القناة 13 الإسرائيلية تثير الجدل بعد بث لقطات لمراسلها خلال زيارته مدينة مكة المكرمة
بعد الغضب، التزمت القناة 13 بتقريرها لكنها قدمت اعتذارا "إذا تعرض أي شخص للإهانة"

تواجه أخبار القناة 13 الإسرائيلية انتقادا شديدا بعد بث لقطات لمراسلها أثناء زيارته لمدينة مكة المكرمة، في تحد لحظر قائم منذ فترة طويلة من قبل السلطات السعودية على دخول غير المسلمين.
مساء الإثنين، بثت القناة الإخبارية تقريرا تلفزيونيا لمحررها غيل تماري، الذي تمكن من دخول المدينة وتجاوز بعض أبرز مواقعها، بما في ذلك المسجد الحرام الذي يضم الكعبة المشرفة، أقدس الأماكن في الإسلام.
لكن بينما أشارت القناة إلى زيارة تماري على أنها “إنجاز صحفي مهم”، فإن الآخرين – بما في ذلك في إسرائيل – كانوا أقل إعجابا، وانتقدوا تماري والقناة لعدم احترام التقاليد الإسلامية.
منذ بث التقرير، كان الهاشتاغ العربي “يهودي في الحرم” – الذي يشير إلى المسجد الحرام – ينتشر على “تويتر”، حيث أعرب العديد من المستخدمين عن غضبهم.
استنكر المدون السعودي محمد سعود، الذي زار إسرائيل من قبل وأعرب عن دعمه القوي للتطبيع مع الدولة اليهودية، الحادث على تويتر.
“أصدقائي الأعزاء في إسرائيل، دخل أحد مراسليكم مدينة مكة المكرمة وصوّرها دون أي خجل. هذا يشبه دخولي كنيسا وقراءة التوراة”. قال سعود في مقطع فيديو عبري.”عار عليكم، القناة 13، يجب أن تخجلوا من عدم احترام الإسلام بهذه الطريقة”.
חברים יקרים שלי בישראל, כתב שלכם נכנס לעיר מכה הקדושה לאיסלאם, וצילם בלי בושה, זה כמו שאני אכנס לבית הכנסת ואקרא בתורה, בושה וחרפה ערוץ 13, תתביישו ככה לפגוע בדת האיסלם, אתם חצופים @newsisrael13 pic.twitter.com/6ILhXjlJ4r
— محمد سعود מוחמד סעוד Mohammed Saud (@mosaud08) July 18, 2022
لم يقتصر انتقاد تماري على المسلمين، حيث تعاطف العديد من المستخدمين الإسرائيليين اليهود مع سعود وطالبوا بمعاقبة القناة 13 على الحادثة.
“أشعر بالخجل من تماري من كل قلبي. إنه لا يمثلني ولا يمثلنا. يحترم الشعب الإسرائيلي كل الأديان ويحتقر أي شخص يتصرف على هذا النحو. آمل أن يعاقب بشدة”، كتب مستخدم يُعرف باسم رود ليور ردا على مشاركة سعود.
“محمد، أنت على صواب 100%. إنه مقرف للغاية. إذا كنت قد قرأت ردود فعل الإسرائيليين على التغريدات حول هذا الموضوع، فسترى أن الغالبية العظمى من الإسرائيليين يتفقون معك ويريدون معاقبة الصحفي والقناة التلفزيونية بشدة”، كتب مستخدم آخر بإسم إسرائيلي.
كما انتقدت عوفرا لاكس، الصحفية اليهودية المتدينة، تماري ، مشيرة إلى افتقاره إلى الحساسية تجاه الدين.
“يبدأ احترام الدين أيضا في معرفة واحترام دينك ودين عائلتك وشعبك ودائرتك الداخلية. بدون ذلك، لن تفهم أبدا الأشخاص المتدينين. بدون ذلك، سوف تدوس بوقاحة على الأديان الأخرى. تماري، يا لها من خيبة أمل”، كتبت.
بعد الغضب، التزمت القناة 13 بتقريرها لكنها قدمت اعتذارا “إذا تعرض أي شخص للإهانة”.
“زيارة محرر أخبار العالم غيل تماري إلى مكة إنجاز صحفي مهم، ولم يكن القصد منه إهانة المسلمين”، قالت الشبكة. “نعتذر إذا تممت إهانة أي شخص. للتوضيح: الفضول الصحفي هو روح مهنة الصحفي. تتجذر مبادئ الصحافة في الوصول إلى أي مكان وتوثيق الأحداث بشكل مباشر”.
“هذه المبادئ أرشدتنا في هذه المهمة الصحفية أيضًا وسمحت للعديد من المشاهدين بلمحة أولية وشبه مباشرة إلى هذا المكان المهم. يأتي ذلك بعد الإثارة التي أحاطت بتدفئة العلاقات مع السعوديين. نعتقد أن التعرف على مكان ما بشكل مباشر يساهم فقط في القبول الديني والحوار من مكان يسعى إلى دراسة وفهم معتقدات الآخرين”.
מכה היא העיר הכי קדושה לאיסלאם ומוקפת בכניסתה במצלמות משוכללות כדי למנוע כניסה למי שאינו מוסלמי. גיל תמרי היה לכתב הישראלי הראשון שהצליח להיכנס ולצאת למסע בעיר. ומה קרה כשחשדו בו? הכתבה המלאה – הערב במהדורה המרכזית@tamarygil pic.twitter.com/BzYKXP06P0
— חדשות 13 (@newsisrael13) July 18, 2022
غرد تماري بعد ظهر الثلاثاء أن زيارته إلى مكة “لم تكن تهدف إلى الإساءة إلى المسلمين أو أي شخص آخر… كان الهدف من هذا المسعى برمته هو إبراز أهمية مكة وجمال الدين، وبالتالي تعزيز المزيد من التسامح الديني والشمول”.
“الفضول هو جوهر الصحافة ومركزها، وهذا النوع من اللقاءات الصحفية المباشرة هو ما يميز الصحافة الجيدة عن الصحافة العظيمة”، أضاف تماري.
Disclaimer: I would like to reiterate that this visit to Mecca was not intended to offend Muslims, or any other person. If anyone takes offense to this video, I deeply apologize. The purpose of this entire endeavor was to showcase the importance of Mecca and the beauty
…. https://t.co/aAxipctRrG— גיל תמרי (@tamarygil) July 19, 2022
سافر العديد من الصحفيين الإسرائيليين إلى السعودية الأسبوع الماضي لتغطية زيارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، ولكن يبدو أن تماري هو الوحيد الذي دخل مكة.
رفضت السعودية الاعتراف بالدولة اليهودية عام 1948 وتحتفظ بهذه السياسة جزئيا بسبب الصراع الإسرائيلي الفلسطيني. لكن ذلك بدأ يتغير في السنوات الأخيرة، بمحاولات خلف الكواليس لتعزيز التعاون الدبلوماسي والأمني في مواجهة التهديد الإيراني.
وأعلنت السعودية يوم الجمعة، فتح مجالها الجوي أمام جميع الرحلات الجوية المدنية، في خطوة اعتُبرت على نطاق واسع جزءا من جهود توسطت فيها الولايات المتحدة لدفع خطوات التطبيع بين اسرائيل والرياض. وجاء الإعلان أثناء زيارة بايدن لإسرائيل، قبل ساعات من سفره إلى جدة والتقى بقادة سعوديين.
لكن وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان قال يوم السبت إن قرار الرياض فتح مجالها الجوي “لا علاقة له بالعلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل” و”ليس بأي حال من الأحوال مقدمة لأي خطوات أخرى” نحو التطبيع.
تعليقات على هذا المقال