واحد من وصول وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن إلى إسرائيل ومع تصاعد الضغوط العالمية لتفعيل “هدنة” إنسانية للقتال بالإضافة إلى زيادة حجم عبور المساعدات عبر رفح. قبل مغادرته، قال بلينكن إنه سيسعى إلى “خطوات ملموسة” لتقليل الضرر الذي يلحق بالمدنيين في غزة خلال رحلته إلى المنطقة، والتي تشمل محطة في الأردن.

ردا على سؤال أحد الصحفيين يوم الخميس، قال هليفي إن إسرائيل ستسمح بدخول الوقود إلى غزة عبر معبر رفح مع مصر إذا خلصت إلى أن الوقود قد نفد من المستشفيات.

صورة تظهر مستشفى روماه ساكيت الإندونيسي في مدينة غزة، 1 نوفمبر، 2023. (Bashar Taleb/AFP)

ورفضت إسرائيل مرارا السماح بدخول الوقود، مشيرة إلى مخاوف من إمكانية استخدامه من قبل حماس لتعزيز جهودها ضد إسرائيل. وأشار هليفي إلى أن المستشفيات في القطاع، التي تعتمد على الوقود لتشغيل المولدات، تحذر منذ أكثر من أسبوع من أن الوقد على وشك النفاد، ولكن لم يحدث ذلك حتى الآن.

وقال “لم ندخل الوقود حتى هذه المرحلة. نحن نتحقق من الوضع في القطاع كل يوم. منذ أكثر من أسبوع يقولون لنا أن الوقود في المستشفيات سوف ينفد، ولم يحدث ذلك. سنرى متى سيأتي ذلك اليوم. سيتم نقل الوقود، تحت رقابة، إلى المستشفيات، وسنبذل قصارى جهدنا لضمان عدم وصوله إلى البنية التحتية لحماس وألا يخدم أهداف [حماس] الحربية”.

بعد وقت قصير من تصريحات هليفي، أصدر مكتب رئيس الوزراء بيانا مقتضبا أشار فيه فقط إلى أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو “لم يوافق على دخول الوقود إلى غزة”.

واتهمت إسرائيل حماس مرارا بسرقة وتخزين الوقود في القطاع المخصص للمستشفيات والاستخدامات الإنسانية، وتحويله لأغراض إرهابية. ونشر الجيش الإسرائيلي صورا في الأسبوع الماضي لنصف مليون لتر من الديزل قال إن الحركة تحتجزها في القطاع.

صورة تم التقاطها من الجانب الإسرائيلي من الحدود مع قطاع غزة في 2 نوفمبر، 2023، تظهر الدخان يتصاعد خلال الغارات الإسرائيلية على قطاع غزة. (JACK GUEZ / AFP)

وقالت وزارة الصحة التي تديرها حركة حماس في غزة يوم الخميس إن أكثر من 9000 فلسطيني قُتلوا منذ اندلاع الحرب قبل أكثر من ثلاثة أسابيع، من بينهم 3760 طفلا. ولا يمكن التأكد من العدد بشكل مستقل، وقد تم اتهام الحركة بتضخيم عدد القتلى. الأرقام لا تفرق بين المسلحين والمدنيين ولا بين القتلى في الغارات الإسرائيلية والذين قُتلوا جراء مئات الصواريخ التي أطلقتها الفصائل الفلسطينية وسقطت داخل القطاع.

أعلنت إسرائيل الحرب، بهدف القضاء على حماس، في أعقاب الهجوم المدمر الذي شنته الحركة في 7 أكتوبر، والذي قُتل فيه حوالي 1400 إسرائيليا، وتم اختطاف مئات آخرين.

في وقت سابق الخميس، قال الناطق بلسان الجيش الإسرائيلي دانيئل هغاري إن الجيش أبلغ عائلات 242 رهينة بأن اقاربهم محتجزون في قطاع غزة، بزيادة اثنين عن العدد السابق. وأضاف أن العدد ليس نهائيا حيث يحقق الجيش في معلومات جديدة. ولا يشمل هذا الرقم الرهائن الذين أطلق سراحهم أو تم إنقاذهم بالفعل، ولا اثنين من المدنيين المحتجزيْن في غزة منذ عدة سنوات.

قوات الجيش الإسرائيلي تعمل في شمال غزة في 1 نوفمبر، 2023. (IDF)

وقال هليفي يوم الخميس أنه من أجل الأمن الإسرائيلي والاستقرار الإقليمي ومصلحة سكان غزة، “لن يكون من الصواب أن تبقى حماس مسيطرة على غزة. من سيكون هناك؟ سنترك ذلك لمناقشات أخرى”.

وأشار قائد الجيش أيضا إلى أن الجيش لديه “التزام” بإعادة جميع الرهائن الذين تحتجزهم حماس والفصائل الفلسطينية الأخرى في قطاع غزة، وقال إن الجيش يقاتل “باسم قدسية الحياة ضد عدو نقش الموت على رايته. نحن نقاتل من أجل حقنا في العيش بأمان”.

وأضاف أنه “ليس لدينا دولة أخرى في مواجهة الشر المطلق. نحن نعمل بذكاء وتصميم”.

ساهم في هذا التقرير طاقم تايمز أوف إسرائيل

اقرأ المزيد عن