“القهوة كانت لا تزال ساخنة”: جنرال إسرائيلي يقول إن الجيش كان على بعد “دقائق” من القبض على يحيى السنوار
في مقابلة، البريغادير جنرال دان غولدفوس يصف كيفية عثور القوات على مخبأ زعيم حماس تحت الأرض، ويتحدث عن نجاحات الجيش الإسرائيلي في الحرب وأهمية الحفاظ على القيم
قال قائد الفرقة 98 في الجيش الإسرائيلي المنتهية ولايته في مقابلة أجرتها معه أخبار القناة 12 وتم بثها يوم الأحد إن القوات كانت “على بعد دقائق” من القبض على زعيم حماس يحيى السنوار في أحد أنفاق غزة.
في المقابلة المطولة، سُئل البريغادير جنرال غولدفوس عن مدى اقترابه من القبض على الرأس المدبر لهجوم السابع من أكتوبر الذي شنته حماس على إسرائيل، فأجاب: “كنا قريبين. كنا في مجمعه. وصلنا إلى مجمع تحت الأرض. كان ذلك ’ساخنا’”.
وسئل عما يعنيه ذلك.
“لقد وجدنا هناك الكثير من المال. كانت القهوة لا تزال ساخنة. وكانت الأسلحة متناثرة في كل مكان”.
كان ذلك إذا بعد دقائق من مغادرته؟
ورد غولدفوس “دقائق، حقا”.
قالت إسرائيل إن السنوار هو “هدف للقتل” باعتباره مهندس هجوم السابع من أكتوبر، والذي تم التخطيط له بالتعاون مع قائد الجناح العسكري لحماس محمد الضيف. قُتل الضيف على يد الجيش الإسرائيلي الشهر الماضي. كما اغتيل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية في انفجار في طهران قبل أسبوعين، في عملية لم تعلن إسرائيل مسؤوليتها عنها. ومنذ ذلك الحين تم اختيار السنوار لخلافته.
نشر الجيش الإسرائيلي مقطع فيديو في فبراير يظهر جنودا يقومون بجولة في أحد الأنفاق التي كان السنوار وعائلته ومسؤولون كبار آخرون في حماس يستخدمونها كمجمع أثناء الحرب.
وأظهر الفيديو أن النفق كان يحتوي على حمامين ومطبخ مجهز ومنطقة للنوم وغرفة منفصلة قال الجيش الإسرائيلي إنها تعود إلى السنوار نفسه، حيث عثر الجنود على خزنة احتوت على ملايين الدولارات نقدا.
يعد غولدفوس أحد كبار الضباط الذين قادوا الهجوم ضد حماس في غزة. وقد تم تعيينه كرئيس جديد لفيلق الشمال ومجموعة المناورات المشتركة متعددة المجالات، وسيتم ترقيته قريبا إلى رتبة ميجر جنرال.
وفي وصفه لنجاحات الجيش في حربه ضد حماس، قال غولدفوس إن قوات الجيش الإسرائيلي نجحت في تفكيك المنظمة فوق وتحت الأرض.
وقال “لا يحدث هذا في يومين. أعلم أن الجميع يريدون أن يحدث ذلك بسرعة، ونحن كذلك، لكننا نفكك بنية تحتية موجودة منذ سنوات عديدة”.
وأضاف أنه عندما دخلت الفرقة 98 خان يونس لأول مرة، استغرق الأمر 10 ساعات لتجاوز دفاعات حماس، بينما عندما شنوا عملية أخرى في المدينة الأسبوع الماضي، استغرق الأمر ساعة ونصف فقط.
وعندما سئل عما إذا كان مهووسا بمنظومة أنفاق حماس، أجاب أنها كانت مركز ثقل الحركة، ويجب إزالتها حتى يكون بالإمكان هزيمة حماس بشكل كامل.
وقال “عندما أخطط لعملية الآن، أنظر أولا تحت الأرض، ومن هناك، أنطلق فوق الأرض”.
وأضاف أنه عندما تسيطر القوات على الأنفاق، “فهذا يعني أنه يمكنك تنفيذ أنشطة أكثر تعقيدا لأن حريتك في التصرف أكبر بكثير. إنه إنجاز حقيقي. إنه المكان الذي توجد فيه حماس وقوتها حتى اليوم، ونحن نعمل على تفكيكه”.
وقال غولدفوس إن جزءا مما مكن الجيش من النجاح في غزة هو أن “الجميع عادوا إلى رشدهم” بعد الصدمة الأولية في السابع من أكتوبر، عندما اخترق الآلاف من مسلحي حماس حدود غزة، واقتحموا البلدات والقواعد العسكرية الإسرائيلية وقتلوا نحو 1200 شخص، معظمهم من المدنيين، واحتجزوا 251 آخرين كرهائن.
وبعد السابع من أكتوبر، “استغرق الأمر بعض الوقت حتى يستعيد النظام رشده، من رئيس الأركان [هرتسي هليفي] إلى كل جندي”، كما قال.
وقال “أعتقد أن النظام يعمل بشكل ممتاز الآن ويتم اتخاذ القرارات. هناك حوار ممتاز بين القادة والمستوى العملياتي. إن نظامنا وقادتنا وجنودنا ــ شعورهم بالقدرة لا يصدق”، مضيفا أن هذا الجيل من الجنود هو “جيل من الرابحين”.
وعلى الرغم من نجاحات فرقته في الحرب، قال غولدفوس إنه لا يزال ينهي فترة ولايته كقائد لها في حالة من الاضطراب العاطفي.
وقال “نحن ننتصر، وهذا مهم للغاية… من ناحية أخرى، هناك 115 رهينة لا يزالون على الجانب الآخر، ونحن بحاجة إلى بذل كل ما في وسعنا لاستعادتهم”، مضيفا أنه فقد 182 جنديا منذ السابع من أكتوبر، وأعرب عن أسفه لأنه لم يتمكن من زيارة جميع عائلاتهم. “سيحدث ذلك الآن”.
وفيما يتعلق بالانتقادات التي وجهت للجيش الإسرائيلي بعد أحداث السابع من أكتوبر، قال غولدفوس إنها كانت طبيعية وعادلة، وإن وظيفته هي أن يفعل كل ما في وسعه لتقديم إجابات جيدة على أسئلة الناس.
وقال “سنقدم إجابات. نحن نحقق، لكننا نقاتل ونمضي قدما أيضا”.
وفي معرض حديثه عن خطاب ألقاه في مارس وواجه بسببه ردود فعل عنيفة بعد أن قال للسياسيين إنهم يجب أن يستحقوا تضحيات الجيش الإسرائيلي وجنوده، قال غولدفوس إنه اعتذر لهليفي عن الطريقة التي ألقى بها الخطاب.
جاءت تعليقاته للسياسيين في نهاية بيان معد مسبقا، لكن التصريحات الإضافية لم تتم الموافقة عليها قبل أن يقوم بإلقائها.
وقال: “بصفتي قائدا في جيش الدفاع، لا أعتقد أنني كنت أقصد الإضرار بقيم جيش الدفاع أو هيبته، وخاصة رئيس الأركان. وأعتقد أنه عندما ننظر إلى جنودنا، فإننا نقاتل معا، لذا أعتقد أنه يمكننا أيضا أن نعيش معا”.
وعندما سُئل عما إذا كان قد فكر في الاستقالة من الجيش الإسرائيلي في مرحلة ما، قال غولدفوس إنه فكر في ذلك لأن المسؤولية قد تكون صعبة.
وأضاف: “لكن بعد ذلك، تجمع شتات نفسك، وتنظر إلى الجنود والقادة، وأنظر إلى هذه الأمة التي أحبها كثيرا. من المستحيل علينا ألا نستمر. ليس لدينا الحق في الاستسلام. ليس لدينا أي مكان آخر … يتعين علينا إيجاد الحلول معا، ويتعين علينا أن نستحق التضحيات معا. يتعين علينا إيجاد طريقة للتغلب على خلافاتنا. يتعين علينا الدفاع عن البلاد معا”.
واختتم اللقاء مع غولدفوس بسؤاله عن شكل النصر الذي يتصوره في الحرب.
أولا وقبل كل شيء، كما قال، سيأتي النصر الحقيقي عندما تُهزم حماس بالكامل ولا تتمكن من التعافي، ولكن من الضروري أن يحافظ الجيش على قيمه خلال ذلك.
وقال: “قيمنا ليست للعدو. قيمنا لنا، لحمايتنا. أنا أفضل من الجانب الآخر، ولا أنوي أن أصبح حماس. أنا في دولة إسرائيل، دولة يهودية ديمقراطية، بكل ما يترتب على ذلك”، مضيفا أنه من الخطأ الاعتقاد بأن قيم الجيش الإسرائيلي تشكل عقبة في القتال.
“من أجل تنفيذ الإجراءات المعقدة والقيمة والدقيقة التي نقوم بها، تلك التي تدمر العدو وتسحقه فوق وتحت الأرض، يتعين علينا التمسك بقيمنا”.
الحرب في غزة مستمرة منذ 10 أشهر منذ هجوم حماس في 7 أكتوبر على إسرائيل والذي قتل فيه المسلحون حوالي 1200 شخص، واختطفوا 251 آخرين. ويعتقد الجيش الإسرائيلي أن 111 رهينة ما زالوا في غزة، بما في ذلك 39 أكد أنهم لم يعودوا على قيد الحياة.
كما تحتجز حماس مواطنيّن إسرائيلييّن دخلا القطاع في عامي 2014 و2015، بالإضافة إلى رفات جنديين إسرائيليين قُتلا في عام 2014.
وتقول وزارة الصحة في غزة التي تديرها حماس إن أكثر من 39 ألف فلسطيني في القطاع قُتلوا حتى الآن، رغم أنه لا يمكن التحقق من هذا العدد وهو لا يميز بين المدنيين والمقاتلين. وتقول إسرائيل إنها قتلت نحو 15 ألف مقاتل في المعركة ونحو 1000 مسلح داخل إسرائيل خلال هجوم السابع من أكتوبر. كما تقول إنها تسعى إلى تقليل عدد القتلى المدنيين وتؤكد أن حماس تستخدم المدنيين في غزة كدروع بشرية، وتقاتل من مناطق مدنية بما في ذلك المدارس والمساجد.
بلغت حصيلة قتلى إسرائيل في الهجوم البري ضد حماس في غزة وفي العمليات العسكرية على طول الحدود مع القطاع 332 قتيلا.
ساهم في هذا التقرير إيمانويل فابيان